|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
30-12-2019, 12:40 PM | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
فلسفة الثورة...
فلسفة الثورة... جمال عبد الناصر (1) أو قصة كفاح شعب مصر في العصر الحديث وصولا الى ثورة 23 يوليو وتحقيق حلم الشعب المصري بأن يُحكم بيد أبنائه وبأن تكون له نفسه الكلمة العليا في مصيره... لقد قام شعب مصر بمحاولة لم تحقق له الأمل الذي تمناه يوم تزعم السيد عمر مكرم حركة تنصيب محمد علي واليا على مصر باسم شعبها ويوم حاول عرابي أن يطالب بالدستور وكانت الثورة الأخيرة عام 1919 بزعامة سعد زغلول محاولة أخرى لم تحقق له الأمل الذي تمناه. ثورة 23 يوليو لم تقم بسبب نتائج حرب فلسطين والأسلحة الفاسدة أو أزمة انتخابات نادي الضباط 1951 كلها كانت لتقود ضباط الجيش الى "تمرد" يحث على السير في الطريق الى الثورة لقد كانت خلايا تنظيم الضباط الاحرار تعمل وتجتمع في الخنادق في حرب فلسطين وكان رصاصنا يتجه الى العدو الرابض أمامنا في خنادقه ولكن قلوبنا كانت تحوم حول وطننا البعيد الذي تركناه للذئاب لترعاه... كانت الفالوجة محاصرة وكثيرا ما كنت أقول لنفسي: ها نحن هنا في هذه الجحور محاصرين لقد غرر بنا دفعنا الى معركة لم نعد لها لقد لعبت بأقدارنا مطامع ومؤامرات وشهوات وتركنا هنا تحت النيران بغير سلاح. هذا هو وطننا هناك انه "فالوجة" أخرى على نطاق كبير... حقيقة الثورة: مشاعر تأخذ شكل الامل المبهم ثم شكل الفكرة المحددة ثم شكل التدبير العملي ثم وضعها موضع التنفيذ الفعلي في منتصف ليل 23 يوليو... لطالما ألح على خاطري سؤال هو: هل كان يجب أن نقوم نحن الجيش بالذي قمنا به في 23 يوليو سنة 1952 ! والجواب نعم ولم يكن هناك مهرب أو مفر ! وأنا الآن أستطيع ان أقول اننا نعيش في ثورتين وليس في ثورة واحدة... ولكل شعب من شعوب الأرض ثورتان: ثورة سياسية يسترد بها حكم نفسه بنفسه من يد طاغية فرض عليه او من جيش معتد أقام في أرضه دون رضاه ثورة اجتماعية تتصارع فيها طبقاته ثم يستقر الامر فيها على ما يحقق العدالة لأبناء الوطن الواحد وهكذا لم يكن الجيش هو الذي حدد دوره في الحوادث وانما العكس أقرب الى الصحة وكانت الحوادث وتطوراتها هي التي حددت للجيش دوره في الصراع الكبير لتحرير الوطن. وكان لا بد أن نسير في طريق الثورتين معا ويوم سرنا في طريق الثورة السياسية فخلعنا فاروق عن عرشه سرنا خطوة مماثلة في طريق الثورة الاجتماعية فقررنا تحديد الملكية. انتهى تقديم مقتطفات من الجزء الأول في الجزء الأول من كتيّب فلسفة الثورة للرئيس جمال عبد الناصر (الطبعة العاشرة _ المطبعة العالمية بالقاهرة) يقرّ الرئيس بصعوبة مصطلح "فلسفة" لسببين: _ أولهما أن هذه الثورة لا يمكن فصلها عن سياقها التاريخي وجذورها العميقة في وعي شعب مصر وكفاحه جيلا بعد جيل فالثورة نتيجة طبيعية لما سبق ومقدمة لما سوف يأتي يقول الرئيس ان صلاح سالم وزكريا محي الدين اخترقا حصار القوة المصرية في الفالوجة وهناك جلسوا يفكرون معا جميعا بالوطن الذي يجب إنقاذه... يذكر الرئيس ان ضابطا يهوديا التقى به اثناء مباحثات الهدنة اسمه "يردهان كوهين" نشر مقالات عنه في جريدة "جويشن اوبزرفر" وقال: "لقد كان الموضوع الذي يطرقه جمال عبد الناصر معي دائما هو كفاح إسرائيل ضد الإنكليز، وكيف نظمنا حركة مقاومتنا السرية لهم في فلسطين وكيف استطعنا ان نجند الرأي العام في العالم وراءنا في كفاحنا ضدهم" ويخلص الرئيس من وراء ذلك الى أن: ليس فقط الأصدقاء هم من تحدث معه عن مستقبل مصر في حرب فلسطين بل والاعداء أيضا لعبوا دورهم في تذكيرنا بالوطن ومشاكله. ثم يخلص الرئيس الى نتيجة واضحة تقول بان بذور الثورة كانت كامنة في جيله كله وانهم ورثوها عن جيل قبلهم واجيال... _ ثانيها انه كان بنفسه داخل الدوامة العنيفة للثورة لذلك تخفى عنه بعض التفاصيل البعيدة عنها وهو لذلك يعتقد انه لا يستطيع الحديث بالعمق الكافي عن فلسفة الثورة لقد كان منغمسا فيها بكليته كفرد وكجيل وكضباط أحرار ولذلك يترك الرئيس فلسفة الثورة للتاريخ ليجمعها من تجربته الشخصية ومن تجارب الآخرين ويخرج من هذا كله بـ "الحقيقة الكاملة" فالرئيس من المؤمنين بأنه لا شيء يمكن ان يعيش في فراغ وحتى الحقيقة لا يمكن أن تعيش في فراغ. يعترف الرئيس بأن الطريق الى الثورة لم يكن شديد الوضوح وأن ما بعد الثورة كان ضبابيا في رؤيتهم الجماعية وأن سؤالا رئيسيا لازمهم بقوة كضباط ينتمون بأصالة الى المؤسسة العسكرية تقوم على شعار الموت دفاعا عن الوطن وعلى حدوده فلماذا وجدوا أنفسهم كجيش مضطرين للعمل في عاصمة الوطن ! ويصل الرئيس الى نتيجة واضحة ومباشرة تقول: اذا لم يقم الجيش بهذه الثورة فمن سيقوم بها ! يعترف الرئيس بأن الشعب كله توحد خلف الطليعة الثورية / الضباط الاحرار ولكن هذه الجموع كانت متنافرة ومتباينة ولقد شعر الجميع بأن مهمتهم الثورية لم تنتهي بإسقاط النظام ولكنها بدأت بعد سقوط النظام لأن كل شيء كان يتجه نحو "الفوضى" وكان لا بد من إقامة نظام جديد... كانت هناك انقسامات في المجتمع المصري عميقة وكان هناك مقاومة سلبية من الطبقة الوطنية المتضررة وكان هناك الكثير من الانتهازيين وكانت الرغبة العارمة هي في "الانتقام" ... وكأن الثورة قامت لتكون سلاحا في يد الأحقاد والبغضاء ! يوصّف الرئيس بدقة سيطرة "الأنا" السالبة والعدائية على النخب المصرية الوطنية والثورية بعد الانتصار ... (كان الجميع يريد ان يقدم نفسه للرئيس ولم يكن هناك من يريد أن يقدم أفكارا لمصر...) يقول الرئيس ان الظروف هي من اضطرت الجيش للخروج من مكانه الطبيعي واضطرتهم الى التحول من جنود محترفين الى ثوار وأصحاب واجب مقدس ولم يكن دافعهم فرديا ولم تكن الـ "أنا" حاضرة معهم في الطريق الى الثورة ولا يجب على نخب مصر الوطنية أن تتخذهم مثالا في الفردية والأنا بل في الجماعية والعمل المؤسساتي الوطني بذلك يجيب الرئيس عن السؤال الكبير "لماذا الجيش" لأنه المؤسسة الوطنية المصرية الوحيدة القادرة على تعطيل الانا المصرية الوطنية المسيطرة وقيادتها نحو الفعل الوطني الجماعي البناء ... إذا الضباط الاحرار أمام تحدي بسيط وسريع هو تغيير النظام الملكي وتحدي معقد وبطيء هو تغيير العقلية وتغيير المجتمع. يخلص الرئيس الى نتيجة طبيعية تقول إن ما قام به الضباط الأحرار هو ثورتين نادرا ما كانتا متلازمتين في التاريخ بالرغم من تنافرهما وتصادمهما... _ الثورة السياسية التي تجمع الأمة وتوحدها _ الثورة الاجتماعية التي تفرق الأمة وتشتتها بين حجري الرحى هذين ضاعت ثورة 1919 ... ولذلك وحده الجيش المؤسسة الوطنية البعيدة عن صراعات المجتمع الطبقية والمعبرة عن هوية الشعب والنابعة من صميمه والتي يثق افرادها بعضهم ببعض والتي تمتلك عناصر القوة المادية التي تكفل القيام بالثورة وانتصارها. 30/12/2019 زياد هواش/صافيتا ..
|
|||||
01-01-2020, 03:56 PM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: فلسفة الثورة...
فلسفة الثورة...
|
|||||
02-01-2020, 02:56 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: فلسفة الثورة...
فلسفة الثورة...
|
|||||
|
|