الأستاذ المبدع
لمجيد تومرت
ألف سلام وشكر
س1 - أعتقد أن الشعرية لا تقتصر على الشعر و الأدب عموما ،الشعرية موجود حتى في الفنون الأخرى و الفكر وفي القيم والاشياء البسيطة التي تحيط بنا مهما بدت مهملة إذا أحسسنا به ..ألا تشعر بأنك شاعر وأنت تؤدي وظيقتك كطبيب أو صحفي أو أو ..بنبل وانسانية وتفان جميل.. بأنك شاعر و أنك تمارس الشعرية بشكل مختلف لا مخالف ؟؟
ج- كل ما يتحرك في الكون ينسج شعرا ، بدءا من زحف جبال الجليد ، أو حركة صفائح الأرض القارية ومرورا برقصة النحل أمام مياسم الزهر أو رقصة الدببة حول أناثها ، وانتهاء بآهاتي المكبوتي
الشعر - ظلال حياتنا المتحركة ، رغم إنني لا أميل إلى الشعر كنص لا يحتمل التجديد كثير ، لكنني أميل له لأنه يمجدي ككائن أبله وضعيف ، ويجعلني أرى صورا أخرى لذاتي لا يمكنني أن أراها وأن أتربع عند طبق الطعام والشراب ، فيشجعني على فهم ذاتي أو على الأقل أحاول مفهم كيف أمضغ اللقمة بهدوء ، أو أنصت لكلام أمي الحنون
س2- جاء في بعض الأسئلة و في بعض ردودك حديث عن مسألة التخصص في مجال ابداعي معين ..نحن الآن كما تعلم و كما أشرت ضمنيا في أحد ردودك، نعيش مرحلة تكسير الأجناس الأدبية ولنقل أشكال التعبير الإنساني ( والحديث عن الرواية الرقمية مثال على ذلك ) ألا ترى أن المبدع المعاصر، كما الناقد ،لا بد ان يكون عارفا بكل الفنون و العلوم الانسانية و العلوم الحقة ( من الفلاحة وفن الطبخ الى علوم الفضاء وما إليها ) اذ ليس هنا قطائع معرفية بين كل ذلك ؟؟؟
ج2- بالمطلق أوافق ، نحن إذا لم نأتِ إلى المعرفة المتنوعة فهي تأتي إلينا ، وزر الرمونت كنترول التلفزيوني أو الكيبورد النتي ، يمنحان أيا منا فرصة هائلة إلى التعرف إلى عوالم لا تخطر على البال من السياسية إلى الأدب إلى الطب إلى الدين إلى الصحافة: الكل يكتب ، الكل يشارك، الكل يفكر ، الكل يبدي برأيه ، ويحاور ويناقش ، إنها المرحلة الاجتماعية الجديدة ، من الكل وإلى الكل.. وانا مع هذا التوجه الرائع الذي يبشر بعالم جديد كله فرح وآمال ...
س3-لم أكن أعرف أخي د.أسد محمد أنك من القطر السوري الذي أنجب عظماء في اللغة و الأدب والفن والسياسة و أنا مدين لبعض أساتذتي الجامعيين السوريين الكبار (ومنهم :د.سهيل الزكار و د.فخر اليدن قباوة ) و بالمناسبة أسألك عن رأيك في الأسماء الآتية لما لها من أثر في التجربة الأدبية والفنية في المغرب :ادونيس - نزار قباني -أمجد الطرابلسي - محمد ملص (الحائز مؤخرا على احدى جوائز مهرجان مراكش الدولي للسينما )؟؟
ج3- أشكرك على الاطراء ، وأعرف شخصيا معظمهم ، وتحاورت مع بعضهم ، وأنا الآن أنحني أمامهم جميعا ، وأقول صراحة وبشفافية أختلف مع الجميع ، لماذا؟
لأنني أشعر الآن إنهم نقلة للفكر وفق منحنين إما نقل التراث كما هو أو نقل الفكر الغربي كما هو ، ولم يبدعوا أو يأتوا جميعا بـأي جديد ، ونحن نعيش في متاهات شتى تراثية واستغرابية واستشراقي ، عن واقعنا الذي لا نزال نحاول تمجيد الهوية أو بلورتها ، بينما هي تنهار وتتفكك لصالح ما هو غير وطني أو اللاهوية ، يتحول العالم ونحن معه من داخل - خارج إلى داخل - داخل ، ونحن نعتبر شرقنا أم أو أبو الدنيا - غريب أمرنا ، وكأننا دون حواس حضارية ، لذا أتنبه وأنبه وأخرج عن السرب وأغرد وربما أتحمل طلقات الصيادين ، لكن يجب أن أقول ، زمن الرموز تحول ، وملوك طوائفنا يتهاوون ، وكبسة زر النت تمنحني من الحرية والقوة ما لم يمنحني إياه كل مثقفي أمتنا ..
هذه الأسماء :
هم جزء من سلطة اسمها السطة الثقافية ، ساهموا في تشكيل هذا السلطة ودعمها وتقوية أسوارها ،
( السلطة الثقافية : هي أن تكون متطفلا على نتاج المجتمع الفكري والجمالي دون أن تساهم في
تجديده ، أن تكون فيه وتعتاش عليه ولاتسهم في تطوره، والسبب الطبيعة التطفلية للعقل الميكانيكي الذي لانزال نخضع له ) ونحن عموما بمن فيهم أنا ، نقلة جينية استنساخية من جيل مضى إلى جيل مستقبلي وهنا الكارثة ، ومن المفترض أن نسهم في تدمير السلطة ورموزها - بكل أشكالها ، وندعم العالم الذي يتقدم الآن اجتماعيا ( مظاهرات في بيونسأيريس ضد العولمة - هي فعل اجتماعي معنا ، مظاهرات في أوسلو للمطالبة بإلغاء ديون العالم الثالث - هي فعل اجتماعي من أجلنا ....) فالمثقفون العرب لم ينتبهوا إلى ذلك حتى الآن ( والدليل لم يؤسسوا لأي حراك اجتماعي حقيقي على الأرض وكأنهم ينتظرون ضابطا يعمل إنقلاب ما ...) ، هم مصابون بعمى وداء السلطة الذي كتبت عنه دراسة مطولة ، التحولات الكبرى الجارية في العالم ، لم ننتبه لها ونكتفي بالاصطفاف خلف نظريتين : مركزية شرقية - الله - الحاكم ومركزية غربية : الحزب - المال ، وكلاهما ضد التقدم الاجتماعي ، هذا التقدم الذي يحساب كلتا النظريتين وفق قانونه الخاص ، وأتنمى أن نكف عن التقليد وننتقل من صفوف السلطة المركزية إلى اللامركزية الاجتماعية ، أي إلى مجتمع معرفي طبيعي
وأتمنى التواصل معكم في حوار مفتوح وشكرا على سعة صدرك
أخوك أسد