منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - حوارات في الأدب والثقافة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-2007, 02:36 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
د. حسين علي محمد
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. حسين علي محمد غير متصل


افتراضي رد: حوارات في الأدب والثقافة

نوبل جائزة عالمية..ولكن !!
.................................

د. ماهر: القيمة المادية ليست معياراً
د. عتمان: الدافع السياسي له اعتباره في التحكيم
حميدة: جائزة مشبوهة
وفية: اهتمام مثقفي العالم بأدبنا.. أفضل
قدري: حصلت علي مكانتها لأنها قديمة وعريقة
د. مجدي: ينقصنا الكثير لتعريف الآخرين بإبداعنا

حوار: د. زينب العسال
............................

يعلن خلال أيام- وربما ساعات- اسم الفائز بجائزة نوبل في الآداب هذا العام. وهو حدث تنتظره الأوساط الثقافية في كل العالم.. ورغم تعدد الجوائز الأدبية. مثل بوكر. واتحاد الناشرين. وجونكور. وبوليتزر. والفيصل. وغيرها.. فان القيمة الأهم تظل لنوبل. ويفرض السؤال نفسه: لماذا؟ ونضيف سؤالا آخر: هل يمكن إنشاء جائزة عربية موازية لجائزة نوبل. وتقاربها في المكانة والتأثير؟
ليس هناك- علي حد تعبير ماهر شفيق فريد- ما يدعو إلي الدهشة في كون جائزة نوبل أهم الجوائز العالمية. وذلك إذا وضعنا في الاعتبار عدة أمور: فهي أولاً أقدم الجوائز. إذ يرجع عهدها إلي عام .1902 وقد ظلت تمنح بانتظام منذ ذلك الحين. ولم تنقطع إلا مرات نادرة عند نشوب الحربين العالميتين الأولي والثانية. نوبل- ثانيا- أكبر الجوائز قيمة من الناحية المالية. وان كانت قيمتها تتفاوت من عام إلي عام. وقد بلغت في عام 2006 ما يعادل 3.1 مليون دولار أمريكي. وهي- ثالثاً- كانت من نصيب أدباء عالميين. لا خلاف علي عظمتهم. مثل طاغور وإليوت وفوكنر وبيكيت وكامي. ومن ثم كانت تتويجاً لانجازهم عبر حياة أدبية كاملة. وهي- رابعاً- جائزة عالمية. فاز بها أدباء من القارات الخمس. وان كانت الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا هما أكثر الدول حصولاً عليها- وهي- خامساً- جائزة واسعة الأفق. لا تقتصر علي اتجاه دون اتجاه. فقد حصل عليها يمينيون مثل الشاعر الاستعماري الانجليزي كبلنج. ويساريون مثل شاعر شيلي نيرودا. ومؤمنون مثل مورياك. وملحدون مثل سارتر. ومحافظون مثل تشرشل. واشتراكيون مثل برناردشو. فضلاً عن انها شملت ممارسي مختلف الأنواع الأدبية من روائيين وشعراء ومسرحيين ونقاد. بل كانت من نصيب فلاسفة مثل برجسون وراسل. ومؤرخين مثل تشرشل. ومن ثم تنقلت عبر مختلف درجات الطيف الثقافي. ولا أعتقد- والحال هكذا- أننا نستطيع ان نوجد جائزة عربية توازيها في المكانة. هناك جوائز أدبية أوروبية وأمريكية كثيرة. تحظي بالاحترام. مثل جونكور وبوكر وبوليتزر وسيرفانتس. لكنها لا ترقي إلي مقام نوبل. نوبل تكتسب مصداقيتها- إلي حد كبير- من وضع الدولة التي تمنحها. وهي السويد التي عرفت بحيادها وبعدها عن المنازعات الدولية. ولاشك ان في البلاد العربية من يملك- بفضل ثرواته البترولية- ان يمنح جائزة أكبر قيمة مادية من نوبل. لكنه لا يملك أن يمنحها القيمة المعنوية التي انعقدت حول نوبل. نتيجة لتضافر عوامل التاريخ والجغرافيا والمثل الأعلي الذي أرساه نوبل. حين أراد أن يكفر عن اختراعه الديناميت بمنح جوائز تعمل علي تقدم العلوم والآداب. وخدمة قضية السلم العالمي.
ترشيحات
ويري د. أحمد عتمان ان جائزة نوبل لابد ان تؤكد علي أهميتها. ليس بالقيمة المادية. وإنما بطريقة الترشيح. فمن يكتبون الترشيحات ينتمون إلي العديد من الدول. ومنه شخصيات عربية. فهي إذن جائزة عالمية. لأن الترشيح يأتي من كل بلاد العالم. سواء في الشرق أو الغرب. إلي جانب طريقة العمل بواسطة لجان متعددة. تشمل قوميات متعددة. وهذا ما يعطي الجائزة أهمية. وكأن العالم كله يشترك فيها. مع ذلك. فان لنا عليها مآخذ. مثل وجود الدافع السياسي أحياناً. لقد حصل عليها نجيب محفوظ. وكان يستحقها كذلك طه حسين والحكيم والعقاد وغيرهم. المشكلة في عالمنا العربي ان معظم الجوائز تحكمها الذاتية. قد لا يكون العيب في القائمين علي الجوائز. لكن الجو العام يحتم ان يتم اختيار المرشح من قبل صديق أو حبيب. واذا كان فلان لا يعجبني فإني أحرمه من الترشيح للجائزة. وهذا خطأ فادح. فلابد من الموضوعية والتحرر من أية عوامل شخصية. وإعطاء الجائزة لمن يستحقها بالفعل. الجوائز تذهب- في معظم الاحيان- إلي غير مستحقيها.. من الناحية المادية فان مجموع الجوائز التي تمنح في الوطن العربي تفوق نوبل عدة مرات. سواء في مبارك والتقديرية في مصر. والتقدم العلمي في الكويت. والفيصل في السعودية. فلماذا لا يجتمع الوطن العربي حول جائزة واحدة. تفوق نوبل. وتعطي لأي شخص سواء كان عربياً أم فرنسياً أم روسياً أم أمريكياً في العالم العربي هناك إمكانيات هائلة. لكنها مهدرة.
أما الشاعر عبدالقادر حميدة فهو يجد أن نوبل- رغم ذيوع صيتها- جائزة مشبوهة. وان كانت فوائدها أعم من الشبهات التي تحوم حولها.. ويقترح حميدة رصد جائزة للمبدع والعالم والمفكر العربي تكون نابعة من تراثنا وتقديرنا للفكر والابداع. جائزة الملك فيصل تتكامل فيها شروط الجائزة علي مستوي العالم العربي كله. وبالنسبة لمصر. فإنه ينبغي ان نحاول النهوض بالحركة الثقافية والفكرية العربية. ويؤثر في مستوي إبداعه. علينا- اذا فكرنا- في إنشاء جائزة عربية أن تنبع من تراثنا وفكرنا. لابد أولاً من الاهتمام بالبذرة حتي يتم لها الخصوبة. ولتكون مؤهلة للحصول علي الجائزة. إضافة إلي ان يعطي للمبدع الحرية في الابداع والتعبير عن الرأي.
جوائز للآخرين
وتري الكاتبة وفية خيري ان نوبل جائزة لها تاريخ. ولها سمات محددة منذ نشأتها ومن الأصوب ان نفكر في عمل جائزة لها هدفها الموازي. وهو ما لن يتم الا اذا فكرنا ملياً في الهدف الذي ننشده من إنشاء الجائزة. قد يكون الهدف تعرف الآخر إلي آدابنا وتراثنا وثقافتنا. أي أننا نعطي الجائزة للآخرين. سواء في الشرق أو في الغرب. بما يشجع المفكرين والأدباء والنقاد في الخارج أن يهتموا بالعرب ومشكلاتهم. ليتنا نخصص جائزة للفكر والعلوم ثم نخصص جائزة ثانية للابداع كخطوة تالية. فلدينا حالياً عدة جوائز تغطي المجال الأدبي.
ويعيد كاتب أدب الرحلات حسين قدري إلقاء السؤال: لماذا جائزة نوبل هي أشهر وأهم الجوائز العالمية؟ ويجيب: أتصور ان السبب في ذلك مبرر الجائزة نفسها. يبدو واضحاً من أسباب إنشاء الجائزة أنها نوع من تكفير الذنوب. الخواجة السويدي ألفرد نوبل حين اخترع البارود فرح باختراعه كاكتشاف انساني جديد. يمكن ان يضيف لتطور البشرية. وقد ظلت نوبل هي الأصل. والباقي تقليد. لأنها تعطي في فرع واحد من فروع العلم والحياة. والجوائز الأخري تعطي في فرع واحد من فروع الأدب أو الصحافة. نوبل قديمة وعريقة. والجوائز الأخري بنت امبارح لأنها تعطي لمن يحصل عليها "القيمة" وكأنه علي قمة أعلي جبل في العالم. بينما الجوائز الأخري ينسي اسم الحاصل عليها بعد أسبوع واحد.
ويشير د. مجدي توفيق إلي أن جائزة نوبل تكتسب قيمتها من النظام الدقيق الذي تتبعه في اختيار الفائزين. بصرف النظر عن الاتفاق مع الاختيار أو الاختلاف معه. فهو علي الدوام دقيق ويتميز بشبكة ضخمة من الترشيحات. تغطي آداب العالم إلي حد كبير. مما يحقق لها قدراً كبيراً من الاهتمام الاعلامي الذي يساعد علي جعل الأديب الفائزة في كل عام- محل اهتمام كبير في ثقافات العالم المختلفة والمطلب الأهم- في تقدير د. مجدي- هو ان نعيد تقويم مؤسساتنا الجامعية لتكون لها القدرة علي تقديم معرفة حقيقية غنية وواسعة بالأدب العالمي. أتمني- في الوقت نفسه- ان تتجاوز الجامعة العربية محاولاتها لتقديم معرفة ضئيلة بالأدب العربي. إلي محاولات أكثر مسئولية وجدية وتأثيرا. فنغرس في الناس عادة القراءة. ونوفر لهم المكتبات العصرية. ونعين دور النشر العربية علي أداء الدور المأمول منها.
..........................
*المساء ـ في 6/10/2007م.







 
رد مع اقتباس