الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-2018, 02:54 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد نعناع الاسير
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نعناع الاسير
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نعناع الاسير غير متصل


افتراضي مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن

الحلقة الاولى

فصول العذاب :
في صباح يوم ، من أوائل أيام الشتاء ، وتحديدا في 20 - 10 - 1983 كنت ورفاقي التسعة ، نخرج من زنزانة ضيقة ، مساحتها أربعة أمتار مربعة ، كنا قد أمضينا فيها ، ليلتنا الآخيرة من الاسر ، لدى الاسرائيليين .

بدأ جنود العدو ، بتفتيش ثيابنا وأمتعتنا ، التي كنا نحملها من أعمالا يدوية ، كنا نقوم بصنعها داخل المعتقل .

لم نكن نشعر بالخوف من الصهاينه ، بعد ان أخذنا قليلا من حريتنا داخل المعتقل ، وبعد أن قدمنا بعض التضحيات من قتلى وجرحى ، ونعرف ان الحرية لا تمنح بدون ثمن ، وثمن الحرية هو الدم :

وللحرية الحمراء باب ، بكل يد مضرجة يدق

كنا قد توصلنا مع العدو الاسرائيلي على مفردات وصيغ ، تصون بعضا من كرامتنا بعد أن قدمنا تلك التضحيات .

كنت لا أصدق بأن الاسرائيليين سوف يطلقون سراحنا ، فقد كذبوا علينا كثيرا ، فقد كنت أعتقد بأنهم سوف ينقولونا الى سجن آخر .

جاء الصليب الاحمر الدولي ، وكان أكثرهم من النساء ، جاؤوا كي يرافقونا ، في طريق العودة ، الى ارض الوطن .
يتبع ..

محمد نعناع
اسير سابق لدى اسرائيل
من مذكراتي الشخصية






 
رد مع اقتباس
قديم 15-07-2018, 08:36 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد نعناع الاسير
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نعناع الاسير
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نعناع الاسير غير متصل


افتراضي رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن

الحلقة الثانية

الكرم الاسرائيلي :
قدم لنا اليهود وجبة الافطار الصباحية ، وأعطوا كل اسير ، أربعة علب من التبغ المصنع اسرائيليا .

دقت ساعة الصفر ، وبدأت مرحلة العودة الى الوطن ، فصعدنا الى الحافلة التي سوف تقلنا .
بدأ الباص بالتحرك برفقة مندوبين الصليب الاحمر الدولي ، ونحن نرقص ونغني ، مبتهجين باطلاق سراحنا .
كنا نحمل أشواقا حارة ، لكل شيئ في بلادنا ، ومن كثرة الشوق والحنين الذي كان يشتعل داخل صدري ، كنت قد اشتقت للحجر والشجر ، قبل البشر ، وكنت قد نذرت على نفسي ، أن أقبل تراب الوطن ، قبل أن تطأ قدمي عليه ، وكنت أفكر كثيرا باللقاء الذي يجمعنا ، مع أحبتنا ، عند الحدود السورية الاسرائيلية ، وآتساءل بيني وبين نفسي ، عن نوعية ذلك اللقاء ، هل سيكون حارا ..؟ يالله .. يالله .. ماأجمل ذلك اللقاء ، وماأجمل الناس الذين سوف يستقبلونا .. وماأجمل تلك اللحظات ، وينقطع حبل تفكيري وشرودي ، بلمسة من رفيقي ، أو هزة من هزات الباص ، الذي يسير باتجاه فلسطين ( اسرائيل ) .

يتبع ..







 
رد مع اقتباس
قديم 18-07-2018, 07:04 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد نعناع الاسير
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نعناع الاسير
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نعناع الاسير غير متصل


افتراضي رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن

الحلقة الثالثة

معتقل انصار :
نحن كنا في جنوبي لبنان ، في منطقة اسمها ( انصار ) كان قد بنى الاسرائيليين عليها هذا المعتقل ، وسمي بمعتقل انصار ، وكنت قد أمضيت سبعة عشر شهرا في ذلك المعتقل ، وخلالها ، كنت ورفاقي في الاسر منعزلين عن العالم أجمع ، ولانرى أحدا من البشر .
كنا كمن يعيش حياة ، همجية وبربرية ، ونحن في القرن العشرين .
كنا نعيش كطرزانا ، في غابة من غابات افريفيا ، وخرجنا الى المدنية والحضارة ، فبهرتنا هذه الحضارة .
كنا كاأطفال ، نعيش في بطون أمهاتنا ، وخرجنا الى الحياة ، فبهرتنا هذه الحياة .
كنا كبشر ، نعيش في كوكب ، واكتشفنا بأن هناك حياة بشرية أخرى ، في كوكب آخر .
لا أستطيع أن أوصف هذه المشاعر بالقلم ، ولا يستطيع أي قلم في العالم ، أن يوصف مشاعري في تلك اللحظات الرائعة ، التي خرجنا فيها من المعتقل ، لقد خرجنا من الظلمة الى النور .
كان هناك بعض النسوة والاطفال اللبنانيين يهتفون ويلوحون لنا بالمناديل ونحن خارجون من المعتقل ، وكانوا ينثرون الارز بأياديهم ، يالله .. ما أجمل هذا ، انهم يحيونا كأننا أبطال .
فهل نحن أبطال ..؟!
الله أعلم ..
فكل اسير منا ، له قصته ومعاناته الشخصية
هاهي المسافات تقطع
هاهي فلسطين الحبيبة تنادينا ، فلبينا النداء ودخلناها ، ولكن ، دخلناها مأسورين .
فهل سيأتي يوم علينا ندخلها فاتحين ..؟
لا أظن ذلك في الوقت القريب
فنحن الآن في زمن الفضائح والخيانات العربية نحن في زمن بيع الأوطان ، وبأبخس الأثمان
نحن نعيش في زمن المتاهة والضياع
نعيش خارج التاريخ والزمان والمكان
نعيش في زمن الأنظمة الفاسدة
اخيرا ، وصلنا الى الحدود السورية الاسرائيلية ، وبدأنا بالنزول من الباص .
كان هناك أحد الضباط الاسرائيليين ، الكبار بالعمر والرتبة ، يلبس بذة عسكرية ، مقلدة بالأوسمة الكثيرة ، يصافح باليد كل اسير ، ينزل من الباص .
جاء دوري ، فصافحني ، متحدثا باللهجة العربية السورية ، ومعتذرا ، عما بدر منهم ، من معاملة سيئة ، خلال وجودنا في المعتقل ، بطريقة دعابية ، مع ابتسامة خبيثة مرسومة بين شفتيه ، قائلا : ( ستروا ما شفتوا منا ، ولا تعيدوها ، ومع السلامة ، وسلموا ) .

يتبع ..







 
رد مع اقتباس
قديم 21-07-2018, 11:04 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد نعناع الاسير
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نعناع الاسير
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نعناع الاسير غير متصل


افتراضي رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن

الحلقة الرابعة

في الطريق الى الوطن :
لم يعد يفصلنا عن تراب الوطن ، الا أمتارا قليلة ، يشغلها موظفون عسكريون ، من قوات الامم المتحدة ، مصطفون على جانبي الطريق ، واقفون باستعداد ، رافعين اياديهم بالتحية العسكرية احتراما لنا .
كانت الامنيات كثيرة ، وكانت الاحلام ، تزين لي الاستقبال الكبير ، من قبل أبناء الوطن .
لقد كان رفاق الاسر ، في المعتقل ، قد قالوا لنا : حينما تدخلون الى سورية سوف يستقبلونكم استقبالا كبيرا ، ويدخلوكم الى المشفى ( الحجر الصحي ) ثلاثة أيام ، كي يفحصونكم فحصا عاما ، لانهم يخافون عليكم من الامراض السارية ، التي قد يصدرها الاسرائيليين الى سورية ، وخلال هذه الايام الثلاثة ، يحققون معكم تحقيقا سريعا ، ويبعثون بكم الى اهاليكم .
ابحرت عيوني ، على بعد مائتي متر تقريبا ، وهي المسافة ، التي تفصلنا عن المستقبلين السوريين ، الذين كانوا بانتظارنا .
كانت اللهفة كبيرة ، والاشواق كثيرة ، وها هو قلبي يدق بسرعة من الفرح ، هاهي بلادي ، هاهي سورية .
يالله .. هل أنا أحلم ..؟
لم أكن أصدق ، أني سوف أرى بلادي ثانية ، ولذلك ، كنت قد نذرت على نفسي ، أن أقبل ترابك يا وطني ، قبل أن تطئك قدماي .
انتهت رحلتنا مع الاسرائيليين ، انتهت رحلتنا مع المآسي والعذاب ..
هكذا كنت أظن .

يتبع ..







 
رد مع اقتباس
قديم 23-07-2018, 06:44 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد نعناع الاسير
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نعناع الاسير
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نعناع الاسير غير متصل


افتراضي رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن

الحلقة الخامسة

يااماه ، ياوطناه :
هاهن مندوبات الصليب الاحمر الدولي يهنئن بالسلامة ، انهن يبدين كأنهن من الملائكة ، فهن حسناوات وشقراوات ، نعم انهن ملائكة ، بالمقارنة مع الصهاينة ، فقد كنت أشعر معهن بالأمان ، كانوا يرافقوننا من بداية الرحلة ، وكانوا يبتسمون لنا ، ويداعبون هذا وذاك ، كن يتكلمن ، بلغة عربية ركيكة ، وعندما تصعب عليهن ، أي كلمة عربية ، كن يتلفظهن بالانكليزية ، وكنت أفهم عليهن ، بعد أن تعلمت بعض الانكليزية ، خلال فترة الاسر .
عندما كان الاسرائيليين ، يقررون الافراج عن بعض الاسرى ، يأتي مندوبون ومندوبات الصليب الاحمر الدولي ، فيجتمعون مع كل اسير ، ويسألونه عن البلد الذي يود الذهاب اليه .
ياوطناه :
جائتني مندوبة الصليب الاحمر الدولي ، أكثر من عشر مرات ، لتسئلني عن البلد ، الذي أود ، أن أذهب اليه ، وأنا أقول لها : أريد الذهاب ، الى بلدي سورية ، فكانت تقول : ألا تخاف على نفسك من أن يذبحوك ، فأقول لها : ولماذا يذبحوني وأنا (صفحتي بيضاء ) في بلدي ، ولم أقم بأي عمل يخالف القانون ، فتجيب قائلة : ان الناس الذين ذبحوا ، ويذبحوا في بلدك ، هل قاموا بشيئ ضد القانون ..؟ وتضيف : كلا ، لم يفعلوا أي شيئ ، ولكن لانهم لا يحبون رئيسكم ، فرفضت هذا الكلام ، وأبلغتها قراري ، بأني أود الذهاب الى بلادي ، فبدأت تزين لي ، الحياة الكريمة ، التي يعيشها الناس ، في البلاد الاوربية ، وبأن حياتي ، كلاجئ سياسي ، لن ينقصها شيئ ، وانهم ، سوف يأمنون لي ، المسكن والمعيشة ، واخيرا ، الجنسية التي تخولني الذهاب الى أي بلد عربي .
ياوطناه :
بدأت أفكر في هذا الكلام ، ونفسي تراودني على ذلك ، فهل أسمع كلامها ..؟
ان الكثير ، من أبناء وطننا العربي ، يحلمون بالسفر أو الهجرة ، الى البلاد الاوربية ، لما فيها ، من مزايا حسنة ، وهاهي الفرصة تقدم لي ، وعلى ( صحن من ذهب ) بدون تعب أو شقاء ، فهل أستغلها ، وأوافقها ، وأعيش حياتي ، بعيدا عن وطني ، كلاجئ سياسي في بلاد الغربة ..؟ قيل لي ، أن هناك الكثيرين من الاسرى ، قد ذهبوا ، كلاجئين سياسيين الى ( المانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا )
فهل أوافقها على ذلك ..؟
فانها تنتظر الجواب النهائي .

يتبع ..







 
رد مع اقتباس
قديم 24-07-2018, 01:44 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمد نعناع الاسير
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نعناع الاسير
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نعناع الاسير غير متصل


افتراضي رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن

الحلقة 6

ياآماه :
هاهي جميلة الجميلات تغريني ، هاهي مندوبة المندوبات تنصحني ، فأي بلد تختاره للذهاب اليه ، أبريطانيا تعجبك ، أم تريد ألمانيا
ترددت واحترت قليلا ، ولكن ، حينها سمعت صوت امي يناديني ويقول لي : تعال يابني لقد اشتقت اليك ، حتى ان صوت أمي الخافت والحنون بدأ يعلو ، وان الدم في شراييني يتدفق بسرعة ، الى وجهي ، وأحسست بأنه سيتفجر ، ان هذا الصوت القادم من أعماقي غلب جميع الاصوات ، ان هذا الصوت أصبح يناديني بقوة ، فتغرغرت الدموع في عيوني
وقلت لبيك يااماه .
ها أنا قادم اليك فانتظريني ، فأنا في الطريق اليك
فلم يعد أمامي غير المراسم الرسمية التي يقومون بها قوات الامم المتحدة احتفاءا بنا
لم يعد يفصلنا عنك الا خمسين متر
فأعدي للقاء ياآماه .

يتبع ..







 
رد مع اقتباس
قديم 28-07-2018, 12:22 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمد نعناع الاسير
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نعناع الاسير
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نعناع الاسير غير متصل


افتراضي رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن

الحلقة السابعة

في قلب الوطن
كنا أبطالا يااماه ، في نظر قوات الامم المتحدة ، عاملونا واستقبلونا ، استقبال الملوك والرؤوساء ، بمراسم حراس الشرف ، لم يكن هناك سجادا أحمرا يااماه ، ولكن يكفيني المثل الذي يقول ( لاقيني ولاتطعميني ) .
هاهي الرايات مرتفعة ، والوقفة العسكرية للجنود بعدها لم تنتهي ، فنحن الآن يااماه ، في وسط الجنود ، وهم مصطفين على الجانبين ، وبالتحية العسكرية لأياديهم رافعين .
بدأت الخطوات تتسارع لهفة للقاء ، ووصلت الى آخر جندي أممي ، وقد كان عمره من عمري تقريبا ، انه أشقر ووسيم ، وله عينان زرقاوان ، فقلت لنفسي : هل له أم مثلي تنتظره بفارغ الصبر .. ؟ وهل يستطيع أن يراها ..؟ وهل يشده الحنين الى وطنه كما يشدني أنا .. ؟ .
تركت آخر الجنود ورائي ، فأمرهم قائدهم بالانصراف الى شئونهم ، وابتعدنا عنهم ، ونحن نسير على الاقدام ، متجهين الى الذين ينتظروننا في الطرف الآخر من أحبتنا السوريين .
انتظري يااماه ، فلم يتبقى الا أمتار قليلة ونلتقي ، لنطفئ شوق سنين الغياب .
فقد بدأت تتوضح ملامح وجوه السوريين الذين كانوا ينتظروننا ، فقد كان عدد المستقبلين عشرة تقريبا ، والاسرى عددهم عشرة ، فهرولت الخطوات عفويا وتلقائيا ، بدون ارادة منا ، حتى وصلنا اليهم وتعاركنا بالعناق والمصافحة والقبلات ، ومشينا باتجاه السيارات التي سوف نستقلها ، فقد كان هناك مسافة بيننا وبين وسائط النقل ، فتأبط بزراعي شاب من المستقبلين ، كان يرتدي بدلة عسكرية ، عليها بعض النجوم على كتفيه فسألته أين نحن الآن ..؟ فأجاب : أنت في قلب الوطن ، واضاف ، هذه الجولان ، وهذا هو جبل الشيخ ، وهذا المرصد لنا ، وذلك المرصد للعدو الاسرائيلي ، وسنسترجع هذه الاراضي في يوم ما ، ان شاء الله ، قال ذلك ونحن كنا قد وصلنا الى السيارات .

يتبع ..







 
رد مع اقتباس
قديم 31-07-2018, 06:13 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد نعناع الاسير
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نعناع الاسير
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نعناع الاسير غير متصل


افتراضي رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن

الحلقة 8

المصير المجهول
نادى علينا احد المستقبلين العشرة ، وقال : اصعدوا الى ( اللاندروفر ) من الخلف ، وفتح الباب الخلفي وقال : تفضلوا بالصعود ، فنظرنا نحن الاسرى الى بعضنا البعض ، ومن خلال نظرات العيون ، كنا كمن يسأل ..؟! هل يتسع لنا هذا الصندوق الخلفي ، وقلت لنفسي ، ربما لا يوجد وسائط نقل ، أو ربما ممنوعا في هذه المنطقة الحساسة ، على الشريط الحدودي تواجد السيارات ، فصعدنا ، ولاأعرف ، كيف أستطاع هذا المكان الضيق أن يتسعنا ، كنا قد جلسنا بأحضان بعضنا البعض ، وقلت لنفسي ، كما يقول المثل ( بيت الضيق بيتسع لألف صديق ) .
حين أذكر هذا ، لابد لي ان أذكر أن الاسرائليين كانوا قد جلبوا لنا ( باصا ) كبيرا يتسع لأكثر من اربعين راكبا ، ونحن كنا عشرة اسرى فقط ..؟!
وأبتدأت رحلتنا إلى المصير المجهول ..؟!
لاأعرف كم من الوقت مضى ، ولاأعرف الى أين يجدون بالمسير ، كل هذا لايهمني ، المهم أني في بلدي ، وأنا في غاية الفرح والسعادة والحنين للقاء أمي ، فلا تحزني يااماه ، فقريبا سوف تكتحل عيناكي برؤياي ، فهي ساعات معدودة .. ونلتقي .

يتبع ..







 
رد مع اقتباس
قديم 06-08-2018, 12:21 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمد نعناع الاسير
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نعناع الاسير
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نعناع الاسير غير متصل


افتراضي رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن

الحلقة 9
وصلنا اخيرا ، الى محطتنا الاولى ، وهي عبارة عن مبنى ، فيه ساحة كبيرة ، توقف فيه موكبنا ، وقالوا لنا انتظرونا في السيارة ، وتركونا وذهبوا ليدخلوا ذلك المبنى .
بدأ الوقت يمضي ونحن جالسون ، وبدأت خيوط العتمة ، تطرد خيوط النور ، ونحن منتظرون قابعون ، في ذلك الصندوق الخلفي من السيارة .
كنا في وسط ساحة المبنى الذي عرفنا فيما بعد ، أنه ( فرع سعسع ) وهو فرع من أفرع الامن في بلادنا .
كان بعض عناصر ذلك الفرع الفضوليين عندما يشاهدوننا ، يتجهون نحونا ويسألونا عن الجرم الذي ارتكبناه ، فنقول لهم : أننا كنا اسرى حرب لدى اسرائيل ، فيتعجبون سبب وجودنا عندهم وينصرفوا .
مضى وقت طويل ونحن في هذا القبر الجماعي ، احسسنا فيه بالجوع والعطش ، فقال احد رفاقي : انظروا هناك ، وكان يشير الى حنفية ماء ، وترجل من السيارة ، وخطا خطوتين باتجاه الماء ، فلم نسمع والا صوتا عاليا ، يؤنب رفيقنا لنزوله من السيارة ، فقال له رفيقنا : انني عطشان وأريد أن أشرب ، فرد عليه صاحب الصوت : اصعد الى السيارة وكل طلباتكم ستأتي اليكم .
مضى الوقت ، وأحسسنا فيه دهرا ، ولم يأتي فيه الماء .
رأينا أحد عناصر ذلك الفرع ، يخرج من احدى الغرف ، وبيده عنقودا من العنب ، يتجه الى الماء ليغسله ، وبعد أن غسله ، أدار نظره الينا فشاهدنا ، فشده الفضول الينا ، فجاء الينا كما جاء غيره من الفضوليين ، فسألنا نفس الاسئلة ، ورددنا عليه بنفس الاجوبة ، وقلنا له : أننا جوعى وعطشى ، فمد يده بعنقود العنب ، وقال : لاأملك غيره من الطعام فخذوه ، فأخذناه ، وعددنا حباته ، وقسمناه على عشرة ، فكان نصيب الفرد منا ، اربعة حبات من العنب ، وهنا ضحكنا ، وهذا الضحك كان يحمل في طياته الما ..؟!
وهنا شردت بأفكاري ، كان الاسرائليين ، يجلبون لنا في بعض الاحيان ، القليل من العنب ، وعندما كنا نقسمه ، كان نصيب الفرد منا ، مابين ستة حبات وعشرة حبات من العنب ، فهل مازلت اسيرا..؟!
أين أبناء وطني ، فاني لا أراهم ، أين تراب وطني لأقبله ، فقد نذرت على نفسي أن أقبله ، اني لاأرى ذلك التراب كي احتضنه ، أين وطني ..؟! فاني لاأراك ياوطني ، فهل أخطئت العنوان ، ودخلت الى بلد آخر غير بلدي ..؟! انني لاأعرف ، فأين انت ياوطني .. ؟! فإني ضائع وتائه ، فاالهمني الصبر ياالهي .

يتبع ..







 
رد مع اقتباس
قديم 13-08-2018, 04:04 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
محمد نعناع الاسير
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نعناع الاسير
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نعناع الاسير غير متصل


افتراضي رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن

الحلقة 10
في تلك المحطة ، التي توقف عندها الزمن ، جرى التحقيق معنا ، بتقديم نشرة معلومات تفصيلية ، عن اسمائنا واسماء اقربائنا ، وتم ذلك ، بأن دخل كل اسير الى ذلك المبنى ، والوقت يمضي .
ففي ذلك اليوم ، وفي تلك الساحة ، التي أمضينا فيها الساعات ، احسست فيها بالاهانة الكبرى للإنسانية ، وجرحت في صميم قلبي ..؟!
فهؤلاء الفضوليين ، قبل أن يتعرفون علينا ، كانوا يشتمونا وينعتونا ، بصفات كان الاسرائليين ينعتونا بها ، وعندما نعرفهم بأنفسنا ، ونقول لهم : أننا كنا اسرى حرب لدى الاسرائليين ، عندها يعتذرون عما بدر منهم من شتائم ونعوت .
اذا" .. كان علينا أن ندافع عن كرامتنا ، عندما يأتينا الفضوليين ، بأن نعرفهم بأنفسنا ، يالله ماهذا ..؟! وما الذي يحصل ..؟! وما هذه الاخطاء التي ترتكب بحقنا ..؟! لماذا لم يقم المسؤولين بتعرفيهم علينا كي لا يشتمونا ..؟! وهل هذه عملية مقصودة ..؟! فماذا فعلنا حتى نعامل هذه المعاملة ..؟! ماذا فعلنا حتى نبقى بذلك القبر الجماعي ..؟! ماذا فعلنا حتى نبقى جوعى ..؟! ماذا فعلنا حتى نمنع عن الماء ..؟! ماذا فعلنا حتى نمنع حتى من البول ..؟!
واخيرا ، ها قد جاء الفرج ، جاء من يقول لنا : ترجلوا من السيارة ، فترجلنا ، قالوا : اركبوا بهاتين السيارتين ، فتوزعنا نحن العشرة اسرى على السيارتين ، وبدأت رحلة جديدة الى محطة جديدة .
كان الظلام قد لف كل شيئ ، كان الليل ولازال ، ليل للحالمين ، وبدأت أحلم .. سبحت باحلامي ، فتارة اغوص الى الاعماق ، وتارة اطفوا ، لقد توقف الزمن ، لقد توقفت الحياة ، لقد اختلطت الاوراق ، لم اعد اعرف الوقت ، لم اعد اعرف نفسي ، هل أنا نائم ، أحلم ، وأمي ستوقظني بعد قليل ، كي أذهب الى العمل ، أم مستيقظ ..؟!
وصلنا الى محطتنا الجديدة وكانت على ما أعتقد ( قيادة موقع دمشق ) ونزلنا من السيارات ، وأشار احدهم أن ندخل من الباب الذي أمامنا ، فدخلنا خلف بعضنا البعض ، وكان هناك ممرا ضيقا مررنا فيه ، وبعد ذلك أصبحنا أمام باب زنزانة ، كان بداخلها عشرة مساجين تقريبا ، ففتحوا لنا الباب ، وقيل لنا : ادخلوا الى هنا ، فدخلنا الى تلك الزنزانة ، واغلقوا الباب .

يتبع ..







 
رد مع اقتباس
قديم 15-08-2018, 12:51 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محمد نعناع الاسير
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نعناع الاسير
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نعناع الاسير غير متصل


افتراضي رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن

الحلقة 11

الزنزانة السورية
في داخل هذه الزنزانة ، التي تشبه الى حد ما ، الزنزانة الاسرائيلية ، بدأنا ننظر الى بعضنا البعض ، كأن لسان حالنا يقول : لماذا نسجن ..؟! وماذا فعلنا حتى نسجن ..؟! فنحن كنا عشرة اسرى ، وهناك عشرة مساجين عاديين تقريبا ، كانوا قبلنا في هذه الزنزانة ، فأصبح العدد عشرين شخصا ، في زنزانة ( طولها ثلاثة أمتار وعرضها مترا واربعون سنتيمتر تقريبا ) فهل يتسع لنا هذا المكان الضيق ..؟!
رباه .. ماذا فعلنا حتى نحشر كقطيع من الغنم داخل هذه الزريبة ..؟! ماذا فعلنا حتى نكون بين مساجين كل واحدا منهم له تهمة ما ، فهذا مهرب مخدرات ، وذاك تهمته الشذوذ الجنسي ، وآخر غادر البلاد بطريقة غير شرعية ، ولكن لحظة يامحمد ، لماذا تتهم هؤلاء المساجين ..؟! ألا يعقل أن يكونوا مظلومين مثلنا ..؟ فقد قال احد المساجين بأنه متهما بأشياء لاعلاقة له بها ، وهنا انبرى احد المساجين وسألني عن تهمتي ، فقلت : لاأعرف ماهي تهمتي ، فقال : وهل هناك احد يدخل الى السجن ولايعرف ماهي تهمته .. ؟! قلت له: نعم أنا ، فابتسم ، وأضفت : كل ماأعرفه ، هو اني كنت اسير حرب عند الاسرائيليين ، واليوم اطلقوا سراحي وأتيت الى سورية ، وشرحت له ذلك ، فتعجب كثيرا ، وقال : ان مكانكم ليس هنا في هذا السجن ، وانما في مكان آخر ، فقلت له : وهل هناك احد يسمعك فنحن في بلاد الصم والبكم ..؟! خفف المساجين ببعض الكلمات عن انفسنا وأنستنا بعض الوقت مما نحن فيه .

يتبع ..







 
رد مع اقتباس
قديم 18-08-2018, 06:11 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
محمد نعناع الاسير
أقلامي
 
الصورة الرمزية محمد نعناع الاسير
 

 

 
إحصائية العضو







محمد نعناع الاسير غير متصل


افتراضي رد: مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن

الحلقة 12

تلك الزنزانة الموجودة في مكان ما ، في مدينة دمشق ، كيف أنساها ، ففيها أحسست بأن الانسانية جمعاء كانت تهان ، هذه الزنزانة لاتستطيع أن تستوعب عشرون شخصا ينامون فيها ، لهذا تقاسمنا الليل مع رفاقنا السجناء بالتناوب على النوم كما تقاسمنا حبات العنب ، فعشرة ينامون وعشرة يقفون .
جاء دوري لكي انام على الارض بدون غطاء أو فراش ، ولكن من أين ، سيأتيني النوم ، وانا في قلب بلادي أحس بالبرد والجوع ، فنحن لم نذق الطعام منذ الصباح ونحن الآن في منتصف الليل تقريبا .
كان اعدائنا الصهاينة قبل ان يطلقوا سراحنا في صباح ذلك اليوم ، كانوا قد قدموا لنا وجبة الافطار ( وفطرنا ) قبل ان تنطلق رحلة العودة ، وعندما جاء وقت الغذاء عند الظهر ونحن في الطريق ، جاؤوا لنا بوجبة الغذاء فرفضنا أن نأكل الا في بلادنا ، فكيف انام وافكاري تتيه هنا وهناك ، كان الضياع والتشتت في كل شيئ ، وليس هناك أي جواب لأي سؤال ، لاأعرف اذا نمت في تلك اللحظات العصيبة ، هل سرقت بعض لحظات من النوم أم لا ..؟! كل ماأتذكره أن رفيقي قد نبهني لأعطيه مكاني لكي ينام ، كان كجبل واقف ايام الحرب وايام الاسر لايركعه شيئ ، ، والآن ان هذا الجبل لم يعد يتحمل أكثر من ذلك ، فسقط وخارت قواه وغاب عن الوجود ، كان الارهاق باديا على وجهه ، فأعطيته مكاني ووقفت مكانه ..
وقفت انظر اليه بعين ام تراقب وليدها و( طبطبت ) عليه لاجعله يحس بأني موجودا بجانبه ، وضع رأسه بين أقدامي وأراد أن يفرد رجليه فلم يستطع ، لأن جدار الزنزانة وقف حائلا بينه وبين ذلك ، فكيف يستطيع أن يفرد رجليه في هذا المكان الضيق ، ان الجداران المتقابلان متقاربان والمسافة التي تبعد بينهما هي مئة واربعون سنتيمتر تقريبا ،
اننا نحن الاسرى كنا جبالا لا يركعني شيئ ، كنا نتحمل جميع انواع العذاب النفسي والجسدي في سجن اسرائيل ، ولم يأتي علينا يوم يأسنا فيه عند الاسرائيليين كاليوم الذي نحن فيه في زنزانة من زنزانات دمشق .
يتبع ..







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط