الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديات الحوارية العامة > منتدى الحوار الفكري العام

منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع.

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-2012, 01:01 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هشام النجار
أقلامي
 
الصورة الرمزية هشام النجار
 

 

 
إحصائية العضو







هشام النجار غير متصل


افتراضي متى يهرب شفيق الفلسطيني.. وعزازي والفكر الانتهازي

يحلو لنا بالتأكيد دائماً سماع الصوت الآخر الذي يهتف هتافاً مغايراً لهتاف المجموع.. ويفتح نوافذ لا يفكر أحد.. وقلما يتشجع أحد لفتحها.
"عبد الحليم قنديل" بصحيفة القدس العربي كان أول هؤلاء هذا الأسبوع.. والرجل غالباً ما يأتي بجديد في كتاباته.. وغالباً ما يقول أشياء يتخوف ويتحرج الكثيرون في قولها.. يقول قنديل:
لا نريد لأحد أن يخدع نفسه.. أو أن يخدعنا.. أو أن يتلاعب بقداسة الدولة، أو بقداسةالقضاء.. أو بقداسة الدين.
ولا نريد لأحد أن يخدعنا بخلط الأوراق.. فليس صحيحا أن سياسة المجلس العسكري هي العنوان الموثوق للجيش المصري.. والجيش مؤسسة وطنية عظمى،وكان دائما في قلب التكوين الوطني المصري.. وكلما سرى وهن في الجيش كان ذلك عرضا علىمرض أصاب الدولة المصرية.. وقد كان بناء الجيش صنوا لبناء الدولة المصرية الحديثة.. وكانت عمليات إعادة بنائه متواقتة مع إعادة بناء الدولة.
وقد جرت عملية عظمى لإعادةبناء الجيش بعد هزيمة 1967، ثم كانت عملية إضعاف الجيش جزءا من عملية تحطيم الدولةبعد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية والمعونة الأمريكية الضامنة..والمجلس العسكري الحاضر غير المجلس العسكري الأول الذي نشأ بعد هزيمة 1967.. كان المجلسالعسكري وقتها يدا جماعية محترفة لقيادة وطنية معادية لأمريكا وإسرائيل.. بينما المجلس العسكري الحاضر عينه مبارك.
ولم يحدث في أي وقت أن عارض المجلس العسكريالحاضر خيانات حسني مبارك.. ولم يكن لديه مانع في تمديد رئاسة مبارك إلى يوم يبعثون..لولا أن الثورة الشعبية المصرية قلبت الموائد وغيرت الموازين، وجعلت التضحية بمباركضرورية للحفاظ على استمرار النظام نفسه.. وهو ما قام به المجلس العسكري الحاليبالضبط، فهو جزء لا يتجزأ من إدارة مبارك.. وهو استمرار بالمبنى والمعنى لحكم جماعةالمخلوع.
وقد نفذ خريطة طريق متكاملة للانقلاب على الثورة من أول يوم.. ونشر الفرقةبين الأطراف الشعبية على طريقة "فرق تسد".. وأنهك عموم المصريين بالفزع الأمنيوالتفزيع الاقتصادي، وقاد عملية مخططة للتكفير بالثورة.. تورطت فيها التياراتالإسلامية بالذات، ثم بدا أنها "الضحية المفضلة" بعد شهور العسل.. بينما الضحيةالحقيقية هي مصر وشعبها وثورتها.
فقد جرى الغدر بالثورة.. وتوج المجلس العسكريانقلابه بما يسمى "الإعلان الدستوري المكمل".. وبتشكيل ما يسمى "مجلس الدفاعالوطني".. وبتلغيم كل خطوات بناء المؤسسات الديمقراطية.. وتعمد الخلل في قوانينها..وحتى يتاح هدمها في أقرب فرصة.. وكما جرى للبرلمان المنحل.. ويجري في تقزيم صلاحياتالرئيس.. وإلى حد جعله موظفا قليل الحيلة، وخيال مآتة و"رئيس طرطور" بامتياز.
ولاشك عندنا في طبيعة الدوافع والمصالح.. والتي تختبئ وراء لافتات عن قداسة الجيش والأمن القومي.. فليست المصلحة وطنية خالصة.. بل هي مصالح سياسية لأطراف خارجية دولية وإقليمية.. ومصالح بيزنس لعدد من الجنرالات.
وقد طالبنا الجنرالات مرارا بالكشف عنإقرارات الذمة المالية، خاصة مع توافر شواهد مفزعة على تضخم مرعب في الثرواتالشخصية، ولم يستجب أحد للمطالب.. ولن يستجيبوا.. فهم يعرفون ما جرى.. ونحن نعرف.
وقدسعوا إلى تحصين أشخاصهم وأملاكهم من أي حساب أو عقاب محتمل.. ووضعوا المراسيم التيتمنع إحالتهم للقضاء المدني.. والذي يحدثوننا عن ضرورة احترامه.. بينما هم لا يريدونالمثول أمامه.. وأدخلوا تعديلا ً على قانون الأحكام العسكرية في المادة الثامنة..وورطوا نواب الإخوان في الموافقة عليه.
وهو التعديل الذي يمنع إحالة أي عسكري - حالي أو سابق ـ إلى القضاء المدني.. ويحيل البلاغات في جرائم المال والدم إلىالنيابة والقضاء العسكري.. وحيث لا يجري أي تحقيق أو مساءلة ذات مغزى للجنرالات.. ثمكان التقدم إلى الاستيلاء على السلطة بكاملها.. وتحت عنوان "حفظ المصالح العلياللدولة".. بينما لاشيء في الحقيقة غير حفظ المصالح العليا للجنرالات.. وتحصين إمبراطوريتهم الاقتصادية، والتي تشكل قرابة ثلث الاقتصاد المصري.. وفي توافق محسوسمع حفظ المصالح الأمريكية والإسرائيلية في مصر.
وكلنا يذكر ما جرى في قضية منظماتالتمويل الأمريكي.. والتي ظل المجلس العسكري يتصاعد بالضجة حولها.. ثم انتهى إلى "صمتالحملان" حين تدخل الراعي الأمريكي.. وأمر بإنهاء اللعبة.. وأرسل طائرة عسكريةأمريكية حملت رعاياه، وبعد أن قام المجلس العسكري بالواجب.. وأمر واحدا من "قضاة التليفون" المشهورين بإصدار الأمر بوقف حظر سفر الأمريكيين.
وهكذا انتهت لعبةالإيهام بموقف وطني ما لجنرالات المجلس العسكري.. والتزم الجنرالات صمتهم المخزي.. وعادت ريمة لعادتها القديمة.. وكشفت أوراقها بوضوح.. وتوقفت المناورات على خط العلاقةالخاصة مع أمريكا وإسرائيل.. وظلت التصريحات العلنية في حدود المتفق عليه فيالكواليس.
حتى وإن اضطرت الإدارة الأمريكية لإبداء انتقادات علنية أحيانا.. وعلىطريقة ذر الرماد في العيون.. فلأمريكا مصالح دائمة لا صداقات دائمة.. ولديها كل الثقةبأصدقائها وجنرالاتها في المجلس العسكري.
فهم القوة الصلبة التي تعتمد عليها في مصر بعد فقدان مبارك.. وإن بدت الإدارة الأمريكية في حالة غزل مع الإخوان.. لكنها لا تثق في نواياهم إلى النهاية.. ولا مانع عندها من تجريب الإخوان.
ولكن في حدود لا تجعلبيدهم قرارا ً أساسيا ً ولا شبه قرار.. وهو ما يفسر حماس الإدارة الأمريكية لإعلان فوزمحمد مرسي بالرئاسة.. ولكن مع جعل صلاحياته صورية تماما ً.. وبالطريقة التي قررهاالمجلس العسكري في إعلانه "الدستوري" الأخير.
فلأمريكا صديق مجرب موثوق به فيالمجلس العسكري.. وصديق آخر تحت الاختبار في قيادة جماعة الإخوان.
ولا يصح لأحدأن يعود فيخلط الأوراق.. أو أن يتحدث عن قداسة الدولة.. أو عن صدام بين قداسة الدولةوقداسة الدين.. فالدولة ـ وفي قلبها الجيش ـ تحتاج إلى إعادة بناء.. وإلى وضع الخطوطالحرام بين أجهزة الدولة الثابتة والحكومات المتغيرة ديمقراطيا.
والدين يحتاج إلىحمايته من تغول جماعات تتاجر باسمه.. وكل هذا صحيح ومطلوب في صيغة دستور دائم.
لكنما يجري لا علاقة له بمعنى القداسة المطلقة أو النسبية.. بل صراع شرس على المصالح.. ومع ترك مصر على حالها تحت الاحتلال السياسي الأمريكي والتهديد الإسرائيلي.. ومع تركالبلد في حالة الانحطاط التاريخي.. وترك غالب أهلها تحت خطوط الفقر والبطالة والبؤسوالعنوسة.
ومن هذه الزاوية يمكن فهم نصوص ما يسمى بالإعلان الدستوري المكمل، وهينصوص دائمة وليست موقوتة الأثر.. وأنهت خرافة تسليم السلطة في 30 حزيران "يونيو 2012".
فقد نقل المجلس العسكري السلطة من يده اليمنى إلى يده اليسرى.. وأقام احتفال "تخرج" للرئيس المنتخب.. ووضعه قيد الإقامة الجبرية في قصر الرئاسة.. ومع التحكم فيحركاته وسكناته.. وتركه يؤدي مشاهد بروتوكولية.. ولكن بدون سلطة حقيقية.
فالتشريع هومهمة المجلس العسكري... والقرارات المالية في يد لواء عينه المجلس العسكري، وقراراتالدولة الكبرى في يد مجلس دفاع وطني يشكل العسكريون غالبيته المطلقة.. ووضع الدستورفي يد المجلس العسكري.. والذي أعطى لنفسه حق تشكيل جمعية تأسيس الدستور.. وحقالاعتراض على أي نص في الدستور ينتقص من سلطاته المطلقة.. والتي حولت المجلس العسكريإلى دولة فوق الدولة.. دولة تحكم القوات المسلحة وميزانياتها وإمبراطوريتهاالاقتصادية.. دولة تنفرد بقرارات الحرب والسلم والأمن في الداخل والخارج، دولة تملكحق الاعتراض على أي سلطة منتخبة.
فالمجلس العسكري هو مركز السلطة الحقيقية.. والمشيرطنطاوي هو الرئيس الفعلي، بينما يبدو مرسي كرئيس افتراضي.. وحتى إشعار آخر".
"د/ فايز أبو شمالة" يطرح بصحيفة العرب اللندنية هذا السؤال الذي بم يسأله أحد قبله.. وربما فوجئ الفلسطينيون والعرب به.. فقال:
متى سيهرب شفيق الفلسطيني "حسبنا الله ونعم الوكيل.. خربتم البلد.. والآن تهربون" هكذا صرخ بسطاء المصريين في وجه الفريق شفيق.. وهو يهرب سراً من مطار القاهرة مصطحباً بناته.. وكان شفيق هذا يحلم أن يكون رئيساً لمصر.. ليواصل ذبحها بسكين نظام حسني مبارك.. ولما فشلت خطته التآمرية مع أطراف دولية ومحلية.. هرب الفريق شفيق مع ماله وعياله.
كان هروب شفيق نتيجة حتمية لانتصار الثورة.. ولكن الصدأ الذي تركه شفيق وزبانيته على مفاصل الحياة في مصر يحتاج إلى سنوات من عرق المصريين كي يتطهر.
هروب شفيق يقول لبعض الفلسطينيين الذي التفوا من حوله قبل أسبوع واحد.. وهتفوا باسمه.. وسجدوا بين يديه.. واعتبروه خيار مصر والعرب النقي من شوائب التطرف الديني.. هروب شفيق يقول: ستدور الدوائر.. وسيلتف حبل المشنقة على رقبة كل خائن للأمانة.
هؤلاء الفلسطينيون الذين تمنوا شفيق رئيساً لمصر هم أنفسهم الذين يصفقون ليل نهار للسيد محمود عباس.. ويترققون لزملائه الذين تطبق أكفهم على عنق القضية الفلسطينية.
فماذا سيقولون اليوم؟ كيف يبررون دعمهم لشفيق الهارب من مصر؟ ما شعورهم؟ وأين عقولهم؟ وما لون حبات العرق على جبينهم.. وهم يسمعون فرح المصريين يتجاوز حدود مصر، وتطرق بوابات فلسطين؟ هرب شفيق بعد أن دمر مصر.
فمتى سيهرب زملاء شفيق في فلسطين.. وأنصار خطه التفاوضي مع إسرائيل.. متى تقول امرأة فلسطينية في مخيم جباليا في غزة.. أو مخيم الدهيشة في الضفة الغربية.. أو مخيم عين الحلوة في لبنان.. أو مخيم الوحدات في الأردن، متى يقول الفلسطينيون: حسبنا الله ونعم الوكيل، خربتم البلد ثم هربتم! بل خربتم القضية السياسية للشعب الفلسطيني.. ومن ثم هربتم ببعض المال!
الفريق شفيق مشروع رئيس في كل بلاد العرب.. والفريق شفيق هو كل فلسطيني لما يزل يمارس السلطة بدعم من الإسرائيليين.. ولما يزل يسالم اليهود.. فيحرصون على سلامته، وهم يتمنون لقاءه فوراً على طاولة المفاوضات.. ليسجل اسمه على تمائم الصلاة. فمتى سيهرب شفيق الفلسطيني؟!".
"د/ عمرو عماد" بصحيفة الوفد قال ما أردت قوله لمحافظ الشرقية عزازي على عزازي بسبب موقفه النشاز الأخير عندما هرب من تحمل المسئولية كمحافظ بدعوى أنه يكره الإخوان ويرفض التعاون مع رئيس إخواني.. متنقلاً بين الفضائيات التي رحبت به على الفور وفتحت له أبواب استوديوهاتها.. ما دامت بضاعته الهجوم على الإخوان والرئيس الجديد.. يقول الدكتور عمرو:
"لست أنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وأختلف مع الإخوان في كثير من أفكارهم و مواقفهم.. ولكن ما فعله محافظ الشرقية الدكتور "عزازي على عزازي" عندما قدم استقالته.. بدعوى أنه لا يريد ولا يحب التعامل مع الإخوان ولا مع رئيسهم المنتخب محمد مرسي أثار الدهشة والتعجب.
خاصة أنه يتباهى بذلك في سيل من التصريحات والحوارات صحفية.. وكأنها بطولة عظيمة.. تعجبت من مبدأ تحركه المصالح الشخصية.. والفكر الانتهازي لا المصلحة العامة.. ومن هروب ساذج من مسئولية عظيمة.
عزازي عضو مؤسس في حزب الكرامة.. ورئيس تحرير جريدة الكرامة.. هذا الحزب الكرتوني حديث العهد الذي تحالف مع حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الأخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب بعد الثورة.. وأصبح جميع مرشحي الكرامة ضمن قائمة الحرية والعدالة.. بل وصل الأمر أن أفضل وأشهر كوادر حزب الكرامة "أمين اسكندر" كان على قائمة الحرية والعدالة بدائرة شبرا.
فلعب حزب الكرامة على ضرب عصفورين بحجر واحد الانضمام لقائمة أكبر حزب.. وفي نفس الوقت يستفيد من نشاط وثقل الإخوان في المحافظات وقدرتهم على الحشد.. وبهذا يضمنون النجاح بأقل مجهود وهذا ما حدث فعلاً.
وبعد هذا التعاون يدعي "عزازي" وحزبه بطولة من ورق.. ومبدأ من السراب بأنه لا يريد العمل مع الأخوان.. فهل استقلت يا دكتور عزازي للتغطية على فشلك في إدارة المحافظة التي عانت الكثير من الانهيار والمشاكل في عهدك بشهادة المسئولين والمواطنين ؟؟؟
أليس من الأولى بك أن تظل في موقعك وتكشف إهمال وفساد الإخوان إن وجد.. أم أنك قلت أنني مستبعد.. مستبعد من الوزارة الجديدة بسبب رفض الأهالي والمشاكل الكبيرة.. ففضلت الخروج بشياكة أحسن؟؟؟.. أم هناك أسباب أخرى.
ألم يكن هناك الكثير من الأحزاب كان يمكن أن تنضموا إليها بدلاً من الإخوان الذين تكرهوهم؟؟؟
أو أن يترشح أعضائكم على منصب الفردي وليس القوائم أليس من يريد خدمة بلده بإخلاص عليه لا ينظر إلى عداءاته الشخصية ؟؟
أليسوا هم نفس جماعة الإخوان الذين تعاونتم معهم في الانتخابات ؟؟؟
أرضيت أن تمسك وزارة يا دكتور عزازي في عهد العسكري الذي قتلنا ولم يغير من الحال شيئاً قط وترفضها بعد أول رئيس منتخب؟؟؟
أتهرب من مسئولية هامة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها مصر لصالح عداءات شخصية؟؟؟
فاعلموا جميعاً أنه إذا اجتمعت المصالح الشخصية مع المناصب القيادية.. فالمحصلة دائماً صفر.. ولا داعي لبطولات زائفة.. فالمواطن البسيط هو الخاسر الوحيد" .
المثقفون والأدباء أصحاب الرؤى والأفكار.. غالباً ما تأتي كتاباتهم ضد التيار ونادراً ما يوافقون التيار الإسلامي الرأي أو ينصفون.. هنا يفعلها باقتدار وشجاعة واحد من كبارهم.. وهو الروائي المعروف ورئيس اتحاد الكتاب "محمد سلماوي" بصحيفة المصري اليوم.. فقال منصفاً:
"تكلم الدكتور مرسى عن الدولة المدنية وعن دولة المواطنة.
عن دولة كل المصريين مسلمين ومسيحيين، رجالاً ونساءً، أغنياء وفقراء.
دولة القانون والدستور واستقلال القضاء.
إنها لحظة تاريخية فارقة.. لحظة جاءت حبلى بالمشاعر ومليئة بالمعاني وواعدة بالآمال.. بطلاها كانا اثنين: الجيش والدولة.
هي اللحظة التي سلم فيها رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي سلطة الدولة إلى الرئيس المدني المنتخب الدكتور محمد مرسى.
هي اللحظة التي تعلقت بها التوقعات منذ اندلاع الثورة.. التي أسقطت رأس النظام السابق.. ما بين متشكك في إمكانية حدوثها.. ومتوقع بأن تكون لحظة صدام تمضى بالبلاد إلى نفق مظلم لا نهاية له.
لكن ها هو اليوم قد جاء وشهد العالم كله لحظة نادرة في التاريخ.. يقوم الجيش فيها بتسليم الحكم لسلطة غير عسكرية، بالمخالفة لكل الظنون.
ها هي الأنفاس قد احتبست والأنظار قد تعلقت بهذا المشهد الرائع، حين قام المشير حسين طنطاوي بأداء التحية العسكرية الواجبة للرئيس المدني المنتخب محمد مرسى، الذي أصبح في تلك اللحظة القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية.
في تلك اللحظة شعرت بضآلة كل الخلافات التي أحاطت بشخص الرئيس وبانتماءاته الفكرية والحزبية.. ولم أر فيه إلا رمزاً لمصر ودولتها العظيمة التي أصبح يصفها الرئيس نفسه بأنها «مدنية، وطنية، دستورية، حديثة».. هي لحظة الجلال التي جسدت في دقائق معدودة تاريخ مصر كله.. ليس فقط منذ قيام الدولة الحديثة في عهد محمد على.. وإنما منذ فجر التاريخ حين حملت الجماهير أحمس الثاني على الأعناق، تتوجه فرعوناً على مصر.
لقد توقف المؤرخ اليوناني الأكبر «هيرودوت» مشدوها أمام إرادة الجماهير المصرية التي أتت بحاكم من اختيارها وليس من اختيار الكهنة.. وسجل التاريخ مشهد تنصيب أحمس الثاني في الميدان الكبير بالعاصمة «صان الحجر» بغرب البلاد.. حين جلس على عرش مصر كأول فرعون يأتي من خارج السلالة الحاكمة وقال للكهنة: «أنا أحمس الثاني فرعون مصر سليل الفلاحين، قد كنت أعمل بناء ابن بناء.. لكن آلهة السماء أرادت لي أن أكون فرعوناً على مصر.. يحمى وادي النيل ويرعى شعبه المبارك، فماذا أنتم قائلون؟».
وانطلق صوت الجماهير في الساحة يصيح باسم من توجته على العرش.. فما كان من الكهنة إلا أن سلموه صولجان الحكم.. فحكم مصر من سنة ٥٧٠ ق.م إلى سنة ٥٢٦ ق.م.
لقد قلت إن بطلي مشهد تنصيب الرئيس المصري المنتخب كانا الجيش والدولة.. لكن من كتب له السيناريو كان الشعب المصري العظيم.. الذي أملى إرادته على الجميع.. فاختار أن يختم أحداث السنة ونصف السنة الماضية بهذا المشهد المجيد، فتحية له وتحية لكل من البطلين اللذين أديا دوريهما بصدق وإتقان".
ونختم بشجاعة نادرة في مواجهة الصعاب والتحديات.. شجاعة من نوع خاص.. يسلط الضوء عليها المفكر الإسلامي "د/ناجح إبراهيم" بصحيفة الوطن.. مثنياً على شجاعة المضربين عن الطعام من الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل لنيل حقوقهم.. ويذكر الدكتور ناجح في معرض تضامنه معهم بعض ذكرياته الجميلة مع الإضراب والمضربين خلال تجربته الممتدة في السجون المصرية .. فيقول:
"وفي إحدى الإضرابات كانت تأوي إلى غرفتي قطة اسمها «رزة» وشقيقها «عنتر».. وكنا مضربين وقتها فلم أجد لهما طعاما.. حيث إنني المصدر الوحيد لطعامهما.. فجاء جنود الحراسات بعدد من الأرغفة البلدية عند باب العنبر وانصرفوا لإحضار باقي مهماتهم.
فما كان من القط «عنتر» إلا أن خطف رغيفا وأحضره إلىّ في غرفتي ففرحت بذلك وكنت جائعا فأخذته منه وقلت له: يا عنتر اذهب وأحضر غيره.. فذهب سريعا ً وأحضر رغيفا ً آخر.. وكأنه يفهم ما أقول.. أو أن الجوع وهبه الحكمة.. فأعطيته بعضه وأكلت الباقي.. مما أعانني على المواصلة بشيء من الصبر.
والغريب أن «عنتر ورزة» كانا من القطط المدللة لدى حامل القرآن العطوف حسن عاطف.. الذي كان مولعا بتربية القطط.
لقد جربنا الجوع وألمه في الإضرابات فكنا نشتاق إلى كسرة خبز أو قطعة من الجبن أو التمر.
فتحية إلى هؤلاء الأسرى من أسير سابق.. وتحية إلى كل من يساندهم.. وتحية إلى كل صابر راضٍ عن الله وقضائه وقدره ".
الثلاثاء الموافق
13-7-1433هـ
3-7-2012






 
رد مع اقتباس
قديم 05-07-2012, 07:48 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سلمى رشيد
نائب المدير العام
 
الصورة الرمزية سلمى رشيد
 

 

 
إحصائية العضو







سلمى رشيد غير متصل


افتراضي رد: متى يهرب شفيق الفلسطيني.. وعزازي والفكر الانتهازي

إنها لحظة تاريخية فارقة.. لحظة جاءت حبلى بالمشاعر ومليئة بالمعاني وواعدة بالآمال.. بطلاها كانا اثنين: الجيش والدولة.
هي اللحظة التي سلم فيها رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي سلطة الدولة إلى الرئيس المدني المنتخب الدكتور محمد مرسى.

هي اللحظة التي تعلقت بها التوقعات منذ اندلاع الثورة.. التي أسقطت رأس النظام السابق.. ما بين متشكك في إمكانية حدوثها.. ومتوقع بأن تكون لحظة صدام تمضى بالبلاد إلى نفق مظلم لا نهاية له.
لكن ها هو اليوم قد جاء وشهد العالم كله لحظة نادرة في التاريخ.. يقوم الجيش فيها بتسليم الحكم لسلطة غير عسكرية، بالمخالفة لكل الظنون.
ها هي الأنفاس قد احتبست والأنظار قد تعلقت بهذا المشهد الرائع، حين قام المشير حسين طنطاوي بأداء التحية العسكرية الواجبة للرئيس المدني المنتخب محمد مرسى، الذي أصبح في تلك اللحظة القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية.

أستاذي الكريم هشام
الشعب المصري بثورته وتجربته الانتخابية اثبت الكثير واعطى الدروس والعبر لهذه الأمة .. لا ضير من بعض التجاوزات وهذا امر طبيعي جدا .. ولكن تعاطي هذا الشعب مع هذه التجربة كان نموذجا نامل ان ينجح وخاصة ان الثورات العربية تعرضت إلى مؤامرات من اجل اعادة تقسيم اوطاننا .
بوركت يمناك







التوقيع

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا قالوا وماذا قال.....؟؟؟؟ في الحوار الفلسطيني .. الفلسطيني .. واين نحن منه .... محمد مصطفى الكردي منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية 0 05-02-2012 04:10 AM
ماذا قالوا وماذا قال.....؟؟؟؟ في الحوار الفلسطيني .. الفلسطيني .. واين نحن منه .... محمد مصطفى الكردي منتدى نصرة فلسطين والقدس وقضايا أمتنا العربية 0 05-02-2012 04:01 AM
مصير الطغاة إلى المزبلة..!! نايف ذوابه منتدى الحوار الفكري العام 1149 20-10-2011 05:34 PM
أوراق من ذاكرة الفن التشكيلي الفلسطيني: الناقد العربي الكبير عبد الله أبو راشد( منقول سعاد شهاب منتدى الفنون والتصميم والتصوير الفوتوجرافي 12 15-07-2009 02:02 PM
في الذكرى الستين !!!كيف تم إغتصاب فلسطين؟؟؟ وهذه هي الحقيقة!!! عمار المقدسي منتدى الحوار الفكري العام 2 09-05-2008 11:33 PM

الساعة الآن 11:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط