الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-2016, 04:14 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم التدلاوي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالرحيم التدلاوي متصل الآن


افتراضي ولولة

أمي وهي تتابع المسلسلات المدبلجة أيا كان جنسها وجنسيتها، تنظر إلي بابتسامة بريئة وتخبرني أن الممثلين يشبهوننا، إنهم منا، يتحدثون بلغتنا، ويستعملون مفرداتنا نفسها. وحين أخبرها أن هؤلاء لا علاقة لنا بهم، تنظر إلي شزرا، وتؤكد لي أنهم مسلمون مثلنا بدليل توظيفهم كلمات من الحقل الديني: استمع لهم، ألا ترى أنهم ينطقون بالسلام، ويستشهدون بآيات من القرآن الكريم؟ لا أجد لدي القدرة على إقناعها، هي التي اقتنعت مسبقا بأنهم أبناء جلدتنا.
أمي امرأة لم ترتد المدرسة ولا الكتاب، طيبة القلب بريئة كالأطفال، لم تغادر المنزل إلا مرات معدودات، الآن، بلغت من العمر الثمانين، احدودب ظهرها قليلا، لكنها مازالت تحتفظ ببعض قوتها تمكنها من تهييئ طعامها بنفسها، والاعتناء بدارها كما كانت تفعل منذ أزمان، وكأنها تترقب عودة أبي في أية لحظة. فلم تقتنع بموته إطلاقا. ترى ذلك غيبة تعقبها عودة أكيدة.
تحب أن تعتني بمظهرها، وتكون في أبهى زينتها حين تتابع المسلسلات ذات الشخصيات الذكورية الوسيمة. بها تستعيد ذكريات جميلة قضتها صحبة أبي، إذ كان يهديها وردا كل مرة غاب عنها لعمل. ويصطحبها إلى المقهى البعيد عن أعين المدينة حيث يقضيان أوقاتا ممتعة من البوح اللذيذ. تلك أيام سعيدة مازالت تترقب عودتها بعودته.
كانت تقرب الكرس من الجهاز، وترفع الصوت، وتدني أذنيها منه والعينين، ورغم تحذيراتي لها من مضار مثل هذا السلوك، فلم تقلع عنه، إذ تحب أن تسمع وترى عن قرب، ولا يشبع نهمها الابتعاد. ثم إن ذلك يملأ حياتها وجوانحها ومشاعرها بعد أن ترك أبي فراغا في حايتها لا يمكن ملؤه.
وحين تشاهد مطرا يهطل، ينتابها شك ما، فتتسلل إلى الصالون، تفتح بحذر النافذة وتطل، ولما لا تجد غيثا، تعود خائبة، وتقول لي: لم لا يسقط المطر عندنا رغم أنه يتساقط هنا؟ أؤكد لها أن ذلك المطر قد سقط في زمن آخر، ومكان آخر، وأنه مطر تم تصويره في بلاتوهات، وأنه ليس حقيقيا. ثم أعود إلى نفسي نادما على ما قلته لها. ,اسعى إلى إرضائها بأنه سيسقط هنا كما هناك بعد فترة، إذ أني أدرك متأخرا أن ما أقوله لها لن تستوعبه، وأنني أحملها ما لا طاقة لها به، فكيف يمكنها أن تستوعب ما يتجاوزها، هي التي، بالكاد، تعرف كيف تشغل التفاز، وكثيرا ما تضيع القنوات، وتنادي علي لكي أعيدها أو أعيد ترتيبها حتى تتمكن من متابعة مسلسلاتها المفضلة.
حين تخرج صحبة أبي، تظل خلفه، محافظة على المسافة التي تفصلها عنه نفسها، من دون أن تزيد فيها أو تنقص، لاعتقادها بقناعة أبي، أن خلف كل رجل عظيم امرأة، هي تعرف جيدا أن أبي ليس رجلا عظيما بالمفهوم المتداول، ولكنه عظيم بالنسبة لها. فهو لم يمسس شعرة من رأسها، ولم يهنها كما يفعل الكثير من الرجال. صحيح انه لم ينادها باسمها طوال عشرتهما التي دامت نصف قرن، لكنه ناداها به يوم كان على فراش الموت، وكم أسعدها ذلك، فقد وجدت في لفظ حروف اسمها رنة بل نغمة لا تضاهيها أية نغمة، كانت عذبة كماء زلال، أطفأ لهيب رغبتها في سماع صوته يتلون بحروف اسمها، ويروي حقلها المتعطش لصبيب الصوت يغرد بالمطر يتراقص على أديمها.
لقد طفرت من عينيها دموع الفرح والحزن معا، تضافرا بحيث لم تعد قادرة على التفريق بين الإحساسين المتناقضين.
قدمت مرة باكرا من عملي، فوجدت أمي وقد تحلق حولها أبنائي، تتابع شريطا وضعه ابني البكر، ظنا منه أنه سيسعد جدته، وإذ رأست زوجها يتكلم، ارتعبت، وصرخت، ألم يمت؟ هل سخر منا؟ ولأنها كانت قد تخففت من لباسها الثقيل قليلا، فقد عدت إلى غرفتها مولولة: يا لفضيحتي! لقد رآني عارية، أين سأخفي وجهي منه؟!






التوقيع

حسن_العلوي سابقا

 
رد مع اقتباس
قديم 24-07-2016, 06:05 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عباس العكري
أقلامي
 
إحصائية العضو







عباس العكري غير متصل


افتراضي رد: ولولة









 
رد مع اقتباس
قديم 25-07-2016, 04:23 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سراج العامري
أقلامي
 
إحصائية العضو







سراج العامري غير متصل


افتراضي رد: ولولة

قصة جميلة ومعبرة ....أحسنت الوصف ورسم شخصية الأم
البسيطة الطيبة







 
رد مع اقتباس
قديم 20-10-2016, 01:14 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم التدلاوي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالرحيم التدلاوي متصل الآن


افتراضي رد: ولولة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عباس العكري مشاهدة المشاركة


شكرا لك السي عباس
سعدت بتفاعلك العطر...
تحياتي.






التوقيع

حسن_العلوي سابقا

 
رد مع اقتباس
قديم 23-10-2016, 11:29 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عدي بلال
أقلامي
 
الصورة الرمزية عدي بلال
 

 

 
إحصائية العضو







عدي بلال غير متصل


افتراضي رد: ولولة

القدير والحبيب سي عبد الرحيم

أحببت هذه الأم في نصك، واستطعت بمهارة عالية أن تجعلني أراها، وأرى ما بداخلها من طيبة.
جسدت أيها القاص الجميل مشهداً رائعاً بين الأم وابنها، بحبكة اجتماعية سردية متقنة.
لقد كنت موفقاً جداً في وصف هذه الأم، وذلك الكبرياء في اعتمادها على نفسها، كما كنت موفقاً في المونولوج الداخلي لابنها حين أدرك أمراً مهماً .. هنا

ذ أني أدرك متأخرا أن ما أقوله لها لن تستوعبه، وأنني أحملها ما لا طاقة لها به، فكيف يمكنها أن تستوعب ما يتجاوزها، هي التي، بالكاد، تعرف كيف تشغل التفاز، وكثيرا ما تضيع القنوات، وتنادي علي لكي أعيدها أو أعيد ترتيبها حتى تتمكن من متابعة مسلسلاتها المفضلة.

راق لي أيضاً وصف حركتها خلف زوجها قبل وفاته ( وراء كل رجلٍ عظيم امرأة ).

وانتابتني قشعريرة حين نطق باسمها للمرة الأولى قبل وفاته، كنت رائع الوصف يا عبد الرحيم.

اخترت نهاية جعلتني ابتسم، وأتمنى أن أقبل رأسها ويدها.
فإن لم تكن البطل الافتراضي في هذا النص، ورأيتها، فأبلغها سلامي يا عبد الرحيم .

سرد جميل جداً ..
شكراً لك







التوقيع

لو أن الدهر يعرفُ حق قومٍ
لقبّلَ منهم اليدَ والجبينــا

 
رد مع اقتباس
قديم 23-10-2016, 01:36 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم التدلاوي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالرحيم التدلاوي متصل الآن


افتراضي رد: ولولة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سراج العامري مشاهدة المشاركة
قصة جميلة ومعبرة ....أحسنت الوصف ورسم شخصية الأم
البسيطة الطيبة
أشكرك، سراج، على تفاعلك الطيب.
ممتن لك طيب الإشادة.
مودتي






التوقيع

حسن_العلوي سابقا

 
رد مع اقتباس
قديم 23-10-2016, 01:39 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فاطمة جلال
أقلامي
 
إحصائية العضو







فاطمة جلال غير متصل


افتراضي رد: ولولة

القدير عبد الرحيم التلداوي

قصة رائعة معبرة تصور واقع اجتماعي ومشهد من المشاهد اليومية التي تحصل في البيوت
كنت موقفا في اختيار شخصية الأم لتكون محور القصة

كل التقدير







 
رد مع اقتباس
قديم 23-10-2016, 02:22 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم التدلاوي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالرحيم التدلاوي متصل الآن


افتراضي رد: ولولة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدي بلال مشاهدة المشاركة
القدير والحبيب سي عبد الرحيم

أحببت هذه الأم في نصك، واستطعت بمهارة عالية أن تجعلني أراها، وأرى ما بداخلها من طيبة.
جسدت أيها القاص الجميل مشهداً رائعاً بين الأم وابنها، بحبكة اجتماعية سردية متقنة.
لقد كنت موفقاً جداً في وصف هذه الأم، وذلك الكبرياء في اعتمادها على نفسها، كما كنت موفقاً في المونولوج الداخلي لابنها حين أدرك أمراً مهماً .. هنا

ذ أني أدرك متأخرا أن ما أقوله لها لن تستوعبه، وأنني أحملها ما لا طاقة لها به، فكيف يمكنها أن تستوعب ما يتجاوزها، هي التي، بالكاد، تعرف كيف تشغل التفاز، وكثيرا ما تضيع القنوات، وتنادي علي لكي أعيدها أو أعيد ترتيبها حتى تتمكن من متابعة مسلسلاتها المفضلة.

راق لي أيضاً وصف حركتها خلف زوجها قبل وفاته ( وراء كل رجلٍ عظيم امرأة ).

وانتابتني قشعريرة حين نطق باسمها للمرة الأولى قبل وفاته، كنت رائع الوصف يا عبد الرحيم.

اخترت نهاية جعلتني ابتسم، وأتمنى أن أقبل رأسها ويدها.
فإن لم تكن البطل الافتراضي في هذا النص، ورأيتها، فأبلغها سلامي يا عبد الرحيم .

سرد جميل جداً ..
شكراً لك
أشهد الله على انك قارئ حصيف، وناقد فذ، وأطمع، دوما، في عروجك على نصوصي، أنت تقرأ كل النصوص بنغس إبداعي، لك نظرات ثاقبة، وملاحظاتك بانية.
أشكرك، اخي الرائع، سيدي عدي، على تفاعلك المثمر، وتحليلك العميق.
ممتن لك الإشادة العطرة.
سأبلغ أمي تحياتك وسلامك.
مودتي






التوقيع

حسن_العلوي سابقا

 
رد مع اقتباس
قديم 23-10-2016, 03:13 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم التدلاوي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالرحيم التدلاوي متصل الآن


افتراضي رد: ولولة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة جلال مشاهدة المشاركة
القدير عبد الرحيم التلداوي

قصة رائعة معبرة تصور واقع اجتماعي ومشهد من المشاهد اليومية التي تحصل في البيوت
كنت موقفا في اختيار شخصية الأم لتكون محور القصة

كل التقدير
أختي المبدعة الفاضلة، فاطمة
عذرا منك على القفز غير المقصود
أشكرك على تفاعلك المثمر، سعيد بتقبلك النص.
بوركت.
مودتي






التوقيع

حسن_العلوي سابقا

 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:04 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط