هيّا بنا نلعب

[أحمد الجنديل]

هيّا بنا نلعب !!.
الأجواء السياسية والدبلوماسية ساخنة حدّ الغليان ، وهِمم الرجال من أولي الأمر تتصاعد يوماً بعد يوم ، وحوارات وزيارات وصفقات تدور بين أروقة الليل وفي عزّ الظهيرة ، وتنازلات من الطرف المضيّف ، واملاءات من طرف الضيوف ، وجميع الساسة الذين يشكلون المشهد السياسي العراقي ، يترقبون اللحظة الموعودة التي تتم فيها انعقاد القمّة العربية .
الخارجية العراقية توزّع بطاقات الدعوة في حماس كبير ، والداخلية العراقية ، ترسم وتخطط وتستنفر ، للوصول إلى خطّة أمنية شاملة ، والمالية العراقية تخصص المبالغ الكبيرة ، وتصرف دون محاسبة ولا مراقبة ، ووزارات وضعت منتسبيها في حالة إنذار دائم ، لتقديم أفضل الخدمات ، وأشهى المأكولات ، وألذ ّ المرطبات ، والنشامى ممّن له علاقة بهذا العرس العربي الكبير ، أعدّوا برامج ترفيهية تحت عنوان ( شايف خير ومستاهلهه ) .
وفي داخل البيت السياسي العراقي ، مهاترات غريبة ، ومناطحات عجيبة ، بعضهم يرى أن نشر الغسيل الوسخ لمجمل ما يدور على الساحة السياسية بات ضروريا عرضه في القمة العربية ، كون الضيوف هم من أبناء عمومتنا ، ولا ضير في كشف المستور بين أبناء العمومة ، والبعض الآخر يرى أنّ اللياقة تقتضي الظهور بمظهر القوي المتماسك ، ولو كان يتعكز على عمود من دخان .
القمّة العربية على الأبواب ، وكلمّا اقترب موعد انعقادها ، تصاعدت وتيرة الحماس ، وازداد تناطح التهديد والوعيد ، وكثرت طلبات أولاد العم ، وعلى الحكومة أن تنحني لكل الطلبات مع الممنونية ، ما دام انعقاد القمّة في بغداد .
والشعب العراقي المحترق بنيران جراحاته ، يقف أمام ما يحدث موقف المتفرج على فجيعته ، فهو لا يعنيه من أمر القمّة العربية ، سواء انعقدت في بغداد ، أو في بلاد الواق واق ، أو في كوالالامبور ، لكنه يعرف ورغم كلّ ما يعانيه ، أنّ الخاسر الوحيد الذي يخرج من اجتماع هذه القمّة ، هو العراق .
والعراقيون يفهمون اللعبة بكلّ أسرارها ، وأنّ ما يقال بأنّ انعقاد القمّة العربية في بغداد ، سيعيد الدور الريادي للعراق في محيطه العربي والإقليمي والدولي أمر في غاية السذاجة ، يراد منه ذر الرماد في عيون المغفلين .
القمّة العربية وضعت في أولوياتها بندا واحدا يعرفه الجميع ، وما سواه سيمثل إكسسوارات يراد منها التغطية على السبب الحقيقي الذي سوف تنعقد القمّة من أجله ، وسيخرج الجميع بنتائج رائعة لتحقيق الهدف المركزي ، وسيبقى العراق وحده يدفع فواتير سياسة الانجرار وراء أهداف مرسومة وواضحة ، تبرع أولاد العم بتنفيذها ، نيابة عن الكبار الذي يرسمون السياسة العامة والخاصة لعموم المنطقة .
القمّة العربية ستنعقد في بغداد ، وسيحضر من يحضر ، رؤساء وملوك وسلاطين ومّمن يتمتعون بالحق الإلهي المطلق ، أو من ينوب عنهم ، وستخرج القمّة ببيان ختامي ، وخطابات متلاحقة وقرارات ومظاهرات وهوسات ، وستنبثق عن جلساتها لجان متابعة وفرق مراقبة ، لكنّ ما يتمخض عن هذه القمّة ، وكلّ ما يقوله الإعلام عنها ، سينتهي إلى الحالة التي انتهت فيها قرارات القمم العربية السابقة ، باستثناء الهدف الذي جعل سلاطين الأمر والنهي يعقدون قمّتهم في بغداد ، وبعدها ستعود حليمة إلى عادتها القديمة ، وستنكشف كلّ الأوراق لدى الصم والبكم والعميان ، وسيعلم الجميع ، أنّ ما حصل لا يختلف عن برنامج ( هيّا بنا نلعب ) الذي يقدمه عادل إمام في مسرحيته الشهيرة ( شاهد ما شافشي حاجة ) .
اللهم انّا نسألك سؤال عبد ذليل ، أن تمدّ ساستنا الكبار بالعزم والثبات ، وأن تمنحهم القوّة والعزيمة على تحقيق عقد الاجتماع القادم لمجلس الأمن في محافظة البصرة ، واجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في محافظة الموصل ، لكي يتنعم الجميع بالسعادة والخير ، وتوفير الخدمات التي يتنعم بها أهل العراق .
قولوا معي آمين يارب العالمين .

[سلمى رشيد]

اللهم آمين
ولو حدثت معجزة وعقدت القمة العربية في القدس رغم انف بني صهيون ،، لن تخرج إلا بتصريحات مستهلكة وتوصيات وكلام فارغ .. وستبقى المؤامرات قائمة والأمة متفرقة ..
العراق أستاذ أحمد دفعت فاتورتها من دم وحقوق الشعب العراقي البريء والمؤامرة من الداخل والخارج ..
وكل قمة عربية ونحن إلى الخلف وإلى المزيد من المؤامرات تحت الطاولة!!