منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - ضيفك على كيفك ،، سؤال جديد لضيف جديد مع الأستاذ الكريم محمد صوانه ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2010, 07:51 PM   رقم المشاركة : 66
معلومات العضو
محمد صوانه
إدارة المنتديات الأدبية
 
الصورة الرمزية محمد صوانه
 

 

 
إحصائية العضو







محمد صوانه غير متصل


افتراضي رد: ضيفك على كيفك ،، سؤال جديد لضيف جديد مع الأستاذ الكريم محمد صوانه ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام الكردي مشاهدة المشاركة
فيرد الكاتب غاضباً,أو غير غاضب,ربما يكون مبتسماً ويقول:
النصوص ملك كتابها,والمعنى في بطن الشاعر..
أتساءل أمامك هنا:
إن كان الشاعر سوف يحتفظ بالمعنى في بطنه,فلماذا يدعوني إلى المؤدبة؟
لماذا عليّ أن أبقى جائعاً,خالي البطن؟
أين أنت من هذا أخي العزيز محمد صوانة, وما هو موقفك؟

أخي عبدالسلام،
حوارك ماتع، وأنت تستجلب الحديث عن زوايا لا يلتفت إليها إلا القليل..

ربما إذا تُركت مع الأيام وتراكمت، تصنع جبلاً من غموض.. يرتب بالنتيجة عسرا في هضم الإبداع - إن حصل-
لا يمكن أن تكون الكتابة موجهة للكاتب نفسه، وإلا لما كان هناك مبرر لنشرها أمام الملأ؛ فيقرأها الخاصة والعامة.. وأقصد بالخاصة هنا المهتمون بالإبداع ذاته، وبالعامة عامة المثقفين والقراء على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم ومرجعياتهم وتنوعها..

والكاتب الذي ينشر منتجه الإبداعي والكتابي، يكتب بالضروره لغيره، فهو صاحب رسالة إبداعية، يقوم بإيصالها من خلال الكتابة -على تنوع فنون الإبداع الأدبي - إلى غيره من الناس..

وعليه، ينبغي أن تكون نصوصه مفهومة، وأن يستخدم الرموز الكتابية والمصطلحات المتداولة والمتعارف عليها بين القراء والفئة المستهدفة بالضرورة؛ فلا يعقل أن تكون للكاتب مصطلحاته الخاصة التي لا يعرفها الآخرون؛ فالأبيض أبيض عند الجميع والرمادي والأسود والملون كذلك أيضاً.. لا نقبل من يدعي أنها تمثل غير ما يعرفه الناس عن هذه الألوان.. تماما كما القيم لا يمكن أن ينظر الكاتب إلى القيم بشكل معكوس؛ فالصدق قيمة إيجابية والكذب عكس ذلك.. وهكذا.

وبالعودة إلى ما يقصده أخي الكريم عبدالسلام، من وجود كتاب يرتاون أوعية النشر الإلكترونية وينشرون نتانجهم الأدبي أو الفكري ثم ينتظرون ردود الفعل فيستقبلون الإيجابي منها ويهشون ويبشون لأصحابها، بينما نراهم يضيقون ذرعا بمن يقدم له نصيحة بأدب أو ينقد منتجهم المنشور على الملأ .. فإن أحسوا بأي ملحوظة أو تصويب أو تصحيح فإنهم يثورون ويقولون إن الناقد/ القارىء لنصهم (اللي ما تخره الميه كما يقول المثل) لم يفهم ما يريدون منه، ولم يهتدِ إلى مقاصدهم "العظيمة" التي ربما تتجاوز بعض الأفهام!!
وهؤلاء هم من السذاجة بمكان كمن يريد أن يغطي سطوع الشمس بغربال (الغربال أداة لتصفية الحبوب ومنها القمح من الشوائب وهي تصنع من أسلاك أو خيوط على شكل شبكة كلها ثقوب وفراغات)!!

وفي هذا المقام، فإن القارىء إذا شعر أن نصا مليئا بالرموز غير المفهومة والصياغة الركيكة، أو الصياغة غير المتوافقة مع أصول الإبداع وسلاسة اللغة؛ فإنه يتركها ويبحث عن غيرها فوراً.. تماما كما المحطات الفضائية إن لم يعجبك برنامج ما في محطة ما فإنك تنتقل إلى غيرهما بومضة من زر رقمي ينقلك فورا إلى ساحة وميدان جديدين..!

لذا، ينبغي على الكتّاب والمبدعين أن يتواضعوا ولا يتكبروا على القراء؛ فالهدف من اللغة ليس التعالي على الناس بل التقريب بين الأفهام والمقامات المشتركة بين الكاتب وقراء نصوصه وإبداعاته..

آمل أن أكون قد قاربت ما ترمي إليه أخي عبد السلام..
مع خالص تقديري..