بداية أستهل كلامي بآيتين كريمتين :
قال تعالى:{ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } المائدة:38
وقال تعالى :{ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ } النور : 2
لاحظ أن الشرع هنا لم يفرق بين الذكر والأنثى في العقوبة ، فكلاهما سواء ، ووزن الذنب هو نفسه في حق كل منهما ..
ومهما كانت نظرة المجتمع ، فإن الحكم الرباني عادل وحاشى ألا يكون كذلك ..
فقد قال تعالى :{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }النحل
وقال تعالى:{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.الحجرات
فالأكرم والأعلى مكانة عند الله هو الأتقى الذي يطيع أوامر الله ويجتنب نواهيه ، بغض النظر عن جنسه ..
فقد وعد الله عباده ذكورا وإناثا بأنه من عمل بطاعة الله وأوفى بعهود الله إذا عاهد من ذكر أو أنثى وهو مؤمن و مصدق بثواب الله وعقابه ، فلنحيينه حياة طيبة * تفسير الطبري.
وفي النهاية مهما كان عظم الذنب فإن عفو الله أعظم وأوسع ، فقد قال ربنا سبحانه: { قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم}الزمر :53
و يقول الله في الحديث القدسي :
((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة )) رواه الترمذي
والله وحده هو العالم بالنوايا وصدق التوبة ، وهو الذي يقسم ويقدر لكل عبد رزقه ، قال تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ } النور.
أخي ،
موضوع رائع ، ونقاش أروع ..تحيتي ، وعذرا للإطالة ، ودمتم بنور من الرحـمن .