منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - قراءة فى كتاب كونوا على الخير أعوانا
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-2020, 10:26 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
رضا البطاوى
أقلامي
 
إحصائية العضو







رضا البطاوى متصل الآن


افتراضي قراءة فى كتاب كونوا على الخير أعوانا


قراءة فى كتاب كونوا على الخير أعوانا
الكتاب من تأليف محمد صالح المنجد وهو يدور حول التعاون كما قال المنجد فى مقدمته:
"فقد جاء الإسلام بالأمر بالتعاون على البر والخير والنهي عن التعاون على الإثم والعدوان قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} سورة المائدة
وما أحوجنا في هذا الزمان الذي انتشر فيه الشر وانحسر فيه الخير وقل المعينون عليه أن نحيي هذه الشعيرة العظيمة وندعو إليها ونحث عليها لما فيها من الخير العظيم والنفع العميم من إقامة أمر الدين وتقوية المصلحين، وكسر الشر ومحاصرة المفسدين"

واستهله المنجد بذكر الإعانة فى اللغة فقال:
"الإعانة ومرادفاتها في اللغة
قال صاحب الألفاظ المؤتلفة:باب الإعانة:
يقال أعانه وأجاره وأيده ورافده وأغاثه وعاونه وعاضده وآزره وناصره وظافره وظاهره ومالأه، والعون: الظهير، ورجل معوان كثير المعونة للناس واستعان به فأعانه وعاونه وفي الدعاء: «رب أعني ولا تعن علي» وتعاون القوم أعان بعضهم بعضا...."
ثم نقل نقولا فى تعريف التعاون فقال :
معنى التعاون شرعا:
قال عبد الرحمن السعدي " الإعانة هي: الإتيان بكل خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها، والامتناع عن كل خصلة من خصال الشر المأمور بتركها، فإن العبد مأمور بفعلها بنفسه، وبمعاونة غيره عليها من إخوانه المسلمين، بكل قول يبعث عليها، وبكل فعل كذلك " (تيسير الكريم الرحمن 2 / 238 بتصرف يسير)
وسئل سفيان بن عيينة عن قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} فقال: هو أن تعمل به وتدعو إليه وتعين فيه وتدل عليه (حلية الأولياء 7 / 284)
يقول القرطبي في تفسيره: (وتعاونوا على البر والتقوى: هو أمر لجميع الخلق بالتعاون على البر والتقوى؛ أي ليعن بعضكم بعضا، وتحاثوا على أمر الله تعالى واعملوا به، وانتهوا عما نهى الله عنه وامتنعوا منه، وهذا موافق لما روي عن النبي (ص)أنه قال: «الدال على الخير كفاعله» الجامع لأحكام القرآن 3 / 6 / 33

وقال القاسمي في تفسيره: (لما كان الاعتداء غالبا بطريق التظاهر والتعاون، أمروا - إثر ما نهوا عنه - بأن يتعاونوا على كل ما هو من باب البر والتقوى، ومتابعة الأمر ومجانبة الهوى ثم نهوا عن التعاون في كل ما هو من مقولة الظلم والمعاصي) (محاسن التأويل 3 / 22)وقال ابن القيم في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} الآيةاشتملت هذه الآية على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم فيما بينهم بعضهم بعضا وفيما بينهم وبين ربهم، فإن كل عبد لا ينفك عن هاتين الحالتين وهذين الواجبين: واجب بينه وبين الله وواجب بينه وبين الخلق، فأما ما بينه وبين الخلق من المعاشرة والمعاونة والصحبة فالواجب عليه فيها أن يكون اجتماعه بهم وصحبته لهم تعاونا على مرضاة الله وطاعته التي هي غاية سعادة العبد وفلاحه ولا سعادة له إلا بها وهي البر والتقوى اللذان هما جماع الدين كله) (زاد المهاجر 1 / 6-7) "
وتلك التعاريف بعيدة كل البعد عن معنى التعاون الذى يعانى الاشتراك فى عمل ما سواء كان خيرا أو شرا فالسعدى يقول الإتيان بكل خصلة من خصال الخير المأمور بفعلها فهنا المأمور واحد بينما التعاون اشتراك لأن الله خاطب الجمع فقال "وتعاونوا" ومن ثم لا يوجد تعاون مفرد وتعريف ابن عيينة هو أن تعمل به وتدعو إليه وتعين فيه وتدل عليه فيه نفس الخطأ وهو العمل به والدعوة له وهذا عمل مفرد وتعريف القرطبى الوحيد الصحيح ونقل المنجد أهمية التعاون عن زاد المهاجر فقال:
ثم بين أهمية التعاون على البر والتقوى وأنه من مقاصد اجتماع الناس فقال: " والمقصود من اجتماع الناس وتعاشرهم هو التعاون على البر والتقوى، فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علما وعملا، فإن العبد وحده لا يستقل بعلم ذلك ولا بالقدرة عليه؛ فاقتضت حكمة الرب سبحانه أن جعل النوع الإنساني قائما بعضه ببعضه معينا بعضه لبعضه (زاد المهاجر 1 / 13)فالإنسان ضعيف بوصفه فردا، قوي باجتماعه مع الآخرين، وشعور الإنسان بهذا الضعف يدفعه حتما إلى التعاون مع غيره في أي مجال، فأمر الله العباد أن يجعلوا تعاونهم على البر والتقوى"
وتناول المنجد الفروق بين البر والتقوى، والإثم والعدوان فقال:
"الفرق بين البر والتقوى، والإثم والعدوان:
قيل البر والتقوى لفظان بمعنى واحد، وكل بر تقوى، وكل تقوى بر وقيل: البر يتناول الواجب والمندوب إليه، والتقوى رعاية الواجب، وقد ندب الله سبحانه إلى التعاون بالبر وقرنه بالتقوى له؛ لأن في التقوى رضا الله تعالى، وفي البر رضا الناس، ومن جمع بين رضا الله تعالى ورضا الناس فقد تمت سعادته وعمت نعمته (انظر الجامع لأحكام القرآن 6 / 47) و" البر هو اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأعمال الظاهرة والباطنة، من حقوق الله، وحقوق الآدميين، والتقوى في هذه الآية:اسم جامع، لترك كل ما يكرهه الله ورسوله، من الأعمال الظاهرة والباطنة (تيسير الكريم الرحمن 2 / 238)وقال ابن القيم مفرقا بينهما: " وأما عند اقتران أحدهما بالآخر كقوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} فالفرق بينهما فرق بين السبب المقصود لغيره والغاية المقصودة لنفسها فإن البر مطلوب لذاته إذ هو كمال العبد وصلاحه الذي لا صلاح له بدونه كما تقدم وأما التقوى فهي الطريق الموصل إلى البر والوسيلة إليه (زاد المهاجر 1 / 11)"
فيما سبق بين المنجد أن البر والتقوى بمعنى واحد أو بمعنيين فى الآية والحق أنهما بمعنى واحد فى الآية ثم نقل عن السعدى أن الإثم شىء والعدوان شىء فقال:
"أما الفرق بين الإثم والعدوان:

فيقول الشيخ عبد الرحمن السعدي: ( {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وهو التجري على المعاصي التي يأثم صاحبها"والعدوان" وهو التعدي على الخلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم فكل معصية وظلم يجب على العبد كف نفسه عنه، ثم إعانة غيره على تركه) (تيسير الكريم الرحمن 2 / 239)"
والإثم والعدوان هو بمعنى واحد فكل ذنب إثم وكل عدوان هو أى اعتداء على أحكام الله بعصيانها إثم
وجاءنا المنجد بتعريف البر بالبر فقال:
"ومن القواعد المؤكدة في التعاون:
أن المعاونة على البر بر:
قال البيهقي " الثالث والخمسون من شعب الإيمان؛ وهو باب في التعاون على البر والتقوى قال الله عز وجل {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} ومعنى هذا الباب أن المعاونة على البر بر لأنه إذا عدمت مع وجود الحاجة إليه لم يوجد البر وإذا وجدت وجد البر فبان بأنها في نفسها بر ثم رجح هذا البر على البر الذي ينفرد به الواحد بما فيه من حصول بر كثير مع موافقة أهل الدين والتشبه بما بني عليه أكثر الطاعات من الاشتراك فيها وأدائها بالجماعة " (شعب الإيمان 6 / 101) ثم ساق حديث رسول الله (ص)حيث قال: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تمنعه من الظلم، فذلك نصره» أخرجه البخاري برقم 2444
ومعنى هذا أن الظالم مظلوم من جهته كما قال الله عز وجل {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه} فكما ينبغي أن ينصر المظلوم إذا كان غير نفس الظالم ليدفع الظلم عنه كذلك ينبغي أن ينصر إذا كان نفس الظالم"

ومعنى كلامه أن الاشتراك فى البر وهو طاعة الله عمل صالح ثم مقل عن ابن خلدون أن التعاون بين البشر من فطرة الله التي فطر الناس عليها فقال:
"التعاون بين البشر من فطرة الله التي فطر الناس عليها:
يقول ابن خلدون في مقدمته:
الإنسان قد شاركته جميع الحيوانات في حيوانيته من الحس والحركة والغذاء والكن وغير ذلك وإنما تميز عنها بالفكر الذي يهتدي به لتحصيل معاشه والتعاون عليه بأبناء جنسه والاجتماع المهيء لذلك التعاون، وقبول ما جاءت به الأنبياء عن الله تعالى والعمل به واتباع صلاح أخراه (مقدمة ابن خلدون 1 / 429)
وبين أهمية الاجتماع والتعاون لبني البشر وذكر أن التعاون يحصل به من الثمرة أكثر من حاجات المتعاونين فقال:

(قد عرف وثبت أن الواحد من البشر غير مستقل لتحصيل حاجاته في معاشه وأنهم متعاونون جميعا في عمرانهم على ذلك، والحاجة التي تحصل بتعاون طائفة منهم تشتد ضرورة الأكثر من عددهم أضعافا، فالقوت من الحنطة مثلا لا يستقل الواحد بتحصيل حصته منه وإذا انتدب لتحصيله الستة أو العشرة من حداد ونجار للآلات وقائم على البقر وإثارة الأرض وحصاد السنبل وسائر مؤن الفلح وتوزعوا على تلك الأعمال أو اجتمعوا وحصل بعملهم ذلك مقدار من القوت فإنه حينئذ قوت لأضعافهم مرات فالأعمال بعد الاجتماع زائدة على حاجات العاملين وضروراتهم) انتهى (مقدمة ابن خلدون ج: 1 ص: 360)
ويقول في موضع آخر فيه مزيد بيان: (إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وركبه على صورة لا يصلح حياتها ولا بقاؤها إلا بالغذاء، وهداه إلى التماسه بفطرته، وبما ركب فيه من القدرة على تحصيله، إلا أن قدرة الواحد من البشر قاصرة عن تحصيل حاجته من ذلك الغذاء، غير موفية له بمادة حياته منه ولو فرضنا منه أقل ما يمكن فرضه وهو قوت يوم من الحنطة مثلا، فلا يحصل إلا بعلاج كثير من الطحن والعجن والطبخ، وكل واحد من هذه الأعمال الثلاثة يحتاج إلى مواعين وآلات لا تتم إلا بصناعات متعددة من حداد ونجار وفاخوري هب أنه يأكل حبا من غير علاج؛ فهو أيضا يحتاج في تحصيله حبا إلى أعمال أخرى أكثر من هذه؛ الزراعة والحصاد والدارس الذي يخرج الحب من غلاف السنبل، ويحتاج كل واحد من هذه إلى آلات متعددة وصنائع كثيرة أكثر من الأولى بكثير، ويستحيل أن توفي بذلك كله أو ببعضه قدرة الواحد، فلا بد من اجتماع القدر الكثيرة من أبناء جنسه ليحصل القوت له ولهم) (مقدمة ابن خلدون 2 / 272-274) "

وما نقله عن ابن خلدون عغن وجود فطرة مولود بها التاس هو محض باطل فالناس يولدون دون اى معرفة سابقة كما قال تعالى ""والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
فمعارف الناس مكتسبة فهم يتعلمون التعاون من خلال للأسرة وغيرها واستنتج المنجد التالى من كلام ابن خلدون:
"وهذا الكلام يدل قطعا على أن توزيع المهمات لإنجاز الأعمال من التعاون المطلوب، وأن هذا التعاون بين الأفراد ينتقل بعمل كل منهم ليصبح وظيفة عامة اجتماعية تكفل العيش لعدد كبير من المجتمع، فالتعاون بين الأفراد وتقسيم العمل ظاهرتان ملازمتان للإنسان ولا غنى له عنهما، وأن تعاون المجموعة لا ينتج ما يكفيهم فقط وإنما يزيد ويفيض وهذا كلام عام في الأمور الدينية والدنيوية"
وهو هنا يتكلم عن توزيع مهام العمل على الناس كى يقدروا على أن يعيشوا مها من خلال ثم تكلم عن أسباب التعاون فقال:
"فأما بالنسبة للتعاون الشرعي فإن الأسباب الدافعة لدى المسلم للتعاون على البر والتقوى والمشاركة في الخير عدة ومنها:
- تحصيل ثواب امتثال الأمر الوارد في قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}
- زيادة الأجر والمضاعفة: قال ابن القيم (فإن العبد بإيمانه وطاعته لله ورسوله قد سعى في انتفاعه بعمل إخوانه المؤمنين مع عمله كما ينتفع بعملهم في الحياة مع عمله، فإن المؤمنين ينتفع بعضهم بعمل بعض في الأعمال التي يشتركون فيها كالصلاة في جماعة؛ فإن كل واحد منهم تضاعف صلاته إلى سبعة وعشرين ضعفا لمشاركة غيره له في الصلاة، فعمل غيره كان سببا لزيادة أجره كما أن عمله سبب لزيادة أجر الآخر بل قد قيل إن الصلاة يضاعف ثوابها بعدد المصلين، وكذلك اشتراكهم في الجهاد والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى، وقد قال النبي (ص)«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه» ، ومعلوم أن هذا بأمور الدين أولى منه بأمور الدنيا فدخول المسلم مع جملة المسلمين في عقد الإسلام من أعظم الأسباب في وصول نفع كل من المسلمين إلى صاحبه في حياته وبعد مماته، ودعوة المسلمين تحيط من ورائهم، وقد أخبر الله سبحانه عن حملة العرش ومن حوله أنهم يستغفرون للمؤمنين ويدعون لهم وأخبر عن دعاء رسله واستغفارهم للمؤمنين كنوح وإبراهيم ومحمد (ص) (الروح 1/ 128)
- الحاجة: فإن كثيرا من الأهداف والمشاريع الإسلامية لا يمكن تحقيقها فرديا، ولهذا قيل: لا يعجز القوم إذا تعاونوا
- إتقان العمل وسهولة القيام به يكون أبلغ مع التعاون والعمل الجماعي وذلك أن الاشتراك في العمل مع آخرين يجعله أخف مشقة وأسهل لتوزع الحمل على الجميع"

والرجل هنا يعدد الأسباب الدنيوية والأخروية مها ولكن سبب التعاون واحد دنيوى وهو طاعة الله ويترتب عليه الثانى وهو الحصول على الثواب وهو الجنة فى الأخرة
وتعرض المنجد للتعاون المأمور به فقال:
"والتعاون المأمور به في الآية:
الأول: تعاون على البر والتقوى؛ من الجهاد وإقامة الحدود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستيفاء الحقوق وإيصالها إلى مستحقيها، يقول القرطبي في تفسيره: (والتعاون على البر والتقوى يكون بوجوه، فواجب على العالم أن يعين الناس بعلمه فيعلمهم، ويعينهم الغني بماله، والشجاع بشجاعته في سبيل الله، وأن يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة «المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم» ، ويجب الإعراض عن المتعدي، وترك النصرة له ورده عما هو عليه) (الجامع لأحكام القرآن 6 / 47)
والتعاون المنهي عنه في الآية: التعاون على الإثم والعدوان؛ كالإعانة على سفك دم معصوم، أو أخذ مال معصوم، أو انتهاك عرض مصون، أو ضرب من لا يستحق الضرب ونحو ذلك "

وبين الرجل وسائل المعاونة فقال :
"والمعاونة تكون بالجاه والبدن والنفس والمال والقول والرأي"
ثم تحدث عن مجالات التعاون فى رأيه فقسمها وقال:
"أولا: التعاون في مجال الدعوة ونصرة الدين:
ويكون ذلك بنصرة الإسلام وأهله، فقد حض الله تعالى عباده المؤمنين على نصرة دينه وأوليائه، ونصرة نبيه ومؤازرته ومعاونته على إقامة الدين ونشر الدعوة بشتى الوسائل المشروعة، فقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله} الصف: 14، أي يساعدني في الدعوة إلى الله (البداية والنهاية 2 / 85)
ولهذا ينبغي أن يتعاون المسلم مع أخيه المسلم في الدعوة إلى الله، ليشد أزره ويتقوى به كما قال الله تعالى لموسى عليه السلام: {سنشد عضدك بأخيك} (القصص: 35) ، وقال ورقة بن نوفل للنبي (ص)" وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا " أي أعاونك وأؤيدك في نشر دعوتك، وقال جابر «مكث رسول الله (ص)بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي المواسم بمنى يقول من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة» رواه الإمام أحمد في مسنده 13934
ومن صور التعاون في مجال الدعوة ونصرة الدين: جهاد الكفار والمنافقين في سبيل الله عز وجل، ومشاركة أهل الدعوة الإسلامية في الحروب ضد أهل الكفر والضلال، وتهيئة جميع الوسائل والعدة والعتاد من أجل الجهاد في سبيل الله؛ وقد تعاون الصحابة في الجهاد في مشاهد كثيرة ومواقف متنوعة ومن ذلك حفر الخندق وأصابهم في ذلك ما أصابهم فصبروا، فعن جابر أنه قال: «لما حفر النبي (ص)وأصحابه الخندق أصابهم جهد شديد حتى ربط النبي (ص)على بطنه حجرا من الجوع» أخرجه البخاري برقم 4101ومن صور التعاون في نصرة الدين التي حدثت في عهد النبي (ص)التعاون على قتل مدعي النبوة، وقتل رؤوس أهل الشرك والمرتدين ومنهم الذين يسبون النبي (ص)فعن جابر بن عبد الله عن النبي (ص)أنه قال: «من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله، فقام محمد بن سلمة، فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال: نعم، قال: فأذن لي أن أقول شيئا، قال: قل» ، فأتاه محمد بن مسلمة فقال: إن هذا الرجل قد سألنا صدقة وإنه قد عنانا وإني قد أتيتك أستسلفك، قال: والله لتملنه (ليزيد ضجركم منه) قال:إنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه، فقد أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين، فقال: نعم ارهنوني، قالوا: أي شيء تريد؟ قال: ارهنوني نساءكم، قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب قال: فارهنوني أبناءكم؟ قالوا: كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم، فيقال: رهن بوسق أو وسقين، هذا عار علينا، ولكنا نرهنك اللأمة (يعني السلاح) ، فواعده أن يأتيه، فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة، فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم، فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة؟ فقال: إنما هو محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة، إن الكريم لو دعي لطعنة بليل لأجاب، فنزل إليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب، فقال: ما رأيت كاليوم ريحا - أي أطيب - أتأذن لي أن أشم رأسك، قال: نعم، فشمه، ثم أشم أصحابه، ثم قال: أتأذن لي، قال: نعم، فلما استمكن منه، قال: دونكم، فقتلوه، ثم أتوا النبي (ص)فأخبروه (أخرجه البخاري برقم 4037) وقال ابن عبد البر في ترجمة زياد بن حنظلة التميمي: له صحبة، وهو الذي بعثه الرسول (ص)إلى قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر ليتعاونوا على مسيلمة وطليحة والأسود (بغية الطلب في تاريخ حلب 9 / 3916) "
وبعد مما قاله المنجد ونقله لا أساس له وإنما هو روايات مفتراة فرواية قتل كعب فيها روايات كثيرة متناقضة تجعلها فى النهاية لم تحدث ثم بين الوجه الثانى فقال :
"ثانيا: التعاون على إقامة العبادات:
جاء عن أبي موسى الأشعري في خطبة خطبها في قوم: (فانظروا رحمكم الله واعقلوا وأحكموا الصلاة واتقوا الله فيها وتعاونوا عليها وتناصحوا فيها بالتعليم من بعضكم لبعض والتذكير من بعضكم لبعض من الغفلة والنسيان فإن الله عز وجل قد أمركم أن تعاونوا على البر والتقوى والصلاة أفضل البر) (طبقات الحنابلة 1 / 354) ومن أمثلة ذلك:
التعاون على قيام الليل:

كان أهل البيت الواحد من أوائل هذه الأمة يتوزعون الليل أثلاثا يصلي هذا ثلثا ثم يوقظ الثاني فيصلي ثلثا ثم يوقظ الثالث فيصلي الثلث الأخير عن أبي عثمان النهدي قال تضيفت أبا هريرة سبعا فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا يصلي هذا ثم يوقظ هذا ويصلي هذا ثم يوقظ هذا (سير أعلام النبلاء 2 / 609)وكان الحسن بن صالح وأخوه علي وأمهما يتعاونون على العبادة بالليل وبالنهار قياما وصياما فلما ماتت أمهما تعاونا على القيام والصيام عنهما وعن أمهما فلما مات علي قام الحسن عن نفسه وعنهما وكان يقال للحسن حية الوادي يعني لا ينام بالليل (أنظر حلية الأولياء 7 / 328)
ثالثا: التعاون في بناء المساجد:
قال الله تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون} {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} التوبة:17 - 18
وقد أورد البخاري في صحيحه بابا في التعاون في بناء المساجد، وسطر فيه أحاديثا تبين بوضوح مدى التعاون بين النبي (ص)وأصحابه في بناء المسجد النبوي فعن أبي سعيد في ذكر بناء المسجد قال «كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين فرآه النبي (ص)فينفض التراب عنه ويقول ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار قال يقول عمار أعوذ بالله من الفتن» (رواه البخاري 428)
وقام المسلمون يعمرون المساجد في البلاد التي فتحوها، قال بعض الشعراء في وصف مسجد الكوفة لما بني على أربعة أساطين ضخمة لم يحدث فيها خلل ولا عيب:
بنى زياد لذكر الله مصنعة من الحجارة لم تعمل من الطين
لولا تعاون أيدي الإنس ترفعها إذا لقلنا من أعمال الشياطين
(فتوح البلدان 1 / 342)"

الروايات الموجودة هنا تخالف كتاب الله فرواية الضيافة سبعا تخالف المعروف من كونها ثلاثا وصحابى عالم كأبى هريرة لا يمكن أن يكون ثقيلا فيقيم عند الرجل سبعة أبام والرواية عن الصيام والقيام تخالف كتاب الله قلا يوجد صوم تطوع ولا نافلة لكون الصوم عقوبة عند الله على الجرائم والله لا يبيح فرض الناس العقوبات على أنفسهم ورواية قتل عمار فهى من الغيب الذى لا يعلمه النبى(ص) كما قال تعالى " ولا أعلم الغيب" وقال " ما أدرى ما يفعل بى ولا بكم" فكيف يعلم الغيب ؟
ثم ذكر ومجالا رابها للتعاون فى ظنه فقال :
رابعا: التعاون في مجال طلب العلم:
وهذا باب من التعاون يكفي في معرفته مطالعة كتب السير الغاصة بالقصص التي بلغت من التعاون أوجه، فهذا عمر يقول: كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على النبي (ص)فينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته من خبر ذلك اليوم من الأمر وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك الحديث رواه البخاري 4792" وكان عمر مؤاخيا أوس بن خولي لا يسمع شيئا إلا حدثه ولا يسمع عمر شيئا إلا حدثه , وقوله (جئته بما حدث من خبر ذلك اليوم من الوحي أو غيره) أي من الحوادث الكائنة عند النبي (ص) وفي رواية "إذا غاب وشهدت أتيته بما يكون من رسول الله (ص)" وفي رواية الطيالسي "يحضر رسول الله (ص)إذا غبت وأحضره إذا غاب ويخبرني وأخبره " وفي رواية " لا يسمع شيئا إلا حدثه به ولا يسمع عمر شيئا إلا حدثه به " (باختصار من فتح الباري: شرح الحديث السابق: كتاب النكاح)
وقد تعرض لطالب العلم ضائقة خلال طلبه فيهب إخوانه لمعاونته: قال عمر بن حفص الأشقر: كنا مع محمد بن إسماعيل (وهو البخاري) بالبصرة نكتب الحديث ففقدناه أياما فطلبناه فوجدناه في بيت وهو عريان وقد نفذ ما عنده ولم يبق معه شيء، فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوبا وكسوناه ثم اندفع معنا في كتابة الحديث (تاريخ بغداد 2 / 13) وقد يعين العالم من ليس من أهل العلم ويحتسب بالإنفاق عليه أجر تفريغ العالم وطالب العلم للتدريس والطلب: قال هياج بن عبيد كان لرافع قدم في الزهد وإنما تفقه الشيخ أبو إسحاق وأبو يعلى بن الفراء بمعاونة رافع لهما لأنه كان يحمل وينفق عليهما (سير أعلام النبلاء 18 / 52)






 
رد مع اقتباس