الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-12-2020, 11:47 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سلطان خويطر
أقلامي
 
إحصائية العضو







سلطان خويطر غير متصل


افتراضي براز -قصة قصيرة

براز-قصة قصيرة-سلطان خويطر-2020

1- "أمطري حبيبتي ما من سدود أمامك وأرضي زجاج" كانت كلمات أغنية ألتمس فيها الدفء تصدر من مذياع السيارة تتسرب لأذنيه في ليلة لم تكن باردة بسبب موسم رياح الشمال التي جلبت غيوم مسنة صرارة قليلة النوح شحيحة المطر كتلك التي كان يدعونها الساحرات قديماً في قلب أفريقيا باسم أبرتوخوضي أي عجائز الشيطان، تأتي محملة بغار تحلل الغاز كهدية ضائعة غير مرغوب فيها لعوالم لا حظ لها بمسطحات الماء المفتوحة على الكون عكس الأرجنتين المطلة على المحيط، سحب داكنة تتهادي فوق المدينة ليلاً كقطيع منفلت من البقر الوحشي الهائج، وكان لسان حاله يقول لا مراعي تبقت لاستضافة الأبقار الضالة هنا على كل حال عاد الممثل دميتري فلون ديان تلك الليلة إلى شقته الكائنة في جادة الذهب في بناية يسمونها الجوكندا في العاصمة بوينس آيرس وكانت السعادة ما تزال تقمر قلبه بوخزات لذيذة تسري في عروقه وتوردت وجنتاه لقد تخيل حياته السابقة وكانت في طريقها لمأساة لولا موهبته لقد إستطاع بمجهوده الفردي كما يظن بنفسه ثقته بها وحدثته في ذلك أسراره الدفينة أن انتصاره العظيم حلى بتمثال يشير إليه في وسط المدينة أو زقاق فيها ذات يوم تكريماً لإنجازاته، لقد نجي من ضروب الشوارع الفقيرة في العاصمة وحافظ على نفسه من الحانات الرخيصة ومطاردة الملذات والمخدرات والنساء، ومطاردي الغلمان ، حظي ببعثة دراسية ليتخرج من جامعة سايمون وبذلك أبتعد كل البعد عن جذر العائلة التي كانت تعده لوراثة كشك والده الجزار عاش حياة مليئة بالتحديات والعقبات تخللتها أوقات كئيبة لم تعد تشغل باله اليوم وللتو تحقق حلمه الكبير بحصوله على أعلي وسام فني "الأوسكار" قطعة الذهب تلك التي صممت لتكون بمثابة آلهة للفنون عن دوره في فلم يحكي قصة رجل متحول جنسياً وكان النقاد قد أبدوا أعجابهم بطريقته في معالجة القيمة الإجتماعية للفرد المنحل أخلاقياً وهو شيء أفترضه قلة بلا أصل لتستقي منه قيمة، لكن الفن كما يقولون هو السحر الذي تستجيب له الحواس البشرية هذا أن صدق كما يزعمون حتى أن عشرة من أصل أثني عشر رجلاً وامرأتين صوتوا له رغم المنافسة الشرسة التي صاحبت تفوقه من شابة اسكندنافية تدعي إثيل وهي ممثلة متمرسة شاركت في فلم آخر وكادت أن تتفوق بأدائها عليه لولا رداءة السيناريست المصاحب لحوارات جسدية عجزت عن أيصال رؤية ذات جدوي للمشاهد البسيط فما بالك بهيئة من الخبراء الضالعين كان فرحاً للغاية حتى أنه ناول سائق الأوبر الذي أقله من المطار مئتي يورو دفعة واحدة.

دخل إلى البناية الفخمة المحنطة بالزجاج المصقول ووجد رائحة زهرة الهندباء تلك التي تتركها مواد تنظيف السيراميك ملتصقة بالأرضيات لمدة تزيد عن العشرين ساعة في اليوم مرفرفة بعبقها في الأجواء عامة.

سارع موظف الاستقبال بعد تحية الخدم المحتشمة بحمل حقائبه وكانت حقيبتين من غوتشي كبيرة لحاجياته وواحدة من فيكتوررينوس صغيرة وهي الأهم كونها تكورت على مولودته الأولي بالرغم من شبهها بالرجال فقد رأي في نفسه أستحسان رؤيتها على ذلك النحو الأنثوي ليرتقي بروحه من باب الإطمئنان على بصمة فنه، جاءت بشق الأنفس كما يقولون فقد سبقها عناء وإنتظار مرير كما لو أنه تزوج قبل عشرين عاماً ولم يبقي عيادة إنجاب في العالم إلا وزارها ولم يترك طبيباً على يديه أمل في شفائه إلا وتمدد على سرير دراساته وأطروحاته كان رجل عصامي تركه والداه قصراً في هذا العالم وحيداً بعد عامه العاشر وحده الله يعلم كم كافح من أجل تحقيق حلم حياته كان متوسط الطول ناعم البشرة وورث عن أمه الهولندية خصلات غزيرة شقراء مجدولة الأحلاس ترتمي على كتفيه وعن والده الفن وشيء من الاستعلاء الصفيق المحلي يختبئ في مكان ما تحت ابتسامته الفذة كان معتداً بنفسه وبهندامه الذي أبتاعه من متجر اتوليني وبالورقة المثنية في جيب سترته الأمامي عند القلب شيك بمليون يورو.

صعد المصعد الخاص وعند باب شقته ناول الحمال 100 يورو أخري فانحنى الأخير إنحناءة كادت أن تسقط شعره المستعار تهلل وجهه وأنصرف سعيداً وكأن العالم قد فتح له مغارة على بابا.

و لسبب ذاته الذي تفتح فيه زغاليل الطيور أفواهها لأمهاتها حين تعود إليهم بعد غياب بحوصلة مليئة كذلك أنفرج باب شقته وهناك وجد بما يمكن أن يصفه الفنان بيوم سيئ غير قابل للإصلاح سد أنفه من الرائحة القذرة وخطى إلى الداخل ليستطلع الأمر من أين تأتي هذه الرائحة الكريهة! قال لنفسه وتوجب عليه حين أستقر في الداخل أن ينطق بجملة (أنا دمتري أفتح يا نور قلبي) وهذه الجملة الأفعوانية القصيرة هي شفرة التواصل مع كل الأجهزة الالكترونية الموحدة بنظام التشغيل الآلي الذي يتحكم بمنزله مثل أن يقول أنا دميتري أفتح يا دش قلبي فينسال شلال من الماء فوق رأسه في الحمام وهكذا تشرع الباب من قبل ...أخذ يتجرع وجع شقفه بالحياة العصرية ونطق بالجملة مرة واثنتين وثلاثة حتى أنه صرخ بها من مكانه ولكن للأسف لا يمكنك خداع الآلات فتوجب عليه ترك أنفه لبرهة فاستجابت الأنوار حينئذ ووجد الكارثة، براز مسكوب في شقته على سريره فوق الأرضيات على الثلاجة وفي جميع الممرات وعلى أريكة الجلد الخاصة بالمساج أتصل بالشرطة في الحال وبدورها إنتدبت ضابط تحقيق للموقع مباشرة، جاء على عجل شاب نحيل متمدن أطلق صرخة كالفتيات من وقع المنظر المصاحب للرائحة المقززة واضعاً يده على أنفه حتى تسنى له إخراج منديل من جيب سترته وأخذ يبحث في الفوضى عن دليل يقوده للفاعل وهناك وجد رسالة تركها أحدهم فوق المنضدة مكتوب عليها (هذا نصف برميل من البراز) كهدية والنصف الآخر هنا وكانت مكتوبة على مغلف به شريط ممغنط، نطق دميتري بتلك الكلمات السخيفة غاضباً بعد أن أدخل الشريط في آلة العرض فوجد مشهد مركب عن الفلم الذي أداه وكان ق ض ي ب ضخم بأوداجه عالق في فمه وتحته كتبت الكلمات التالية (أرحل أيها اللوطي) تسمر في مكانه من هول الصدمة فسأله الضابط هل تتهم أحداً بفعل ذلك! نعم قال دميتري بعد برهة تفكير زادت من كآبته قال الضابط من تتهم؟ رد دميتري مباشرة على الأرجح أنه الشاب الذي يدعونه برونيرا قال الضابط أليس هو نفس الأسم الذي يدعونك به في الفلم! تنهد دميتري عندما إنفلتت الضحكة من الضابط وهو يتهكم رجل له أسم برونيرا! يال العار... أجاب دميتري بعد أن لجم مشاعره أنه شاب مثلي أستضفته في شقتي لسنة كاملة أتعلم منه بعض أسرار الأداء كي ألعب دور البطولة وقد ساعدني حقاً وأضاف كما أنه الوحيد على حد علمي الذي يمتلك صوته الحق للوصول لبرمجيات بيتي، قال الضابط وأين تظن أن بإمكاننا إيجاده.؟ قال دميتري أنه راقص تانقوا في ملهي البرانورا سيكون هناك هو دائماً هناك في كل أوقات الليل كونه يملك المكان.

قال الضابط عند إنتهائه من معاينة الشقة حاول أن تجد لك مكان آخر للمبيت الليلة كان دميتري قلقاً وغاضباً وبدى رصيناً مهذباً رغم ذلك وهو يقول بخنوع تصور أن يصل الخبر لصحيفة مثل متيندا وهي قد فعلت ما فعلته بحبر الكرة الأرجنتينية ماردونا قبل سنوات حين تملق فتاة أحبته سراً وتساءل بوجه يجاهد أن يطاله التوتر ماذا سيفعلون برجل مثلي! راح الضابط ينفس عنه بقوله لا تقلق لقد تدربت على يد العقيد ادنيردو سكروبيكت (وهو محقق ذائع الصيت وكان قد أكتسب إحترام الوسط الثقافي في العاصمة لتوليه الكثير من القضايا التي يتسبب بها العاملين في هذا الوسط الحساس في البلاد وكان معروف عنه تكتمه الشديد على جميع المعلومات التي تصل إليه) كان دميتري يعرف كغيره من المشاهير الضابط الذي أتي على ذكره بل أنه قد حضر مراسم تأبينه قبل سنتين، لدي الرجال دوافع تتحكم بمصائرهم أسرها في نفسه وإرتاح وهو يقول بتلك الجدلية التي تطغى على الفنان حين ينغمس في ملذات آدائه أرجوا أن تسليه تلك الأسرار في القبر تمتم الضابط في حيرة أطمئن سينقضي الأمر في ساعات وأضاف يمتلك أخي شركة نظافة سأرسل في طلبها لتنظيف المكان وقال وهو يغلق أنفه خارجاً من المكان سأتصل بك حال القبض عليه شاو وانصرف إنتقل دميتري لفندق تلك الليلة وفي الصباح من اليوم التالي قام الضابط بمهاتفته وأخبره بالمجيء لقسم الشرطة لوجود برونيرا في صالة التحقيق تهندم وتسلق معطفه وهبط مترجلاً السلم قاعداً في سيارة أجرة ماشياً ثم قافزاً على عتبات بوابة الشرطة حتى هدأ واستقر جالساً في مكتب المحقق وكان الرجل المدعو برونيرا يجئ ويذهب في غرفة زجاجية تفصل عن مكان جلوسهم بمرآة عاكسة تلك التي تريك الأشياء داخلها بسرية وبدى شاب في أواخر الثلاثين له صدر فتاة وملابس فتاة ومؤخرة فتاة ذات برهان وكان يدخن بشراهة وهو يتنمس الغرفة كالسعران إنقبض قلب دميتري وقال لن أدخل عليه وهو في هذه الحالة قال الضابط لا عليك تستطيع سماعنا من هناك وأشار بيده للمكان وقال له وهو يمضي لإستجوابه تستطيع المداخلة بالضغط على ذلك الزر الأخضر وسيفتح الميكرفون في الغرفة وبعدها تستطيع قول ما تحب اومئ رأسه بالقبول، الطريقة تناسبه كالبدلة الجديدة التي لا تتدخل في خصوصيتك بقدر ما تعزز من تألقها دخل الضابط على الشابة المتصنعة فهدأت ووضعت سيجارتها في المنفضة وجلست مذعنة على الكرسي...

2- عاد دميتري لوطنه بعد أن أحتفل بمعية العالم بجائزة الأوسكار عن دور امرأة متحولة تدعي برونيرا وكان عنوان الفلم الساخر البراز الذي فاز مخرجه الشاب رخاردو رزيزس أيضاً بجائزة مماثلة بعد أن حظي بأغلبية الأصوات من لجنة الجائزة لكن مشادة كلامية بين المخرج وبطل فلمه في الفندق الذي كانا يقيمان فيه قد شوشت بعض الشيء على مسرى الحدث السعيد تقاسما المرأة نفسها دون علم أحدهم بالآخر وحين كشف أحد العاملين في الفندق عن الأمر فيما كانا يحتسيان الشمبانيا ظن دميتري لوهلة أن الموضوع مجرد مزحة يعدها المخرج لإحراجه لكن الجرسون تمادي رغبة منه في الحصول على بقشيش اضافي وبذلك حصلت القطيعة الكئيبة التي مزقت قلب الضحية والجلاد أحدهم قد خدع خديعة ناقصة تشطر العقل وهي أشد فتكاً من الخديعة الكاملة التي تذهبه كله في غمضة عين كما تفعل الفودكا " أمطري حبيبتي ما من سدود أمامك وأرضي زجاج"...

3- عاد دميتري لوطنه كئيباً تلك الليلة رغم حلمه الذي تحقق وواسي نفسه بقوله أن الأحلام العظيمة يجب إطعامها قبل أن تتوحش بذاتها وتطارد فرائسها كان حلقه قد جف سوى من رائحة الشراب الذي تبقت مرارته على لسانه " أمطري حبيبتي ما من سدود أمامك وأرضي زجاج"...

4- ربما عاد دميتري لوطنه وربما قد يكون عاد كئيباً ومحطماً وربما لم يحقق حلمه " أمطري حبيبتي ما من سدود أمامك وأرضي زجاج"...







التوقيع

ولي قلب عرف الكماة بسره فغدوا اليك كــي ينالوا مني
عرفوا إنك مهجتي فتسابقوا ليجرحوك فجرحهم لك عني

 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط