عذرا أيتها السياسة

[محمد الدمشقي]

عندما نرفض أخطاء بعض السياسيين العرب يطالب الكثيرون باحترام سياسات الحكومات العربية مهما فعلت


و يجدون لها المبررات و الحجج الواهية و منها الأمن القومي و المصلحة الاستراتيجية و الأوضاع الإقليمية و غيرها



و في زماننا هذا صارت كلمة السياسة مرادفاً لكلمات أخرى مثل : ( خيانة ) أو ( هوان و ذل ) أو ( جبن ) و غيرها من تلك الكلمات


طبعاً السياسة في الأصل هي التعامل مع الأحداث بحكمة و هدوء و اتزان لكن ليس هذا ما نشاهده اليوم بكل صراحة



فالسياسة اليوم مجرد لعبة بين تجار يبيعون و يشترون أوطاناً و حقوق


اً
عذراً أيتها السياسة لن أحترمك بعد اليوم


إن كان الصمت و الجبن و الخنوع سياسة فأنا أكره السياسة


إذا كان دعم ما يسمى بمبادرة السلام من قبل الساسة العرب في الوقت الذي تمعن فيه إسرائيل في إجرامها

و تبني المستوطنات و تغير معالم القدس و تحفر داخل المسجد الأقصى و تحاصر غزة و تهدد سوريا و تبعد

الفلسطينيين عن أرضهم باتجاه الأردن و مع هذا كله يقوم السياسيون العرب بتقديم ورقة مبادرة السلام بك

ل محبة للعدو الذي رحب بكل سرور بمبادرة الخضوع هذه ، إن كانت هذه سياسة فأنا أكرهك أيتها السياسة




إذا كان سكوت العرب عن حصار غزة بل و مشاركتهم في ذلك الحصار و إغلاق معبر رفح في وجههم بحجة الأمن القومي و بناء جدار فولاذي و قصف الأنفاق إذا كان هذا سياسة فعذراً أنا لا أحترم هذه السياسة



عندما يثور كل العالم و حتى العرب خوفاً من السلاح النووي الإيراني و يغضون الطرف عن الترسانة النووية الإسرائيلية سياسة فتباً لهكذا سياسة



ماذا قدمت تلك السياسة لأمتنا حتى اليوم إلا الذل و الهوان و الهزيمة


هل تم تحرير شبر من أرضنا بالسياسة ؟


هل استعادت مصر سيناء بالسياسة ؟ ؟؟؟؟



و هل تحرر جنوب لبنان بالسياسة ؟؟؟



و هل استعادت سوريا القنيطرة بالسياسة ؟



و بالمقابل :



هل احتلال أمريكا للعراق و نهبها لثرواته و خيراته و نفطه تم بالسياسة ؟؟؟



و هل قصف غزة بالقنابل الفوسفورية سياسة ؟؟؟




إذا تعارضت السياسة مع الحق و الكرامة فلن أحترمها و لو حاول الجميع إقناعي




مشكلتنا أننا نحن العرب الوحيدون الذين فصلوا الدين عن السياسة


فهاهو بوش يعلنها حرباً صليبية


و هاهو نتنياهو يعلن القدس عاصمة لدولة إسرائيل (( اليهودية ))



و يؤكد أوباما تلك المفارقة العجيبة عندما قال في خطابه للعالم الإسلامي في القاهرة



نريد دولتين دولة فلسطينية و دولة يهودية



لقد دخل أعداؤنا الحرب من منطلق ديني و دخلناها من منطلق سياسي و جغرافي و اقتصادي


و يظهر لك محللون سياسيون تافهون يصورون الكيان الصهيوني على أنه لعبة سياسية أمريكية تهدف لإضعاف الأمة العربية و هذا غير صحيح أبداً


الكيان الصهيوني زرع هنا في فلسطين بناء على فكرة دينية يهودية بحته لأن هذه الأرض المقدسة برأيهم لهم و ليس لنا



عندما تغلق مصر معبر رفح في وجه الفلسطينيين فهي تضر بأمن مصر القومي أولاً فشعار إسرائيل من الفرات إلى النيل و عندما تنتهي إسرائيل من المقاومة الفلسطينية سيخلو لها الجو و ستتفرغ لمصر و سوريا و العراق و ستحقق شعارها و هدفها الديني البحت قبل أي اعتبارات أخرى



كفانا ضحكاً على أنفسنا و تلاعباً في الألفاظ



الحق بين و الباطل بين و لعبة السياسة لم تعد تخدع أحداً و الحمد لله و صار اللعب على المكشوف
عذراً أيتها السياسة لن أحترمك بعد اليوم لأنهم شوهوا معنى اسمك الحقيقي و حولوه إلى مرادف للجبن و الخيانة



و السلام

بقلمي لكن بتاريخ سابق و لدي رابط أول نشر و بتاريخه

[سلمى رشيد]

تحية وأهلا بك أخي محمد في المنتدى السياسي
ذكرتني بما كتبه نزار حين قال لرفيقته إنه متعب بعروبته
وها نحن هنا نشكو السياسة وما آل إليه حال العرب حين عرفوا السياسة بمفهومهم الخاص!!
جمعت هنا هموم أمة من مشرقها إلى مغربها ،، ومنذ أعوام خلت ولأعوام ستأتي سنبقى كما نحن ونتحمل تبعات هذا الصمت ونحمله لأبنائنا .
السياسة بريئة مما حملناها ،، ومن حالة الخلط هذه ،، ولكن كمصطلح انا ايضا بريئة منها إذا كانت المسؤولة عن هذه الأحوال المهينة ...
أمنياتي الطيبة وتقديري

[محمد الدمشقي]

بارك الله بك أختي سلمى

بالفعل شوهوا معنى السياسة و حولوها إلى تفريط

نورتني