السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....
كل ادباء المهجر كانوا نوعا خاصا لن يتكرر ..
"جبران" برومانسيته المفرطة التي تغوص في الذات البشرية لتحلل سلوكها و احيانا نراه عبر كتاباته يتحاور معها و يتجادل معها ...
فعلا كتاباتهم تستحق المرور عليها ففيها الشيء الكثير.. و لا مناص من الثاتر بها
اسعدني فعلا استاذ رضا ان ما اخترته اعجبك و ذكرك بفترة من حياتك الادبية ...
" دعني يا لائمي و وحدتي ، استحلفك بحب يضم نفسك بجمال الرفيقة و يوثق قلبك بحنو الام و يربط فؤادك بعواطف الابن ، ان تتركني و حالي.
خلني و شاني و احلامي و اصبر الى الغد ، فالغد يقضي علي بما يشاء
محضتني النصح و النصحطيف يسير بالنفس الى مرتع الحيرةو يقودها الى حيث الحياة جامدة كالتراب
لي قلب صغير اريد ان اخرجه من ظلمة صدري و احمله على كفي متفحصا اعماقه و مستحكيا اسراره ، فلا تترصده يا لائمي بنبال مذاهبك مسببا خوفه و اختفاءه ضمن قفص الضلوع قبل ان يكسب دماء خفاياه و يقوم بفرض عقدته الالهة عندما ابتدعته من الجمال و الحب.
هنا قد طلعت الشمس و غرد الهزازو البلبلو تصاعدت ارواح الاس و المنثور انا اريد النعتاقمن لحف الكرى لاسير مع الحملان البيضاء ، فلا تعنفني يا لائمي و لا تخفني باسد الغاب و صل الوادي ، لان نفسي لا تعرف الجزع و لا تنذر بالسوء قبل مجيئه
دعني يا لائمي و لا تعظني ، لان المصائب فتحت بصيرتي ، و الدموع جلت بصري ، و الحزن علمني لغة القلوب
اعتزل ذكر المحرمات ، فلي من ضميري محكمة تقضي بالعدل علي و تقيني العقاب ان كنت ذا برارة ، و تحرمني الثواب ان كنت من المجرمين
ها قد سار موكب الحب فمشى الجمال رافعا اعلامه و سارت الشبيبة نافحة ابواق الفرح ، فلا تردعني يا لائمي ، بل دعني اسر ، فالطريق مفروشة بالورود و الرياحين ، و الهواء قد عطرته مجامر المسك
اعتقني من حكاية المال و قصص المجد ، لان نفسي غنية باكتفائها و مشغولة بمجد الالهة
اعفني من ماتي السياسة و اخبار السلطة ، لان الارض كلها وطني و جميع البشر مواطني. "