الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة > قسم الرواية

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-2014, 07:06 AM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...

الفصل الثاني من 07

القسم الثاني من 05

عرض علي أن يرفع أجرتي قليلا ثم ضحك من سذاجتھ وسكت ...
وعرض علي أن ادخل معھ شريكا فضحك ثانية عندما رأى رصيدي في
كشف البريد ...
واھتدى أخيرا إلى العرض الذي لا يرفض ...
عرض علينا أنا ووالدي إن يتنازل لنا عن المحل...
لقد كدنا نشك في عقلھ ...
إلى ھذا الحد تحب سلمى أيھا التاجر الماھر ؟
ماذا في سلمى أكثر من راتب متواضع يجعلك تضحي بجزء من بيت أبيك
؟ أي سر تخفيھ أنت أيضا يا ابن صديق والدي الغامض ؟ ...
عرضك لا يرفض ولكن سلمى سترفض دون ريب ...
وجاءت المھمة الصعبة ...
مھمة إقناع سلمى بخالد بعدما رفضناه ...
إن الأمر يشبھ المستحيل ...
وغرقت أنا ووالدي في التفكير ...
كنا غارقين في التفكير حين توقفت سيارةخالد أمام المحل ...
نزل خالد واختھ نوميديا مجللين بحزن عميق ...
لقد مات زوجھا في حادث بسيارتھ التي أعجبتني ذات صباح ...
لا شك أن الحسد الذي كانت تنضح بھ أعماقي ھو الذي قلب تلك السيارة
الفارھة في صباح شتوي مجلل بالجليد والضباب ...
واقتضى واجب العزاء أن ننتقل كلنا إلى الطابق العلوي ونستقبل جموع
المعزين ...
وتقربت من خالد في بيتھ أكثر ...
لقد عدنا كما كنا قديما ولكن في الطابق العلوي ھذه المرة ...
ولم يكن حزنھ حقيقيا لأني لاحظت نظراتھ المتكررة إلى سلمى ولاحظت
تجاھلھا لھ ...
لقد بلغ الأمر بھ انھ حدثني في الأمر من جديد ونحن نستقبل ونودع أقارب
زوج أختھ من المعزين ...
إنھ على أحر من الجمر ...
وكنت أنتظر أن تنتھي فترة العدة لأقنع سلمى بھ مقابل المحل
... انھ عرض يستحق ولكنھ صعب المنال ...
سترفض سلمى لو عاودنا مفاتحتھا ...
ستفھم اللعبة من الألف إلى الياء لو حاولنا أن نبرر أي شيء...
اللغز محير ولكن العرض يستحق التأمل والتفكير ...
وأفشى لي خالد سرا فتح لي أبواب السماء ...
قال لي بان زوج نوميديا أوصاه بابنتھا لأن نوميديا مصابة بمرض خبيث
وقد فكر خالد أن ابنة اختھ ستعيش مع سلمى بعد مدة قد تقصر وقد تطول ...
ھكذا قدر خالد وفكر ...
أما أنا فقد فكرت بطريقتي التي تعلمتھا من البيع والشراء ...
لقد وجدت حلا لمشكلة سلمى وخالد في وفاة زوج نوميديا ...
نوميديا ابنة صديق أبي عمي بلقاسم رحمھ الله وأخت صديقي خالد
...الأرملة الثرية صاحبة الملايين التي تربت عند جدتھا حين كان أخوھا
يترعرع في بيتنا ھاھي تعود بأحزانھا وتيمتھا وملايينھا ...
رغم الأحزان واليتيمة فان ملايينھا ستستر كل العيوب وزواجي منھا سوف
يحل مشكلة سلمى مع خالد أو خالد مع سلمى ..
أنال عصفورين بزيجة واحدة ...
المنزل وثروة الأرملة ...
ستغضب سلمى غضبا جنونيا ولكن المقابل ضخم ومضمون والتنفيس
مقدور عليھ ....
إنھا مساومة أخرى وصفقة أخرى على الرقيق الأبيض أيھا النخاس الخسيس
...
وبدأت اشعر أني لم اعد اعرف نفسي ...
بدأت ملامحي الداخلية تتغير ..
. شعرت بذلك وانأ اخطب من خالد أختھ نوميديا :
.- ھذا ھو الحل المثالي لتقبل بك سلمى... الانتقام مني أو رد الاعتبار
.- أتظن ذلك يرضي غروري ؟
-ليس ھناك حل آخر ...
عندما أخبرت والدي بالأمر خيل لي أن ذلك الغموض الذي لبس عمره من
سنين يكاد أن يتلاشى ...
لقد كاد أن يصرخ وھو يسمع مني ھذه الصفقة العجيبة ...
كانت صرخة جريح وضعت في جرحھ حفنة من الملح...
ووافقت خالتي على مضض وھي تبادل والدي نظرات صامتة...
كادت سلمى أن تجن حين أخبرتھا ...
وصفتني بالمنحط والمحتال والمتسلق والكذاب ثم ھوت إلى الأرض مغشيا
عليھا .
انقطعت عن المدرسة يومين أو ثلاثة حتى زارتھا صديقتھا سعاد في البيت
...كنت التقي بسعاد كلما ذھبت إلى حجرة سلمى... لم تكن تقبل شيئا من
احد إلا منھا ...
وجلست مع سلمى طويلا لأقنعھا بان نوميديا مقبلة على مرحلة مرعبة
وتحتاج أن تموت في كنف الزوجية وھي في أيامھا الأخيرة تخفيفا من آلامھا
... ووجدت نفسي أتاجر بالعواطف الإنسانية دون ضمير ...






 
رد مع اقتباس
قديم 13-08-2014, 06:44 AM   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...

الفصل الثاني من 07 :

القسم الثالث من 05 :

وتماثلت سلمى للشفاء وبدا عليھا قليل من الاقتناع وشيء يشبھ الانتظار ...
أما خالد فكان يستعجل الأيام وانأ اذكره بوجوب انتظار شھورعدة أختھ
... وانتھت شھور العدة وذھبت أنا ووالدي إلى بيت نوميديا في الطابق العلوي
ووجدناھا مع خالد في انتظارنا .
وأتيح لي أن أتأملھا مليا فوجدتھا جديرة بالتضحية ..
ھذا الشباب وھذا الجمال وھذه الأموال لا يجوز بحال تركھا في مھب
المجھول ...
كانت ملامح نوميديا تنضح ببھاء أصيل وعيناھا تشعان بذكاء متقد رغم
المسحة الشفافة من المرض الخبيث الذي لم يكن يراھا سواي ومن قبلي
أخوھا خالد ...
كل ھذا الكيان الرائع سينھار بعد شھور
... سيسقط في العدم ...
سيترك خلفھ يتيمة في شھورھا الأولى وثروة طائلة من الأموال والذھب
والعقارات ...
سينتقل كل ذلك من حساب الفقيدة إلى حسابي ...
يتيمة الأبوين وأموال أبيھا وأموال جدھا ستؤول إلى رصيدي ...
ھذه كانت أحلامي وإطماعي وانأ اجلس إلى جوار والدي في البھو الأنيق
...بدا والدي مرتبكا مترددا كأنھ مرغم على ما سيقول وقد رفضت خالتي
المجيء معنا متذرعة ببقائھا مع سلمى التي لم تتماثل للشفاء تماما ...
وخالد بدا متلھفا لسماع الطلب ليجھر بالموافقة ...
وسالت نفسي عن سبب ھذه اللھفة الزائدة التي لم اقتنع فيھا بأن الحب ھو
دافعھا الوحيد...
كان خالد كالطلقة التي تنتظر أن ينقدح الزناد فتنطلق جاھره بالقبول ...
وخرج صوت والدي أخيرا:
– يا خالد يا ولدي ... جئنا لنخطب ابنتنا نوميديا لابننا طارق ...
وجاء رد خالد عاجلا :
- ھذا شرف كبير لي أن يتزوج صديقي الوحيد من أختي الوحيدة .... ولكن
الرأي الأخير يرجع اليھا ...
لم اكن اتوقع من خالد سوى ما قال وأنا الذي طبخت معھ كل شيء ولكني
ما زلت انتظر رد نوميديا رغم إني لم اجلس ھذا المجلس إلا بعدما تلقيت
تطمينات أكيدة من خالد ...
لقد أقنعھا بشخصي ...
أقنعھا باني مثل أخيھ ...
تربينا معا وكبرنا معا وباني لا أريد سوى الاستقرار...
وأضاف من عنده باني كنت معجبا بھا منذ كانت تأتي لزيارتنا مع جدتھا
مرات قليلة في طفولتھا ....
وبدا أنھا صدقت كل ھذه الأكاذيب غير أنھا لم تقل قولھا الفصل بعد ...
و جعلنا نرتشف قھوتنا ونحن نبتسم ابتسامات القلق والترقب ...
وتدرك السيدة المصونة أننا على وشك الانفجار قلقا فتنقذنا بقولھا :
- أنت يا عمي ابراھيم مثل أبي ولا استطيع رفض طلب لك ...أنا موافقة مبدئيا ولكن يلزمني بعص الوقت لأتعرف إلى طارق أكثر ....
والتمعت عيوننا بشتى المعاني ...
أبي مثل أبيھا حقيقة لا ريب فيھا ... فقد كانا اخوين لا صديقين ...
بدا حياتيھما في الريف منذ سنين وجاءا إلى المدينة معا
وعملا معا ... وتزوج أبي من خالتي – زوجة والد خالد – إكراما لصديقھ
وحفاظا على سلمى وخالد معا ...
وھي موافقة مبدئيا أمر مشجع بل ومنتظر بالقياس لكونھا أرملة وتكبرني
سنا وتجر في ثوبھا طفلة يتيمة تحتاج إلى حنان الأب ورعايتھ وفوق ذلك
فھي لا تدري أنھا راحلة بعد شھور وان سلمى المريضة في الطابق
الأرضي في انتظار مكانھا بعد تلك الشھور ...
وخالد ...
صديقي وأخي ...
ھذا الخادع و المخدوع الكبير ...
بائع أختھ ...
لم يكن يدري وھو يبتسم ابتسامة الموافقة البلھاء انھ معروض في نفس
السوق الذي قبل أن تعرض فيھا أختھ نوميديا...
انھ موعود بالزواج من سلمى متى تزوجت نوميديا لان سلمى ستكرھني
وتحب نفسھا –على الأصح – مضطرة للقبول بھ وقد شارفت الثلاثين ...
ھكذا كنت اشعر بالزيف ينسج خيوطھ على الجلسة فردا فردا وكلمة كلمة ...
لم يكن في المجلس كلمة صدق واحدة ....
ولكن مھلا ...
إن نوميديا لم توافق بعد ....
إنھا تطلب فترة لتعرفني أكثر ...
أدرك أنني مقبل على فترة عصيبة ...
إنني في مرمى سھام الجميع ومحط أنظارھم ..
سلمى وخالد نوميدياوكذلك خالتي ربيعة التي أصبحت تقتلني بنظراتھا الحزينة ...
وأبي الذي كاد أن يخرج من صمتھ حين رفضت سلمى وصممت على نوميديا...






 
رد مع اقتباس
قديم 14-08-2014, 05:31 AM   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...

الفصل الثاني من 07

القسم الرابع من 05 :

إن صمتھ وغموضھ يھتزان كلما ورد ذكر اسم عمي بلقاسم والد خالد أو
شيء من ماضيھ ....
ھكذا أصبحت اعتقد ...
إن أبي مصاب بعقدة تجاه صديقھ الراحل وساحل ألغازھا ....
وقبل ذلك سأواجھ فترة صعبة مع الجميع ...
إني مع أھلي وأسرتي في مواجھة ...
وأخذت حياتنا مسارا جديدا ومنعطفا آخر منذ ھذه الزيارة ...
أصبحت نوميديا تتردد على منزلنا كل يوم وجعلت من سلمى صديقتھا
الوحيدة .. نشأت بينھما وسط تلك العلاقة المزيفة زيارات وجلسات ...
كنت أنظر بشيء من الأسى إلى تلك الجلسات وانأ أتخيل ما يدور فيھا من
حديث ...نوميديا تسأل صديقتھا سلمى عني ببراءة مفتعلة :
- أنت أجمل وأصغر مني وأكثر قربا ... لماذا لم يفكر في الزواج منك ؟
فتجيب سلمى بمكر متظاھرة بالضحك والمرح :
- لا شك انھ يبحث عن شي آخر ...
فتسأل نوميديا مرة أخرى :
- ھل تقصدين ثروتي ؟ ... أنت لست فقيرة فلديك راتبك ....
فتجيب سلمى مستغرقة في ضحك مرير :
- ربما ھو يفكر في راتبي ... وفي ثروتك ....
فتتساءل نوميديا:
- سنكون ضرتين مثاليتين إذن ...
وتقول سلمى ممعنة في المرارة :
- ربما يملك طارق حلولا أخرى لذلك ...
وتفتح نوميديا فمھا كي تقول شيئا ولكنھا ترسل زفرة حادة وتضع يدھا على
بطنھا فتذھب إليھا سلمى..
انھ الألم أخذ يعاودھا على فترات متقاربة منذ أيام ...
تخرج من حقيبة يدھا علبة دواء مسكن وتتناولھا بسرعة وتلوذ بالصمت ...
كنت استمع إلى كل ھذا وأنا لا اصدق ما فعلت بأھلي ...
لقد أوقدت بينھم فتنة خفية بدأت ترسل دبيبھا بالتدريج ...
ودخل خالدعلى المرأتين وكان أبي حاضرا ...
خالد في حالة طوارئ في ھذه الأيام ...
انھ يستغل اللحظات والمناسبات ليخطو نحو سلمى ...
لقد عاد إلى بيتھ ولم يجد أختھ نوميديا فجاء لرؤية سلمى ومحادثتھا بذريعة
البحث عن اختھ...جعل يھدھدها ويربت على كتفھا حتى زال عنھا الألم ثم استدار إلى سلمى التي كانت بجوارھما :
- أنا لا أرتاح إلا في ھذا المنزل ...
قالت سلمى بخبث وألم :
- لأنھ منزلك بطبيعة الحال ...
.- بل لأني تربيت بين أحضانھ ولي فيھ ذكريات غالية ...
وتدخلت وأنا أعي ما أقول :
- كانت وما زالت ...
وواصل خالد مستغرقا :
- ھذا المنزل شھد طفولتي وطفولتك وطفولة طارق وشھد حياة امي وخالتك ام طارق وصداقة والدي وعمي ابراھيم و ...
انتفض والدي كالملدوغ ...
بدا الانزعاج واضحا على قسماتھ الغليظة ...
اندفع نحو خالد في حنان مباغت واحتضنھ إليھ كأنھ رضيع وجعل يضمھ بحرارة صادقة ...
أدھشنا ھذا السلوك العجيب ...
كان سلوكا فريدا لم أره من قبل ...
أخرجت ھاتفي والتقطت صورة لھذا المشھد النادر ...
شيء لا يصدق أن يتحرك ذلك الشيخ الجامد المتكلس في أسمالھ بھذه الخفة والرشاقة ..
ولا يصدق أن يخف ذلك الكائن البليد اللامبالي الذي لا حرارة في أعماقھ بھذا الجيشان ليضم خالد الذي لا يكف عن التعريض بعدم أحقيتھ بالبيت –إلىصدره كأنھ أم حنون ...
ولمحت في عيني والدي دمعتين تنحدران على خديھ ..
والتقطت صورة ثانية للوجھ الجامد الذي انبثقت منھ ھذه الدموع ودسست الھاتف في جيبي ورأسي توشك أن تنفجر ...
فيم أفكر يا ترى ؟






 
رد مع اقتباس
قديم 15-08-2014, 05:58 AM   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...

الفصل الثاني من 07 :

القسم الأخيــــــــــر :

فيم أفكر يا ترى ؟
في والدي الذي يزداد غموضا كلما ازداد وضوحا ؟
... في خالد؟ ...
العاشق الذي يتقلب في مصيدة دبرتھا لھ بإحكام ... أم في سلمى التي تنتظر وفاة نوميديا لتبني سعادتھا على تلك الأنقاض ؟...
في نوميديا التي تتحرى عن زوج المستقبل وھي على حافة قبرھا ؟ أم في خالتي ربيعة التي تبادل أبي نظرات عميقة كلما حل ببيتنا شيء لھ علاقة بالماضي ...
ودق جرس الباب فجأة فاندفعت سلمى لفتحھ لنتخلص من ھذا الجيشان ...
كانت صديقتھا سعاد التي تعمل معھا في المدرسة وقد أحضرت في يدھا إعذارا من المدير للالتحاق بالعمل فورا ...
وعدنا إلى الجلوس جميعا وقد شعرنا بالإعياء وبالحاجة الماسة إلى بعض المرح ...
ووجدت الوضع مناسبا وانأ اجلس مقابل سعاد وجھا لوجھ ... إنھا صديقة سلمى وزميلتھا . ..الثرية وصاحبة النفوذ ... إنھا التي مكنت سلمى من الحصول على منصبھا كمعلمة في مدينتنا في حين تشقى زميلاتھا في الأرياف البعيدة ...
ليس ھذا فحسب .
ھذه سعاد التي حدثتني سلمى ذات يوم على لسانھا بان لھا قريبا بطالا ويصغرھا سنا وسألتني يومھا عن مدى ملاءمتھ لھا ... ورغم دقة الموقف فقد استغللت خروج والدي لصلاة الظھر وسألت سعاد :
- ھل وجد قريبك عملا ؟
... وتلعثمت سلمى في موضع سعاد...
وقالت سعاد مستفھمة :
- قريبي ؟ ..
فواصلت مشوار الاستھتار :
- قريبك الذي يصغرك سنا ...
فقالت كأنھا واثقة :
- من أخبرك عنھ ؟
قلت :
- سلمى... صديقتك ...
تبادلت الفتاتان النظرات وقالت سعاد :
- ما زال يبحث وما زلنا ننتظر ...
وبدا الارتياح جليا على وجھ سلمى حتى كاد يشرق صحة وعافية في حين بدا الآخرون ضائعين بيننا ... أما أنا فقد خامرني شعور أني قد غرر بي ذات يوم ...
إن سلمى ماكرة حقا ...
ربما حدثتھا سعاد حقا بذلك فنقلتھ لي وھي تعني بھ نفسھا لتعرف رأيي حتى إذا أردت أن أتأكد بدا الأمر طبيعيا حقيقيا أم أن الأمر يتعلق بطبيعة المرأة التي تفھم المرأة بالنظرة فتھب لنصرتھا ظالمة أو ظلومة ؟؟؟ ...
ما خرجت بھ من حواري مع سعاد ھو أنھا إما صادقة إلى حد البلاھة أو ذكية ولماحة إلى حد المكر ...
وتركت النساء في البيت وخرجت مع خالد نقصد محلنا ... لقد تحول طارق إلى شخص لا اعرفھ ...
أصبح يقطر رقة ويسيل عذوبة ...
ھذا ما صنعتھ بك العاطفة أيھا التاجر الماھر ... بل ھذا ما صنعتھ بك الخديعة أيھا الجشع الماكر ...
إنھ ينتظر زواجي من أخته بفارغ صبره ويسعى إليھ أكثر مني ...لقد زكاني عندها بشتى صنوف التزكية ... إذ أنا صديقھ وابن صديق أبيھا وينتظرني مستقبل واعد إذا وجدت إمكانات العمل نظرا لطموحي ونشاطي وأنا ...
جعل مني ملاكا مجنحا في عيني نوميديا حتى أشعر أن فترة التحري على وشك الانتھاء بل لقد طلب مني أن أعاود زيارتھم ھذا المساء وأنساه حب سلمى أن كل ھذا استغفال لأختھ المريضة ....
بدت نوميديا سعيدة في المساء وھي تضع ثم ترفع أواني العشاء من أمامنا ...وعندما جلسنا أمام صينية القھوة سألت :
- لماذا لم تأت سلمى معكم ؟
فأجابتھا سعاد :
- أنا صديقتھا الوحيدة وقد وكلتني بالحضور نيابة عنھا ...
فقالت نوميديا :
- تمنيت لو حضرت ھذه المرة وقد غابت في الزيارة السابقة حين كانت مريضة .
- ما زالت لم تشف تماما ...
- وعمي إبراھيم... لماذا لم يحضر ؟
فتطوعت أنا بالإجابة :
- لقد أرسل ھو الآخر خالتي سفيرة ... اقصد خالتي ربيعة...
وضحك الجميع من ھذه المزحة الخفيفة ... وارتفعت زغاريد سعاد وخالتي ربيعة ترج جنبات البناية ... وشعرت بسعادة ولدي عمي بلقاسم رحمھ الله ... نوميديا وخالد وبتوجس خالتي ربيعة وبسعادتي الممزوجة بترقب مبھم ....
واستقبلتني سلمى بسحنة صفراء كما نظر إلي والدي نظرة محيرة ... لقد فھمت معنى أن تكون سلمى حزينة ولكن أن افھم سبب النظرة العميقة الغامضة لأبي فھيھات ثم هيهات ...






 
رد مع اقتباس
قديم 15-08-2014, 06:11 AM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...

لقد تم بعون الله الفصل الثاني من الرواية ...
أتمنى أن تكونوا متابعين ومستمتعين ومشاركين ...
وانتم في كل الاحوال من المشكورين ...






 
رد مع اقتباس
قديم 16-08-2014, 02:57 AM   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عبدالكريم قاسم
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالكريم قاسم
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالكريم قاسم متصل الآن


افتراضي رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...

متابعون ايها القاص الماهر والروائي الذكي . لقد عرفت كيف تسحرنا وتجبرنا على المتابعة .............معك للنهاية
كن بالف خير







 
رد مع اقتباس
قديم 16-08-2014, 04:10 AM   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم قاسم مشاهدة المشاركة
متابعون ايها القاص الماهر والروائي الذكي . لقد عرفت كيف تسحرنا وتجبرنا على المتابعة .............معك للنهاية
كن بالف خير
أخي المحترم عبد الكريم قاسم ...
أشكرك جزيلا على المرور والتشجيع وأتمنى أن أبقى عند حسن ظنك وظن جميع المتابعين والمتابعات في ما هو آت ......
مودتي والتحيات ....






 
رد مع اقتباس
قديم 16-08-2014, 04:40 PM   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
سلطان خويطر
أقلامي
 
إحصائية العضو







سلطان خويطر غير متصل


افتراضي رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...

متابع للروايتك، وتفاعل أبطالها مع الأحداث شدني بقوة، وطريقة سردك ممتعة وحبكة الرواية قادتني لمتابعتك

شكراً لك كأقل ما أستطيع تقديمه لسعادتك







 
رد مع اقتباس
قديم 17-08-2014, 03:28 PM   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...

تحية لك اخي المحترم سلطان ...
الحق اقول لك ان مرور الاخوة ومتابعتهم هو وقودنا للاستمرار ويكون نشاطنا متناسبا مع المتابعات بالقراءة والتعليق ...
لان الكاتب لا يؤلمه شيء كما يؤلمه العزف المنفرد ...
اجدد لك شكري على المرور والتعقيب وتحيتي على المساهمات الابداعية الاخيرة ...
ودم متابعا ومساهما و قاصا ...







 
رد مع اقتباس
قديم 17-08-2014, 03:32 PM   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان خويطر مشاهدة المشاركة
متابع للروايتك، وتفاعل أبطالها مع الأحداث شدني بقوة، وطريقة سردك ممتعة وحبكة الرواية قادتني لمتابعتك

شكراً لك كأقل ما أستطيع تقديمه لسعادتك
تحية لك اخي المحترم سلطان ...
الحق اقول لك ان مرور الاخوة ومتابعتهم هو وقودنا للاستمرار ويكون نشاطنا متناسبا مع المتابعات بالقراءة والتعليق ... لان الكاتب لا يؤلمه شيء كما يؤلمه العزف المنفرد ...
اجدد لك شكري على المرور والتعقيب وتحيتي على المساهمات الابداعية الاخيرة ...






 
رد مع اقتباس
قديم 17-08-2014, 04:05 PM   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
جمال خادم
أقلامي
 
إحصائية العضو







جمال خادم غير متصل


افتراضي رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...

الفصل الثالث من 07 :

القسم الأول من 04

انتقلت بعد زواجي من نوميدياالى الطابق العلوي حيث تعيش مع خالد وقد اعددنا منزلنا الجديد إعدادا ملائما ..
لقد سمحت سعة الطابق العلوي أن يستقل خالد بجناح خاص بھ كافة المرافق ... المطبخ والصالة والحمام ، وقمت بتجھيز البيت ببعض الأواني والستائر واشترت نوميديا تجھيزات المطبخ والحمام وحجرة النوم والجلوس ..
لقد بدأت رحلة الاستنزاف قبيل دخولي بھا ...
لم يكن يزعجني في أيامي الأولى سوى أشياء ثلاثة ھي بكاء أمينة وتھاني الجيران وزيارة سلمى....
كانت أمينة ذات الشھور القليلة توقظني في ألذ ساعات النوم ...
ورغم أني اكتفيت بحفلة صيفية فقد جاء معظم الجيران يھنئون ... وقد كانت ھذه التھاني تؤلمني بالقدر الذي تسعد نوميديا...
ستتحول بعد أيام إلى تعاز...
ويوم جاءت سلمى لتقدم التھاني ومعھا سعاد أشعرتني بنظراتھا الثاقبة الصائتة أنني أرخص من ھواء الزفير ...
لقد كدت اعترف بكل شيء ...
كدت أقول أني تزوجت نوميديا لأرث مالھا وأتزوج بعدھا حبيبة صديقي التي أرغمتھا على تمثيل دور الموافقة عليھ حتى أتمكن من الوصول إلى مآربي ...
إني أتحول تدريجيا إلى كائن شبيھ بأبي الذي أخمن انھ يجلس على سر كالبركان ...
وكدت أنسى أدوات دفاعي ودوافعي ...
كدت أنسى أني معذور بفقري وبطالتي وباني تحت رحمة خالد ومتجره وبيتھ وبان ما افعلھ مجرد دفاع استباقي عن النفس ...
ھذا كل شيء ...
والدفاع عن النفس مباح في جميع الشرائع ...
وشعرت بالسلوى تملأني وتحرضني على الإقدام ...
وبدأت الآلام المبرحة تعصر زوجتي عصرا .... وترددنا على الطبيب المعالج لھا ...
عرفني عليھ خالد وجلسنا في العيادة وقد سبقتنا نوميديا الى السيارة بعد الفحص .
كان على وجھ الطبيب تعابير بوح مؤلم ...
قال : -إنها مقبلة على فترة مؤلمة من مرضھا ...
قلت : - ماذا تقصد يا حكيم ؟
قال : - إن مرضھا على وشك أن يدخل في مرحلتھ الأخيرة ...
قلت متألما : - وماذا تطلب منا ؟
قال : - سيكون الألم شديدا رغم المسكنات ...فابقوا معھا وشجعوھا وارفعوا من معنوياتھا ... ھذا ھو دوركم الآن ...
كان يتحدث عنھا كأنھ في تأبين ...
وأدركنا أن نوميديا فعلا في طريقھا إلى النھاية ..
وشعرت بضميري يحتج ولكن صورة أبي الذي صرت أتخيلھ يمسك بزمام سر كبير جعلتني أكبح جماح ضميري ...
وشعرت أني قد أصير في عيون الآخرين صورة مكررة عن أبي ...
وخرجت مع خالد من عيادة الطبيب وقد مررنا على الصيدلي لشراء رزمة كبيرة من الأدوية وقد اختلط في أعماقي صوت الضمير بصوت الطبيب بصوت الطموح بصوت أمينة التي ازداد نحيبھا كأنھا شعرت بان أمھا على وشك الرحيل ...
ودخلنا بيت أبي لنطمئنھ على نوميديا ...
كان في عينيھ حزن صادق يكاد ينطق وكانت خالتي كأبي حزنا وصمتا ، أما سلمى فقالت :
- ماذا قال الطبيب ؟
قلت : - حثھا على تناول الدواء وعلى الصبر ..
. فقالت : - لا بد أن الألم شديد ..
قلت : - نعم ... نعم ...
فقالت سعاد : - ما ھو داؤھا بالضبط ؟
قال خالد: - قرحة شديدة في المعدة ...
قالت : - ناولني التحاليل والأشعة من فضلك ...
وناولتھا الملف الطبي كاملا ...
خرجت مسرعة وھي تقول :
- سأنظر ما يمكن فعلھ ...
وانطلقت راكضة ... ورغم الآلام القاتلة التي بدت تعتصر نوميديا فقد بدت نظرات خالد نحو سلمى مفعمة بالحب والھوى ...
ورقدت المريضة في فراشھا منھوكة خائرة .. وأغلقت الدكان وتفرغت لتمريضھا ...
كانت تغفو طويلا تحت تأثير المنوم وعندما تستيقظ كانت تتأوه وتصرخ ثم تصيح ...فأناولھا أقراصا مسكنة فلا تلبث أن تعود للنوم ... أو الإغماء ...
واستدعينا الطبيب إلى البيت فطلب لھا مصلا مغذيا في الوريد لأنھا انقطعت عن الطعام تماما ولم يبق في وجودھا سوى الألم ...
وكنت ابكي وقد أوشك الطبيب أن يعزيني بفقدھا عندما دخلت سلمى ومعھا سعاد ...
ناولت سعاد الطبيب ملف نوميديا ومعھ تصريح من وزارة الصحة بحملھا فورا للعلاج بفرنسا ...
وتعجب الطبيب من كيفية حصولھا على تصريح كھذا لأنھ لم يعد يمنح منذ صارت تجھيزات الكشف والعلاج متوفرة محليا ثم أضاف :
- لقد فات أوان كل شيء ... عظم الله أجركم ...






 
رد مع اقتباس
قديم 18-08-2014, 02:00 AM   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
عبدالكريم قاسم
أقلامي
 
الصورة الرمزية عبدالكريم قاسم
 

 

 
إحصائية العضو







عبدالكريم قاسم متصل الآن


افتراضي رد: الهدوء الذي سحق العاصفة ... رواية ...

متابعووووووووووووووووووووووون
ومعك للنهاية







 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط