البعث وفشل التشيع وحتمية السقوط...

[زياد هواش]

البعث وفشل التشيع وحتمية السقوط...

الأحزاب السياسية العقائدية او الستالينية الاستبدادية العابرة لحدود الكيانات السياسية هي وحدها القادرة على تحطيم الكيانات السياسية...
الحزب الشيوعي السوفييتي نموذجا فاقعا !


البعث العربي افتراضيا والاخوان الإسلامويين تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الحرس الثوري وأحزاب الله...
كلها أحزاب سياسية عابرة للحدود الوطنية وكلها قادت وتقود الى تحطيم الكيانات السياسية التي تحكمها او تغزوها لأنها كلها أحزاب دينية طائفية مذهبية عنصرية ضد وطنية وعنيفة !


أمريكا روسيا الصين وأوروبا استثمرت في تلك الأحزاب بل الشركات الأمنية لتأمين مصالح اقتصادية استعمارية جائرة...
ثم أوقف الوباء حركة الاقتصاد التقليدية من خارج المعايير الدولية القلقة والمتفق عليها وصار لا بد من إعادة رسم المنطقة والاقليم المتفق عليهما بسرعة اكبر واكلاف اقل بكثير !


هل تسريع مشروع الفوضى الخلاقة الأولغارشي هو خيار "اقتصاد الوباء" او تخميده !
أيهما اقل كلفة الآن أن تستمر الأنظمة والكيانات على حالتها الستاتيكية او تتغير !
لبنان يبدو مؤشرا جيدا والعراق يبدو مؤشرا جيدا أيضا ولكنهما يحتملان وقتا أطول من المؤشر السوري الأكثر دقة وحساسية


الصين أضعف وروسيا أضعف وتركيا وايران أيضا أضعف أوروبا اضعف بكثير إسرائيل واثيوبيا اضعف وحدها أمريكا تزداد قوة وقسوة !
وستكون امريكا مضطرة للتدخل في المنطقة العربية المتصدعة في حال حدوث الزلزال الإقليمي الأولغارشي الكبير قبل أوانه بكثير !
لم يعد أحد يملك السيولة الكافية لتلقيم ماكينات الفوضى ولذلك ستتوقف اللعبة وتخرج الفوضى من ضوابطها ومساراتها وربما من أهدافها أيضا !


اقتصاد الوباء العالمي المغلق يحتاج الى كبش فداء محلي في كل منطقة وفي كل إقليم وفي كل القارات !
سوريا ستكون كبش الفداء واليمن ستكون كبش الفداء وكذلك ليبيا في المنطقة...
إيران ستكون كبش الفداء وتركيا ستكون كبش الفداء وكذلك أثيوبيا في الإقليم...
كوريا الشمالية ستكون كبش الفداء...


لم يعد أحد يملك ترف الوقت ليرتب أوضاع الكيانات الفاشلة او يملك المال الكافي ليسيطر على فوضاها !
اول ضحايا اقتصاد الوباء العالمي ستكون سوريا وستكون مؤشرا لبقية النماذج المخادعة او الساحات العبثية عبر العالم !
ولذلك سيكون مشهد انهيار الكيان السوري والنظام البعثي الستاليني الاستبدادي والمجتمع السوريالي بداية لسلسلة من التحطمات المتتالية عبر العالم القديم كله فيما يشبه فيزياء القنبلة النووية الكلاسيكية...


صلابة التشيع في لبنان واكثرية التشيع العددية في العراق وخصوصية اليمن ستؤجل انهيار تلك الكيانات المتصدعة افقيا وعموديا !
في حين يترك فشل التشيع في سوريا وانهيار مركزية الدولة وانفصال السلطة والمركز عمليا عن الاطراف وتحول البعث السوري الى "داعش" طائفي ومذهبي ومناطقي مع ما يعنيه كل ذلك من فراغات أمنية ومساحات أكبر خارجة عمليا عن سيطرة الجميع سوريا في وضع يشبه حالة "جمهوريات المخدرات" في أمريكا اللاتينية وبنيتها الاقتصادية والأمنية والسياسية المافيوية المتفلته...
هذه الـ "سوريا المافيوية" بدأت حرب العصابات داخل السلطة وداخل المعارضة وداخل المناطق الكردية وداخل مناطق داعش وفي كل الاتجاهات !


لم يعد انهيار سوريا مرتبطا بانهيار ايران وصار يرتبط اعمق برؤية إسرائيل وتفاهمتها غير المعلنة مع روسيا وتركيا !
3/5/2020

زياد هواش/صافيتا

..