|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
25-10-2010, 09:20 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الدين والهوية
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" ذكرت الآية "الشعب" و"القبيلة" والشعب يرتبط بالجغرافيا والتاريخ والثقافة بينما القبيلة ترتبط بالدم والشعب يتكون من قبائل والقبيلة هى أسرة وهى أسرة كبيرة قد يصل تعدادها للآلاف أو أكثر ونظرا لكبرها تكون مجتمعا مستقلا له أعرافه لكن الأسرة فى المجتمعات الحديثة تقلصت بل واختفت وصار الفرد هو وحدة المجتمع ونظرا لثورة الاتصالات اختلطت الثقافات فكاد العالم يصبح شعبا واحدا تضمه الأمم "المتحدة" وانظر إلى اسمها "المتحدة" لكن ذلك لم يلغ الانتماءات الجغرافية والتاريخية والقبلية فمازالت موجودة بدرجات متفاوتة فى المجتمعات ولكن أين فكرة الدولة من ذلك؟ الدولة ترتبط بسيطرة إدارة مركزية وأحيانا كانت القبيلة هى الدولة وظهرت الممالك والمملكة هى المساحة التى يسيطر عليها جيش الملك ولذلك اتجهت الممالك إلى التوسع وظهرت الامبراطوريات كالامبراطورية الفرعونية والفارسية واليونانية والرومانية والإسلامية وكان المنطق دائما أن القوى يحكم الضعيف وأضافت الامبراطورية الإسلامية منطق نشر الدين والامبراطوريات تقوم على احتلال أرض الآخرين وحكمهم وفى العصر الحديث ظهرت الامبراطوريات الاستعمارية وبررت احتلالها بأنها "ستعمر" المناطق المحتلة وتنشر فيها الحضارة لكن منطق القوة هو هو وظهرت فكرة الدولة والحدود واتجهت الدول أحيانا إلى الاتحاد كالاتحاد الأوروبى أو إلى الانفصال كالاتحاد السوفييتى أو يوغوسلافايا أو تشيكوسلوفاكيا وقد يتم الاتحاد أو الانفصال باسلوب سلمى أو بالقوة ومازال منطق القوة وتوازنات القوى هو السائد تحت مسميات مختلفة وكانت الحرب ومازالت وسيلة لفرض الإرادة من خلال تدمير الآخر والدولة نظام حكم وشعب وغالبا لا تتفق إرادة الشعب مع إرادة نظام الحكم لكن تتغلب إرادة نظام الحكم فى الغالب حتى فى الدول الديمقراطية وقديما كان التاريخ هو تاريخ الملوك أى أنظمة الحكم أما الشعوب فكانت دائما مطية لمطامع الملوك وإذا قارنت التاريخ القديم – ربما من عهد الإنسان الأول- بالتاريخ الحديث لما وجدت فارقا يذكر هو دائما منطق القوة وإذا قرأت التاريخ الإنسانى من وجهة نظر الدين فكل تلك الأشكال السياسية التى عاشها ويعيشها الإنسان (شعوب – قبائل – ممالك - جمهوريات- أمم متحدة -...) هى أشكال قدرها الله للإنسان لكى يعمر الأرض وأرسل له الأنبياء ليعبد الله بالشعائر والعدالة ولذلك فأكرم الخلق عند الله مهما كان ملكا أو رئيسا أو مواطنا عاديا هو الأتقى والدين لا يلغى الهوية الجغرافية أو التاريخية أو القبلية لأنها من صنع الله لكنه ينهى عن استغلالها فى العصبية والظلم ودعا هذه الهويات إلى "التعارف" والتعاون على البر والتقوى والعدل لا يتحقق إلا بالتقوى فالظلم موجود فى الممالك والجمهوريات وقبل الثورات وبعد الثورات وفى الديمقراطيات ولا يزول إلا بتقوى الأنظمة وتقوى الشعوب لكن مادام الظلم موجودا فرفع الظلم مشروع والصراع بين الظلم والعدل مستمر ومع تعدد الأديان والمذاهب الدينية ظهرت الهويات الدينية وهى أخطر الهويات فى الصراع لأن كلا منها يحسب أنه يرضى الله بصراعه مع الهويات الدينية الأخرى وينتظر توفيقه فى الدنيا وثوابه فى الآخرة ومن يحسب هذا يضحى بماله ونفسه طواعية فى سبيل دينه لكن جوهر الأديان الدعوة بالحسنى والتسامح والتعايش "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن" |
|||
25-10-2010, 04:34 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: الدين والهوية
استفدت كثيرا من طرحك القيم ..يا سيدي الكريم. |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|