|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-11-2021, 12:13 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
عن إشكالية الموت والخوف من الموت...
عن إشكالية الموت والخوف من الموت... انا من المؤمنين بأن اكرام الميت سرعة دفنه، وان الجثمان فوق الأرض ألم وتحت الأرض رحمة فلنسارع في مواراته الثرى ! وأن صلاة الجنازة دعاء عندما تبدأ يبدأ الألم بالزوال وعندما تنتهي ينتهي الألم ويملأ المكان شعور بالفراغ وأن تلقين المتوفى ردم لهوة الفراغ وعودة الجماعة والأفراد الى الحياة والحزن على فراق في حضرة الحياة... بجهد كبير يمتد لسنوات نصارع إشكالية الخوف من السيد الموت لأن المؤسسة الدينية المستندة قوتها وجبروتها على ممارسة الإرهاب الدنيوي عبر تحريف حقيقة الموت بتحويله الى إشكالية تمتد على كامل الحياة وعلى اعتبار الحياة نفسها رحلة مضنية صوب بوابة الموت وزاد لحياة لا نهاية لها بعد عبور تلك البوابة ! كما لو انهم يقولون: الحياة نقمة والموت نعمة... بعد النضوج والخروج الى الحياة بأثقال وسلاسل المؤسسة الدينية راعية الموت في قلبك وعقلك تواجه خوفا ثانيا من السيد الموت أشد حضورا وأكثر وقعا من إرهاب المؤسسة الدينية وهو إرهاب واستبداد المؤسسة الدنيوية او النظام السياسي الذي يهددك بدوره بالموت في الحياة على يد جلاديه وداخل زنزاناته بأشد الطرق المتخيلة قسوة ووحشية ! كما لو أنهم يقولون: سنجعلك في حياتك تتشهى الموت ! فوق سندان المؤسسة الدينية وتحت مطرقة المؤسسة السياسية يأخذ السيد الموت شكل الألم وتمتد فلسفة الخوف الوبائي من الموت على كامل تفاصيل يومك وعقلك وحياتك... تقول الحكمة: حقيقتان لا تستطيع التحديق بهما، الشمس والموت. بالفعل الموت حقيقة ولا تعريف آخر للموت، هو بداية الطمأنينة للإنسان العاقل على هذه الأرض وفي هذه الحياة (هنا والآن) اذن لا حاجة لفلسفة الموت ولا لاستحضاره ولا للتفريط في قيمته فكل انسان يعرف انه سيموت حتى لو كان وحيدا على هذه الأرض، تقول الحكمة القديمة... عليك ان تعيش حياتك كانسان لأنك ستموت كانسان، هكذا وببساطة ! كل ما نحتاجه كإنسانيين في هذه الحياة هو "الطمأنينة" لتلقي نعمة الحياة ومواجهة حقيقة الموت كنهاية طبيعية وعادلة لهذه الحياة... ثمة إشكالية أخرى... لكل حياة أجل تموت فيه، والانسان حرّ في ان يتجه الى أجله المحتوم بكرامة وكبرياء سيرا على قدميه او بذلة وهوان زحفا على بطنه وركبتيه، ذلك خياره وثوابه وعقابه... ولكل مؤمن على هذه الأرض تدبير في موعد أجله يعلمه الله ويأذن به يتجلى في الدعاء والاستغفار وفعل الخير وانكار الذات... ثمّة ظلال لحقيقة الموت... الانسان الحرّ المؤمن لا ينظر ابعد من الحياة ويشعر بالطمأنينة ولا يجادل ولا يناقش في عالم الأرواح عالم ما بعد الموت وهو مثقل ومقيد بجسد ! أخيرا... فقدنا في زمن الحرب الكثير من الناس ماتوا بطريقة مأساوية للغاية وعنيفة أكثر مما ينبغي لأسباب لا يمكن فهمها او قبولها، ثم جاء الوباء ليضفي طابعا أكثر صعوبة على الموت والفراق الصادم وغير المتوقع ! سُئلت قبل أيام عن سبب رفضي لأخذ لقاح فأجبت بأنني لست متمسكا كثيرا بالحياة... كان جوابا انفعاليا وغير صحيح فأنا متمسك بقوة بنعمة الحياة ولكنني مطمئن بقوة لحقيقة الموت. 17/11/2021 صافيتا ..
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|