الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول

منتدى الأدب العام والنقاشات وروائع المنقول هنا نتحاور في مجالات الأدب ونستضيف مقالاتكم الأدبية، كما نعاود معكم غرس أزاهير الأدباء على اختلاف نتاجهم و عصورهم و أعراقهم .

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-2007, 11:13 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسن سلامة
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن سلامة
 

 

 
إحصائية العضو







حسن سلامة غير متصل


سعد الله ونوس / ذكرى الغياب

تنويه : في 15 مايو / أيار 1997 رحل المسرحي الكبير سعد الله ونوس ، وبعد يوم فقط كتبت هذا المقال عن فقيد المسرح العربي ، في صحيفة الخليج بالشارقة ، وأعيد نشره في هذا المنتدى ، في الذكرى العاشرة لغياب ونوس .. رحمه الله .


سعدالله ونوس ·· لماذا 15 أيار؟!

المبدعون·· لا يموتون وحدهم
مسرح ونوس·· المتفرج يكسر محارته ويتعلم التأمل في الشرط الإنساني والانتماء للأرض

بقلم : حسن سلامة

(·· الذي وقع من صاري السفينة هل رأيته ؟
أنا قد رأيت
نادراً·· مسحوب الأوتاد··
والذي مات موتاً فجائياً هل رأيت ؟
والمستلقي في فرات الليل يشرب ماء صافياً··
والذي قتل في المعركة هل رأيته ؟
أبوه وأمه رافعي رأسه·· وزوجته تبكي عليه ··
هل رأيت الذي رُميت جثته في البرية ؟
هل رأيت الذي لم تجد روحه من يرعاها ؟
أنا قد رأيت··)·

* من مرثية جلجامش – الملحمة*
00

أخطر ما يواجه الإنسان هو أن يحمل عدوه داخل جسده ..
قيل إن جرثومة الخوف هي العدو الأكبر، إن استطاع أن يقتلها المرء في داخله فإنه يستطيع أن يرتقي إلى الحياة التي يشتهي ، الموت الذي يشتهي·· البقاء الأخير الذي يشتهي·
ولأن المرض صورة ( حية مميتة ) من صور الخوف فإن مواجهته إلى حين تتطلب الجهد الكبير النهائي··
تتطلب وضع اليد على تفاصيله الدقيقة المرتقبة··
ولأن سعدالله ونوس ذلك المسرحي المثقف ، الذي حمل عصا الوجع العربي ومضى ، استطاع أن يلج بكل كينونته ذلك الدهليز، رسماً بالكلمة، إحساساً بنبض الخلايا، فهو يقدم الصورة الذكية الواعية لهذه المواجهة·
يقول عن ( الذاكرة والموت ) وتحديداً في الغرفة 802 في المستشفى الذي شهد وداعه الأخير:
( ممرات المستشفى مقبرة جميلة، جيدة التنظيم، وخارج المستشفى كانت السيارات تتراصف كالتوابيت الأنيقة، وكنت وحيداً محاصراً·· كان العالم حياً وصلباً لكنه يتسرب مني متنائياً ولا مبالياً·· إذن لقد انتهت الحدوتة·· ولم تعد يدي تقبض إلا على الرمل والماء، وكانت حالتي مزيجاً من السديم والخواء··)·
ويقترب ونوس كثيراً من الحال ، من إنسانية إنسانيتنا، مصيره ومصيرنا، ليطرح السؤال الأكبر، القديم الجديد··
( كنت ممدداً على سرير ضيق، نهضت الحواجز من جوانبه الأربعة، فغدا كالقفص، في أنفي أنبوب ينقل الأوكسجين··
في الغرفة 802 أدركت وأنا اتلاشى أني سأواجه المصير الذي كنت أخافه دائماً·· سأفقد حصانتي الشخصية وحياتي وما هو حميمي فيّ·· سأتحول قبل الموت جيفة عارية بين أيدي ونظرات غرباء لا أعرفهم ...
ماذا تفيد الشجاعة رجلاً تقرر رحيله!
لماذا لا يحق لي أن أنهار وأن أبكي؟!
الآن ، سأوقظ حواسي واشحذها كي تغدو مرهفة ونفاذه·· ستتقاطر عليّ مذاقات البصر والسمع والشم والطعم واللمس·· لكن، اللعنة·· من يستطيع أن يخدع نفسه؟!)·
....
..
لذلك·· مات ونوس، لكنه لم يمت وحيداً، بل افقدنا معه أشياء كثيرة أبعد من البوح··

(2)

لماذا كل هذا التوصيف المقلق··؟
لماذا ذهب ونوس بعيداً بعيداً إلى غور الجرح··؟
هل لأنه وضع يده مبكراً على دفق الدم العربي؟
قد يكون ذلك ·· لأنه نذر نفسه ليكون، أنا، أنت، نحن جميعاً على امتدادها هذا الوطن·· فهو اختزل فينا أزمنة القهر· من الماء إلى الماء ، ولج مبكراً في اهتماماتنا·· وهمومنا·· وهزيمتنا·
والهزيمة، كما قال يوسف ادريس ذات يوم·· لم تكن حادثاً طارئاً في مسرح سعدالله ونوس·· بل هي هزيمة فينا نحن، عشناها منذ الصغر، وتمثلناها جيداً في حياتنا، وهي تكشف سوء ما في أعماقنا، تفضح العلاقات الحميمة بين السلطة والناس·

(3)

إننا محكومون بالأمل··
ما يحدث الآن ليس نهاية التاريخ···
هذا هو الالتزام الإنساني عند ونوس·· مواجهة طود المأساة بالأمل·· مهما تكن النتائج·· وحين يكون الانهيار كبيراً، فإن الأمل يجب أن يكون كبيراً كذلك·· لأننا نحب الحياة كالآخرين·· مثل أي كائن آخر·· كالإنسان الآخر، كالنبتة، الشجرة، الغزال الشارد في بريته، الطائر المحلق في فضاءاته ، كالظل تصنعه الشمس ويأكله الليل وما يلبث أن يبدأ الحياة عند الصباح··
لنا الحق في ذلك··
حرماننا من هذا الحق، هو الذي أوجد عندنا الكم الهائل من هذه المواجهة، وعند المبدعين أمثال سعدالله ونوس·· الذي ما تخلى عن هاجسه في العطاء حتى اللحظات الأخيرة بل أصعب من ذلك حين ترتقي عنده حالات التنصل من الكتابة إلى درجة الخيانة، قال في الاحتفال باليوم العالمي للمسرح:
(إن التخلي عن الكتابة للمسرح، وأنا على تخوم العمر، هو جحود وخيانة لا تحتملها روحي· وقد يعجلان برحيلي··)·

(4)

وحده سعدالله ونوس ظل يتحدث ويكتب عن الموت الذي صارعه بإبداع على مدى أربع سنوات··
وحده دخل مجاهيل الموت العابر في الغرفة 802.
وحده الذي يختلف قليلاً، زماناً ومكاناً، عن الشاعر السياب، ويلتقيان كثيراً كثيراً حول مسألة الوطن، والموت الخاص·
وحده ونوس، بائع الدبس الفقير الذي تعهد السرطان جسده، المادة، وعجز عن الولوج إلى فكره·· لذلك بقي الإرث الكبير، لهذا الكاتب كما لغيره من المبدعين العرب الحقيقيين·· نبراساً لنا، وقدوة وتجربة·

(5)

سعد·· عاد إلى حصين البحر·· بعد ترحال طويل مهموم في الوجدان والمدائن··
حصين البحر لا تزال عند البحر، بين طرطوس واللاذقية على الساحل السوري··
وحين شهدت عيناه النور في أحد أيام أيار 1941، كان القدر يخبئ له (أيارات أخرى)، تتكرر نابشة الجرح اعتباراً من أيار 1948، وحتى أيار 1997، فتكون البداية، وتكون الخاتمة ، وتكون الحقيقة·
ذاك الطفل الساحلي، ابن البحر، ما كانت هدأة المتوسط لتطفئ فيه لواعج الوجع الداخلي في الوطن الممتد بعيداً··
ما كانت زرقة البحر لتحول ناظريه عن رمادية الوقت والحال· لذلك كان قدر ونوس أن يقتحم انكساراتنا وهمومنا··
كان بإمكانه أن يدلي قدميه في مياه البحر، أن يعبث برمال الشواطئ أن يلعب ويصطاد، أو أن يكون قبطاناً تنقله الأمواج إلى المرافئ البعيدة، لكنه ألقى مرساته فينا·· لنا، ليدخل بنا إلى إطار الصورة الحقيقية·· إلى جوانيتنا·· ينبش جميلها، ويكشف عورة المساوئ التي تكدست·· هزيمة تلو هزيمة··
سعدالله ونوس·· دار الدائرة كاملة··
بدأت من حصين البحر·· وانتهت إليها··
وبين الرحيل والرحيل نبت هذا الإبداع الذي ما انتهى، فهو أسس حقيقة للمسرح العربي الملتزم، وأسس حقيقة لكيفية التفاعل مع الحدث العام، وأسس حقيقة للصورة التي يجب أن تكون للمواطن العربي العادي·· المحمل بهموم الأمة والأرض·

(6)

15 مايو/أيار 1948، كانت النكبة الحقيقية للأمة..
الزهايمر الذي أصاب قلبها، وليس أطرافها، فتولدت نتيجة لذلك الهزائم المتوالية، فكانت النكسة، التي احتفى بها ونوس على طريقته الخاصة، مبضعاً ضخماً يحز في الجسد العربي·
لا أبالغ حين أقول إنني لم أكن أعرف مسرحاً حقيقياً قبل عام 1970، فقد كانت النكسة مخيمة لا تزال على جيلي، بخاصة الذي ذهب لمواصلة رحلة العلم ·· وحين أنبش الذاكرة، فإن سعدالله ونوس هو أول من دون اسمه·· ومسرحه في معرفتي··
في العام 1970، كنت وعدد من الصحاب الخارجين من ( الوطن المنكوس ) نقرع أبواب جامعة دمشق، التي كانت ملاذنا الأخير، وعلى بوابتها القديمة، عند كوع الشارع العريض، علقت يافطة كبيرة كتب عليها بالخط المتوسط:
(حفل سمر من أجل 5 حزيران)
وتحت ذلك كتب بالخط العريض :
( سعدالله ونوس )
فكان الخلط بين (الحفل) و(الاسم)، وكنت اعتقد بأن (سعدالله ونوس) هو اسم المسرحية·· كانت الحقيقة أنه هو المسرح والاسم معاً·· ساعتها كان الولوج إلى عالمه، بعد المعرفة، وكان ونوس في تلك المسرحية، كأنه يتحدث عني ، عنك ، عنا جميعا ً، ينبش نكستنا تفصيلاً وتشريحاً··
ومنذ ذلك اليوم ، ادركت أن هناك من يحمل عنا جراحاتنا، آلامنا، يتحمل ارتجافتنا، ويشيل أجسادنا إلى بركان يأمل أن يكون آمناً··!
لذلك كان مسرح ونوس يكسر كل محاراتنا نحن المتفرجين، يعلمنا الدخول إلى كوامن الناس، الالتحام بتراب الوطن والانتماء إليه·
كان ونوس من رعيل العظماء على امتداد وطننا العربي الذين احترقوا ليضيئوا لنا الطريق·· الذين دائماً يلقون الكرة في ملعبنا··
هنا، اترك الخبز لخبازه، لأهل المسرح عموماً، والنقاد بخاصة، ليقولوا ما يمليه عليهم واجب البحث في مسرح ونوس وأعماله، بتخصصية هم أقدر عليها مني··

(7)

سعدالله ونوس يحكي كثيراً عن الأمل·· يحكي عن الحلم العربي الذي تواضع كثيراً، لكنه لم يفقد الأمل، يقول: ( في نهاية السبعينات وصلنا إلى لحظة عدمية، بدا فيها التاريخ فظاً وفظيعاً، تقوضت أحلامنا وتبددت بين أيدينا وأمام عيوننا، وفي الوقت نفسه بدأت الأزمات الاقتصادية، شعرت باليأس وتوقفت سنوات عن الكتابة واعتقدت أن المسرح لا يستطيع أن يفعل شيئاً، لكن هذا لن يستمر كثيراً فالأمة العربية حية وما زالت قادرة على خلق أجيال جديدة تحمل تاريخها··)·
ويتوالى سعدالله ونوس في كتاباته الجادة الملتزمة: ( حفلة سمر من أجل 5 حزيران ، الفيل يا ملك الزمان ، مغامرات رأس المملوك جابر، الملك هو الملك ، الاغتصاب ، تفاصيل تاريخية ، يوم آخر فحسب، ملحمة السراب، طقوس الأغاني والتحولات، الذاكرة والموت) والعديد من النصوص التي ما شذت عن قاعدة عموم الناس··
إن تجربة المرض العضال، علمت ونوس ماذا يمكن للكاتب المبدع أن يفعل·· كيف يجتاز محنته بالعطاء··
هذا بالضبط ما فعله سعد الله ونوس· رحمه الله






 
آخر تعديل حسن سلامة يوم 11-04-2007 في 01:17 PM.
رد مع اقتباس
قديم 11-04-2007, 01:50 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إباء اسماعيل
أقلامي
 
الصورة الرمزية إباء اسماعيل
 

 

 
إحصائية العضو







إباء اسماعيل متصل الآن


افتراضي مشاركة: سعد الله ونوس / ذكرى الغياب

مقالة رائعة حول فقيد المسرح االعربي الكاتب سعد الله ونوس
الأستاذ حسن سلامة شدّنا بمقالته ،
ليس ليوقظ فينا فقط ما جاء به سعد الله ونوس إلى العالم من إبداع،
هو في الواقع نثر من روحه العالية مقالة نابضة بالشعر ،
تدفقت بلحظات صدق وحس انساني عالي
معبراً عن تجربته الحقيقية التي لامسها واقعاً وثقافةً حول المبدع الراحل
ابتداءً من غرفة نومه الأخيرة في مستشفى الرحيل الأخير ،
وانتهاءً بإبداعاته التي ستبقيه حياً بيننا وبين الأجيال القادمة.







التوقيع

غربةٌ،‏ تنْهشُ الروحَ‏ لكنَّ شوقي،‏
إلى الأرضِ‏ والأهلِ‏ والحُبِّ‏
عصفورةٌ‏ ستؤوبُ إلى أُفْقها
‏ وتُغنّي مع الفجرْ‏ شوقَ البَلَدْ!!..‏

إبــــــــــاء العرب
 
رد مع اقتباس
قديم 22-04-2007, 09:40 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حسن سلامة
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن سلامة
 

 

 
إحصائية العضو







حسن سلامة غير متصل


افتراضي مشاركة: سعد الله ونوس / ذكرى الغياب

بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذة إباء

ما أبقوا لنا يا سيدتي سوى الغث .. وثقافة الواوا ومن يدفع أكثر ..
أتمنى ، في حالة نزق ، أن يخرج علينا أحد الذين يدفعون، يريحنا في لحظة جنون من هذه الظواهر ..

حتى كثير من المتثاقفيين لا يعرفون سعد الله ونوس .. ومعظمهم لا يقرأ المواد الجاهزة عنه.

حسن.







 
رد مع اقتباس
قديم 22-05-2007, 01:37 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
حسن سلامة
أقلامي
 
الصورة الرمزية حسن سلامة
 

 

 
إحصائية العضو







حسن سلامة غير متصل


افتراضي مشاركة: سعد الله ونوس / ذكرى الغياب

15 مايو / آيار ذكرى النكبة

ويوم وفاة المسرحي العربي سعد الله ونوس ،
صاحب ( حفلة سمر من أجل 5 حزيران ، الفيل يا ملك الزمان ، مغامرات رأس المملوك جابر، الملك هو الملك ، الاغتصاب ، تفاصيل تاريخية ، يوم آخر فحسب، ملحمة السراب، طقوس الأغاني والتحولات، الذاكرة والموت)

ملاحظة عابرة للمهتمين ؟؟!!!!!







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
***اسمـــــــــــــاء الله وصفـــاتـــــــــه*** ندى الصالح المنتدى الإسلامي 19 19-10-2022 12:53 AM
الوصف الكامل لرسول الله عليه الصلاة والسلام نجلاء حمد منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 4 31-05-2007 12:11 PM
لحظات وفاة النبي ( صلى الله عليه وسلم) ياسر أبو هدى منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 2 18-06-2006 02:23 AM
من واجبات الأمة نحو كاشف الغمة إبراهيم أمين منتدى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم 4 19-04-2006 09:26 PM
مع الله سيد يوسف المنتدى الإسلامي 8 15-04-2006 02:09 AM

الساعة الآن 08:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط