|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-03-2006, 11:18 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
أغتيال قلم
اغتيال قلم شهد التاريخ العربي أحداثا كثيرة من اغتيال الرأي، و اغتيال الفكر، واغتيال القلم . وعى هذا النهج يسير عصرنا الحديث عندما تتحرك البندقية دوما لإنهاء حوار أو تمزيق ورقة أو قطع لسان . أ فليس من الغريب والمقزز مثلا أن يعدم عالم كبير ومفسر بحجم سيد قطب من قبل النظام الناصري بسبب كتاب صغير . والذي كان أولى أن يناقش مع علماء عصره بدل ان يكون ذريعة للاخرين الذين تطرفوا وهم يدعون تطبيق افكاره.،أو أن يغتال الكاتب والروائي والمسرحي غسان كنفاني وهو لم يحمل أي سلاح في حياته وكان لا يتحرك دون(إبر الأنسولين) لإصابته في مرض السكري ،أو ناجي العلي لأنه يحمل دوما في يديه ريشه أو يغتال في بداية عقد الثمانينات المرجع الفيلسوف الشيعي أية الله محمد باقر الصدر من قبل البعث العراقي . الاغتيال في لبنان أصبح شيء واضح المعالم وبشكل جهري وفي وضح النهار لا يخفى على أحد وليس بحاجة إلى تحليل أو تفكيك فالمستهدفين معروفين فكرا وتاريخا . إن الكثير من الأنظمة الإستخبراتية، أو القمعية، أو الحزب الأوحد،أو أيا كان اسمها لا تعرف لغة الحوار ،أو حتى تقبل رأي مخالف إنهم يتقنون لغة واحدة لغة البندقية أو قطع الألسن ،التي ترفض دستور الحزب الحاكم الذي يخيل له انه يتكلم بلغة الله وأن أفكاره معصومة غير قابلة لنقد أو حتى المناقشة . ليس هذا حال بيروت فقط وليس حال سكانها الذين يحلمون بالحرية وان يكن لهم موقف نابع من إرادتهم لا من إرادة الآخرين ،وان يدفعوا ثمن أحداث لا تسعى إلا لإرضاء الغير , أليس من ألغريب أن تتحول بيروت منذ ثلاث عقود إلى غرفة عمليات لأعداء إسرائيل (كما يدعون ) وتتحمل بيروت ردة الفعل ويقصف الجنوب وتحرق القرى من اجل العروبة ودول تلك العروبة تعيش في سبات ثوري وإذ ما طالب احد أللبنانيون بتفسير أو دافع عن شعبه بجملة (شاركونا بأراضيكم التي تعد سياج أمن للغير ) اتهم بليبرالية أو العمالة للغرب ،أو التآمر على العروبة والإسلام . جبران غسان تويتي رجل من أسرة عشقت الصحافة منذ الجد جبران الذي أسس النهار إلى الكاتب والمفكر غسان تويني الأب، الذي يعرف كتاباته من كان متابع لمقالاته في السبعينات والثمانينات . ويعرف عن جبران الوسيم الشكل أنه شاب متواضع وحواري ويحاول دوما مجاورة الأخر بدل إقصائه وهذا ما جعل من النهار منبر حر لكثير من الأقلام المتعددة ، تميز جبران منذ صغره بحبه لسياسة وعلى سعة علاقاته مع الطائفة المسيحية أللتي ينتمي لها ومع كبار رموزها من داني شمعون ، وألميشيل عماد عون ،وكان له رأي مستقل تماما حتى عن والده المفكر غسان تويني أو عن رجل في حجم خاله السياسي والوزير الحالي مروان حمادة، كان يقول ما يقتنع به لا ما يمليه عليه الغير . غسان تويني من والد سياسي أرثوذوكسي ومن والدة شاعرة نادية تويني تنتمي إلى الطائفة الدرزية توفيت في بداية الثمانينات . ولم يعرف عن جبران الذي تمكن من التأقلم مع الطائفة المسيحية ألأكثر في لبنان (المارونية) انه مال إلى التنظيم العسكري مع أنه من أعضاء حركة التحرير ومن أعضاء لقاء قرنة شهوان وتجمع الرابع عشر من آذار أبان اغتيال الحريري . لقد حافظ على النقد السياسي وتجاوز كل الحدود حتى في فترة الوصاية السورية على لبنان حتى كان يشعر كل من هم حوله أن جبران يشتري حتفه بقلمه. وكل من يشاهد البرامج المأرشفة التي كان يظهر فيها جبران كان أشبه بمن موعد مع الموت . انه أشبه بمن يرقص الباليه في حقل ألغام . جبران الكاتب الثري كان يستطيع العيش في فرنسا بكل أمان بعيدا عن حروف(أبجد هوز)الأسيرة بقيود العقول العفنة، أو أن يكتب من هناك كما كان يفعل أخر شهرين . ولكنه أبى أن يكتب افتتاحية النهار من قرب برج إيفل ،وهو الذي كتب في ظروف اشد خطورة .ولكن الأيدي المفترسة كانت تنتظره . عمليات الاغتيال هذه تسير في شكل خطر ومدروس فصاحب قلم فذ وشريف في زمن العولمة اشد فتكا من الصواريخ فالبداية الطريق تزامن مع القرار 1559كانت مع النائب مروان حمادة الدرزي المعارض ،الذي نجا بأعجوبة وجاءت عملية اغتيال الحريري غير قابلة للفشل وكما يعرف المطلعون فأن حمادة والحريري كانا عرابا قرار الأمم المتحدة 1559 والحريري صاحب اكبر نفوذ لبناني ويملك جمهورية تتحرك بشخص ، وكان صاحب موقف محايد ولكنه محاط بالكثير من الأعداء(لأسباب كثيرة لا يوجد هنا مجال للحديث عنها) إلا انه انضم إلى المعارضة بعد قرار التمديد لرئيس لحود الذي كان قرار التمديد له (بالغصب) الشرارة التي أشعلت بيروت. بعده كان اغتيال مجموعة من الأشخاص أصحاب الفكر مع تواجد الكثير ألكثير من أصحاب التاريخ العسكري أو بالا حرى كما يسمى(المليشيا) ولكنه استهداف فكر أكبر من استهداف مرحلة حرجة والخلاص منها فجورج حاوي الرجل الشيوعي القدير والذي فرض إخلاصه طوال حياته وكان من أعمدة الشيوعية في الوطن العربي والذي ثبت بعد 1989 أي انهيار الاتحاد السوفيتي الذي شهد انقلاب كبيرا لمرتزقة الشيوعية الذين تحولوا إلى ليبراليين جدد وباعوا أفكارهم . وتبعه محاولة اغتيال الإعلامية مي شدياق لإخراس الأفواه الإعلامية ،إما اغتيال سمير قصير الكاتب الصحفي المعارض والذي يتمتع بثقافة كبيرة جدا ومهمة حيث انه صاحب ماضي جيد في الأدب والثقافة والفكر وله كتب في اللغتين العربية والفرنسية ومع اغتيال قصير كانت الأصابع كلها تشير على جبران والذي يدير جريدة النهار ويرأس تحريرها ويحمل فكر قريب جدا من قصير والذي شهد نشاطا كبيرا بعد اغتيال الحريري وانتخب كنائب في الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان عن المقعد الأرثوذكسي في بيروت . وشهد أيضا تفعيل لدور الشباب حيث كان يجتمع يوميا معهم في ساحة الحرية والتي كان يحلم أن ينقل مبنى صحيفة النهار إلى جوارها. لقد تم تصفية جبران ولم تتم حرق كلاماته التي سوف تحفظها الأجيال المحبة له ،أن من يكتب لا يموت تظل حروفه موجودة على الورق ومسجلة في الذاكرة. إن الذين اغتالوه أغبياء فلقد ظن أن موت شخص يميت شعب لا مادام الخطر موجود. والسؤال الذي يطرح من قتل كل هؤلاء من الحريري إلى جبران، إلى الذي ينتظره الدور هل هي إسرائيل هل هي سوريا هل هي الحكومة اللبنانية، كل منا يجيب حسب ما تمليه عليه عواطفه و سهل جدا أن نعرف أفكارهم كانت تشكل خطرا على من لنعرف من كان له مصلحة للخلاص منهم دون محكمة دولية فعقولنا تعرف الحقيقة ولكنها تكابر . أخيرا أقول إنني قد اختلف ايدولوجيا مع جبران تويني ،أو سياسيا في بعض المواقف كموقفه مع حزب الله أو مع السلاح الفلسطيني ، ولكني اختلف بالقلم واعرف ككاتب لم تتجاوز مقالاته بعد عدد السبعون وعمره السبع والعشرون ما معنى اغتيال قلم . عمر تيسير شاهين-الاردن- Omar_shaheen78@yahoo.com |
|||
02-03-2006, 04:30 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
والسؤال الذي يطرح من قتل كل هؤلاء من الحريري إلى جبران، إلى الذي ينتظره الدور هل هي إسرائيل هل هي سوريا هل هي الحكومة اللبنانية، كل منا يجيب حسب ما تمليه عليه عواطفه و سهل جدا أن نعرف أفكارهم كانت تشكل خطرا على من لنعرف من كان له مصلحة للخلاص منهم دون محكمة دولية فعقولنا تعرف الحقيقة ولكنها تكابر . |
|||
02-03-2006, 08:46 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
( ألغريب أن تتحول بيروت منذ ثلاث عقود إلى غرفة عمليات لأعداء إسرائيل (كما يدعون ) وتتحمل بيروت ردة الفعل ويقصف الجنوب وتحرق القرى من اجل العروبة ودول تلك العروبة تعيش في سبات ثوري وإذ ما طالب احد أللبنانيون بتفسير أو دافع عن شعبه بجملة (شاركونا بأراضيكم التي تعد سياج أمن للغير ) اتهم بليبرالية أو العمالة للغرب ،أو التآمر على العروبة والإسلام .) |
|||
05-03-2006, 10:02 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
شكراً أختي دلال |
|||
|
|