جاءَتْ كعمياءَ العصورِ بِقُمْقُم ِ
وتنكّبَتْ غيضَ الأنامِ لِمُؤلِم ِ !
وتشبّهَتْ بالحُرصِ عند خروجِها
بينَ الأنامِ بقلبِها المُتسمِّم ِ !
والناسُ مِنْ شرِّ الظليمةِ حقُّها
في أن تكونَ بِرفضِها المُتدَمدِم ِ !
إذ إنَّ أوكارَ الفسادِ تكاثَرَتْ
فيمَنْ أدارَ الحُكمَ في جهلٍ عمي !
والرفضُ لا يعني القتالَ بجبهةٍ
فيها الدماءُ بسيلها المُتورِّم ِ !
أو حرقُ أبنيةِ البلادِ وجعلُنا
بين الشعوبِ بمظهرِ المُتقزِّم ِ !
والحقُّ يُؤخذُ بالغِضابِ وجنْبُهُ
لُبٌّ رشيدٌ ، لا كعقلِ تلعْثُم ِ !
فعدوُّنا خَسِرَ الرهانَ بِوَقْعَةٍ
فجرى يُرتِّبُ حالَهُ بِتعتُّم ِ !
فحذارِ مِنْ دسِّ السمومِ بِلُقْمةٍ
فيها المماتُ لِشعبنا المُتظلِّم ِ !
ولقد أتتْنا ذكرياتٌ مُرّةٌ
منها اسْتقينا فِكرَنا بتحزُّم ِ !
والحزمُ يعني في بناءِ نفوسِنا
لا أن نكونَ بحالةِ المُتلثِم ِ !
فالأصلُ في أفعالِنا أنْ نرتقي
بِخلاقِنا في شهرِ فَجْرِ مُحرَّم ِ !