الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-2014, 11:31 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
طاقم الإشراف
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم التدلاوي
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالرحيم التدلاوي متصل الآن


افتراضي تحليق

تحليق
وصلت الفصل لاهثا ، العرق يتصبب من جبيني و جسمي ، وجدت التلاميذ قد اتخذوا أماكنهم بنطام ، جلست على الكرسي ، أخرجت منديلا معطرا أهدته لي حبيبتي ذات لقاء ، مسحت به وجهي ، و بعد أن استرجعت أنفاسي المتقطعة ، ألقيت نظرة على الفصل : لأول مرة أجده ضيقا ، كئيبا و متسخ الجدران ، بابه حديدي ، لم هو كذلك ؟ عجيب أمر الإدارة ، تصر على جعله زنزانة. النوافد لا تنفتحباستثناء واحدة و بصعوبة ،و كأن الأمر مقصود قصدا؛ الهواء لا يسمح لنفسه بالدخول مخافة التلوث. التلاميذ متأهبون ، و متحمسون لاجتياز الامتحان ، في عيونهم تحد ، و في أنفسهم شراهة النجاح.
دق الجرس فقمت بتوزيع أوراق التسويد و الامتحان. و بقيت أذرع الحجرة ، أحس بمتعة و أنا أنصت لوقع أقدامي ترسم الخوف في القلوب ، يطربني إيقاع الحذاء ، أحس نفسي جنديا في ساحة الوغى ، أزرع الرعب في قلوب الأعداء ، و أجلب لي نياشين النصر؛ أتنقل بين الصفوف متأملا صمت الفصل و إيقاعي ، في ما التلاميذ قد انكبوا على الأوراق باهتمام بالغ. ظننت ، للحظة ، أنهم قد غرقوا ، فكانت فرصة لاعود إلى الكرسي جلبا لمزيد راحة ، فلا حركة تدل على نية القيام بالغش.
في لحظة ، رفع التلاميذ رؤوسهم ، استقاموا ، رشقوا السبورة بنظرات متسائلة ، ثم جمعا تثاءبوا ، انفتحت أفواههم على أشدها ، فخيل لي أن الفصل قد صار فم قرش يطلب الطعام ، و خيل لي أنني ذاك الطعام المطلوب ، و وجدتني أنجذب إلى داخله حتى إني أحسست بحدة الاسنان الشبية بالمناشير. تذكرت ذلك الذي ذهب مغاضبا فالتقمه الحوت ، ها أنا في بطنه ، أتنقل بين أروقته ، قاومت بدمع الروح ، و بالصبر مقتاح الفرج ؛ قاومت بقوة الرغبة، بالكاد استرجعت حضوري و خرجت من دهشتي. مازال التلاميذ متثائبين ، يصدرون في الوقت نفسه صوت : آآآآآآآآآآآآخخخخ؛ لم يضعوا أيديهم فوق أفواههم الفاغرة ؛ فسرت العدوى في جسمي ، و بشكل لا إرادي فتحت فمي متثائبا ، شعرت بدبيب خدر لذيذ يكتسح جسمي ، و بعيني و هما ينغلقان من دون إرادتي. و بارتخاء شديد ، ملت إلى الوراء مغمض الجفنين ، و مال رأسي إلى أن لامس الجدار، و بدأت في إصدار شخير متقطع..و حلمت أني أغرق ، و أغرق ..إلى أن أخرجني صوت ينادي علي :
_ أستااااااذ ، أستاااااااذ ؟
نهضت مرتجفا ، و بصوت متلعثم رددت :
_ماذا ؟ و وضعت ظهر يدي اليسرى على فمي و قد تابع تثاؤبه.
رد علي التلميذ المنادي بهدوء :
_ لقد أنهينا الامتحان ، و الأوراق أمامك ، و قد وقع كل واحد ..
دعوتهم للانصراف. و بقيت أمام كومة الأوراق متأملا..بدت لي شبيهة بأكياس خندق وضعت لحماية النفس من رصاص طائش ، و غير طائش ، تبسمت لأبعد كآبة حلت كفراشة ربيع أزهر قبل أوانه. و أنا محلق في وهمي الجميل ، هبت ريح صرصر عاتية ، أطارت الأوراق ، و للحظة تخيلتها طائرات نفاثة تريد إلقاء كرهها علي . ارتعبت ، رمت الفرار، ثم ، بفعل فكرة ملهمة ؛تدثرت بكومة الأوراق كطوق نجاة ، و أكملت غرقي.






التوقيع

حسن_العلوي سابقا

 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط