وقال...
(لا أستطيع أن أكتب عن دمشق، دون أن يعرّش الياسمين على أصابعي.
ولا أستطيع أن أنطق باسمها، دون أن يكتظ فمي بعصير المشمش، والرمان، والتوت، والسفرجل.
ولا أستطيع أن أتذكّرها، دون أن تحط على جدران ذاكرتي ألف حمامة..
وتطير ألف حمامة).
(كل حروف أبجديتي مقتلعة حجراً حجراً من بيوت دمشق.. وأسوار بساتينها، وفسيفساء جوامعها..
قصائدي كلها معمرة على الطراز الشامي..
كل أَلِفٍ رسمتها على الورق هي مئذنة دمشقية..
كل ضَمّةٍ مستديرة هي قبة من قباب الشام..
كل حاءٍ هي حمامة بيضاء في صحن الجامع الأموي..
كل عينٍ هي عين ماء..
كل شين هي شجرة مشمش مزهرة..
كل سين هي سنبلة قمح..
كل ميم هي امرأة دمشقية.. وما أكثر الميمات في دواوين شعري..
وهكذا تستوطن دمشق كتابتي، وتشكل جغرافيتها جزءاً من جغرافية أدبي..)