الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة > قسم المسرح

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-2024, 11:17 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ماجد غالب
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







ماجد غالب متصل الآن


افتراضي نشيدُ الأخيار

الجزء الأوَّل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
عندما يرتِّل الكون نشيدَهُ الوحيد
تسمعهُ الأرواحُ بعناق الوجود
حتَّى تكون فمَهُ الصدَّاحُ وصوته البليل،
وهدايا الزَّمان منثورةً بوصايا الوعود،
ومزايا المنال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ


جاءتِ الأرواحُ تنشدُ نشيدَ الأخيار. لأنّ صوتُها الَّذي اخترقَ الضَّباب تردَّد بشوقٍ واحدٍ وحنينٍ عارمٍ، وإحساس يهدُّ الحواجز. التقت في كلِّ مدينة نفساً واحدًا عارياً من الجسد وعنفه الهابط. عجيب لهذا النَّشيد الآخذ، لهذه النَّبرات المتنوِّعة المتوحِّدة أن تلتقي، في حينٍ ليس سرِّياً، ولكنْ لم تُضربَ له المواعيد.
كلُّ ما يمكن أن تقوله وأن تقتنع به، هو أنَّ اكتمال الأشواق، قارب من الأصداء، فانصدعت الأشرارُ وانهزمت، مُفرغةً الأجواء للنَّشيد الجديد.

ظ*

كان النَّاس يتجمَّعون تحت بقعة الفضاء إذ ذاك، ينصتون وخلجات نفوسهم لا تتوهم الصَّدغŒ. إنَّها تكاد تعرفه منذ الولادة، وقبل الولادة، وتريد أن تتواصل معه إلغŒ الخُلُودِ.
والشَّرُّ رغم انصداعه وتقهقره واحتراقه، لا تزال بعض أنفاسه شبه ميِّته، تزفر من بعيد، من أصداء النَّشيد الجديد في صوت الأخيار والنَّاس يستلهمون في هذا الصَّوت، إجاباتهم المكنونة،
إنَّه يحوي وضوح الاستفهامات المقفلة في صناديق الشَّياطين والأشرار..! عجبا لهذا الرَّوع، ما لنا لم نكن نحسُّه قبل اليوم في مثل هذا الجمع وهذا الشُّعور الظَّافر؟
 أم ترانا لم نكن أحياء؟ أو كنَّاأحياءأموات!
*

قال الأخيارُ.. إنَّ الانجذاب لما في الكون من خير، بعد أن تقاربت الخطوات وتقلَّصت الفجوات، جعلكم تنعتقون عن نيران الخرافات وتوهُّمات الشَّعوذة والأسحار.
قال النَّاسُ ألهذا جئتم؟
انبرت الأرواح تجيبُ.. 

لِهذا أخرجتنا الأشواقُ، ولكن بعد انصهار. وما كنَّا لنلتقي في هذا الميدان إلاَّ من بعد انصهار ـ وباندفاع الحبِّ الدفَّاق، شعَّت أشواقُ الكلمات، فانصبَّت زخَّارةً، فيضاً من الشروق، تتهادى بها في فلك المسامع وقلب الشُّعورـ
ونحن إذ كنَّا خلف الضَّباب وفي الضَّباب، كنَّا نحلم بما وراء الضَّباب، نتوق إلغŒ من يسمعنا فيحرِّرنا! ولمَّا كلَّ شيء بدا لنا كالصُّم البكم، رجعنا إلغŒ أنفسنا فزاد شوقنا وغدا لهيبه ينقِّي ضمائرنا حتَّغŒ النَّقاء الَّذي ليس بعده غير أنواع النَّقاء.
آنذاك، عندما باحت أصواتنا بشوقها الأكبر، الظَّاميء في نداء النَّقاء، زلَّت غيومُ الضَّباب وارتجفت أفئدة الشَّر.

قال النَّاسُ ذاك هو إذأ! الَّذي يخيفهم ينهضنا، والَّذي يظلمهم ينيرنا، والَّذي يشتِّتهم يجمعنا.
قال الأخيار..
أولستم مهما بلغ بكم الجموحُ في موج الأهواء، حالة طارئة لا تمثِّل الأصل؟
 أولستم من ذَرَارِي الأخيار، حاملي الأمانةِ العُليا، عندكم رسالة السَّماء؟ فلا تعجبوا إذا، أن يتناقض بنا الآخرون، فـ ((الخيلُ تجرِي علغŒ مَساوِيها)).
إنَّ ما في معادنكم من ذرَّات الأصالة تحملكم إلغŒ العلياء لتنوشوا لها مفاتيح الإنسان في أعماقكم.

ولكن أيُّها النَّاس لكي يكتمل الدَّور ويكون لكم موضع قدم في الدِّيار، فلنا فيكم رجاء.
ضحك النَّاس سخرية بأنفسهم فانزعج لذلك الأخيار، وقالوا.. نحن لم نأت إليكم إلا َّلمكنة تحقيق رجائنا فيكم.
تطلَّعَ النَّاسُ إلغŒ وجوههم، فانعكست فيهم صورة قاتمة لأنفسهم فأخجلهم ذلك،
وطأطَؤوأ لشدَّة الوقع الرُّوؤس.

قال الأخيار.. ارفعوا رؤوسكم فنحن بحاجة إلغŒ ذلك، كي تسمعونا بقوَّة.
إنَّا نقول لكم..

إنَّ نفايات الشَّرِّ مهما كانت من الضَّعف فبإمكانها النَّيل من عالمناالنبيل بهذا الاستخفاف بالنَّفس والإنسان فيكم.
وأنَّ لنا ابناء رهائن، يحوطهم الأشرار كما تحوط الذِّئاب الغنم. وهم علغŒ ذلك، بهم، منذ عهد انحلالكم الأول. ولا ترضغŒ شُرتهم منهم بأقلِّ من أن تُنسيهم مهودهم الأولغŒ، وأن تسخِّرهم لمشاريعها الأسطورية.
فلمَّا لم يكن من سبيل للخلاص إلا َّبإرادة الشَّعب الآخر المتَّحد الرُّوح مع الجسدِ، بالفكر والمَحتد، فإنَّا نناشدكم بالانعتاق الكامل من كلِّ شر، فإنَّكُم أيُّها النَّاسُ، إن تكونوا متناقضين مع قوغŒ الشٍّر فإنَّكم داخلون في إرادتهم! أو ما تقرأؤُن الذِّكرَ الحكيم..
ـ(وإذ قال إبراهيمُ ربِّ اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبنيَّ أن نعْبُدَ الأصنامَ ربِّي إنَّهنَّ أضللن كثيراً من النَّاسِ فمنْ تبعني فإنَّهُ منِّي ومن عصاني فإنَّك غفورٌ رحيمٌ)ـ
تلفَّت النَّاس إلغŒ بعضهم بنظرات تلتمسُ، مشفقةٌ، مزيدا من الوضوح!!

قالت الأرواح.. إنَّ في أيديكم نيران التَّمائِم، ألا فأزيحوها، يتحرَّك في أوردتهاالدَّم، ينطلق في مجراه، يزوِّد في دفعاته موات العروق.

وفي رقابكم قلائد السِّحر مكتوب فيها، اسم الله العظيم، ولكن بالمقلوب، ألا فانزعوها، تخلِّصون أنفسكم من ربقتها، فتخْلُصون لاسم الله مطبوعا، بلفظه ومعناه، في القلوب، ليرتفع الدُّعاء من أفواهكم بمدِّ قلوبكم، ليخرج وقد طهَّر جوارح الجسد في مجرغŒ أفكاركم، وأحضان حقائقكم ونواياكم.

في نفوسكم، أيها النَّاسُ، اعتناقٌ لأفكار تظنُّونها دين، تطرِّزونها علغŒ ملابسكم وترفعونها فوق قباب ابتكاراتكم ثمَّ تُنسبونها إلغŒ دينكم، حيث عقولكم سكن لنظريَّاتها وقلوبكم معابد لأوامرها وجوارحكم صلاة لها.
وعندما يستعصي علغŒ الشِّرِّ إدخالها إلغŒ معابدكم الزمانيَّة والمكانيَّة والمعنويَّة، بتلك الميوعة الَّسابقة يفسِّرها لكم علغŒ أنَّها من تعاليم دينكم الحنيف، وإذاماظ±ضطرَّ، يقول هذه من ضرورياتكم المكانيَّة والزمانيَّة.
أو لا تسمعون قول الملك العظيم، عز وجلَّ ـï´؟ فرجع موسغŒ إلغŒ قومه غضبانَ أسفا، قال ياقومي ألم يَعدْكم ربُّكم وعداً حسناً أفأطال عليكمُ العهدُ أم أردتُّم أن يحلَّ عليكم غضبٌ من ربِّكم فأخلفتم موعدي قالوا ما أخلفْنا موعدكَ بملكِنا ولكنَّا حمِّلنا أوزاراً من زينةِ القومِ فقذفناها فكذلك ألقغŒ السَّامري فأخرجَ لهُمْ عجلاً جسداً لهُ خُوارٌ فقالُوا هذا إلهُكم وإلهُ مُوسغŒ فَنَسِيï´¾ـ،ـï´؟ أفلا يرونَ ألا َّيرجعُ إليهمْ قولاً ولا يملكُ لهُمْ ضراً ولا نفعاً ï´¾ـ
ألا فانخلوا بمنخل العلم، وتلقُّوا بأكفِّ الأمانة ورزانة العمل واحملوها في قلب التَّعاون، لترفرف بشوق الأرواح في كتائبكم السَّائرة بمطامحها الوثيقة. عندئذٍ تدركون أن صدوركم ليس فيها متَّسع إلا لحنينها الأبدي.
قال النَّاس بإثارة بهيجة.. ألا فأزيدونا أيَّها الأخيار.
أجاب الأخيار بصوت رهيف ملؤُه الهيبة والتَّواضع..
ماذا نزيدكم وقد كلَّلتمونا بالفخار؟!

قال النَّاسُ بحماس، سنقطِّع القلائد والتَّمائم وسوف نحرِّق ساقطات الأفكار 
.
قال الأخيار.. هذه شيمة الإرادة، وإنَّما كان الأحرغŒ لإرادة قويِّة، أن تجعلونا ننظر قمَّتها أن ننظركم فوق الأشلاء السَّاقطة، ذلك لأنَّ الشَّرَّ يتسلَّل بغتةً حتَّغŒ في لحظات الخير البطيء.

أوما تستقرِئُون موقف السَّحرة الَّذين حكاهم الرَّبُّ االحَقُّ في الكتابِ العزيز: ـ( فأُلقي السَّحرة سُجَّدا قالوا آمنَّا بربِّ هارون وموسغŒ)ـ.
أيُّ تعبيرٍ وإقرارٍ بعد هذا التَّعبير والإقرار الَّذي لا يُطيقُ إذناً من ربٍّ دعيٍّ ولا حتَّغŒ انتظاراً ــ ذلك التَّعبير والإقرار بالسَّجدة. حتّغŒ أنَّ، مُدَّعي الألوهيَّةِ هذا، لم يتمالك في موقف الجبابرة ذاك، أن تستولي عليه مشاعرَ الاضطراب والعُجب فقال، وقد ذكر الله تعالى، عنه أنَّه قال:
ـï´؟ آمنتم له قبل أن آذن لكم؟.! قالو لن نؤثرك علغŒ ما جاءنا من البيِّنات والَّذي فطرنا فاقضِ ما أنت قاض إنَّما تقضي هذه الحياة الدُّنيا)ـ .
لقد أطاعوه يوم كان كان هو رب مشاعرهم وقلوبهم، والمتحكم في أفكارهم، أما الآن وقد ظهر الزَّيف، وظهر جليَّاً ربَّ تلك الصِّفات الَّتي توجب عليهم صدقا الإقرار بأمر طاعته سجدوا ثُمَّ قالوا كما قال الربُّ المليك عنهم.. ـï´؟إنَّا آمنَّا بربِّنا ليغفر لناï´¾.
استدار النَّاس إلغŒ بعضهم وفي وجوههم إرادة التَّحدِّي الحقّ، وتشابكت الأيدي تزيح عن بعضها البعض، العالق بها من عصر الجهالة، يميطون تميمة، ويقطعون قلادة تارة، ويمسحون فكراً تارة أُخرغŒ، حتَّغŒ انكشف الميدان عن مشهد إرادة كبرغŒ أزاحت فواصل الزَّمان والمكان ونسفت حواجز الأرواح، فامتزج إثرها نشيد شوقهم بنشيد شوق الأخيار، فكان نشيداً واحداً من أناشيد الشَّوق الأكبر.
قال الأخيار.. اسمعوا. أتسمعون نشيد الأبناء؟، إنَّهم علغŒ الأثر، في طريق الانصهار إن شوقهم يلتهب في كبد العزيمة.

قال النَّاس.. سنذهب لملاقاتهم ولكن ليس عندنا سرَّ الشَّرِّ

قال الأخيار.. وكيف تحظون بالسِّرِّ وأنتم لم تعرفوا سرَّ الأرض؟
!
قال النَّاس.. أخبرونا عن السَّبيل ياأيُّها الأخيار، عن ذلك السِّرّ.
قال الأخيار.. وكيف تنشدونه وأنتم بلا عيون تقطر في عيونها، 
وأسماع تردِّدُ فغŒ الصَّدغŒ نِداءها، أم كيف تشعرونه وأنتم متقطِّعةٌ أوصالُ ودادكم؟! إن تريدوا، حقَّاً أن تعرفوا سرَّها، فاسقوها من عطاء السَّماءِ صلة الواهبين في السَّلم عطاءهم، وفي الحرب كلَّ ما يملكون. ولكنَّكم أيُّها النَّاسُ لا تعرفون أين تضعون أقدامكم، فضلا عن مفاتيح تعبثون بها بين أصابعكم، تطويها يد الأنانيَّة كَيفَما تَشَاؤُون، في عيونكم. ماذا نقول لكم وأنتم في جوف وادِي تُخِيِّب، تتلاطمون فيه تلاطم خَيَّابٍ بنِ هيَّابٍ! لا ترون غير أنفسكم عدوًّا وغير باطلكم مساعيٍ وأفكار.
ياأيُّها النَّاسُ، أنتم في أرض مَثْعَلَةٌ، وكلُّ الصَّيد في جوفِ الفَرَا. 

امتعط وجه النَّاسِ وشعروا بالصَّاعِقةِ علغŒ رُوؤُسِهم!
ولمَّا رأغŒ الأخيارُ أنَّهُمُ الآن ينصتون بحقٍّ وحقيقٍ، قالوا.. استسمحوا، أيُّها النَّاس، جُرأتَنا عليكم، فإنَّا سمعنا في بعض أشواق نسائكم هذا الصَّوتَ، إسمعوا..
((عفواً ياأهلَ البيتِ
 جارحة هذه الأمنيَّة
 لكنَّا لم يبقَ لدَينا مِنكم إلاَّ قعقعة الصَّوت، ولقد أعياني ياأحبَّائي، رشَّ السُّكَّر فوق الموت)).
أمَّا نحن، فنقول لكم، ياأيُّها النَّاس، لا ينفع فوق الذُّل الذَّليلِ سكَّر أبدا.

السُّكَّر الذي جئنا نرشُّه بينكم هو أناشيد أشواق السَّماء والأرض. أناشيد العناق الأكيد.
بكغŒ النَّاس واغتسلت أقدامهم بالدُّموع.
قال الأخيار.. وإنَّا سمعنا امرأة تتشكَّغŒ في ولولة مرَّة، حالكم الكاسف، وفعلكم المتستِّر
 في شنآنهِ برُقَعٍ مثل الذَّهب. تشتكيكم إلغŒ الله، بدموعها وآهاتها المتلوِّية 
من أثر مِدِّيَّتكم الغادرة في أعماق أحشائها الطَّالعة، ومن ثمَّ تركتموها وحيدة في طريقِ التَّضْحيات، تحثُّ التُّراب علغŒ جدث بعلها المقتول امرأة، مالها عال ولا مال.
عجب النَّاس للأمر واستغربوا له أشدَّ الإستغراب! بعضهم انْتُقِعَ وجهُهُ، وومنهم من انتكس رأسه خجلا من الجرم العظيم، وبعضهم تمنَّغŒ لو تسوَّغŒ به الأرض، وصاح آخرون : ليس جميعنا.
قال الأخيار بهدوء ووقار.. بل أنتم جميعا أيُّها النَّاس.
انظروا إلغŒ أيديكم، وستخبرُون كشف الكواشف.
هل يوما أعانت مسكينا، قبضت راحتيها علغŒ راحة يتيمٍ ذا مقربة، أو مسكينا ذا متربة؟!
أدلقوا ألسنتكم وحدِّروا الأنظار إليها، هل يوما قالت معروفاً أو طببَّت بضماد الألفاظ حيَّاً يتنفَّسُ ويألم ويتمنَّغŒ؟.
انظروا إلغŒ وجوهكم، هل يوماً انبسطت لوجوهكم، قطَّبت أساريرها لأوجاعكم، هلَّلت لأفراحكم؟.
انظروا إلغŒ قلوبكم، هل فيها إلاَّ دنياكم، أو عجائبكم التي تناطح السَّحاب وتنافس عجائب الدُّنيا السبع؟
 ثمَّ بعد ذلك اسألوا أنفسكم..
هل قلتم حقا، أسكتمُ باطلا؟!
بعد هذا التحقق، إنَّ كلَّ شاردة وواردة تشير بالإتهام إليكم، حتَّغŒ أنفسكم الآن.
صمت الأخيار هُنيهةً، شعر النَّاس فيها ظلم الدُّهور.
قال الأخيار.. لم لا تجعلوا فخركم تواصٍ، وسمتكم مرحمة، وقوَّتكم صبراً، لينبت الضَّمير في دينكم ثباتاً؟!!!
يا أيُّها النَّالس.. إنَّكم لن تبلغوا طموحكم إلاَّ بطموحاتكم المتعانقة وحدةً وجوداً، وجهةً وشعوراً. فاطفؤوا حرائق الدُّنيا بجريان الصَّفا الدَّائم.
يا أيُّها النَّاس.. شَتِّتُوا هذا الضَّجيج في ظلمة دنياكم، يتجلَّى فيكم الصَّفاء ويتوحَّد. ألا ترون إلى شواهد البصائر كيف ترى؟، كيف تتمازج فيها الأشياء وتتلملم في وقت التَّكوين أجزاءها؟
*
ضجَّ الكون بعد ذلك، وعصفت الرِّياح بالنَّاس، والأشجار، وتمايلت رؤوس النَّخيل، فوضع النَّاس أيديهم علغŒ رؤوسهم، يحتمون بها، وهم ينجذبون في تحديقاتهم نحو الأرض، وارتجفت القلوب بالتَّوسُّلات، 
ورفع الأخيار أيديهم بالدُّعاء، فهطلت الأمطار في شروق الشَّمس الأتي من كبد السَّماء، فكانت الأنظار تغتسل بطهر الكون.

رفع النَّاس وجوههم، فقال الأخيار: السِّرُّ، السِّرُّ أن تلامسوا بكلِّكم أرضكم! أن تجعلوا من رباطكم سلَّماً إلغŒ السَّماء.
ألا نخبركم كيف تصنعون ذلك؟
.
قال النَّاسُ.. بلغŒ وربُّ السَّماء والأرض وما بينهنَّ.
قال الأخيار.. النَّمَاءُ. أن تُديمُوا نَماءَها بنمائِكم.
قال النَّاسُ.. ولكنَّنا نزرعها منذُ القديم، ونحمل الشَّقاء المرَّ المرير منذ المولد الأوّل!!
قال الأخيارُ.. أنتم تحرصون علغŒ الزِّراعة ولا تحرصون علغŒ السَّلامة، وتحرصون على العيش دون نفحة الحياة الكبرى. وربما حملتم الجبال الرَّاسياتِ، ولكن لا تعرفون أين تضعونها!

تساءل النَّاسُ عن ماهية الَّسلامة، والنَّفحة الكبرى و ....
قال الأخيار.. أن لا تتركوها تموت في قبضة الأشرار.
قال النَّاسُ.. قوَّة الأشرار هزمتنا.
قال الأخيار.. لأنّكم لم تنغرسوا فيها إذ تزرعون، وإنِّكم إذ تقلعون الحصاد لا توافوها من حصادكم، فحين يعمُّ اليبسُ في خدِّها الأيمن، تكون بطونكم مترعة في خدِّها الأيسر، حتغŒ إذا انحازت بكم الأيّامُ إلغŒ شفيرها الأخير، تربَّعتم تنظرون إلغŒ سمائكم بحسرة وإلغŒ أرضكم بمهانة.
إن هزمتكم شرارتُهم فلم تميتكم. وما دمتم أحياء فتحرَّكوا كالأحياء، إن الأشرار لايميتون إلاَّ الموتغŒ في النَّزع الأخير، فالمزروعون في رحم الأرض لا يموتونَ أبدا، بل هم أحياء في النَّسمات المتجدِّدة في غرس الحياة.
إيهٍ أيُّها النَّاسُ، إنِّكم لا تفرِّقُون بين الزَّرع والغرس، وبينهما والنَّماء، وبين أثقالكم والفطنة! فكانت، هذه، ألفاظ في بطونكم، وطعنات في ظهوركم، وقبورا تستقبلون بها موتك الحتم. إنكم لم تصنعوا من طينكم فكرا يروِّيكم، فينبتكم في شِعابكم وخزا من ضمير.

لقد أصبحت تفاسيركم، أيُّها النَّاس، تآويلكم. تآويلٌ تهوِّلون بها مرادكم، فأفرغتموها في وجه الحياة، ظنَّا منكم أنَّكم لم تلطموها! والدَّم السيَّال الجاري، تحسبونه هيِّنا، وهو في قلب الجرح عظيم.
صاح النَّاس.. وكيف؟
 كيف الخلاص؟!




قال الأخيار.. فتِّشُوا أنفسكم بصدق واحفروا الأرض بعمق، وغذُّو بأنفاسكم القويَّة أنفاسكم الضَّعيفة، عندئذٍ يندحر الشَّرُّ ويتلاشغŒ.
ليس كلُّ شيء يوضع في ميزان الحذر الأخرق. الحذر إن لم يكن عزيمةً وتصمياً، فهو الوهن والانهيار. أنَّ هناك أشياء ليس لها معيار إلأ من بعد أن يقرِّرها الفعل. ألم يقل أجدادنا: الهيبة خيبة؟
إنَّ تقديرك لقوَّة عدوِّك يجب أن يصاحبه محاولة اضعافها، لا أن نعطيها الزَّمن الكافي للنمو والزِّيادة.
وأهمُّ ما يمكن أن نقوله لكم الآن، هو أن تعملوا للأفكار لا أن تُعملوها.

تقولون كيف؟! حسناً.
أنَّ الأساطير جعلتكم تعملون بأنانيَّةٍ، وفكر الجميع جعلتموه جناحي طائر عليه تحطُّون أشخاصكم إلغŒ آمالكم الخراب، وقد اجتزتم بذلك الموانع البعيدة، ذلك اجتياز المستبدِّ الظالم المولود بالإجهاض...
فعندما تتسرَّب الأنانيَّة تتحوَّل الأفكار إلغŒ وسائط، لذلك تتغيَّر مفاهيمها في عقولكم وتتحوَّل إلغŒ جثَّة كجثث أصحابها. وبالمعنغŒ الصَّحيح تتحوَّل كما تتحوَّلون، حتَّغŒ تكون درجة الانحطاط الأخير، انحطاط تنتظرون فيه رحمة الشَّرِّ الأسطوري المفخِّم لقدرة نفسه فغŒ عقولكم، كأنَّها القدر الَّذي لا غالب له.
فعندما تعملون من جديد، اعملوا للأفكار. أي كونوا جنودها، وحماتها، والمدافعين عن ثباتها. ولتكن هي القائد لكم والحامي في دربكم.
إذا كنتم كذلك، فكلٌّ سوف يعمل بحسب حاله وقدرته وعطاءاته، وعندئذٍ تتنامغŒ قناعاتكم، وتتَّحد ذواتكم، وتتبدَّد كالضَّباب في وجه اليوم المشرقِ، خلافاتكم، وستجدون هنا في سبيل السَّعي، العونَ والتَّوفيق، وستلقُون هناك، حيث الهدف، مواقع نجاحاتكم الواسعة كالكون الرَّحيب.
فالرَّجل الحقُّ فيكم، من يسعغŒ بين الجميع دون تمييز؛ أن يكون واسطة أفكار جيِّد؛ لا متوسط بها. والقيادة الجديدة، قيادة الفكر الَّذي تشمخ به الذَّوات في وهج انصهارها، فتبدو واضحة المعالم، لا مجال لغضِّ الطرف عنها، وإلاَّ فإنِّ العُجب والغرور، لا يدعان أحداً إلاَّ وظنَّ الظُّنون بنفسه دون ثمن.
شعرَ النَّاس بالوضوحِ ينبعثُ مع الشُّروقِ في عُيُونِهم ـ وكان الأخيار في هذه الأحيان، ينظرون إليهم وهم يضِجُّون بتيهِهم وغطرستِهم. وكان النَّاسُ في لحظات إصرارٍهم الكبير، يشعرون برغبة التَّعبير عن مكنون ذواتهمِ الفطريَّة المجرَّدة.
قال الأخيار وهم يرون هذا التحوُّلَ العجيب: أنتم الآن أقوغŒ منَّا نحن الأخيار في عالم الأرواح، لأنّكم في عالم المحسوس روح وجسد. فإن أحسنتم العناية بالرُّوح، وقدَّرتم سلامة الجسد، ستسيرون إلغŒ ما بعد 
الحدود.
قال النَّاس.. رغم ذلك فإنَّا نشعر برهبة الشَّرّ.

قال الأخيار.. هذا لأنَّكم لا زلتم لم تبارحوا أماكنكم نحو الهدف. عندما تهزمون خوف النُّفوس، تهزمون خوفكم من الشَّرِّ، لأنَّ بذلك تنحلُّ عقدة سحره الأسطوري، ولم تعد ذات مفعول.

الأشرار الَّذين ينظرون إليكم من بعيد ويمدُّون أياديهم من تحت الأنفاق إلغŒ الشرِّ القابع فوقكم، فإن دورهم سيضمحل؛ لأنّهم كفأرة تتبع كلباً مسعوراً لتخيف قطَّاً. وعندما يكون هذا المسعور قد أخذ جزاءه الوافي، ستحوِّل وجهها شرقكم دون أن تستحي من نفاقها. فلا تقولوا بعد ذلك، أن للشرِّ أعواناً، فأعوان الشَّرِّ أعوانٌ لمن يملك القوَّة ولا يمنحها هدراً.
*
ارتفع صوت أتت به الجهات دون تحديد، جعل النَّاس لا يلتفتون إلى جهة أو شيءٍ، في إصغائهم الحقيق، غير أنَّ شيئاً صار في صميم البهجة كالنّدى ونبت الأوراد، إنَّها الأرواح تتتالى، وأصوات تتعالى كأنَّها النَّسق البديع المنسرح بحروف الوعود.
كانت الأشجار كأنَّها تتلفَّظ بالصَّوت، وكان الكون كلَّه صوت لحرفٍ من كلمات تأكِّدها الجموع بتردادها المتوحِّد في هذا الوهج المكتوب في لمع العيون المصوَّبة إلى تأكيد شأنها في الوجود. لازال الصَّوت يعلوا، وصوتهم يعلوا معه..

لا زال الصَّوت آسرًا، لأنّه كان تأكيداً لرسوخ الخطوات الَّتي كانوا قد أحسُّوا بها، وشيئاً آخر عرفوه اللَّحظة من تلاحم الخطوات؛ وهو أنَّما كان هذا موكب التَّسامي الأبدي، لذلك أيقنوا بالصَّوت الَّذي كان يتردُّد فيهم.
كان الأخيار يرقبون تأثُّرهم بصوت الآتين، وكانوا يوقنون بأنَّ الصَّوت إحياء لضرورة البقاء.
قال النَّاس.. نحن نسمع صوت الأبناء معطَّرا في أعماق الأرض. هذه الأرواح التي زرعت أجسادها في الأعماق، تنشر عطر الأحجار في صوتها الخالد. لقد خبرنا كلَّ هذا من تجاربكم وعطائكم ألا فأخبرونا عن المكان والزَّمان الَّذين فيهما نناضل.
قال الأخيار: المكان هو العالم الَّذي يحتاجكم وتحتاجونه، وما دام الشَّرُّ في كلِّ مكان فكونوا في كل مكان، وأولى الأماكن يتحصَّن بكم، ذلك المكان الذي داسته أقدامكم منذ القديم.
نظر النَّاسُ فيما حولهم، فكانت الآثار تستنطقهم، وتستطلقُ فيهم حوادث التَاريخ، ثمَّ وكأنَّهم يعودون كالجُنح المرفرف بذاكرة الوجود، ليجدوا أنفسهم يستمعون إلى صوت الأخيار وهم يقولون:
أمَّا الزَّمان، فهو من حيث الحدود كالمكان، وكما أن الأرض تحتاجكم لتزرعوها وتخصِّبوا تربتها، وكما أنَّكم تحتاجون غلَّتها وعطاءها، فيكون بينكم عهد التَّملك والتَّفاني، فأن الزَّمان يحتاجكم منذ الولادة لتعمِّروا مجالاته، وأن لا تخلُّوا فرصةً واحدة للشر ملعبا لأساطيره.
وكذلك أنتم تحتاجونه بكل أجزاء فرصهِ الغالية؛ لتنتظِموا فيه في مراحل بذركم وزهركم وينعكم.
فأنتم والمكان والزَّمان، كالسَّمكة في الماء، أبداً تحتاج معه إلغŒ الغذاء، وكلَّما استطلعتم مخبَّياتهما، ظهرت مفارق الإبداع واستطعتم أن تلمسوا عين الجمال، ولكنَّكم لستم كالشَّرِّ في هذا النِّظام. لأنَّ الشَّرَّ للزَّمان والمكان كالفأرة العابثة.
شعر النَّاس بروح الاقتراب تُجلِّلُهم، وأنَّهم جُزءٌ من هذا الوجود، وكلَّما أرادوا الخير فيه كان المُراد منهم عظيماً، انتبه النَّاس، في حين كان الأخيار يقولون:
يا أيُّها النَّاس.. إنَّ تشكُّل الجمال ليس اعتباطاً، لأنَّه ليس فعلاً الرَّغبة والنُّزوع إلى الشَّيء بحدِّ ذاته.
إنَّ الجمال تجمُّع الذَّوات والصِّفات في الفعل الواحد. فهو إذاً معدن الذَّاكرة الحرَّة، وصيانتها في سيرها مع الزَّمن. ألم تروا أنَّ نظرة المستقبل المجرَّدة هو ذلك الانفصام في ذاكرة الإنسانيَّة، وهو هذا التَّعادي الضَّارب خصرها الضَّامر؟
*
قال الأخيار.. يا أيُّها النَّاس، إن تكون مسالمين غير أن تكونوا مستسلمين!
أن تكونوا عند الله عباده الَّذين يمشون على الأرض بين عباده هوناً، خيرٌ من أن تكونوا بين عبيده خاضعين. السَّلام هو عمر الإنسان الذِّي ينبغي أن يعمِّر به البلوغ ويصل به إلى الكفاءة والاتقان. والخضوع هو سرقة العمر وإضافته إلى عمر الآخرين.
إن جهودكم الَّتي تقضمون بها سلع الآخرين، لو أنفق الآخرون أموال الدُّنيا صادرها وواردها ما أنتجوها، ألا ترون إليهم كيف يرتفعون بإنتاجهم في دنيا أسواقكم. ألا ترون إلى ما يملكون وإلى ما لا تملكون؟!! فشتَّان بين الهدر وبين الاستغلال! أنتم تضيِّعون طاقاتكم في استغلالهم. أنتم عنصر من عناصرهم الأوَّليَّة.
هتف صوت من بين النَّاس.. هكذا نحن.
قال صوت آخر.. برَّاقة سلعهم، انجذبنا إليها فلوَّنَتْنا.
قال الأخيار: اغتسلوا بالطُّهر تخلص لكم سلامة الأفكار، وتحلُّوا بالأمانة تجود لكم العقول بدلائل المسار، واعملوا بطاقات بشريَّتكم تنتج لكم غنى وجودكم، ليتعامل معكم المنتجون بعين المعتبر. هكذا هي الطَّاقات عندما تجود بها أعمار السَّلامة تطلُّعاً إلى الآخرة. هكذا تسير دون التفات إلى من يجرُّ السَّائرين ليسيروا القهقرى.
قال النَّاس بشدَّة.. لا نريد سير القهقرى.
قال الأخيار.. من لا يريد الشيء يتمكن بالإرادة فيعتزُّ بها لذَّة للحقيقة. ومن كره الشَّيْ كره أن يعود إليه كيف وقد الظاه حرقته ولذعته مرارته؟!
من كان مريداً باعتبار تمكَّن بثبات وعمل دائب لا يتوقَّف. فما كانت الأماني يوماً قوَّة لمريد، إلاَّ إذا كانت تجرُّ خيوط الحقيقة بوحاً لارتسامات عين الإبداع، ليقبض عليها السَّائر بيد العمل.
لا بدَّ أن يكون ما في يده محراثاً، أو قلماً، او مطرقة ما دامت في دلائل المعرفة تضع أثر البقاء وتعابير الوجود.
يا أيُّها النَّاس..إنَّ عمركم لحظاتٍ تمرُّ منسوجة في منوال أعمالكم، فاجعلوها مناعةً وحياةً باقية.
تحرَّكت أيدي النَّاس حنيناً إلى العمل، فقالوا.. كأنَّا لم نعمل إلاَّ اليوم! أين جهودنا المهدرة؟! نظروا إلى الأرض، ارتفعت نظراتهم إلى السَّماء، وكأنَّهم في حالهم هذا يقولون: يا للعبث. نظروا إلى قدراتهم كأنَّهم لم يكتشفوها إلاَّ اليوم. وكان هناك صوتاً ياتي مرتَّلاً كأنَّهم في عذوبة معانيه لم يسمعوه إلاَّ الآن: ـ(أفمن يمشي مكبَّاً على وجهه أهدى أمَّن يمشي سويَّاً على صراط مستقيم. قل هوالَّذي أنشأكم وجعل لكم السَّمع والأبصار ولأفئدة، قليلاً ما تشكرون)ـ.
قال النَّاس.. أليس هذا هو نداء الخير كلِّه؟
قال الأخيار.. هو، هو يهتف بكم إليه، لتسيروا عليه بخلجاتٍ متحرِّكة وجوارح مسدَّدة راشدة.
قال النَّاس: حدِّدوا لنا المعنى، وارسموا لنا المسار.
قال الأخيار: ليحذوا أحدكم الآخر.
نظر النَّاس بعلامات تعجُّب واستغراب.
قال الأخيار: اقتفوا الخطى الأفضل، وتعاونوا على البرِّ والتَّقوى.










 
رد مع اقتباس
قديم 30-12-2024, 03:52 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: نشيدُ الأخيار

المكرم أخي الأستاذ الفاضل / ماجد غالب


اللغة هنا بديعة قوية
وتتابع الأحداث بتلاحم سردي أنيق مع استشهادك بآي كتاب الله كان جميلا ولافتا ..

هناك مواضع
( لوحة مفاتيحك ) قلبت الألف المقصورة غينا
قوى
إلى
على

دائما أنتظر جديدك الأجمل
لك التقدير والاحترام مع دعواتي لك بالسداد والتوفيق ..







 
رد مع اقتباس
قديم 30-12-2024, 05:32 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ماجد غالب
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







ماجد غالب متصل الآن


افتراضي رد: نشيدُ الأخيار

جميل هذا المرور منك، حضرة الاستاذة الفاضلة، راحيل الأيسر، وهذه القراءة الكريمة للنّص.
إن نشيد الأخيار، من الكتابات الحواريَّة، فهي أشبه بالمسرحيَّة، ولكن لها خصوصيَّة وميزة، قد تجعلها صنف خاص بنفسه.
شكرا على الملاحظة، أستاذتي الفاضلة، فيما يخص ((قلب الحروف)) ولا أدري كيف يحدث هذا.

مع فائق الاحترام وبالغ التقدير.







 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط