الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-2024, 10:43 PM   رقم المشاركة : 301
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ:

الفاءُ مُرَتَّبَةٌ معقِّبةٌ. والتعبير هنا كله: شرط على شرط؛ فـ "إمَّا" أصلُها: "إنْ" الشرطيةُ زِيدَتْ عليها "ما" تأكيداً، و "يأتينَّكم" في محلِّ جزمٍ بالشرطِ، لأنه بُني لاتصالِه بنونِ التوكيدِ. و ﴿مِّنِّي﴾ متعلق بـ "يَأْتِيَنَّ"، وهي لابتداءِ الغاية مَجازاً، و ﴿هُدٗى﴾ فاعلٌ، والفاءُ مع ما بعدها مِنْ قولِه: ﴿فَمَن تَبِعَ﴾ جوابُ الشرطِ الأولِ، والخلاف في جوابي الشرط، فقيل: ﴿فَلَا خَوۡفٌ﴾ جوابُ الشرطين معاً.
وقيل: جوابُ الشرطِ الأول محذوفٌ تقديرُه: فإمَّا يأتِيَنَّكم مني هدىً فاتَّبعوه، والفاءُ في قوله تعالى: ﴿فَلَا خَوۡفٌ﴾ جوابُ الثاني.
﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى: ﴿مِّنِّي﴾ متعلق بـ ﴿يَأۡتِيَنَّكُم﴾ وأتى بكلمة: "مِنْ" الدالة على الابتداء في الأشياء، لينبه على أن ذلك صادر منه ومبتدأ من جهته تعالى. وقوله: ﴿مِّنِّي﴾ شبيه بالالتفات، لأنه انتقل من الضمير الموضوع للجمع، أو المعظم نفسه، إلى الضمير الخاص بالمتكلم المفرد. وحكمة هذا الانتقال هنا أن الهدى لا يكون إلا منه وحده تعالى، فناسب الضمير الخاص كونه لا هادي إلا هو تعالى، فأعطى الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره الضمير الخاص الذي لا يحتمل غيره تعالى.
ونَكَّرَ الهُدى لأن المقصود هو المُطلق، ولم يسبق عَهْدٌ فيه فَيُعَرَّف.
والهُدَى هو كل دلالة وبيان، ومنه التوفيق للهداية، وإرسال الرسل الحاملين لمنهج الله. وهذه الجُمْلة مع اختصارها تجمع شيئاً كثيراً من المعاني؛ لأنها دخل فيها الإنعام بجميع الأدلّة العقليّة والشرعية الواردات للبيان، وجميع ما لا يتمّ ذلك إلاّ به من العقل، ووجوه التمكُّن. وقوله: ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ﴾ يفيدأن اتباع العقلاء يكون بعد النظر في الأدلّة، واستنتاج المعارف منها، والعمل بها.






 
رد مع اقتباس
قديم 12-05-2024, 12:37 PM   رقم المشاركة : 302
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ:

وفي قوله: ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ﴾ تشخيص للهدى، بأن جعله بمنزلة الإمام المتبع المقتدى به. والخوفُ: الذُّعْرُ والفَزَع، ويكون في المستقبل.
يقال: خافَ يخاف خَوْفاً وخِيفَةً ومَخَافةً، يقول تعالى: ﴿وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً الأعراف205، والمخافة في قَوْلُ الشاعرِ:
وقد خِفْتُ حتَّى ما تَزِيدُ مَخَافَتِي ..... عَلَى وَعِلٍ في ذِي المَطَارَةِ عَاقِلِ
والإخَافَةُ: التخويف. وهم قَوْمٌ خَوْفٌ: خَائِفُونَ أَو هذه اسْمٌ لِلْجَمْعِ، ومنه قَولُه تعالَى: ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚالأعراف 56، أَي: اعْبُدُوه خَائِفِينَ عَذَابَهُ طَامِعِينَ في ثَوَابِهِ.
وخَوَّفَه: جَعَلَ الناسَ يَخافُونَه ومنه قَوْلُه تعالَى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ آل عمران 175، أَي: يُخَوِّفُكُم فَلا تَخَافُوه. وقيل: يَجْعَلَكُم تَخافُونَ أَوْلِيَاءَهُ. وقيل: أَي يُخَوِّفُكم بأَوْلِيَائِهِ.
والتَّخْوِيفُ: التَّنَقُّصُ يُقَال : خَوَّفَهُ وخَوَّفَ منه، وتَخَوَّفَهُ أي: تنقصه، ومنه قوله تعالى: ﴿أَوْ يَأْخُذَهُمْعَلَى تَخَوُّفٍالنحل 47، وقيل: أَو يَأْخُذَهم بعد أَن يُخيفهَم بأَنْ يُهْلِكَ قَرْيَةً فتَخافُ التي تَليهَا.
والحزنُ: ضدُّ السرورِ، وهو مأخوذٌ من الحَزْن، وهو ما غَلُظَ من الأرض فكأنه ما غَلُظ من الهمِّ، ولا يكون إلا في الأمرِ الماضي، يقال: حَزِن يَحْزَن حُزْناً وحَزَناً. ويتعدَّى بالهمزةِ نحو: أَحْزَنْتُه، وبالتضعيف نحو: حَزَّنْتُه، بمعناه.
قيل: نفي الخوف والحزن عن المؤمنين في الدنيا والآخرة. وقيل: بقرائن الكلام تدل على أن المراد نفيهما في الآخرة لا في الدنيا؛ لأنهما حصلا في الدنيا للمؤمنين أكثر من حصولهما لغير المؤمنين، وأيضاً فالمؤمن لا يمكنه القطع أنه أتى بالعبادات كما ينبغي فخوف التقصير حاصل وأيضاً فخوف سوء العاقبة حاصل؛ ولذلك حكى الله عنهم أنهم قالوا حين دخلوا الجنة: ﴿ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَفاطر 43، أي أذهب عنا ما كنا فيه من الخوف والإشفاق في الدنيا من أن تفوتنا كرامة الله - تعالى - التي نلناها الآن.
وقدم عدم الخوف على عدم الحزن، لأن انتفاء الخوف فيما هو آت آكد من انتفاء الحزن على ما فات.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 12-05-2024, 10:54 PM   رقم المشاركة : 303
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





ما قاله المفسرون في تفسـير: ﴿فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ:

حكى عن المفسـرين في تفسير هذه الجملة أقوال: أحدها: لا خوف عليهم فيما يستقبلون من العذاب ولا يحزنون عند الموت.
الثاني: لا يتوقعون مكروهاً في المستقبل، ولا هم يحزنون لفوات المرغوب في الماضي والحال.
الثالث: لا خوف عليهم فيما يستقبلهم، ولا هم يحزنون فيما خلفه.
الرابع: لا خوف عليهم فيما بين أيديهم من الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا.
الخامس: لا خوف عليهم من عقاب، ولا هم يحزنون على فوات ثواب.
السادس: إن الخوف استشعار غم لفقد مطلوب، والحزن استشعار غم لفوات محبوب.
السابع: لا خوف عليهم فيما بين أيديهم من الدنيا، ولا هم يحزنون على ما فاتهم منها.
الثامن: لا خوف عليهم يوم القيامة، ولا هم يحزنون فيها.
التاسع: أنه أشار إلى أنه يدخلهم الجنة التي هي دار السرور والأمن، لا خوف عليهم فيها ولا حزن.
العاشر: لا خوف عليهم أمامهم، فليس شيء أعظم في صدر الذي يموت مما بعد الموت، فأمنهم الله منه، ثم سلاهم عن الدنيا، ولا هم يحزنون على ما خلفوه بعد وفاتهم في الدنيا.
الحادي عشر: لا خوف حين أطبقت النار، ولا حزن حين ذبح الموت في صورة كبش على الصراط، فقيل لأهل الجنة والنار: خلود لا موت.
الثاني عشر: لا خوف ولا حزن على الدوام.
وهذه الأقوال كلها متقاربة، وظاهر الآية عموم نفي الخوف والحزن عنهم، لكن يخص بما بعد الدنيا، لأنه في دار الدنيا قد يلحق المؤمن الخوف والحزن، فلا يمكن حمل الآية على ظاهرها من العموم لذلك.








 
رد مع اقتباس
قديم 13-05-2024, 02:06 PM   رقم المشاركة : 304
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





تفصيل بياني لقوله: ﴿فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ:

1) الفاء هنا ليست حرف عطف، بل هي جواب شرط: ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ﴾.
2) نفى الخوف بالصيغة الإسمية، ولم يقل "لا يخافون" لأنهم يخافون في الحياة الدنيا، يقول تعالى في المؤمنين: ﴿يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ 37النور، ويقول: ﴿إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا 10 الإنسان، فكان هذا الخوف مدحاً لهم قبل يوم القيامة؛ أما يوم القيامة فيؤمنهم الله-تعالى-من الخوف. وقد يكون المعنى: ليس عليهم خطر، فلا يخشون.
3) ونفى الحزن بالصيغة الفعلية، وأسنده إليهم. ولو قال "ولا حُزْنٌ" على غرار: ﴿فَلَا خَوۡفٌ﴾ لما استقام الأمر؛ فقد يكون المفهوم: لا حزن عليهم، أو: لا يحزن عليهم أحد. ونفى الفعل عن النفس بقوله: ﴿وَلَا﴾ وقَدَّم ضمير الجماعة: ﴿هُمۡ﴾ فكان نفياً لحزنهم هم، وإثباتاً لحزن غيرهم، وهم غير المؤمنين. أما لو قال: "لا خوف عليهم ولا حزن لهم" ففي هذه الحالة لم يفد التعبير إثبات الحزن لغيرهم الذي هو من مدلولات: ﴿وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾، كما أننا سنخسر التجدد، لأنها ستصبح كلها على الإسمية ولا تدل على الزمن اللازم للتجدد.
4) ولم يُقَدِّم ويؤخر في جملة الخوف، فيقول: "لا عليهم خوف"، لأن المعنى عندها لا يصح؛ إذ أنه نفى عنهم الخوف، وأثبته على غيرهم، ومن ذا يخاف على الكفار يوم المشهد العظيم؟
5) في صياغة: ﴿فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ نفي للخوف والحزن الثابت والمتجدد، أي: نفى الخوف الثابت والمتجدد ونفى الحزن الثابت والمتجدد:
...- قوله: ﴿فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ﴾ نفى الخوف الثابت بالجملة الإسمية،
...- و ﴿وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ نفى الحزن المتجدد بالفعل المضارع. وهذا يقتضي "لا خوف عليهم" لأن الحزن مرحلة تالية للخوف، فإذا نفى ما يستجد من الحزن ينفي ما يستجد من الخوف.
...- ونفي الحزن المتجدد ينفي الخوف المتجدد لأنك تخاف فتحزن؛ فالخوف أولاً ثم الحزن إذا وقع ما يخاف منه.
...- ونفي الخوف الثابت ينفي الحزن الثابت، فجاء أحدهما بالفعل والآخر بالاسم، وارتبط أحدهما بالآخر.
فكان الجمع بين الجملتين على هذا النحو نفياً للخوف الثابت والمتجدد والحزن الثابت والمتجدد.









 
رد مع اقتباس
قديم 13-05-2024, 10:44 PM   رقم المشاركة : 305
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





حول مضمون الآية:

قال تعالى: ﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ﴾ لينتهي بذلك طور النعيم الخالص والراحة العامّة، وادخلوا في طور لكم فيه طريقان: هدىً وضلال، إيمان وكفران، فلاح وخسران، ﴿فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى﴾ من رسول مرشد وكتاب مبين ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ﴾ الذي أشرّعه، وسلك صراطي المستقيم الذي أحدّده (فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ) من وسوسة الشيطان، ولا ممّا يعقبها من الشقاء والخسران ﴿وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ على فوت مطلوب، أو فقد محبوب؛ لأنّهم يعلمون بهذه الهداية أنّ الصبر والتسليم ممّا يرضي الله - تعالى - ويوجب مثوبته، ويفتح للإنسان باب الاعتبار بالحوادث، ويقوّيه على مصارعة الكوارث، فيكون له من ذلك خير عوض عمّا فاته، وأفضل تعزية عمّا فقده. ذاك وجهٌ تأويليٌ قال به صاحب المنار. والخوف: تألّم الإنسان من توقّع مكروه يصيبه، أو توقّع حرمان من محبوب يتمتّع به أو يطلبه. والحزن: ألم يلمّ بالإنسان إذا فقد ما يحبّ. وقد أعطانا الله - جلّ ثناؤه - خريطة الرجوع إلى النعيم، ولكنه نعيم أبدي في جنة الخلد. وكأنه - جلت حكمته - لم يتركنا رهن ألاعيب الشيطان، دون توجيه وإرشاد، بل أكرم البشرية برسل من عنده يرسمون للناس طريق الفلاح، للخروج من ضيق الدنيا ومتاعبها، إلى سعة سعادة الآخرة. ولكنه - مع ذلك - لم يفرض على الناس أن يكونوا مؤمنين بالإجبار والتكوين - ولو شاء لفعل ذلك - بل جعل الاختيار لكل إنسان، إن شاء نال طيب الآخرة إذا عمل على الوصول إليه، أو أوقع نفسه في درك العذاب الأبدي إذا أصم أذنيه عن الحق، وتوجه تلقاء مكائد الشيطان التي تزين له مباهج العاجلة وضلالها، فتجعله ينسى بها حظه من سعادة الآخرة، فيضيعه لقاء قشور ثمرة، ما يلبث أن يكتشف أنها ثمرة خبيثة رمته في النار، فيندم بعد فوات الأوان، وقد رأى أمامه مصيره يوم يصير بصره حديداً.







التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 14-05-2024, 02:08 PM   رقم المشاركة : 306
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





حول مضمون الآية:

إنَّ اتّباع الهدى يسهل على الناس طريق اكتساب الخيرات، ويعدّهم لسعادة الدنيا والآخرة، ويخطيء من يظن أنه بالهداية يفقد سعادة الدنيا، فلم تكن السعادة يوماً تقاس بمتاع الدنيا، وقد مثَّل المولى - عز وجل - الحياة الدنيا: ﴿كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ مِمَّا يَأۡكُلُ ٱلنَّاسُ وَٱلۡأَنۡعَٰمُ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلۡأَرۡضُ زُخۡرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتۡ وَظَنَّ أَهۡلُهَآ أَنَّهُمۡ قَٰدِرُونَ عَلَيۡهَآ أَتَىٰهَآ أَمۡرُنَا لَيۡلًا أَوۡ نَهَارٗا فَجَعَلۡنَٰهَا حَصِيدٗا كَأَن لَّمۡ تَغۡنَ بِٱلۡأَمۡسِۚ﴾ يونس 24، فضرب - تبارك وتعالى - مثلاً لزهرة الحياة الدنيا وزينتها وسرعة انقضائها وزوالها، بالنبات الذي أخرجه الله من الأرض بما أنزل من السماء من الماء، مما يأكل الناس من زرع وثمار، على اختلاف أنواعها وأصنافها، وما تأكل الأنعام من عشب وكلأ، حتى إذا أخذت الأرض زينتها الفانية، بما خرج من رباها من أزهار نضرة مختلفة الأشكال والألوان، حتى حَسِبَ الذين زرعوها وغرسوها أنهم مالكون لها، قادرون على جذاذها وحصادها، فإذا بصاعقة أو ريح باردة، تيبس أوراقها، وتتلف ثمارها؛ فتبدو كما لو لم تكن حسناء يوماً. أو هي: ﴿كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِيمٗا تَذۡرُوهُ ٱلرِّيَٰحُۗ﴾ الكهف 45، وإنَّ مثل هذه الحياة الدنيا، كمثل ماء السماء، ينزل على الأرض، فتنبت تربتها من كل زوج بهيج، فبينا زهرتها وزخرفها تسر الناظرين، إذ أصبح نباتها ضامراً بعد أن كان نضراً، وتربتها غبراء قاحلة بعد أن كانت مُخصبة مثمرة. كذلك هذه الدنيا، بينما صاحبها قد أعجب بشبابه، وفاق فيها على أقرانه وأترابه، وحصل درهمها ودينارها، واقتطف من لذته أزهارها، وخاض في الشهوات بنوعيها في جميع أوقاته، وظن أنه لا يزال فيها سائر أيامه، إذ تلف ماله، أو أصابه الموت، فظل يعض على يديه، وهو يستقبل آخرته السوداء. إن من أشد شرور الحياة الدنيا، الاغترار بزخرفها، والتمتع بها تمتع الأنعام، دون نظر للعاقبة، أو تفكير في حياته بعد الممات.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 14-05-2024, 11:00 PM   رقم المشاركة : 307
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





حول مضمون الآية:

ومثلما صوَّر الله - تعالى - الحياة الدنيا، في تقضِّيها وذهاب نعيمها بعد إقبالها وبهجتها، بصورة نبات الأرض، في هلاكه وبواره بعد اخضراره وزهائه؛ فبيَّن بذلك لكل باغٍ مفسدٍ في الأرض مغترٍ بالدنيا متشبث بها، كيف ينتهي شـريط الحياة كلها بما فيها من زينة ومتاع، بهذه الصورة المتحركة المأخوذة من المشـاهدات البشرية المألوفة؛ ليلقي في النفس ظل الفناء والزوال، وضع لنا في المقابل بَديلَ الحياةِ الدنيا، بِحياةِ آخرة: ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ﴾ العنكبوت 64، أي: الحياة الدائمة التي لا زوال لها ولا انقضاء، بل هي مستمرة أبد الآباد. بينما مُثّلت الحياة الدنيا بنباتٍ، ولا يخفى أن عمر النبات قصيرٌ، وهو عرضة لظروف الجو من صقيعٍ وعواصفَ وجفاف، وهكذا الإنسان، مهما عَمَّرَ في الأرض، مصيرُه إلى قبرٍ ينتقل منه إلى حياةٍ أبديةٍ، إما إلى سعادةٍ باقيةٍ، وإما إلى شقاءٍ دائم.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 15-05-2024, 12:29 PM   رقم المشاركة : 308
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





حول مضمون الآية:

والمهتدون بهداية الله - تعالى - لا يخافون ممّا هو آت، ولا يحزنون على ما فات؛ لأن من كانت عيناه تبصر آخرته، عاش في الدنيا كغريب، ينال منها ما يرضيه من مباحات، ويباعد بينه وبين ما لا يُرضي ربه. وإذا أراد الرفعة في الحياة الباقية، زاد من النوافل والصالحات. وإنَّ من طمأنينة الرضى بالله التي تعمر قلوب المؤمنين، لَسعادة تسهل مصاعب الحياة مهما كانت، وتهون متاعب تحصيل الرزق، أو آلام المرض، أو فقد الأحباب، أو غيرها من منغصات الحياة الدنيا. وكأن المهتدي نال من الحياة الدنيا أطيب ما فيها، ولم يفته منها شيء.
ومن لا يفهم الدين على حقيقته، يظن أنه يقيّد حريّة الإنسان ويمنعه بعض اللذّات التي يقدر على التمتّع بها، ويحزنه الحرمان منها. لكن الدين لا يمنع من لذّة إلاّ إذا كان في إصابتها ضرر، إما على مصيبها، أو على غيره من أبناء جنسه إذا آذاهم ما يناله من لذّة. ولو تمثّلت لمستحلّ اللذّة المحرّمة مضارّها التي تعقبها في نفسه وفي الناس، وتصوّر ما لها من التأثير في فساد العمران لو كانت عامّة، وكان صحيح العقل معتدل الفطرة لرجع عنها متمثّلاً بالقول:
تَفنى اللَذاذَةُ مِمَّن نالَ صَفوَتَها ..... مِنَ الحَرامِ وَيَبقى الإِثمُ وَالعارُ
تُبقي عَواقِبَ سوءٍ في مَغَبَّتِها ..... لا خَيرَ في لَذَةٍ مِن بَعدِها النارُ
فكيف إذا كان - مع ذلك - يعلم أنّه محاسب، وواقف أمام الله يوم القيامة؟!.









التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 15-05-2024, 11:38 PM   رقم المشاركة : 309
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٣٨





حول مضمون الآية:

والناس لا يرون "الحرية" على حقيقتها، وقد أحسن من قال: أنت حر، ما لم تضر. والضرر قد يقع عليك، أو على غيرك؛ فالسُّكْرُ - على سبيل المثال - يَذْهَبُ بالعقل، ويُضَيِّعُ المال، هذا على الضرر الشخصي. وقد يَهْدِمُ الأُسَـر، لأن السكران لا يدري بحاله وقت غياب عقله عنه. والإسلام يحفظ الإنسان من حريّة البهائم، فيقيد حريته حماية له ولمجتمعه؛ فالتماس السعادة بحرّية البهائم، هو الشقاء اللازم، وقد صرّح بلفظ التمتّع الحسن أخذاً من قوله تعالى: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾ هود 3، فالآيات الدالّة على أنّ سعادة الدنيا معلولة للاهتداء بالدين كثيرة جداً، وقد حجبها عن كثير من المسلمين قولهم في الكافرين: لهم الدنيا ولنا الآخرة، يغالطون أنفسهم بحجّة القرآن عليهم. وآيات سورة طه في قصة آدم أوضح في المراد من آيات البقرة وهي قوله عزّ وجل: ﴿قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّٞۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ 123 وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ 124﴾ فمن اتّبع هداية الله فلا شكّ أنّه يتمتّع تمتّعاً حسناً، ويتلقى بالصبر كلّ ما أصابه، وبالطمأنينة ما يتوقّع أن يصيبه، فلا يزل، ولا يبتئس، ولا يخاف ولا يحزن.









 
رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 02:02 PM   رقم المشاركة : 310
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٣٩





﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَآ:

هذا عطف على "مَن" الشـرطية في قوله: ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ﴾، فهو من عطف جملة إسمية على جملة إسمية. وأتى بالجملة المعطوفة غير شرطية إكتفاءً بالشرط في: ﴿فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ 38إذ يفهم منه ضمنياً أنَّ من لم يتبع هدى الله يخاف ويحزن يوم العرض العظيم. والكلام - على الأظهر - من جملة ما قيل لآدم، وهو يشمل ذلك الجيل الأول، وكل من أتى بعده إلى يوم القيامة. وفيه تعريض بالمشركين من ذرية آدم، وكل من كذب بآيات الله في الآفاق والكتب السماوية، ومن جملتها القرآن.
ولا نذهب مع احتمال أن يكون هذا الكلام تذييلاً ذيلت به قصة آدم لمناسبة ذكر المهتدين وليس من المقول له. والوهم نابع من اعتبار أن آدم شخصٌ واحدٌ، وليس مجموعةً من الذكورِ والإناثِ، فيهم نوازع سـلوك سـبيل الهداية أو الاسـتجابة للغواية.
و "ٱلَّذِينَ" مبتدأ وما بعده صلةٌ وعائدٌ، و﴿بِ‍َٔايَٰتِنَآ﴾ متعلقٌ بـ "كَذَّبُواْ"، أو أن يكون من باب الإعمال، بتقدير: كفروا بنا وكَذَّبوا بآياتِنا.
والآيَةُ لغةً: العلامةُ، نحو قوله تعالى: ﴿أَتَبۡنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ ءَايَةٗ تَعۡبَثُونَ 128الشعراء، وقال النابغةُ الذبياني:
تَوَهَمْتُ آياتٍ لها فَعَرَفْتُها ..... لستةِ أعوامٍ وذا العامُ سابِعُ
وتسمى الحجة: آية لأنها تظهر الحق الخفي، كما قال الحارث بن حلزة:
مَن لَنا عِندَهُ مِنَ الخَيرِ آيا .....تٌ ثَلاثٌ في كُلِّهِنَّ القَضاءُ
يعني ثلاث حجج على نصحهم وحسن بلائهم في الحرب وعلى اتصالهم بالملك عمرو بن هند.
وسُمِّيَتْ آيةُ القرآنِ: آيةً:
- لأنها علامةٌ لانفصالِ ما قبلَها عمَّا بعدَها.
- لأنها تَجْمَعُ حروفاً من القرآن فيكون مِنْ قولِهم: "خرج بنو فلان بآيتِهم" أي: بجماعتهم، قال الشاعر:
خَرَجْنا مِن النَّقْبَيْنِ لا حَيَّ مِثْلُنا ..... بآياتِنا نُزْجي اللِّقاحَ المَطافِلاَ
نُزْجي: نسوق، والمَطافِل والمَطافيلُ: جمع مُطْفِلُ، وهي الظبيةُ معها طِفْلُها وهي قريبة عهدٍ بالنَتاج، وكذلك الناقة.
- لأنها عجب ، وذلك أن قارئها يستدل إذا قرأها على مباينتها كلام المخلوقين، وهذا كما تقول: فلان آية من الآيات؛ أي: عجب من العجائب.
والباء في قوله تعالى: ﴿وَكَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَآ باءٌ يكثر دخولهـا على متعلقِ مـادةِ التكذيب مع أن التكذيب متعد بنفسه، ويحتمل أنها جاءت هنا لتأكيد اللصوق للمبالغة في التكذيب فتكون كالباء في قوله تعالى: ﴿وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ﴾ المائدة 6، وقول النابغة:
لكَ الخيرُ إِنْ وَارَتْ بك الأرضُ واحِدًا
والأصل أن يقال: إِنْ وَارَتْكَ الأرضُ.
وقوله: ﴿بِ‍َٔايَٰتِنَآ﴾ يتنازعه فعلا: ﴿كَفَرُواْ﴾ ﴿وَكَذَّبُواْ﴾.









 
رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 10:48 PM   رقم المشاركة : 311
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: 2) الخلافة في الأرض

﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٣٩





مدلول "الآيات" في كتاب الله:

سمى الله الدلائل على وجوده وعلى وحدانيته وعلى إبطال عقيدة الشرك آيات، فقال: ﴿وَمَا تَأۡتِيهِم مِّنۡ ءَايَةٖ مِّنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِمۡ إِلَّا كَانُواْ عَنۡهَا مُعۡرِضِينَ 4الأنعام، وقال: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ 97إلى قوله: ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكُمۡ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ 99﴾، وقال: ﴿وَأَقۡسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَيۡمَٰنِهِمۡ لَئِن جَآءَتۡهُمۡ ءَايَةٞ لَّيُؤۡمِنُنَّ بِهَاۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِۖ وَمَا يُشۡعِرُكُمۡ أَنَّهَآ إِذَا جَآءَتۡ لَا يُؤۡمِنُونَ 109 الأنعام.
وسمي القرآن آية فقال: ﴿وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَٰتٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ﴾ 50، إلى قوله: ﴿أَوَ لَمۡ يَكۡفِهِمۡ أَنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡۚ﴾ العنكبوت 51.
وسمَّى أجزاءه آيات فقال: ﴿وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ تَعۡرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمُنكَرَۖ يَكَادُونَ يَسۡطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِنَاۗ﴾ الحج 72، وقال: ﴿الٓمٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِۗ وَٱلَّذِيٓ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَ ٱلۡحَقُّ﴾ الرعد 1، لأن كل سورة من القرآن يعجز البشر عن الإتيان بمثلها كما قال تعالى: ﴿فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ﴾ البقرة 23، فكان دالاً على صدق الرسول فيما جاء به وكانت جمله آيات لأن بها بعضَ المقدار المعجز.

وقالوا: "لم تسم أجزاء الكتب السماوية الأخرى آيات، وأما ما ورد في حديث الرجم أن ابن صوريا حين نشر التوراة وضع يده على آية الرجم فذلك على تشبيه الجزء من التوراة بالجزء من القرآن وهو من تعبير راوي الحديث". لكننا لا نرى صحة لهذا الزعم؛ إذ تدحضه شـواهد من القرآن تبين أن نصوص الكتب السماوية يطلق عليها "آيات"، يقول تعالى:
- ﴿لَيۡسُواْ سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ 113آل عمران،
- ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٖ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡرَٰٓءِيلَ وَمِمَّنۡ هَدَيۡنَا وَٱجۡتَبَيۡنَآۚ إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُ ٱلرَّحۡمَٰنِ خَرُّواْۤ سُجَّدٗا وَبُكِيّٗا ۩ 58مريم،
- ﴿وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ رُسُلٞ مِّنكُمۡ يَتۡلُونَ عَلَيۡكُمۡ ءَايَٰتِ رَبِّكُمۡ وَيُنذِرُونَكُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ﴾ الزمر 71.









 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:59 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط