منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-2010, 10:43 AM   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش متصل الآن


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

الكثير من الحقائق صار يجب أن تبقى خلف الستار ..!!

ليست زيارة أو عودة السيد وليد جنبلاط إلى سوريا العربية , موضوعا قائما بذاته .

وليست القضية بأي حال من الأحوال قضية شخصية أو معنوية , ولا تفصيل في العلاقات السورية اللبنانية تاريخيا كان يوما كذلك .

بل هي (القضية الجنبلاطية إذا جاز لنا التعبير) , "عنوان" آخر لمرحلة ستأتي , و"نموذج" يفترض أصحابه انه سيتم إطلاقه قريبا من المختبر اللبناني .

عندما يعود السيد فؤاد السنيورة "نور" , إلى رئاسة الحكومة في لبنان , وسيعود , سيفتح ذلك في المجال للحديث عن "هذا النموذج" .

"العنوان" الذي يقدمه السيد وليد جنبلاط اليوم , هو المدخل البسيط والواضح للنموذج قيد التحضير .

إطلاق النموذج عملية تخضع لسيطرة وتوقيت أمريكي من ضمن نهج شرقي أوسطي ودولي معقد للغاية .

الإسرائيلي سينفذ القرار الأمريكي أو السيناريو الأمريكي في بيئته اللوجستية , وسيطلب في المقابل ثمنا محددا في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن .

الإسرائيلي قدم للأمريكان السيناريو العسكري الأمني الذي يعتقد انه قادر عبره وبواسطته على التخلص من وجود وضغوط حزب الله على كامل مساحة الجنوب .

وقدم ملفا متكاملا عن التغيير الديموغرافي الذي سينفذه في الجنوب والجولان , عبر الترانسفير , وتداعياته الحتمية على الأردن .

وقدم ملفا متكاملا عن البنية الجديدة للنظام السياسي في لبنان القادر على استيعاب التوطين والترانسفير معا .

وقدم ملفا لتمويل نفطي عربي سخي , لتنفيذ كل ذلك , وهو ينتظر الضوء الأخضر الأمريكي .

بالتأكيد الضوء الأخضر الأمريكي يرتبط أولا بالقدرة على ما يشبه الحسم في أفغانستان , وهذا الأمر سينتظر إلى ما بعد هذا الصيف على اقرب تقدير .

وبالتأكيد كل ذلك يرتبط أولا بالاستقرار السياسي الأمني في الباكستان وهو أمر لم يتأكد بعد .

وبالتأكيد كل ذلك يرتبط بوصول الأمريكان في مواجهة الروس والصينيين إلى "نقطة اللاعودة" , في السعي الأمريكي إلى البقاء قوة كونية وحيدة ومهيمنة وعبر العالم كله وبالرغم من الكارثة الاقتصادية .

(نقطة اللاعودة قادمة) , هذا يعني حرب كونية محدودة على اقل تقدير , وهذا يعني احتمال حصول إسرائيل على فرصتها لتنفيذ مخططاتها في سوريا ولبنان والأردن .

تحتاج إسرائيل لصناعة وضع امني لوجستي جديد على الأرض في الجنوب وصولا إلى طريق الشام لتضمن انتصارا على حزب الله وورقة إستراتيجية حاسمة لفرض شروطها على دمشق تحت التهديد العسكري المباشر .

بمقدار ما كان خروج الجيش العربي السوري من لبنان , ليشكل ثغرة إستراتيجية قاتلة عسكريا وامنيا وسياسيا , ولا يزال , وسيبقى , على دمشق .

كان التوظيف الإسرائيلي لاغتيال السيد رفيق الحريري يتركز على هذه النقطة , كشف خاصرة دمشق الضعيفة .

{وجاءت حرب العام 2006 على سوريا عبر جنوب لبنان ثم على حزب الله , لمحاولة الوصول إلى طريق الشام , وتهديد دمشق} .

هذه الحرب جعلت العلاقة بين سوريا العربية وحزب الله , علاقة فوق إستراتيجية , علاقة مصير مشترك .

صار صمود حزب الله في الجنوب يعني لسوريا العربية أمن عاصمتها وضمانة وحيدة لاسترجاع الجولان .

وصار صمود سوريا هو شريان الحياة لحزب الله .

الدروس التي يفترض الإسرائيلي انه تعلمها من تلك التجربة تستند إلى المزيد من ثقافة الإبادة والتدمير .

بمعنى أن تكون الحرب القادمة حرب إبادة حقيقية لا تنتهي بالقنابل العنقودية كحرب العام 2006 , (بل تبدأ بالنابالم الحارق) .

وان يكون النظام القائم في بيروت , مواليا بالكامل عبر رئيسي الحكومة والجمهورية لإسرائيل .

وان يكون لدى الحلفاء إمكانية فتح النار (تحت شعار الحرب المذهبية) على جمهور حزب الله , وقطع كل خطوط الاتصال بين الجنوب والبقاع وبيروت .

وان يكن لديهم القدرة على ضرب الحلفاء الوطنيين لحزب الله في داخل النسيج الوطني الحاضن للمقاومة , إسلاميا ومسيحيا , ومناطقيا .

{هذا المخطط بشقه الداخلي المذهبي , هو الذي لا يريد السيد وليد جنبلاط أن يكون طرفا فيه تحديدا , لأنه يعرف ويتحسب لتأثيرات أي فشل على المستقبل المذهبي في لبنان كله} .

تكتل "لبنان أولا" , يقوم على هذه الأرضية تحديدا , أرضية أن يكون (فك الكماشة الثاني والمقابل لإسرائيل) في حربها المفترضة على سوريا عبر الجنوب اللبناني .

سوريا تفقد كل أوراقها إذا خرجت من حالة الدفاع , وهذه الخطيئة القاتلة لن ترتكبها سوريا العربية .

إسرائيل لا تستطيع أن تهاجم سوريا عبر الجولان , من ضمن آليات الوضع الدولي المعقد .

لبنان هو مدخل إسرائيل الوحيد إلى دمشق .
ولبنان هو خاصرة سوريا القاتلة .

من الطبيعي أن تستقبل دمشق , في حربها السيادية بل والوجودية مع إسرائيل , السيد وليد جنبلاط , وتضمن وفق كل الآليات الممكنة "حياده" في حال حدوث هكذا سيناريو إسرائيل همجي .

من مصلحة السيد وليد جنبلاط , الآن ومستقبلا , أن يكون خارج تكتل لبنان أولا , لأنه الوحيد الذي يمتلك من "أوراق ثمينة" لا مبرر للمغامرة بها وفقدانها , وخصوصا انه صار يعرف جيدا أن الفشل هو الأقرب إلى المنطق وان المكتسبات لن تكون كما يريدها , (ولن تحل له إشكالية والده في تصفية حساب مستمرة منذ 300 عام) .

سوريا العربية لم ولن تفكر يوما في تغيير أو تعديل النظام السياسي الغرائبي في لبنان , ذلك شأن لبناني داخلي , ولو انه مدمر .

سوريا العربية لن تقف ساكنة لتتفرج على اختراق إسرائيلي لعمقها الإستراتيجية ومداها الحيوي بل الوجودي , عبر لبنان .

ثورة الأرز التي فشلت في أن تكون فك الكماشة الثاني والمقابل لإسرائيل في حرب إبادة حزب الله والجنوب وحصار سوريا العربية عسكريا العام 2006 .
تتحول اليوم إلى (تنظيم عسكري امني ميليشياوي) استعداد افتراضيا لحرب إبادة إسرائيلية ثانية أكثر همجية وتدميرا .

لا سوريا العربية ولا حزب الله سيقدمان لإسرائيل ولعقلاء عرب النفط والسلام , ذريعة كافية للحصول على ضوء أخضر أمريكي لتنفيذ حرب الإبادة هذه .

{سياسة الاستيعاب السورية هي استراتيجيا سياسية صائبة الرؤية وواسعة الطيف .
وفتح الخطوط مع الأمريكان قد يكون ضروريا لتعطيل احتمال استغلال إسرائيل لفراغ سياسي إقليمي , والحصول على ضوء أخضر أمريكي} .

ورهان حزب الله على الزمن من ضمن الاستمرار في اللعبة السياسية اللبنانية الداخلية بالرغم من كل زيفها وخداعا وعبثها على أرضية تآمرية مذهبية رهيبة , هو رهان خلاق فعلا .

أهلا وسهلا ومرحبا بالسيد وليد جنبلاط في دمشق , لا كخاسر , ولا كمقايض , ولا كحليف , ولا كصديق , ولا كعدو .
بل كزعيم سياسي إقطاعي لبناني تقليدي , يريد أن يُجنب زعامته ومن يمثل , أخطار رهان جديد على تغيير لن يحصل , وانتصار لن يأتي , وانتظار قد لا ينتهي .

كلمة للأصدقاء ..

الخطر الإسرائيلي وجودي , والمخططات الإسرائيلية كارثية النتائج , والكيان اليهودي استعمار حقيقي , وخطر هذا الكيان ومرتزقته خطر إقليمي رهيب .
(( واستهدافه القادم , دمشق الشام ورمزيتها التاريخية كلها )) .

التماهي مع حزب الله , قضية إستراتيجية متبادلة , وليس خيارا أو مذهبية .

العلاقة مع إيران هي علاقة مع (مستقبل التنمية آسيا كلها) , من ضمن رؤية جديدة لعالم خالي من التلوث الاستعماري , خالي من الامبريالية الأمريكية والمرتزقة الصهاينة أو الإسرائيليين أو اليهود , لا فرق حقيقي .

بالتأكيد أيها الأحبة ..
الشعوب العربية كلها تستحق نظاما سياسيا مختلفا للغاية .
وفي الطريق إلى ذلك , علينا جميعا أن نتحرر من الاستعمار الأمريكي , والوجود الإسرائيلي أولا وقبل كل شيء .

عند ذلك وفقط , سنمتلك أدوات التغيير , وسندخل مرحلة التغيير , وسنستحق هويتنا الحضارية .

لا اعتراف .. لا مفاوضات .. لا صلح .

لن نقدم لهم شيئا أبدا .

القدس لنا .

20/3/2010

..







 
رد مع اقتباس