اختي الاستاذة الجليلة عبير هاشم تحية طيبة وبعد، اشكرك ردك الذي استشف فيه مرارة واقع امتنا التي انجبت اولى سمات الحضارة والانسانية منذ زمن الانسان الاولي الذي انتشر في ارجاء العالم واقصد حضارات وادي الرافدين ومصر والى بغداد الرشيد وغيرها العديد من مراكز الحضارات في المنطقة العربية ناهيك عن نشرها للاديان السماوية التي ينتمي اليها معظم سكان العالم. والمقصود بالامة العربية في موقعها التاريخي هو التعبير الشامل لثقافة وحضارة المنطقة وليس الاقتصار على قوم قريش الذي هو جزء من هذه الامة العربية الشاملة. لست عروبي بالمعنى السياسي ولكني عروبي بالمعنى العلمي والتاريخي فهذا حقي في تبني لي هذه الحقيقة التاريخية الواضحة للعيان.
اما عن اليوم فهي امة مقهورة وهذا القهر له اسباب تاريخية طبيعية منها داخلية ومنها خارجية. المرارة التي ذكرت اعلاه تصطدم في حقيقة ان الامة لها قلب ينبض وينبض بشدة وكالجمر تحت الرماد لهيبه يبدا بالصعود على حين غرة واقصد مقاومة اهل العراق ولبنان وفلسطين فهذا هو المؤشر القوي على ان الامة بدأت في النهوض من سبات عميق واي نهوض على شاكلة المقاومة تتبعه وتستقوي به الشعوب ضد القهر الى الصحوة ثم النهوض والبناء من جديد حرفا حرفا ! في المقابل قاهرنا واهن يوم بعد يوم وهذه هي مشيئة التاريخ والانسانية حيث الحياة تتغلب على الموت ونحن اصحاب رسائل انسانية والعربي لا يعيش في الفضاء وحيد هناك دول ومجتمعات منها مسلمة وغير تشترك مع العربي في نقاط الهموم والنجاح.
ان خبر القيامة اليوم يعمل مفعوله لكل البشرية دون استثناء فهذا لا يعني فقط الامة هي الوحيدة التي لا تقرأ ولا تتابع فهذا امر طبيعي وغريزي فيه الحفاظ على الحياة وخصوصا اذا كنا ابا واما وابناء ولكن السؤال هل خبر القيامة هذا سيوقف مد الوعي الثوري في المنطقة واقصد الثوري ليس فقط البندقية والمقاومة التي هي عصب دفاعنا وانما كل ما تعني الكلمة من معنى اقتصادي واجتماعي وسياسي وفلسفي ومنهجي وتربوي لبناء امة عصرية تكمل رسائلها للاجمعين، الجواب طبعا كلا لا تستطيع القوى الظلامية ان توقف مسيرتنا لاني كما اشرت نحن ننهض وهم يوهنون وهذا لم أتي به من المريخ وانما حقائق ارضية. تمنياتي دوما لك اختي المكرمة بالموفقية والنجاح.
سهيل