غادة السمان
تزوج الحنان من الحجر
فولدت بيوت تنحني على أهلها كرحم
في أزقة متلاصقة الشفاه كهمس العشّاق
قرب "باب توما" و "الشاغور" و "القصّاع" و "سوق ساروجة"..
والذهب الضوئي،
يسيل من قباب الجامع الأموي وستي زينب
ومن جرس كنيسة القديس بولص وآثار أقدامه حتى روما..
دمشق زهو الورد الجوري، في خدود صبايا
يقاتلن طواحين الهواء، ويربحن الخسارة المضيئة..
لا تشهري عليّ سيف الذكريات يا دمشق..
أمطار أوروبا على مدى عصور
لن تمحو بصماتك عن أسوار قلبي
وعبثاً يركض الثلج بممحاته المتوحشة فوق سطور أيامنا...