لم تعد كرة القدم مجرد لعبة...فقد صارت ملعبها ورقة خضراء لتأليف أبلغ وأنجع الخطب السياسية وصارت مقابلة في كرة القدم أشد تأثيرا من عشرات الخطب السياسية.......وقد ترتجل لنا أرجل اللاعبين جملا أكثر إقناعا مما يرتجله السياسيون في خطبهم الطويلة المتكررة في كل العالم.
وأمريكا صارت تستخدم تصويبات وقذفات وأهداف كرة القدم ........مع تصويبات صواريخ " التوماهاوك" التي تسجل أهدافا فظيعة من على بعد الاف الكيلومترات...
وقد قرأت في صحيفة عربية أن الأمريكان .......منهمكون حاليا ........في تشييد ملاعب كرة قدم فوق ركام وخراب افغانستان....... التي سجلت فيها امريكا أهدافا مدمرة.........وأهم مشروع تعكف عليه حاليا هو تأسيس جامعة لكرة القدم وحشدت له ميزانية ضخمة.......تخصص لتدريب اللاعبين وهيكلة النوادي .......وكان ذلك أهم عندها من إنشاء المدارس وترميم شبكات الكهرباء......فهي تعول على ما تحققه كرة القدم من معجزات تجعل للوطن لونا واحدا........وهدفا واحدا......وتختصر كل النبضات في قلب واحد.......
نفس ذلك المشروع دعمته امريكا في العراق أيضا......وقد بدأ المنتخب الأفغاني ينشط ويوحد مشاعر الأفغان ........وقد شارك في مسابقة آسياوية قارية "فشرف" الكرة الأفغانية اذ خسر كل مقابلاته...........وتلقى في شباكه نسبة 8 أهداف في كل مباراة ..........بعضها "نيران صديقة " سجلها الاعبون الأفغان في مرماهم .....وكأن مدافعيهم مثل مدافعهم ........مصابون "بالحول" ولكن المنتخب الإفغاني ساهم في مقاومة التعصب القبلي هناك......وأزال بعض الحدود بين الأفغان....الذين يتوحدون داخل الملعب ويتحولون الى " مدافع واحد" عن اسم الوطن......بينما يتحولون خارجه الى "مدافع مصوبة نحو صدر الوطن ".
وليس ذلك فقط.....فقد قرات ايضا ان امريكا شجعت النساء في افغانستان على ممارسة كرة القدم.......حتى تحرر رؤوسهن وليس ارجلهن فقط........ولكن النسوة الاعبات هبطن الى ارض الملعب و محجبات......حتى ان الصحافة كتبت عن تعدد الاصابات بينهن بسبب كثرة الاصطدامات والارتطامات وسط الملعب لان الرؤية غير واضحة بسبب غطاء الراس الذي يعطل النظر ......ويجعل الاعبات يتعثرن ......والجمهور يتصايح امام سيقان اللاعبات التي يقبل على مشاهدتها وهي تداعب الكرة والعيون .... جمهور غفير في بقيةانحاء العالم .........حيث تكون السيقان الناعمة في متناول العيون.........وعكس ما يتوفر في ملاعب افغانستان .
هكذا تتحمس امريكا لدعم كرة القدم في افغانستان وفي العراق.........اكثر من تحمسها لدعم مشاريع التنمية والفكر والتعليم .....فهي تحرر ارجل الاعبين وتسجن رؤوس العلماء.....وتدمر المدارس وتشوه مناهج التعليم وتحطم المتاحف والتاريخ وتبني الملاعب وتشيد النوادي............
صحيح ان كرة القدم صارت ترفع لون الوطن فوق كل الالوان وان العرب قوم لا يتوحدون من اجل "اهداف" واحدة مشتركة الا في الملاعب.
ولكن اذا لم تتحالف سيقان اللاعبين مع رؤوس المفكرين والعلماء......فان مستقبل الأمة يسقط تحت الأقدام .....ولن ننسى طبعا مصير الاتحاد السوفياتي الذي كان قويا عتيدا شامخا.....الى أن تآمرت عليه "رأسمالية " أمريكا .......فجعلت "سيقان" راقصاته......تتفوق على "رؤوس" علمائه.
وصارت روسيا من أكبر الدول المصدرة للراقصات.....بعد ان كانت تصدر العلماء الكبار......ومصر صارت مزدحمة بالراقصات الروسيات بعد ان كانت اكبر حضن للعلماء الروس
ومن الرؤوس الى السيقان أصبحت روسيا ضحية " الرقص مالية "