كأن مأساة سوريا تنتهي ومأساة إيران تبدأ من سوريا، هذا ما يراه المراقب للمشهد الاعلامي والعسكري الروسي على الأرض في سوريا.
إذا استمر الإيرانيون في سياسة عدم الرد داخل فلسطين المحتلة وضمنا الجولان السوري المحتل فالضربات الإسرائيلية قد لا تصل الى العمق الإيراني والاجتياح الإسرائيلية قد لا يصل الى دمشق وهو الاحتمال الأضعف، وخصوصا بعد انكشاف الموقف الروسي عسكريا الذي ينسق مع إسرائيل ويخلي المواقع قبل ضربها.
الضربات الأمريكية المتوقعة لإيران ستشارك بها إسرائيل بكل تأكيد ولكن لن يتم الإعلان عن هذه المشاركة لتجنب صدام إسرائيلي_إيراني خارج سوريا، واحتمال هذه الضربات عالي جدا والعالم قادم على مونديال روسي سيشكل غطاء لاجتياح إسرائيلي ولضربة أمريكية على أقل تقدير.
كوريا الشمالية هي "كلمة السر" في الحرب الاستباقية الإسرائيلية على سوريا والضربة الوقائية الأمريكية في إيران.
من الواضح أن البرنامج النووي_الصاروخي الإيراني يقوم على ثلاث مستويات جغرافية: في إيران ويصل الى حدّ التفاوض والسلمية إذا صح التعبير وفي كوريا الشمالية ويصل الى حد السلاح النووي الصاروخي ويبدو أنه تعطل وتم تطويقه أمريكيا بموافقة روسيا والصين، وفي سوريا كبديل ويتم تدميره بالكامل.
إسرائيل أغلقت كما هو متوقع المجال الجوي امام الطيران المدني فوق هضبة الجولان السوري المحتل وشمال إسرائيل حتى نهاية هذا الشهر، والكنيست والحكومة فوّضا قرار الحرب لـ (نتنياهو ووزير دفاعه الأكثر رعونة)، وهي سابقة في تاريخ الدولة العبرية المُعتدية دائما، الدلائل لا تُخطئها العين.
المشهد الإعلامي الحربي في إسرائيل يقوده نتنياهو المثقل بالفساد ووزير دفاعه المثقل بالعنصرية والرئيس الأحمق ترامب يتحضر لمشهد اعلامي بقوة قراره الخطير: نقل السفارة الامريكية الى القدس العاصمة الأبدية الموحدة لدولة إسرائيل.
وهو الإعلان عن الغاء الاتفاق النووي مع إيران من طرف أمريكا.
إذا كان الرئيس الشهيد صدام حسين قد امتلك يوما فرصة للانسحاب من الكويت قبيل حرب تحرير الكويت، فان القيادة الثورية في إيران تمتلك فرصة لتجنب ضربة أمريكية مباشرة ولتجنيب سوريا اجتياح إسرائيلي حتمي او على الأقل تأجيله عاما على أمل تعطيله، أيام قليل ونعرف الجواب.
هناك خلافات حقيقية وخطيرة داخل السلطة في إيران وهذا الخطر الاستراتيجي الحقيقي سيوصلها حتما الى حالة الانفجار الذي قد يتأخر لبعد الضربة ويتحول الى شكلاني او قد يحدث خلال أسبوع او أقل من شهر ويكون درامي وحقيقي وعميق، المشهد يقول إن صدمة ستحدث في طهران خلال أيام معدودة.
السؤال الذي ينتظر الجواب خلال الـ 72 ساعة القادمة:
هل وصل المشهد في سوريا والمنطقة العربية والاقليم الى نقطة اللا عودة...!
أعتقد ذلك، ولكن دائما ما يُرى فوق السطح ويتم الإعلان عنه هو الجزء الطافي من جبل الجليد.
1/5/2018
صافيتا
..