الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة

منتدى القصة القصيرة أحداث صاخبة ومفاجآت متعددة في كل مادة تفرد جناحيها في فضاء هذا المنتدى..فهيا لنحلق معا..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-07-2024, 12:04 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أحمد فؤاد صوفي
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







أحمد فؤاد صوفي متصل الآن


افتراضي *العمر يبدأ من جديد*

[COLOR="Purple"]

*العمر يبدأ من جديد*

دخلت المجمع التجاري من بوابته العريضة ، لاحظت شخصاً يرمقني من بعيد ، ويراقب خطواتي ، ثم أصبح يتابعني ، عندما أمشي هو ببطء يمشي ، وإذا وقفت ، أجده بعيداً قد وقف.
المجمع مليء بالمتسوقين ، لا داعي للخوف ، هكذا قلت لنفسي ، ولكن لما طالت الحكاية ، خشيت أن يلاحقني الشخص الغامض حتى البيت ، ففي لحظة قررت أن ألاحقه بدل أن يلاحقني وأفاجئه.
دخلت إلى محل ، كان محلاً كبيراً له بابان ، افتقدني الرجل الغامض بين أرفف الملابس ، تمكنت من خداعه والتملص منه ، وأفلت إلى الخارج من الباب الآخر ، ثم توجهت إليه ، كان يبحث عني ، ولم يخطر بباله أني صرت خلفه.
- لماذا تلاحقني !!
فوجىء الغامض وارتبك وزلزل كيانه ، ولم يفعل شيئاً سوى أنه خلع نظارته الداكنة ونظر إلي ، عندما واجهت عيناي عينيه ، أسقط في يدي ، فقد عرفته ، فالعين لا تكذب ، صادقة دوماً ، مهما تقدم بنا العمر.
في البداية لم أتبين مشيته ، فقد اكتسب قليلاً من الصحة ، وكنت قبلُ أطلب منه أن يزيد وزنه قليلاً ، فقد كان نحيفاً ، يسهر كل يوم ، يفكر ويتذكر ولا يأكل.
- نادية .. إنها ثلاثون سنة ، هل تصدقين ذلك !
أردت أن أبكي ، لا أريد لفت الأنظار ، ولكن دمعي بلحظة واحدة كان قد ملأ وجهي ولم أستطع الإتيان بأي كلام ، كدت أن أقع ، أحاطني وأمسكني من ذراعي وضمني.
- لنجلس في المقهى.
مشيت معه ، ملتصقة به ، أشعر بحرارة جسمه ، أريد لو أغيب عن هذا العالم ولا أتحرك من مكاني.
في المقهى ، لم نجلس متقابلين ، بل متجاورين متلاصقين ، لو أمكنني لالتصقت أكثر ، ما زلت لا أستطيع الكلام ولا النظر ، كذلك لم أستطع ألا أبكي ، يحق لي ذلك بعد هذا العمر ، أريد لو يتوقف الزمن ، لا أريد شيئاً آخر.
ينساب من التسجيل في المقهى صوت فرانك سيناترا وديميس روسس و انجلبرت هامبردينغ وأغنيته التي تعودنا على سماعها:

* طاولة منفردة لشخص واحد فقط*

طاولة منفردة لشخص واحد فقط
في المقهى المزدحم بالزبائن
ينساب صوت الموسيقى
فتغمرني الذكريات في الظلام
كما اعتدنا عليها كل يوم من قبل
أعيد سماع الأغنية مراراً قبل أن أغادر
وقبل أن يتحول عالمي إلى الحزن القديم
الأصدقاء يتوقفون ويرحبون
أضحك معهم وأخفي الألم
سهل للغاية حتى يذهبوا
أن يتحول كل شيء إلى اكتئاب وهمّ

هي أغانينا ، كنا نسمعها سوياً منذ ما يزيد على ثلاثين سنة ، لقد مضى العمر ، ولكن القلب لا يتغير ، مازال ينبض بالرغبة ، والروح لا تكتمل إلا بالحب.
المشهد الذي أنا فيه الآن لا أريده أن يتبدل ، ولكن للأسف فقد قطع النادل صوت الصمت الذي أحاط بنا ، ليسأل عن طلباتنا ، قهوة فرنسية وكرواسان ، حبيبي لم يسألني ، هي طلباتنا القديمة نفسها.
اتكأت على كتفه ، كنا حتى اللحظة لم نتكلم ، نحن لا نحتاج أي كلام ، فقلوبنا تعرف ما نريد ، وتتفاهم بدون كلام.
تجتاحنا الذكريات ، وتعيث بشعورنا لطفاً وجمالاً ، ونعيد كل مشهد في ذهننا ونكرره مرات ومرات ، وكأن الأمس أصبح أمامنا واقعاً ، ننهل منه ما نشاء وقت ما نشاء.
مر وقت طويل ، بردت قهوتنا ، لم ننتبه ، الدفء لذيذ معه ، لا أريد أن أتحرك أو إلى أي مكان أذهب ، لو أستطيع أن استمر بالعيش في لحظتي ، لأصبحت حياتي جميلة ، ولنسيت كل الألم.
في الساعة التالية ، شعرنا ببعض الإحراج من نظرات الزبائن وابتسامة النادل ، الذي أحس بنا ، فما كان منه إلا أن أعاد نفس التسجيل ونفس الأغاني القديمة ، التي كنا نعشقها.
- منذ اليوم ، ستكونين معي الوقت كله ، لا تتركيني ، إني بحاجة إليك.
-أتركك ! بل قل لا تتركني ، أنا التي بحاجة إليك ، لحظة واحدة لن أتركك.
زاد شعورنا بالإحراج ، حاول أن يساعدني كي أقوم من مكاني لنذهب في طريقنا ، تمسكت به وبدفئه ، وقمنا كشخص واحد ، وتحركنا كشخص واحد ، مشينا قليلاً في الشارع ، الصباح بارد جميل ، مطر خفيف ترسله السماء ، ليفرّج الغم عن قلوب العباد ، دلفنا إلى مقهى آخر ، واخترنا طاولة منفردة في الزاوية المعتمة ، جلسنا كشخص واحد ، التغلغل في معطفه يعطيني دفئاً لا أريد عمري أن أغادره.
مرت ساعتان ، قارب الوقت الظهيرة ..
*هل تأخرنا ! هو يسألني ..
*تقصد ثلاثون عاماً التي مضت !.. لا يهمني شيء .. فأنا معك.
*هل نتزوج قبل أن نخبر أحدا .. مازال لدينا ساعتين لمكتب الزواج .. يمكننا أن ننهي الاجراءات قبل نهاية الدوام ، والخواتم نشتريها في طريقنا.
*علينا أن نسرع .. سوف تتفاجأ أمي كثيراً .. ولكنها لن تغضب مني .. سأعوضهم بحفلة صغيرة بعد شهر العسل .. هل لديك بيت !
*اطمئني .. البيت جاهز لا ينقصه إلا أن تكوني فيه.
*علينا أن نسرع .. أخشى أن نضطر إلى الانتظار حتى الغد .. لن أتحمل ذلك .. قم بنا .. أرجوك أن تسرع ..
--------------------------------------------

[/SIZE]






 
آخر تعديل أحمد فؤاد صوفي يوم 27-01-2025 في 12:35 PM.
رد مع اقتباس
قديم 23-07-2024, 06:13 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: *العمر يبدأ من جديد*



استمتعت بالقصة كثيرا أخي المكرم الأستاذ / أحمد فؤاد صوفي
ومع انسجامي مع الأحداث وانطلاقي في فضاءاتها
كنت شكلت خاتمة في ذهني لربما كانت أجمل بزعمي
هذه الخاتمة قفزت في بالي من هذه الفقرة في قصتك الجميلة
( طاولة منفردة لشخص واحد فقط )
ظننت أنها في النهاية تتعجب من نظرات الناس حولها
يتساءلون فيما بينهم عما يحدث مع هذه الحالمة
ومع من تراها تتحدث ..

فرأيت الخاتمة هكذا ..



علينا أن نسرع .. أخشى أن نضطر إلى الانتظار حتى الغد .. لن أتحمل ذلك .. قم بنا .. أرجوك أن تسرع ..
ثم شوهدت تركض وحدها وكأنها تمسك بيد أحدهم
كانت تركض وكأنها فوق موج من سحاب وفي عينيها التماعة نجمة بيد أنها كانت في رقة خيال تلفع رداء الغياب
وراح في غيبوبة مشتهاة ..



هكذا قرأت الخاتمة ..

لك التقدير والاحترام أخي الأستاذ / أحمد فؤاد صوفي










التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 23-07-2024, 06:16 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر غير متصل


افتراضي رد: *العمر يبدأ من جديد*

النص للتثبيت تقديرا ..



...................







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 25-07-2024, 07:04 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أحمد فؤاد صوفي
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







أحمد فؤاد صوفي متصل الآن


افتراضي رد: *العمر يبدأ من جديد*

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل الأيسر مشاهدة المشاركة


استمتعت بالقصة كثيرا أخي المكرم الأستاذ / أحمد فؤاد صوفي
ومع انسجامي مع الأحداث وانطلاقي في فضاءاتها
كنت شكلت خاتمة في ذهني لربما كانت أجمل بزعمي
هذه الخاتمة قفزت في بالي من هذه الفقرة في قصتك الجميلة
( طاولة منفردة لشخص واحد فقط )
ظننت أنها في النهاية تتعجب من نظرات الناس حولها
يتساءلون فيما بينهم عما يحدث مع هذه الحالمة
ومع من تراها تتحدث ..

فرأيت الخاتمة هكذا ..



علينا أن نسرع .. أخشى أن نضطر إلى الانتظار حتى الغد .. لن أتحمل ذلك .. قم بنا .. أرجوك أن تسرع ..
ثم شوهدت تركض وحدها وكأنها تمسك بيد أحدهم
كانت تركض وكأنها فوق موج من سحاب وفي عينيها التماعة نجمة بيد أنها كانت في رقة خيال تلفع رداء الغياب
وراح في غيبوبة مشتهاة ..


هكذا قرأت الخاتمة ..

لك التقدير والاحترام أخي الأستاذ / أحمد فؤاد صوفي

راحيل الخير ،،،
الأدب يسري في روحك مسرى الدم في العروق، جميل ما جئت به، هو يعطي للقصة خطاً مغايراً لمقصدها الأصلي، ولا بأس في ذلك بالطبع، ولكنني أميل في غالبية قصصي إلى النهاية السعيدة، فأنا أريد وصل المحبين، وإيصالهم إلى بر الأمان، وإلى اللقاء الذي يتمنونه، عسى أن نبتعد ولو قليلاً عن الفظاعات التي تواجهنا يومياً في هذا العالم.
تقبلي من أخيك كامل الاحترام، مع الشكر على التثبيت.
دمت بخير ،،،






 
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط