الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-2008, 01:44 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. أسعد الدندشلي
أقلامي
 
الصورة الرمزية د. أسعد الدندشلي
 

 

 
إحصائية العضو







د. أسعد الدندشلي غير متصل


افتراضي العرب في أمريكا مساكنة أم مواطنة!!

العرب في أمريكا مساكنة أم مواطنة!!
بعد أكثر من قرن على هجرة العرب من مشارقهم ومغاربهم إلى الولايات المتحدة، مايزال المواطن العربي الأمريكي، يجهد ليثبت مواطنته هذه، وليؤكد أن حالته السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، وإن كانت بنسب، قد تعدت حالة المساكنة الآنية، والإقامة المؤقتة، وأنه فعلا سعى ويسعى للإندماج في وطنه الجديد، على الرغم من إشكاليات حادة تواجهه، على مختلف الصعد ولاسيما بعد هجمات الحادي عشر من أيلول / سيتمبر العام 2001 ومن ثم أن تلزمه تلك الهجمات المجرمة التي لا ذنب له بها، أن يعيد صناعة نفسه، مستشعرا بالفراغ الكبير الذي خلفه وراءه من عقود السنين، دون أن يستفيد منها في تثبيت مواطنته،حيث استفاد من ذلك بعض المعادين للعرب لتكون واحدة من المآخذ الوطنية والقومية عليهم، ولاحقا الأمنية ايضا، كما وأنه لم يول اهتماما في أن يجعل المواطن الآخر يحسّ بعمق المواطنة، وأنه يجاريه القدرة والفعالية ذاتها في عملية الإنتماء والتعايش والتلائم والتكيف مع الجدلية، بين ماهو قائم بين الموطن والمواطنة الفعلية، مما صار عليه لزاما أن يصارع لكي تستعيد مؤسسات المجتمع السياسية والمدنية الأمريكية، وعلى حد سواء، صوابية القيم الدستورية في رعاية وحماية مواطنته، التي تتأرجح في أعماقه وتتجلى في سلوكياته قلقا وخوفا، نتيجة لمشاعر إنعدام الثقة التي تجلت وتتجلى من أفعال سلوكية قامت بها بعض الإدارات الأمنية بحقه وعلى نحو تعسفي، إلى تعاظم مشاعر النفور من الآخر،والتي أدت الى شرخٍ عميقٍ في عملية التعايش التي كانت حاصلة بين العرب الأمريكيين في ما بينهم، وبين المجتمع الأمريكي الكبير الذين هم جزء فاعل منه، في ظل غياب واضح لأي تربية ثقافية وطنية أمريكية مبرمجة، إذ بقيت الأقليات الأثنية، في الوعي اليومي الأمريكي أقليات أثنية، أكثر مما ينظر إليها، على أنها مواطنة فعلية، لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات التي هي للأمريكي من أصل الإنكلوسكسوني.

بداية لابد من الإشارة إلى أن غالبية الباحثين والكتّاب يبتعدون عن تعريف المواطنة، معتبرين أن كل التعاريف أو المقاربات أكانت قانونية، أم سياسية، أم اجتماعية، أم تاريخية، أم فلسفية، تواجه إشكاليات تتعلق بخصائص هذا المفهوم، وخاصة عندما يمكن اعتبار المواطن من الناحية القانونية مشرّع، فهو مع غيره من المواطنين يشرّع القوانين، فهو ناخب يملك حق التصويت لاختيار ممثليه في السلطة التشريعية. ويمارس بالتالي عن طريقهم تشريع القوانين،( وهذا ما أشارت إليه المادة السادسة من إعلان حقوق الإنسان) كما يشارك في بناء المؤسسات السياسية، ويملك أهلية المشاركة في القضاء، بان يكون محلفا أو خبيرا قضائيا، أو عضوا في مجلس الأسرة، أو مستشارا قضائيا، وهو شخص قانوني يمارس حقوقه ويخضع للواجبات. فالمواطنية إذن، من هذا المنظور، مفهوم قانوني وسياسي، لان المواطن يساهم في تشريع القوانين التي عليه أن يخضع لها.

يمكن لنا أن نستدل على كلمة المواطنة، من خلال القيم التي ترمي إليها فالمواطنة لغة: كلمة عربية استحدثت للتعبير بها عند تحديد الوضع الحقوقي والسياسي للفرد في المجتمع، فدلالتها اللغوية تعني :المنزل تقيم به وهو موطن الإنسان ومحله، حسب ابن منظور في لسان العرب، فالمواطن حسب هذا التعريف هو الإنسان الذي يستقر في بقعة ارض معينة وينتسب إليها، أي مكان الإقامة أو الاستقرار أو الولادة أو التربية .
وعرفت موسوعة كولير الأمريكية بأنها "اكثر أشكال العضوية في جماعة سياسية اكتمالاً "
وعرفت موسوعة الكتاب الدولي المواطنه بانها " عضوية كاملة في دولة او في بعض وحدات الحكم .
وعرفت دائرة المعارف البريطانية المواطنة " citizenship " بأنها: علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة .
ولو رجعنا إلى تعريف كلمة المواطنه فسنجد أن أساسها الموطن وهي بذلك تختلف عن كلمة المواطنية التي اساسها الوطن، فالموطن هو مكان الاقامة او الاستقرار او الولادة او التربية، اما الوطن فهو المكان الذي ينتمي اليه الفرد من خلال انتمائه لجماعة هذا الوطن، والفرد في كلتا الحالتين يعتبر مواطناً ومشاركاً ومنتمياً من الناحية الاجتماعية والجغرافية.
فالمواطنة رابطة قانونية قائمة بين الفرد ودولته، على اساس جملة من الواجبات والحقوق وأنها: مجموعة من العلاقات المتبادلة بين الفرد والدولة وبين الأفراد بعضهم ببعض قائمة على اساس ما يسمى بالحقوق والواجبات وهي التي يحددها القانون الأساسي"الدستور" وبالطبع في ظل نظام ديمقراطي حقيقي ، حيث الشعب هو الذي يقر الدستور باعتباره الوثيقة الأساسية التي بمقتضاها يتم الحكم.
واقع المواطنة للجالية العربية الأمريكية

أسباب الهجرة لا تختلف عن هجرة بقية الجماعات: بعد أكثر من قرن على هجرتهم يتبيّن بوضوح أن الأسباب الأساسية التي دفعت بالعرب عموماً للهجرة الى امريكا لا تختلف عن تلك التي حدت ببقية المجموعات الى الهجرة، من عرب وطليان وإسبان وأرمن ويونان وروس وأوروبيين عموماً... وقد قصدوا امريكا لأسباب كثيرة تبدو للوهلة الأولى متنوعة، لكنها في الحقيقة متشابهة تماماً: الهرب من الفقر، ومن الحروب ومن المشاكل، وطلب المغامرة، والحلم بتحقيق ثروة سريعة، وحبّ العيش في بلاد متقدّمة، ومن ثم تذوّق الحياة بمجتمع سمعوا كثيراً عن احترامه للإنسان وقيم الحياة والحرية والعدل. وغنيّ عن البيان أن المجتمع الأمريكية الحالي، ما هو إلا فسيفساء من الأجناس والعروق والقوميات المختلفة، عملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة والشارع الأمريكي على نسجها والمحافظة على تآلفها وانسجامها وتماسكها.
لقد رحب الأمريكيون الأوائل بالهجرات المتنوعة، وعاملوهم كأمريكيين كاملين متساوين معهم في الحقوق والواجبات وقد أشار إبراهام لنكولن، في كلمة ألقاها في العام 1858، أي قبل عامين من انتخابه رئيسا، إلى أن نصف عدد الأمريكيين في تلك الحقبة كانوا إما مهاجرين أو منسلالة أولئك الذين وصلوا إلى امريكا بعد حصولها على استقلالها. وقال إن أولئك الأمريكيين كانوا "متساوين معنا في كل الأمور.... و... من حقهم التأكيد على ذلك "كما لو كانوا من لحم ودم أولئك الذين صاغوا إعلان الاستقلال". لكن الواقع كان يكذب أسطورة الاندماج السهل بين هذه الأقليات،فالرعيل الأول من العرب عموماً لم يصل الى البلاد الأمريكية، ولا سيما الجزء الشمالي منها، الا بشقّ النفس وكذلك كان حال الغالبية اللاحقة منهم، بل ولم تكفّ المصاعب والأزمات عن ملاحقتهم، وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى كان العرب في امريكا الشمالية يشكّلون مجموعات منخرطة في أنشطة معيشية متواضعة، ويمارسون أعمالاً تتطلّب الإنتقال المستمرّ وينالون بالتالي أجوراً ضئيلة، والحال أن عدداً كبيراً منهم بدأوا أعمالهم في البلاد الأمريكية ضمن ما يمكن اعتباره ميدان التجارة المتنقلة: كانوا يحملون "الكشّة" وفيها أغراض شتى صغيرة يمكن حملها، وذلك بتمويل من بعض الأقارب أو المعارف أو الأصدقاء ممن كانوا قد سبقوهم الى البلاد الأمريكية.
من العبور إلى المساكنة إلى الإقامة الدائمة
.... كان هدفهم الأول كسب المال بسرعة، ومحاولة تحقيق حلم الثروة في أقصر فترة ممكنة، يحدوهم الى ذلك هاجس مساعدة عائلاتهم في الوطن، والعودة في ما بعد الى القرى التي هاجروا منها والتي حملوها حسرة في قلوبهم، تلك هي مشاعر المهاجرين العرب الأوائل، وفي سبيل توفير المال وجمع المزيد منه، كانوا يمسكون عن الإنفاق، ويكتفون من الحياة بأبسط مقوماتها، ويلوذون في منازل متواضعة، وبحسب اعتقادهم، يعتبرون إقامتهم مؤقتة، وبالتالي لا يعيبها مثل هذه الأمور، وحدث أن اشتدّت مصاعب الأهل في أوطانهم، واستمرت الحروب والمشاحنات، وانقطع هؤلاء المهاجرون عن أوطانهم فلم يعد أمامهم سوى تحويل إقامتهم المؤقتة في امريكا الى اقامة "حتى إشعار آخر"، وبمعنى آخر، فقد تغيّرت إقامتهم من مؤقتة الى شبه دائمة، فتوزّع العرب الأمريكيون على مختلف الولايات الأمريكية حيث يتركـز ثلثيهم 2/3 تقريباً في 10 ولايات، والثلث الباقي منتشر على معظم الولايات الأخرى الأربعين، ويستفاد من بعض العينات الإحصائية التي أجرتها بعض المؤسسات العربية الأمريكية على أن العرب يتمتعون بنسبة تعليم عالية قياساً بالمتوسط التعليمي لبقية السكان الأمريكيين، حيث يحمل 40% من العرب شهادات جامعية عليا وهي نسبة مضاعفة عن المعدل الوسطي الأمريكي للمتعلمين. وتدخل نسبة 65% من البالغين في سوق العمل يحتلون وظائف إدارية وتقنية أو مهنية ومعظمهم في القطاع الخاص أو قطاع الخدمات، وتبلغ نسبة العاملين في القطاع الخاص 88% مقابل 12% في وظائف حكومية، ويزيد متوسط الدخل للعرب الأمريكيين 8% عن المعدل الوسطي للدخل في أمريكا.
من أبرز القضايا التي كان على هؤلاء العرب الأمريكين التعامل معها كانت قضية الهوية. فهم عربٌ بقدر ما هم أمريكيون, وليسوا مبدئياً في وارد التخلّي عن عروبتهم، كما وأنهم ليسوا مستعدين للتخلّي عن امتيازهم المستجدّ كأمريكيين. من هنا كان اجتهادهم العام للموالفة بين وضعهم الثنائي من دون إلحاق أي أذى بصورتهم الذاتية أو بصورتهم الإجتماعية، ولئن كانت نوايا العرب الأمريكيين إيجابية إلا أن ظروفهم كانت سلبية، ذلك أن الأثنيات الأخرى التي كانت متمكّنة داخل المجتمع الأمريكية، رأتهم مختلفين عن تلك النوايا، وبالتالي لم تقف منهم الموقف الذي كان يمكن أن يساعدهم على "الذوبان" في ذلك المجتمع، بل إن اشتداد حركة التمييز ضدّهم من قبل بعض الأثنيات الأخرى جعلهم يرتدّون الى ذواتهم، ليتآلفوا مشكّلين بدورهم جماعة أثنية متميّزة، وهذا اضطرّهم في أحيان كثيرة "الى أخذ مسافة" من المجتمع "الآخر" الذي يعيشون فيه، وذلك ردّاً على الجفاء الذي واجههم به ذلك المجتمع.
وضع العربي الأمريكي قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر
كان الرأي العام الأمريكي خلال العقود الأخيرة مشحوناً بآراء وأفكار وصور بالغة السلبية تجاه العرب، والسبب الأساسي في ذلك ليس سوء العرب ولا بساطة الأمريكيين، بل هو ما يمكن تسميته، وعن حقّ "الإعلام الصهيوني"، الذي جهد لإنتاج شخصية عربية مليئة بالعيوب، وتقديمها كنموذج تسوقه في أمريكا والغرب عامة لتعميمه على الصورة العربية ككل، وإن عزّ عليها العثور على مثلبة من هذا النوع، "صنّعت وفبركت" عربياً يخدم غرضها المضلل للرأي العام الأمريكي، فالشخصية العربية عند الأمريكي عشيّة أحداث 11 أيلول الإرهابية، لم تكن محبوبة، لدى الأكثرية، كما وأنها للبعض القليل الآخر المتبقي، شخصية غامضة وغير معروفة، ولا يمكن هنا أن يكون للندرة من الأمريكان التي تعرف العرب،أن يكون له دور في تغيير الرأي العام السائد، ثم أن هناك بعض الإيديولوجيين الذين ينطلقون في حملة ترمي إلى تصوير الإسلام على أنه “فزَّاعة خضراء” جاءت تحلَّ محلَّ الشيوعية كتهديد قومي للولايات المتحدة وللغرب عموماً. وبالنظر الى أن الرأي العام الأمريكية (المتأثر بالدعاية الصهيونية) يخلط بين العرب والإسلام, فقد تواصلت عملية تصوير الإسلام ككلٍّ غريب يتعارض مع القيم الأمريكية ويشكّل تهديداً لنمط الحياة الأمريكية والغربي عموماً. وهذا ما يمكن اعتباره أحد الأسس التي أقام عليها “هنتينغتون” نظريته في صراع الحضارات، وغنيَّ عن البيان إنَّ غياب أي مظهر إيجابي للعرب من وسائل الإعلام الأمريكية، منع الرأي العام الأمريكية من رؤية تلك المجموعة الأثنية بأوجهها الإيجابية المتعدّدة وبخصائصها الذاتية الحقيقية. فالناس في امريكا لم يروا سوى أوجه متماثلة وكلّها سيئة للعرب والمسلمين في ذلك المجتمع المتنوّع. ولهذا السبب سارع الرأي العام الشعبي, يوم كان عليه أن يحدد الإرهاب والمسؤولين عنه, إلى الحكم بأن هذه الظاهرة المرفوضة والتي ينبغي محاربتها, إنما هي القاعدة في الإسلام وفي حضارة العرب, لا الشواذ الذي يرفضه ويحاربه العرب والمسلمون. وهذا بالطبع ليس “عبقرية” أميركية بل هو ثمرة مباشرة لصناعة الرأي العام الأمريكية, هذه الصناعة التي تتكفّل بها المؤسسة الصهيونية لصالح أطماعها، فالزعيم اليهودي حاييم وايزمان في العام 1936 عندما حاول التماثل بالغرب فقال عن الصراع الذي كانت تباشيره قد بدأت تلوح في المنطقة, إنه صراع ما بين “قوى الحضارة وقوى الصحراء” في إشارة لا لبس فيها الى أن قوى الصحراء تتمثّل بالعرب والمسلمين.
وهذه هي الرسالة التي ما انفكّ الإعلام الصهيوني على مدى نصف قرن يعمل على بثّها وزرعها في الفكر الأمريكي بخبث لا يخلو من البراعة، فقد انطبعت الصورة المزيّفة عن العربي والمسلم في الفكر الأمريكي حتى باتت أمراً متعارفاً عليه, وصارت تحتاج الى جهد استثنائي متخصّص وطويل الأمد لإزالتها وتصحيح آثارها السيئة.
فقد أكّدت الإحصاءات التي تمّت منذ ذلك التاريخ على ارتفاع الأصوات الأمريكية المعادية للعرب في الأساس، بل ولوحظ أن آراء الأمريكيين الأقل عدوانية والأكثر مسالمة وصداقة للعرب، صارت أقلّ إيجابية تجاههم، وفي استطلاع للرأي نشرته أكثر من صحيفة أمريكية تبيّن أن ثلاثة من كلّ عشرة أمريكيين أكّدوا أنهم سمعوا خلال الأسبوعين الذين أعقبا حوادث 11 أيلول بأخبار سيئة عن حوادث إجرامية تمّت بأيدي عرب، وأيّد 60 بالمئة من هؤلاء فكرة تنفيذ تدابير أمنية متشدّدة تجاه العرب عموماً وتجاه كلّ أمريكي من أصل عربي، حتى تثبت براءته.
فمسألة التشكيك في ولاء العرب الأمريكان هي في صلب الهدف الإعلامي الأمريكي الذي يروّج له، وفي دراسة ميدانية نشرتها مجلة "نيويورك تايمز" صرّح 60% من الأمريكيين الذين طالهم الإستطلاع بأن "العرب الأمريكيين يدينون بالولاء الى البلاد العربية التي جاءوا منها أكثر منه للولايات المتحدة التي يقيمون فيها"، وهذا التسويق الإعلامي من حملات التشكيك التي تستهدف مواطنة العربي الأمريكي في الصميم، وعلى نحو مبرمج وهادف، لم تنتبه له غالبية الجالية العربية الأمريكية لتفند مزاعمه، بصورة مبكرة، ولتوضح:أن مواطنة العربي للولايات، لا تضرّ مطلقا، بانتمائه المواطني لوطنه الأم، وهناك تجارب لم يتمكن الإعلام الأمريكي من قراءتها على ما يبدو تؤكد نجاح المواطنة العربية الأمريكية، لكنها لم تلقَ حظها من الدراية والعناية لأسباب باتت مكشوفة ومعروفة، في حين أنه يمكن القول أن العرب في البلاد الأمريكية لم يتفوّقوا على أنفسهم وحسب، بل تفوّقوا أيضاً على أبناء العديد من الأثنيات التي سبقتهم الى تلك البلاد وذلك في مختلف الميادين من سياسية واقتصادية وعلمية أيضا، وتشير دراسات أميركية المصدر الى أنه ما بين العامين 1980 و1990 بلغ العرب الأمريكيون في مجال التربية مستوى يفوق ما بلغه سكان امريكا بأجمعهم، لكن كل هذا لم يشفع للمواطنة ذات الأصول العربية، في تغيير الصورة، لنعود بالذاكرة إلى انفجار أوكلاهوما، حيث رأى العديد من الأمريكيين أن "المجموعات الإرهابية المسلمة" هي المسؤولة عن هذا العمل الإرهابي، وذلك حتى قبل بزوغ فجر نتائج التحقيقات التي أشارت كما هو معروف، إلى أن المسؤولية الحقيقية عن ذلك الإنفجار تقع على عاتق منحرف أميركي لا يمتّ بأيّ صلة لا إلى العرب ولا الى الإسلام ولا الى الشرق الأوسط برمّته، هذه واقعة على سبيل المثال فقط، تؤكد انعدام ثقة الأميركي بمواطنه العربي الأمريكي، وتدل دلالة واضحة على واقع الحال التي كانت قائمة قبل الهجمات الإرهابية في سبتمبر، ومن ثم تستوقفنا جميعا، أمام المسألة الأهم التي نرمي إليها في هذه القراءة، ونقصد مناقشة واقع المواطنة بما لها وعليها من حقوق وواجبات في المجتمع الأمريكي، لتستقيم وتصحح المسائل التي هي موضع خلل وشك وانعدام للثقة، ولنؤكد أن إرتباط المواطن العربي الأمريكي بوطنه الأول – الأم- لم يبلغ حدّ التزمّت، كما يصورونه تحت العنوان التالي: بأن العربي الأمريكي يبقى ابن وطنه الأم وليس مواطن الولايات المتحدة، وهذه اللهجات كثيرا، ماسمعت في الشارع الأمريكي بعد هجمات سبتمبر الإرهابية، وبأن : "عودوا إلى دياركم وأوطانكم ياعرب" !إن النسبة الأعلى بل أستطيع الجزم أن جميع العرب الأمريكيين، يعتبرون الولايات المتحدة وطنهم، سواء منهم مواطني الولادة فيها، أو مواطني الهجرة، أو المقيمين، وإن ظلّوا عرباً في قلوبهم، وأنه آن الآوان ليعرف المواطن الأمريكي في الشارع ذلك، ولاسيما المجتمع الأمريكي بمختلف مؤسساته، والتي ينبغي منها مساعدتهم ،وخلق الظروف المؤاتية، لتحقيق مواطنة عادلة، وإيلاء الإهتمامات الجدية على هذا الصعيد، فالمواطن العربي الأمريكي، أجاد الموازنة بين المواطنة والمواطنية، ونجح في هذين البعدين، ولكن المشكلة باتت بأن يقتنع هذا المجتمع بهذه الحقيقة المؤكدة في سلوك الجالية العربية الأمريكية دون استثناء، وإن كان من شوائب، فهذه لا تعبر بحال من الأحوال عن فاعلية ومضمون إنتماء الجالية وولائها كمواطنة طامحة لمزيد من العطاء والتشبث بهويتهم كمواطنين للولايات المتحدة وبكل امتياز.
ما بعد هجمات سبتمبر الإرهابية
كانت ردود الفعل العربية قريبة من المثالية في تصدّيها للعنف الإرهابي الذي استهدف المجتمع المدني الأمريكية, ولم يوفّر مختلف القادة العرب الكلام الصريح والقاسي ضد هذا النوع من الجرائم, معربين في كلّ مناسبة عن معارضتهم الشديدة له وتنديدهم به. ولم يكن موقف العرب الأمريكيين أقلّ صراحة وتنديداً ووضوحاً.ففي 12 أيلول 2001, إجتمع زعماء المجموعات العربيةالأمريكية والأمريكية المسلمة في واشنطن وخرجوا ببيان جاء فيه: إننا ندين بكل شدّة الهجمات الرهيبة التي ارتكبت ضد مركز التجارة العالمي والبنتاغون في 11 أيلول, وإننا مصدومون وغاضبون من حصول عنف كهذا, ونشارك مشاعر مواطنينا حول هذه العمليات التي تطال الأمريكيين دون تمييز. إننا نؤمن تماماً بأن ما من شيء يمكنه تبرير أعمال رهيبة كهذه. لذا فإننا نضمّ أصواتنا إلى أصوات الأمة في الدعوة إلى إحالة مرتكبي هذه الجريمة البشعة على القضاء. وإننا نُثني على تصاريح المدعي العام “جون أشكروفت” وسكرتير الدولة للشؤون الخارجية “كولين باول” وجميع أعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس الذين حذّروا من محاولة تحميل العرب مسؤولية الكارثة, ونحثّ إخواننا الأمريكيين والحكومة في واشنطن ووسائل الإعلام الحرة في البلاد كافة على الإقتداء بهم وعدم تحميل المجموعات السكانية أية مسؤولية جماعية بسبب جرائم يرتكبها أفراد شاذون...

وفي 13 أيلول, أي بعد يومين من الإعتداء, وفي لقاء مع مساعد المدعي العام الأمريكية “رالف بويد”, بلّغ مسؤولون في المنظمات المذكورة أعلاه عن حدوث 200 عملية اعتداء موجّهة ضدّ أفراد عرب أو مسلمين, وهي تتدرج من رسائل بذيئة إلى تعديات على الممتلكات الى اعتداءات جسدية.

ومع أن الرئيس الأمريكي أعلن أن الحرب الأمريكية الجديدة ضد الإرهاب ليست حرباً ضد العرب ولا ضد الإسلام, إلا أنّ وزارة العدل الأمريكية راحت تعامل العرب كما لو كانوا هدفاً لتلك الحرب. وهكذا راحت دوائر الشرطة الفيدرالية تحقق مع خمسة آلاف عربي في أحداث أيلول, علماً أن هؤلاء لم يخرقوا أيّ قانون بشكل مباشر, ولا كانوا متورطين بأي نشاط إرهابي, وبعضهم يعيش في الولايات المتحدة منذ سنين طويلة, لكن إخضاعهم للإستجواب كان لمجرد أنهم عرب, وليس لجرم محدّد إرتكبوه. ولقد جرى استجوابهم, بحسب الإتحاد الأمريكية للحريات المدنية, حول معتقداتهم السياسية ومعتقدات أصدقائهم وأفراد عائلاتهم, وهي أسئلة تُطرح على المشتبه بهم لا على الشهود المحتملين. ومن المؤسف أنّ الإدارة الأمريكية انتظرت أحداث أيلول لتطيح بالقيم كافة التي تدَّعي النضال من أجلها, وترتكب أخطاء دستورية وحقوقية بحق المواطنية الأمريكية من حيث المبدأ، من خلال الممارسات ضد مواطنيها العرب الأمريكان...
ففي هجمات الحادي عشر من أيلول كان المواطن العربي الأمريكي مستهدف من الإرهابيين كما باقي المواطنيين الأمريكان دون استثناء،
من أقوال المسؤولين الأمريكان التي تؤكد على المواطنية، ولكن...
واشنطن، 1 حزيران/يونيو، 2005- يقول مسؤولون امريكيون تحدثوا في تجمع للأمريكيين العرب إن وكالات تنفيذ القانون الأمريكية ملتزمة بحماية الحريات المدنية للعربالأمريكيين، وهي تتواصل بصورة متزايدة مع تلك الجالية لاظهار التزامها.
وقال مسؤولون تحدثوا في احتفال أقيم بمناسة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لانشاء اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز بواشنطن من 27 -- 29 أيار/مايو،إن الهجمات الإرهابية التي استهدفت مواقع في الولايات المتحدة جعلت التعاون بين الحكومة والمجتمع الأمريكية العربي أمراً بالغ الأهمية، ولكنه من بعض النواحي أصعب تحقيقاً، لأن كثيراً من العرب الأمريكيين شعروا بأنه جرى تشويه سمعتهم بصورة غير عادلة في أعقاب تلك المأساة.
وقال دانيال ساذرلاند مدير مكتب الحقوق المدنية والحريات المدنية في وزارةالأمن الوطني، إن منظمات أمثال اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز والحكومة، "لديهما هدف مشترك هو حماية الحقوق المدنية لجميع شعبنا. وعلينا أن نعطى أولوية قصوى للتأكد من أن الأمريكيين العرب، والأمريكيين المسلمين، والسيخ الأمريكيين وسواهم من الجاليات الأخرى من جنوب آسيا تتوفر لها فرصة كاملة ومتساوية في التعليم، والتوظيف، والإسكان وفي التعامل مع المسؤولين الأمريكيين.
وأضاف ساذرلاند قائلا، إن حماية الحقوق المدنية والحريات الدينية للأقليات الدينية والعرقية أيضا، "لها قيمة استراتيجية قوية في الحرب على الإرهاب."
وقال، "إن عنصراً حاسماً في استراتيجية مكافحة الإرهاب يجب أن يكون الاتصال معالحكومة الفدرالية بصورة أفضل، والإصغاء إلى مخاوفكم وأفكاركم بشأن التحسين، وتطويروبناء مستوى من الاتصال، والثقة بصورة لم يسبق لها مثيل بتاريخ أمتنا."
وحذر ساذرلاند بأن هناك "جميع أنواع الضغوط التي ستسعى إلى تمزيقنا، وعلينا أننقاومها.
وقدمت رئيسة اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز، ماري روز عوكر، جائزة "صديق في الحكومة" لأليكساندر أكوستا" مساعد وزير العدل لفرع الحقوق المدنية فيوزارة العدل.
وأشارت ماري روز عوكر وهي أميركية من أصل عربي لبناني كانت عضوا في مجلس النواب من 1977 إلى 1993، إلى وضع أكوستا نفسه كواحد من الأقليات العرقية وهو أول أميركي لاتيني يعين مساعدا لوزير العدل.
وحث أكوستا لدى تسلمه الجائزة على الاتحاد في مكافحة الإرهاب. وقال: "نحن جميعافي هذا الأمر معا ونحن جميعا امريكيون. إن هجوم 11 أيلول / سبتمبر لم يكن هجوما قام به شعب واحد أو ديانة واحدة ضد أخرى، بل كان حقا هجوما قام به راديكاليون يائسون قلائل ضدنا جميعا."
وأورد أمثلة على مسلمين من بين الذين قتلوا في الهجوم على مركز التجارة العالمي -- سائق سيارة إسعاف، ونادل في مطعم بأعلى البرجين. وقال: "إن الضحايا كانوامواطنين أمريكيين من جميع الجنسيات، ومن جميع الأصول، وكانوا مواطني العالم...."






 
رد مع اقتباس
قديم 12-02-2008, 02:16 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ايهاب ابوالعون
أقلامي
 
الصورة الرمزية ايهاب ابوالعون
 

 

 
إحصائية العضو







ايهاب ابوالعون غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى ايهاب ابوالعون إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ايهاب ابوالعون

افتراضي رد: العرب في أمريكا مساكنة أم مواطنة!!

مرحبا يا دكتور أسعد بك في أقلامنا و يسعدنا أن نقرأ من أقلامك

و شكرا لك على هذا الموضوع القيم

لعلنا نعطيه حقه







التوقيع

رحم الله عبدا عرف قدر نفسه
 
رد مع اقتباس
قديم 12-02-2008, 11:30 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
د. أسعد الدندشلي
أقلامي
 
الصورة الرمزية د. أسعد الدندشلي
 

 

 
إحصائية العضو







د. أسعد الدندشلي غير متصل


افتراضي رد: العرب في أمريكا مساكنة أم مواطنة!!

الأستاذ ايهاب أبو العون المحترم
أشكرك أيها الصديق على قراءة الموضوع، وأشكرك ثانية على مرورك من هنا ووضع لمساتك المحبة، مثمنا لك عاليا هذا الترحيب الدافىء بي، أملا لكم المزيد والإبداع والتألق فيما أنتم عازمون عليه، ولأقلام والأقلاميين فيها كل محبة وتقدم وازدهار
مع وافر شكري وتقديري
د. أسعد الدندشلي







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سجناء غوانتانامو ... أمريكا تستغل مصائبهم أحياءً وأمواتاً...!! نايف ذوابه منتدى الحوار الفكري العام 3 22-04-2009 04:18 PM
أمريكا العارية... جاهل في موقع القيادة.... الأشد انتهاكاً لحقوق البشر!! نايف ذوابه منتدى الحوار الفكري العام 2 03-04-2009 01:00 AM
رئيس إتحاد المدونين العرب في حوار لمجلة منبر الداعيات د.محمد شادي كسكين منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 2 21-03-2008 05:35 AM
حوار مع نائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين الأديب ابراهيم درغوثي شجاع الصفدي منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول 0 30-11-2007 04:35 PM
قراءة في إستراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة. د. ماهر أبو ثائر نايف ذوابه منتدى الحوار الفكري العام 0 14-04-2006 05:43 PM

الساعة الآن 07:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط