|
|
المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين.. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-11-2019, 11:43 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
نقد كتاب عقيدة أبي طالب
نقد كتاب عقيدة أبي طالب الكتاب تأليف طالب الحسيني الرفاعي وموضوعه كما قال : "لقد كثر الكلام واحتدم الجدال في قضية إيمان شيخ بني هاشم أبي طالب عم الرسول (ص) وكتب في هذا الموضوع جماعة من أهل السنة والشيعة على السواء كتبا ذهب فيها أصحابها إلى القول بإيمانه " موضوع الكتاب ليس حكما من أحكام الإسلام ولا علاقة له بالعقيدة فى الإسلام فإسلام أى شخص أو كفره أمر يعود له وحسابه عليه هو ولا حساب على من يعتقد فيه خيرا أو شرا لأن الله لم يصرح بأسماء المسلمين جميعا أو الكفار جميعا فالأسماء الصريحة هى أسماء بعض الرسل وأسماء بعض الكفار الكبار ومن ثم فعقيدة المسلم هى موالاة كل المسلمين والدعاء لهم ومعاداة كل الكفار ولعنهم دون ذكر أى أسماء وقد ذكر الله عقيدة اليهود والنصارى فى إبراهيم(ص) وأولاده واختلافهم فيهم فنهى الله الناس عن الخوض فى هذا الأمر مبينا أنهم ماتوا وليس عليهم من حساب الناس شىء وليس على الناس من حسابهم شىء وهذا يعنى أن لا فائدة من مناقشة أمر إسلام أو كفر شخص ما مات ولم يعاصره احد ممن يتناقشون فى أمره وفى هذا قال تعالى : "ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنى إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا أنتم مسلمون أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله أبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون" استهل طالب الكتاب بالتالى: "أبو طالب بن عبد المطلب: بعد عبد المطلب تولى زعامة قريش ابنه أبو طالب ويسترعي النظر في هذه ثلاثة أمور تلابس أبا طالب، وهي أنه: 1 ـ لم يكن أكبر أخوته، مع أن السن كان له حينئذ وزنها في تحديد المواقع وتقويم الرجال 2 ـ كان فقيرا لا مال له، مع أنه لم يكن يتبوأ سدة الزعامة في قريش في الجاهلية إلا من كان مستندا إلى ثراء وغنى كبيرين، وظاهرين 3 ـ كان بين إخوانه من هو، فعلا على غنى وثراء واسع وهو العباس بن عبد المطلب وكل هذه أمور تجعل أبا طالب فذا في زعامته لقريش، مما يؤكد أنه كان على مواهب وصفات ألغت التأثير المعاكس لكل هذه العوامل الثلاثة بالنسبة له، وأتاحت له أن يتصدر قومه ويسودهم دون منازع، فقد كان له من مكارم الصفات، ومعالي السجايا والأخلاق، ما جعله محل احترام الجميع ومحبتهم " ما ذكره طالب هنا ليس مسلما به فى التاريخ المعروف فأبو طالب كان كغيره تاجرا من تجار قريش يقود القوافل أحيانا كما فى رحلته للشام مع النبى(ص) وهو صغير والتى التقى فيها الراهب بحيرا كما قال طالب فى فقرة قادمة " ما سمعه أبو طالب من بحيرى الراهب، اذ قال له: ((ارجع بابن أخيك إلى بلده، وأحذر عليه يهود، فوالله لو رأوه، وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فانه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع به إلى بلاده" وحسب التاريخ والقرآن فالعباس لم يكن أغناهم وإنما أبو لهب كما قال تعالى : " تبت يدا أبا لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب" ثم بين اسم الرجل وسيادته فقال: "اسمه: عبد مناف بن عبد المطلب لقبه: أبو طالب وقد غلبت عليه هذه الكنية حتى لم يعرف أن أحدا كان يناديه باسمه الأصلي (عبد مناف ) أبدا سيادته في قومه: كانت شخصية أبي طالب القوية تسيطر على النفوس بطهارتها واستقامتها وترفعها عن الدنيا، إلى أنه مع ذلك، كان شاعرا مجيدا، فأضاف إلى تأثيره بالشخصية تأثيره باللسان وسحر البيان ولقد خلف أبو طالب أباه عبد المطلب في كل مناصبه ومكانته، ولكن ضيق حالته المالية جعله يكل إلى أخيه العباس شأن السقاية وأعباءها نظرا لما كان له من ثراء واسع، يعينه على أن ينهض بمهمتها بصورة أحسن تتناسب مع ما اعتاده بنو هاشم من إكرام وتكريم ضيوف البيت الحرام من الحجيج ومما يؤثر عن حكمته وحسن تقديره أنه كان أول من سن القسامة في العرب قبل الإسلام وذلك في دم عمرو بن علقمة، ثم جاء الإسلام فأقرها " الخطأ فى الفقرة هنا هو إقرار الإسلام القسامة وهى دفع عدد معين من أهل المنطقة التى قتل فيها القتيل ولم يعرف قاتله دية القتيل فهو حكم يتعارض مع قوله تعالى : "ولا تزر وازرة وزر أخرى" فدفع الدية هنا هو تحميل الوزر لغير القاتل الحقيقى والخطأ الثانى أن السقاية كانت للعباس وهو ما يناقض أن سقاية وعمارة المسجد الحرام كان تقوم بها قريش وقد اعتبرها كفارهم فى مقابل الإسلام فنهاهم الله عن ذلك فقال : "أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم الآخر وجاهد فى سبيل الله لا يستوون عند الله" ثم ناقش كفالته للنبى(ص) فقال: "كفالته للنبي (ص): كان أبو طالب الأخ الشقيق الوحيد لعبد الله (والد النبي) وقد عهد إليه والده عبد المطلب بكفالة النبي (ص)، فكان عند حسن الظن به، حدبا عليه، وانعطافا إليه، ورعاية له وعناية به، حيث لم يجعله فقط، كواحد من أبنائه، بل كان يقدمه عليهم أجمعين وكان مما زاد في اعزازه عنده، واهتمامه بشأنه وحرصه عليه أن جميع الدلائل كانت ترهص بأن له شأنا في المستقبل ومن ذلك: 1 ـ ما يرويه ابن اسحاق من أن ((رجلا عائفا من لهب، كان اذا قدم مكة أتاه رجال قريش بغلمانهم ينظر إليهم، ويعتاف لهم فيهم، فأتاه أبو طالب بالنبي ـ وهو غلام ـ فنظر إليه ثم قال ـ بعد فترة ـ ردوا على هذا الغلام الذي رأيت آنفا، فو الله ليكونن له شأن… فلما رأى أبو طالب حرصه عليه، غيبه عنه)) 2 ـ ما سمعه أبو طالب من بحيرى الراهب، اذ قال له: ((ارجع بابن أخيك إلى بلده، وأحذر عليه يهود، فوالله لو رأوه، وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فانه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع به إلى بلاده)) 3 ـ ولقد سبق أن سمعه أبو طالب من والده عبد المطلب في شأنه ثم صدقه كلام العائف والراهب من بعد ـ فكان لهذا أثره الكبير في أنه صار على أتم الثقة من أنه سيكون له شأن عظيم 4 ـ ولقد ظل محمد(ص) في بيت عمه أبي طالب، محل الإعزاز والإكرام والاهتمام والعناية إلى أن انتقل إلى بيت الزوجية حيث بنى بخديجة بنت خويلد احدى كرائم مكة، ومعالم ثرائها في تلك الأيام ولعل مما يشير إلى مكانة النبي عند أبي طالب،وتقديره له أن نستمع إليه ـ وهو يخطب في حفل زواج النبي من السيدة خديجة اذ يقول: ((إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله، من علمتم قرابة وهو لا يوزن بأحد الا رجحه: شرفا ونبلا وفضلا وعقلا، فان كان في المال قل، فان المال ظل زائل، وعارية مسترجعة وله في خديجة بنت خويلد رغبة، ولها فيه مثل ذلك وما أحببتم من الصداق فعلي، ومحمد ـ بعد هذا ـ له نبأ عظيم، وخطر جليل)) على أن أبا طالب لم يكن يصدر ـ في تقديره لمحمد (ص) عن مجرد الحب والقرابة بينهما، أو مجرد الإعجاب بمحامد الصفات، وجميل السجايا، وكريم الأخلاق، التي كان يتحلى بها النبي، وإنما كان عن إكبار وإجلال وتقدير واحترام ـ على ما كان بينهما من فارق السن ودرجة القرابة ـ لشخصية النبي، فكان، وهو كافله وحاميه، يمدحه بالقصائد التي لا يمدح بمثلها الا الملوك والعظماء من مثل قوله: وتلقوا ربيع الأبطحين محمدا *على ربوة من فوق عنقاء عطيل وتأوى إليه هشام إن هاشما *عرانين كعب، آخرا بعد أول وبمثل قوله: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *ثمال اليتامى عصمة للأرامل يطوف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل ويقول علي بن يحيى البطريق في بيان سر ذلك ((لولا خاصة النبوة وسرها، لما كان مثل أبي طالب ـ وهو شيخ قريش ورئيسها وذو شرفها ـ يمدح ابن أخيه محمدا (ص)، وهو شاب قد ربى في حجره، وهو يتيمه ومكفوله، وجار مجرى أولاده فان هذا الأسلوب من الشعر لا يمدح به التابع من الناس، وإنما هو مديح الملوك والعظماء، فإذا تصورت أنه شعر أبي طالب، ذلك الشيخ المبجل العظيم، في محمد (ص) ـ وهو شاب مستجير به، معتصم بظله من قريش، قد رباه في حجره… علمت موضع خاصة النبوة وسرها، وأن الله تعالى أوقع في القلوب والأنفس له منزلة رفيعة ومكانا جليلا ولم يكتف أبو طالب بهذا وإنما وقف حياله (ص) منذ بعثته، يعينه وينصره ويحميه، دون أن يلقى بالا لما يترتب على ذلك من مشاق ومتاعب مادية ومعنوية، وظل على ذلك حتى انتقل إلى أخراه وحينما تألبت قريش كلها ضد ابن أخيه، وواجهوا أبا طالب في هذا، لم يلن ولم يهن، ودعا بني هاشم وبني عبد المطلب إلى مشاركته في منع الرسول والقيام دونه، فأجمعوا إليه، وقاموا معه، فسر بذلك وطابت نفسه، وتفجرت شاعريته يمدحهم، ويفخر بهم، وذلك اذ يقول: اذا اجتمعت يوما قريش لمفخر *فعبد مناف سرها وصميمها وان حصلت أشراف عبد منافها *ففي هاشم أشرافها وقديمها وان فخرت يوما فان محمدا *هو المصطفى من سرها وكريمها وحينما أحس روح الشر التي سيطرت على قريش قد تجاوزت حدودها، بعد أن ذاع أمر النبي بين القبائل وخشى أن تنضم دهماء العرب ورعاعها إلى المخالفين من قومه، مما لا قبل له به، توجه، مع وفد من بني هاشم، إلى البيت متعوذا بحرمته ومكانته، مما يصوره بقوله: ولما رأيت القوم لا ود فيهم *وقد قطعوا كل العرى والوسائل وقد صارحونا بالعداوة والأذى *وقد طاوعوا أمر العدو المزابل وقد حالفوا قوما علينا أظنة *يعضون غيظا خلفنا بالأنامل صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة *وأبيض عضب من تراث المقاول وأحصرت عند البيت رهطي واخوتي *وأمسكت من أثوابه بالوصائل أعوذ برب الناس من كل طاعن *علينا بسوء أو ملح بباطل وبالبيت حق البيت من بطن مكة *وبالله، أن الله ليس بغافل فهل بعد هذا من معاذ لعائذ *وهل من معيذ يتقي الله عاذل ولقد كان آخر سهم في جعبة قريش ضد أبي طالب، ومن معه في حماية النبي (ص) هو فرض الحصار والمقاطعة لبني هاشم، لا يتناكحون معهم، ولا يبايعونهم، فقبل بنو هاشم ذلك التحدي وانحازوا الي شيخهم وكبيرهم أبي طالب في شعبه، ولم يشذ منهم ـ في ذلك ـ الا شقيهم أبو لهب واستمر الحال على ذلك ثلاث سنوات صمدوا خلالها وثبتوا رغم الجوع والإملاق الذي أصابهم حتى هيأ الله من أنهى هذا الحصار استمرت مناصرة أبي طالب للنبي منذ بعثه الله تعالى ـ لا وهن فيها ولا تخليا بحال من الأحوال حتى لفظ أنفاسه الأخيرة من الدنيا وذلك في السنة الثالثة قبل الهجرة وكان ذلك بعد الحصار المشار إليه بسنة ونصف تقريبا، بل أنه لم ينس ـ وهو في آخر رمق من حياته ـ أن يمارس نصرته للنبي (ص)، فقد التفت إلى المحيطين به قبيل وفاته، فأوصاهم بالنبي قائلا ((أُوصيكم بمحمد خيرا، فانه الأمين في قريش، والصادق في العرب، والجامع لكل ما أُوصيكم به… والله لا يملك أحد سبيله إلا رشد، ولا يهتدي بهديه إلا سعد، ولو كان في العمر بقية لكففت عنه الهزاهز، ورفعت عنه الدواهي أن محمد هو الصادق فأجيبوا دعوته، واجتمعوا على نصرته، فانه الشريف الباقي لكم على الدهر)) " والملاحظ فى الفقرة أن كفالة أبو طالب للنبى(ص) لم تستمر طويلا فمن المعروف ان فى البيئات الحارة أن الشباب يعملون فى سن مبكرة بعد الخامسة عشر أو قبلها خاصة مع عدم وجود تعليم وفاته ومن ثم فقد عمل تاجرا فأغناه الله كما قال تعالى : "ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك عائلا فأغنى" وقد استمر فى العمل بعد المبعث فى مكة تاجرا بدليل قوله تعالى : "وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق" ومن ثم فلا داعى لكى نصدق روايات التاريخ عن كونه اغتنى بفضل مال خديجة وإنما أغناه الله عن طريق عمله ولا داعى لأن نصدق روايات التاريخ عن فقر أبى طالب وقيام النبى(ص) بتربية على فى بيته لأنه لو كان رباه فعلا ما تبنى زيد فى الجاهلية لأن الأولى به هو ابن عمه الذى رباه كما أن حكاية الحصار الاقتصادى فى شعب أبى طالب لا ذكر لها فى القرآن ولو حدثت فعلا لكان ذكرها كما ذكر جوع النبى(ص) ومن معه فى أول هجرته للمدينة بقوله : "ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" ثم ذكر الرجل عقيدة أبو طالب فقال: "عقيدته: وهذه الوصية وحدها كفيلة بأن تنبىء عن حقيقة عقيدته في محمد (ص) ودعوته، ولكن خلافا نشب حول هذه العقيدة فيما بعد البعثة النبوية، وان اتفق الجميع على أنه كان قبلها من المتألهين الحنفاء، وانه لم يعرف عنه أنه هام بصنم أبدا، أو سجد لصنم قط فالشيعة وبعض المعتزلة وبعض السنة، يرون أنه آمن بمحمد (ص) وبدينه وان كان لم يعلن ذلك لأسباب كثيرة، ترجع كلها لمصلحة الدعوة الوليدة، وامكان الاستمرار في حمايتها، باعتبار أن المرحلة الأولى لها كانت تقتضي هذا التكتيك(الخطة)ويستشهدون لذلك ـ ضمن ما يستشهدون به: 1 ـ بمواقفه في مؤازرة النبي (ص)، مما أسلفنا الاشارة إلى بعض منه 2 ـ وبما روى عنه من أشعار كثيرة تنبىء عن ذلك، ومنها قوله: ولقد علمت بأن دين محمد *من خير أديان البرية دينا وقوله: ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا *نبيا كموسى خط في أول الكتب وقوله : فأيده رب العباد بنصره *وأظهر دينا حقه غير باطل وقوله : لقد علموا أن أبننا لا مكذب *لدينا ولا يعني بقوله الأباطل فمن مثله في الناس الا مؤمل *اذا قاسه الحكام عند التفاضل وقوله : والله لن يصلوا اليك بجمعهم *حتى أوسد في التراب دفينا فأصدع بأمرك ما عليك غضاضة *وابشر وقر بذاك منك عيونا فهو في هذه الأبيات كلها ـ يصدق محمدا (ص)، ويؤمن بنبوته وبدينه، ومن ثم تصدى لنصرته بكل مرتخص وغال 3 ـ وبما روي في الأخبار الثابتة من أنه: (أ) لم ينكر على ابنه علي ايمانه بدين محمد (ص)، ولم يزجره على ذلك، أو ينهه عنه، بل أقره عليه، مع ما يعلمه بما يعرضه ذلك للمتاعب والأهوال (ب) لما رأى النبي (ص) وعليا يصلي خلفه عن يمينه ـ وكان معه ولده جعفر ـ قال لجعفر: صل جناح ابن عمك، فصل عن يساره ، مما يدل دلالة واضحة على إسلامه فعلا، والا لما أقر ابنه عليا على إسلامه وصلاته، ولما أمر ابنه الثاني جعفرا بأن ينضم إلى أخيه في الصلاة، وهي عمود الإسلام فالولد هو أعز ما يحرص الانسان على تنشئته وفق آرائه ومعتقداته، بل وعاداته، وبخاصة في ذلك العصر من الزمان، وكذلك البيئة القبلية من المكان، بل كان هذا هو ديدن ناس ذلك الأوان، كما سجله، كذلك، القرآن ـ حكاية عنهم ـ يقول الله تعالى ((انا وجدنا آباءنا على أمة وانا على آثارهم مقتدون ويزيد هذا تأكيدا أن أبا طالب أنشد، حينئذ، شعرا سجل فيه سعادته بذلك، يقول فيه: ان عليا وجعفرا ثقتي *عند ملم الزمان والنوب لا تخذلا، وأنصرا ابن عمكما *أخي لأمي، من بينهم، وابي والله لا أخذل النبي، ولا *يخذله من بني ذو حسب فهو لا يكتفي بأمرهما بالصلاة خلف النبي (ص) فحسب، وإنما هو يمدحهما ويثني عليهما في ذلك، يأمرهما بنصرته وعدم خذلانه، ويقسم على ألا يصدر منه، ولا من أحد بنيه، خذلان له أبدا (ج) أن زوجته فاطمة بنت أسد، (أم علي ـ وجعفر)، كانت ثاني امرأة تدخل في الإسلام ، بعد خديجة الكبرى، زوجة رسول الله، مع ما هو معلوم من تأثير كل أم على بنيها ـ ذكورا وإناثا ـ ومع ما هو معلوم، أيضا، من أن تقاليد ذلك الزمن كانت تقضي بألا يقر الزوج زوجته إذا خرجت عن عقيدته إلى عقيدة أخرى ومن ثم فكيف يتصور ـ أن يقرها أبو طالب ـ وهو من هو في قومه ـ على إسلامها بينما يكون هو باقيا ومصرا على أن يكون على غير الإسلام ؟ (د) لما علم أن قريش علمت على الدس لدى نجاشي الحبشة ضد مهاجري المسلمين إليها كتب إليه كتابين من الشعر، نبهه في أحدهما إلى هذا الدس، وأغراه بأن يكون على الأمل في شهامته وبسط جواره على كل من يلجأ إلى حماه، وذلك اذ يقول فيه: تعلم أبيت اللعن أنك ماجد *كريم، فلا يشقى لديك المجانب تعلم بأن الله زادك بسطة *وأسباب خير كلها بك لازب وانك فيض ذو سجال غزيرة *ينال الأعادى نفعها والأقارب ويدعوه في ثانيهما إلى الإسلام ، كما جاء فيه، من قوله: تعلم مليك الحبش أن محمدا *نبي كموسى، والمسيح ابن مريم أتى بالهدى مثل الذي أتيا به *فكل، بأمر الله، يهدي لمعصم وانكم تتلونه في كتابكم *بصدق حديث، لا حديث المرجم فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا *فان طريق الحق ليس بمظلم فهل من يدعو إلى الإسلام يكون غير مسلم؟ (هـ) لما علم بتظاهر قريش على الرسول قال : ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا *نبيا كموسى خط في أول الكتب فلسنا ورب البيت نسلم أحمدا *لعزاء من عض الزمان ولا كرب (و) لما بلغه أن أحد المشركين، وضع أقذاره على ظهر النبي (ص)، وهو ساجد في الصلاة، وأنه يسخر من حركاته فيها، ويظاهره في هذه السخرية بعض الحاضرين، جاء مسرعا مغضبا إلى حيث يوجد النبي حينئذ، وسأل من فعل به هذا، فلما علم أنه الشاعر ابن الزبعري لطمه لطمة أدمته، وألقى عليه نفس القاذورات، ولوث بها لحييه، ثم توجه إلى النبي (ص) ـ في عطف وحنان ـ فقال له: أرضيت؟ ولم يلبث أن جادت قريحته بشعر يتحدي فيه كل من يقف في وجه النبي (ص)، ودعوته إلى دينه، يقول فيه: أنت النبي محمد *قدما أعز مسود أني تضام ولم أمت *وأنا الشجاع العربد وبطاح مكة لا يرى *فيها نجيع أسود وبنو أبيك كأنهم *أسد العرين توقدوا نعم الأرومة أصلها *عمرو الحطيم الأوحد ولقد عهدتك صادقا *بالقول لا تتزيد ما زلت تنطق بالصوا *ب وأنت طفل أمرد " هذه الحكاية لم تحدث فالرسول(ص) كان معصوما أى محميا من أذى الكفار الجسدى كما قال تعالى : "والله يعصمك من الناس" ثم قال: 4 ـ وبما روي عن العباس أنه سأل النبي (ص) بالمدينة، فقال: يارسول الله، ما ترجو لأبي طالب؟ فأجابه (ص) بقوله: ((أرجو له كل الخير من الله عز وجل فهل يرجو رسول الله (ص) الخير ـ بل كل الخير لأحد، وجهت إليه دعوة الإسلام ، ولم يستجب إليها؟ ويرى بعض المعتزلة وأكثر الجمهور من السنة أن أبا طالب مات على غير الإسلام وأن نصرته وحمايته للنبي كانت بسبب القرابة العائلية، ومن قبيل النخوة والقبلية، ويستشهدون لذلك ـ ضمن ما يستشهدون به له: 1 ـ بأبيات كثيرة من شعره تؤيدهم فيما ذهبوا إليه، ومنها: قوله: فوالله، لولا أن أجيىء بسبة *تجر على أشياخنا في المحافل لكنا أتبعناه على كل حالة *من الدهر جدا غير قول التنازل وقوله: لولا الملامة أو حذارى سبة *لو جدتني سحا بذاك مبينا ويلاحظ على هذين القولين أنه، يجد الحرج في الاعلان عن، إسلامه، ولكنه يؤكد بهما حقيقة ايمانه ومن ثم كيف يقال: أنه مات على ما كان عليه قبل الإسلام ؟ |
|||
11-11-2019, 11:46 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: نقد كتاب عقيدة أبي طالب
|
|||
|
|