الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-2017, 03:15 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمود جمعه
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمود جمعه غير متصل


افتراضي موسيقى البنفسج

هذا الغناء المسائي برائحة البنفسج ، كل مساءٍ من بعد العشاء إلى مقتبل الفجر ، يأتينى من بين أعواد حقل الذرة المترامى إلى نهاية حدود القرية ، فأجدنى أسير بلا إرادة إلى حيث يقبع ، أسلم عليه ، فيهز رأسه دون أن يتوقف عن العزف على نايه المصنوع من البوص ، أجلس إلى جواره فى هدوء ، وأمنى نفسي بهذه الألحان البنفسجية الرائحة، و هو يفترش بضع أوراق الذرة ، و أمامه حفرة من جمر بلون انسحاب الشمس ، هادىء النفس ، مستمتعا بالعزف و الغناء.

لا يشبه نفسه ، لا يشبه هذا الرجل الذى أراه فى وضح النهار ، غارقا فى عمله بين الحقول ، يحرث هذا القيراط من الأرض ، يروي حقل أخر، ينثر البذور فى حقل ثالث ، كل هذه الحقول التى لا يملك منها سوى موطىء قدميه ، حين أنظر إلى وجهه المتجهم ، عرقه الذى يبلل تحت أبطيه فيكسو جلبابه الفقير بقرح ملحية، خطواته المتسارعة حين يناديه مالك الأرض طالبا منه أن يربط الثور فى الساقية ، أو يجلس ليدير الطنبورعلى شاطىء الترعة ، أو يجمع المحصول مع أقرانه، حين أراه كل نهار لا أصدق أبدا أنه هو الجالس بجوارى الآن فى حقل الذرة ، ينفخ فى نايه البسيط ، فيغلف الكون برائحة البنفسج ، و تتراقص أعواد الذرة على وقع الموسيقى ، و حفيف النسائم من حوله.

لم يحاول مرة أن يسألنى ، ما اتى بك إلى هنا؟ ، لم ينهرنى يوما ، لم ينتبه لحظة إلى شغفى و عشقى لألحانه و غنائه و جلسته الهانئة.
توقف برهة ، ثم تناول براد الشاى من فوق نار هادئة ، أقامها بما تبقى من عرانيس الذرة ، صب كوبا و ناولنى أياه ، و كوبا أخر بدأ فى ارتشافه بروية ، دون صوت .
تجرأت و سألته ، من أنت ؟ ، آنا لك بهذه النفس العاشقة و الألحان؟ , لم يجب ، وضع كوب الشاى من يده ، ثم اطرق ينفخ فى نايه، و ينثر رزاز البنفسج فى الأجواء ، استوقفته ، فنهرنى بنظرة حادة ، ثم ابتسم حين رأنى قد وجفت ، وضع نايه فى صدر جلبابه ، ثم بادرنى بالقول ، أنا فى النهار من أنا و فى المساء سيد الألحان.

عجبت له ، لكننى لم أطل الحديث ، و جلست استمع إليه يغنى ، و يعزف على نايه فى سعادة ، و حين ارتجفت جراء النسائم الباردة ، أستأذنته ، فهز رأسه دون أن يتوقف عن العزف ، و سرت إلى بيتى تحيطنى هالة من صفاء ، دخلت سريرى لأنام ، تغمرنى رائحة البنفسح.






 
رد مع اقتباس
قديم 19-09-2017, 12:40 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ربيع عبد الرحمن
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية ربيع عبد الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو







ربيع عبد الرحمن غير متصل


افتراضي رد: موسيقى البنفسج

كأن بك حنينا لشيء ما يغنيه البنفسج
و يأتي مع الالحان التي تملأ الدنيا و المساء بالرائحة
فوحدت بين الالحان كصوت و الرائحة ككائن يدغدغ كما الأحان تماما
بين السمع و الرائحة يسري الخدر إلي الروح فتستعذب
و ربما تتعلم الجديد و الغريب الذي وجدت ضالتك فيه !

جميل هذا البنفسج صديقي

قبلاتي







 
رد مع اقتباس
قديم 25-09-2017, 07:07 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمود جمعه
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمود جمعه غير متصل


افتراضي رد: موسيقى البنفسج

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
كأن بك حنينا لشيء ما يغنيه البنفسج
و يأتي مع الالحان التي تملأ الدنيا و المساء بالرائحة
فوحدت بين الالحان كصوت و الرائحة ككائن يدغدغ كما الأحان تماما
بين السمع و الرائحة يسري الخدر إلي الروح فتستعذب
و ربما تتعلم الجديد و الغريب الذي وجدت ضالتك فيه !

جميل هذا البنفسج صديقي

قبلاتي
العزيز استاذنا الفاضل الاستاذ ربيع .. كعادتك تمر برائحة البنفسج فتثلج صدورنا بقراءتك و تعليقك .. اشكر لك المتابعة و التعليق يا صديقي






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط