كلنا يعلم ان هذا الواقع المتخيَّل او الافتراضي ما هو إلا كلأ مباح، تهيم فيه السوائم، َوترتع فيه الأوابد، وتطفل فيه الوحوش؛ ان أرادت...
و لاشك اننا نتعامل بطريقة ما مع هذا الواقع على أنه كذلك..
وليس ثمة طريقة (مهذبة) قوية تجعل من هذا الإنسان المتسلق( في هذا الكيان المفترض) الذي اعتاد السطو الأخلاقي عبرة، كي يتوقف عن تَسَلُّقه المهترئ على نتاج الآخرين هنا وهناك ...
وعليه فإن ما ننشره إما أن نُدرجه معتبرين هذه المعاني، وإما أن نحبس عوارف نصوصنا في أعماقنا كيما لا يصل إليها المتلصصون ريثما يحين الوقت الذي يخرج فيه هذه الناتح المبتكر شابا مكتمل النضج، يتأبي على التلقف او التبني... وهذا الأمر غير متيسر، إلا لفئة فذة نافذة موسرة، او فئة مخملية تملك من الأدوات الامكانات والرفاهية ما يُحيل أفكارها المتواضعة صكوكا على أوراق ناعمة مُسيَّجة بقوة القانون الحامي ....
وحتى نبلغ مقدار أحد هذين الحسنين؛ فلنا ان نصبر على همج رعاع يعيثون في النصوص فسادا ويُتلفون خصوصيتتا في النص، وينتهبون احساسنا منه عن سابق عمد ونزق..
سرقت احداهن لي خاطرة ناعمة ونشرتها ونسبتها لنفسها منتهزة فرصة غيابي أياما طويلة.. وحققت من وراءها مجدا كبيرا؛ حيث أثنى عليها أضعاف أضعاف أضعاف من اثنوا عليها عندي، حين نشرتها في وقت أسبق...
وكانت هذه المسكينة صديقة لصفحتي الفيسبوكية !
فلما تجرأت، ارسلت لها أخبرها بحزني من أمر قد اقترفته معي، فـ تعجبتْ كثيرا!
إذ لم تجد لحزني معنى؛ كما لو كانت سرقتها لنصي ونسبته إليها، شرفا لي وللنص!
فلما عاينت ردة فعلتها هذه؛ توقفت عن إخبارها بمقدار جُرم ما فعلت.. لان مثل هذه الكائنات المتردية؛ تتغذي على بقآيا الموائد وفتاتها، وأن مجرد العتاب يرفع من قدرها..
فاكتفيت بإلغاء الصداقة، ووليت عنها، مرتهن الحزن، كاسف البال...
فصبرا يا كل من سُرقتْ بعض نصوصه على مثل هذ الاقتيات البائس، من بقايا بشر، يؤدون - بجدع أُنوفهم - ان يكونوا مثلك، ولم يبلغ جهدهم على محاكاة أصلك، أو مطاولة فرعك...
وفق الله الجميع ...