|
|
منتدى الحوار الفكري العام الثقافة ديوان الأقلاميين..فلنتحاور هنا حول المعرفة..ولنفد المنتدى بكل ما هو جديد ومنوع. |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||||
|
![]()
"بومبيو" يعلن الحرب على إيران في سوريا... بالتأكيد هدف صقور أمريكا اليوم وغدا هو تفكيك إيران وليس فقط برنامجها النووي... والمشهد التفاوضي الامريكي_الايراني يعيدنا الى حادثة تاريخية شديدة الأهمية في السياسات المرتبطة بحوض البحر الابيض المتوسط والاقليم وصولا الى حوضي البحر الاسود وقزوين. عندما حاصرت مدينة روما الإيطالية مدينة قرطاجة التونسية بعد انهيار هدنة واتفاقية الحروب البونية الثانية وهزيمة قائدها العسكري هانيبعل برقة في معركة زاما الشهيرة في القرن الثاني قبل الميلاد، بدأت أشهر مفاوضات في التاريخ الإنساني بين القادة الرومان والتجار القرطاجيين: قالت روما: سلموا اسطولكم الحربي وافقت قرطاجة وسلمت قالت روما: سلموا اسطولكم التجاري وافقت قرطاجة... سلموا السلاح الثقيل وافقت... سلموا السلاح الخفيف ... سلموا حتى سكاكين المطبخ وأدوات الزراعة ... اخرجوا بثيابكم من المدينة لنحرقها ... ثم زرع الرومان في بقايا قرطاجة الميتة الملح. الأمريكان الذين يعتبرون أنفسهم ورثة الرومان وواشنطن المجيدة وريثة روما الخالدة ومجلس الشيوخ الأمريكي الامتداد الطبيعي لمجلس الشيوخ الروماني والشيخ الروماني "كاتو الرهيب" الذي حرّض على قرطاجة والاتفاق معها وفي يده ثمار التين القرطاجي الشهية هو مستشار الأمن القومي جون بولتون الكئيب. صقور واشنطن يريدون تدمير الأمة الإيرانية وزرع الملح في بقايا عاصمتها طهران، تحقيقا لرؤيا توراتية_إنجيلية كان يفترض أن تكون جغرافيتها بلاد النهرين العظيمين ولكن المفسرون الأولغارشيون الجدد قرروا أن جغرافيتها يجب أن تمتد بين البحرين العظيمين الأسود والخزر/قزوين الى خليج عُمان/يونان. بغض النظر عن جدّية وجدوى النقاط الـ 12 التي ترى فيها أمريكا "حدودا" لازمة وكافية لتعبر منها إيران الى بر الأمان وتتجنب "العقوبات الأشد في التاريخ" تلك العقوبات العبثية التي فرضتها روما يوما على قرطاجة ثم تحولت الى ورقة مفاوضات مخادعة صارت في النهاية قرارا بالإعدام شنقا حتى الموت. يمكن من مراجعة "الشروط الـ 12" بدقة ملاحظة ما يلي: _ قصف مرتفعات الجولان بالصواريخ كان هو نقطة التحول. _ المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل على رأس لائحة الأهداف. _ الدور الإيراني في أفغانستان تغير...! _ التوقف عن قصف الامارات بالصواريخ...! _ فرصة لبقاء النظام الإسلامي حاكما في طهران. الأهم في ورقة وزير الخارجية الأمريكي بومبيو، هو القبول الأمريكي بالدور السياسي الإيراني في العراق وإعطاء فرصة للحل السياسي في اليمن، والاعتراف المباشر بأن "يد إيران" للهيمنة في الشرق الأوسط كانت مطلقة ولكنها لم تعد كذلك، لأنها انفقت الأموال التي حصلت عليها من الاتفاق بطريقة سيئة. والأخطر في "شروط بومبيو" هو البند المتعلق بالانسحاب "السياسي والعسكري" من سوريا والبند المتعلق بفيلق القدس الذي يدعم الارهابيين...! ففي الوقت الذي يحدد فيه "مخرجا ضيقا" للحرس الثوري للحفاظ على السلطة في طهران ودورا سياسيا في العراق واليمن، يريد ضمان أمن إسرائيل بشكل نهائي وحاسم. هناك القليل من السياسة أو من الممكن في "ورقة بومبيو" للوصول الى اتفاق جديد أو دور سياسي_أمني جديد لإيران إقليميا، يمتد الى الشرق بعيدا عن إسرائيل صوب الصين والى الشمال بعيدا عن الخليج العربي صوب روسيا وحوض بحر قزوين، ولهذا الدور أنصار ومؤيدين داخل هرم السلطة المعقد لطهران القلقة. ولكن هل بقي لحمائم واشنطن وطهران أي فرصة بالفعل لإعادة بناء علاقات مصلحية إقليمية جديدة تحتفظ خلالها طهران بهامش واسع من الحرية مقابل تفاهمات دقيقة في مناطق ترى فيها واشنطن مصلحة استراتيجية وتبتعد عنها طهران نهائيا، هناك دائما فرصة ولكن هذا لا يعني بالضرورة وجود إمكانية لاقتناصها. استحالة اقتناص الفرص في الشرق تعود الى هيمنة الغيبيات الدينية_المذهبية على قادته الضائعين بين واقعية سياسية معاصرة وبين اساطير تاريخية وبين عقلانية اقتصادية وبين خرافات جغرافية، تلك الحقائق تمثل ابجدية المشروع الفوضوي الذي جاء على شكل رؤيا مقدسة دغدغت بقوة مشاعر الجماعات التائهة. الأكيد أن "بومبيو" أعلن الحرب على إيران في سوريا، لا في لبنان ولا في العراق ولا في اليمن، وأن إسرائيل تتحضر عسكريا بقوة لتقود هذا الحرب في سوريا الجنوبية، وأن روسيا تتحضر لوجستيا بقوة لتطويق آثارها ومنع أي طرف ثالث من الاستفادة منها في سوريا المفيدة لروسيا أو في سوريا الشمالية. والأكيد أن صقور طهران وحمائمها داخل الثورة الإسلامية وداخل الحرس الثوري أيضا، قبلا معا هذا التحدي الأمريكي في سوريا ليحسما صراعهما الدامي على السلطة، وحتى روسيا نفسها تعتقد أن الحرب الاسرائيلية_الايرانية المحدودة ستكون لها نتائج إيجابية على مشروعها السياسي لـ "سوريا الاتحادية". الجميع يريد حربا في "سوريا الجنوبية" والجميع يعتقد أنها لن تخرج عن السيطرة والجميع وضع مخططات طموحة للغاية لما بعد الحرب، حتى النظام المتهالك في دمشق والذي يراهن على "انتصار إيران" يعتقد أنها الفرصة الوحيدة ليبقى رئاسيا وطويلا وبدون تقديم أي تنازلات سياسية، ولكن ماذا لو خسرت إيران...! تستطيع إيران أن تخسر في سوريا دون أن يتأثر حزب الله في لبنان بشدة، وكذلك هو حال الحليف الحوثي في اليمن، ولن تكون هناك أي تداعيات على التفاهم الأمريكي_الايراني الحتمي في العراق، ولكن في سوريا الوضع يختلف تماما لأن النظام راهن وفقط راهن على "انتصار إيران" وبكل ما بقي لديه من أوراق. لماذا يهيمن جناح صقور إيران في دمشق على جناح حمائم موسكو...! لأن هناك فرق رئيسي بين من يريد الحفاظ على السلطة في أي سوريا وبين من يريد الحفاظ على أغلب سوريا. ولكن هل حقا لن يتأثر لبنان أو العراق بنتائج أي حرب في سوريا...! المنطق يقول لن ولكن المنطق في الشرق نفسه تحكمه لو ولذلك لا يمكن لأحد أن يعرف الى أين تصير بالناس الحروب. 23/5/2018 صافيتا/زياد هواش ..
|
|||||
![]() |
![]() |
|
|