الا يكفي الحكومات الغربية نفاقا انهم يتبجحون بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصائرها وهم اكبر أعداء هذه المبادئ السامية ، فكيف يدعون الى شئ هم مقتنعين به وفي عقليتهم الإستعمارية القديمة والحديثة أشياء اخرى غير المصرح بها .
لقد تعالت اصواتهم منددة بالعمليتين الجريئتين اللتين قامت بهما فصائل فلسطينية ومقاومون من حزب الله اللبناني ويكتمون انفسهم عندما يتعلق الأمر بتقتيل الأبرياء وتهديم البيوت وتجريف الأراضي من طرف عدو اسرائيلي لا يرحم ولا يكترث بالقرارات الدولية حتى ولو كانت في صالحه
الا يستحيون عندما ترتفع اصواتهم بالتنديد ةالتهديد ويسارعون الى اصدار القرارات الظالمة لمعاقبة الضحية وتوزيع شهائد الاستحسان على الجلادين ليزدادوا طغيانا وجبروتا الا يكفيهم نفاقا يعتقدون انه بصنيعهم هذا سيسلمون من لعنة التاريخ؟ في حق شعب افتكوا ارضه واعطوها الى عصابات صهيونية متطرفة تكفيرا عن ذنبهم فيما يسمى بالمحرقة اليهودية من قبل النازية هل بالنفاق وازدواجية المكاييل تحل قضايا المصيرية للشعوب ( فلسطين لبنان العراق )
اين عقلائهم ومنظروهم وحقوقيوهم ؟ كيف ينظرون الى الديمقراطية ام ديمصلاحية الا من صحوة ضمير وينصتوا الى مايصرح به جنرالات الكيان الصهيوني من توعد بتصفية شعب يطالب بحقه في العيش بسلام على جزء قليل من ارضه السليبة الا يرون في ذلك ارهابا بجميع مواصفاته؟ فهم لا يسمعون الا لما يقول محمود احمد نجاد او خالد مشعل او حسن نصرالله فتثور ثائرتهم ويتسارعون الى اصدار القرارات المجحفة
اما عن قضية اسر الجنود الصهاينة في غزة وجنوب لبنان من طرف المقاومة الباسلة فهذه القضية لا تستحق كل هذا الضجيج الاعلامي ودوي المدافع والاجتياحات المدمرة فاسرائيل بطبعها وبطبيعتها العدوانية تتحين الفرص لقلب الطاولة على العرب واعادة الامور الى نقطة البداية بما يخدم مصالحها التوسعية لأن هاجسها الاول هو توحيد كلمة الفصائل حول قضيتهم الوطنية وتظهر انها في موقع المعتدى عليه فاسرائيل تدرك انها في حالة حرب مع جيرانها العرب وسجونها ومعتقلاتها تغص بمئات السجناء فمنهم المعاق ومنهم الرضيع ومنهم الشيخ ومنهم المراة فهل هؤلاء حيوانات في اقفاص السرك؟
وثلاثة جنود اسرائليين في ارض محتلة هم من خيرة خلق الله ؟ ام ماذا نفهم من الاجتياح والتقتيل الممنهج والحرمان من ابسط مقومات الحياة
الا يدرك العالم ان كل الشعب الفلسطيني هو اسير لدى اسرائيل منذ ستة عقود اين القرارات الصادرة عن مجلس الامن في زمن عزته وعنفوانه؟
هل علمت الدول العظمى على تنفيذ تلك القرارات كما فعلت في اماكن اخرى وبذلك تجنب الشعب الفلسطيني ماساته الماضية والحاضرة وربما المستقبلية فاللائمة ملقاة على اصحاب الكلمة الفصل ، فليتحلوا بمزيد من النزاهة وليضعوا على المحتل حتى يفئ الى الله.
فارادة الشعوب لا تقهر بالقوة العسكرية والقرارات الظالمة ، فمقايضة الجنود الصهاينة باسرى عرب يقبعون في سجون الاحتلال هو مطلب لا محيد عنه والا فالكل خاسرون ولو يبدو ظاهريا ان الغلبة والتفوق هو لصالح من يمتلك ترسانة نووية وصواريخ وطائرات وبوارج.
فليتمسك اصحاب الحق بحقوقهم التي تكفلها كل الدساتير الكونية وليكف المتخاذلون عن اصدار الفتاوى التي تنم عن انبطاح للعدو الذي ما انفك يترصد بهذه الامة
وما النصر الا من عند الله يؤتيه لمن يشاء