المقهـــــــى
....................................
في مساء شوق حالم
ارتديت ثوبا لوجه غيري
وذهبت الى مقهى يرتاده من اهوى
وجدته هناك برفقة الوحدة
تقتلني حينها تساؤلاتي
لماذا يفضّل الوحدة
على أن يرافق حبنا
انادي النادل وأطلب منه بهدوء الصمت
ان يجلب لي كأس من ماء
السكينة
اريد ان يبتل جوف بلع ريق الحنين
ترنحت بعد شرب الماء
وكأنني ارتشف الهواء
وما عادت الجاذبية تسكن الارض
بل اقتادتني الى سماء
اطير بها بلا اجنحة
مهلا لا لا بل امتلك جناح الوهم
والجناح الآخر الوهن
اه منك انت يا نقطة ضعفي
يا فاصلة بين واقع وخيال
تفصلني عن المحال
انظر له وهو يقلّب الصحيفة
وكأنّه حبات ندى تجمعت فأصبحت
ينبوع بحجم زهرة
اتمنى ان تسكن نافذة صباحي
يا انت
يا من اهوى
ناديته بصوت الصمت
لعلّ قلبه يرشده لي
لعلّه يوشوش لأذن وحدته
انها هناك على كرسي البرد
تنتظر الدفء
اراقب تحركات بصره
قد أجد فيها لحن يغني بإسمي
قد أقرأ فيها رسالة
تقول أين أنتِ
أريدك رفيقة لي
أريدك كالقهوة والتبغ رفيقان لا يتفارقان
يا غربتي الصغيرة
هلّمي إلّي
لنرقص معا على أرض المستحيل
إلبسي اقدام الباليه
وأرقصي بأقدام لها اصابع عود ثقاب
اشعلها حنين
ارقصي وكأنك بلا جسد
وكأنّك هواء
لا تتعبي يا حبي الأوحد
بل اشحذي قوّتك
بطاقة الحنين
بعد برهة من الحرب الباردة بيني وبين
تأمّلي فيه
حمل الصحيفة وغادر المقهى
لأبقى وحيدة أنا وتنهيدة
وبقايا قصيدة ولدت للتو
من رحم مقهى جمعنا معا
لكن كغريب وغريبة