طفل البندقية ( ق ق ج )
لم يعد سامر يلاحق دجاجات الجيران بالحصى والحجارة ،
كما كان يفعل مع أترابه .
بل صار يتحين فرصة غياب والده ليأخذ بندقية صيده
يقنص بها الدجاجات وحتى الجارة العجوز التي
ضاق بها ذرعا ، ثامر صديقه أيضاً حين لامه لحق بالعجوز،
وحتى ليلى الجميلة رفيقته وهو الذي يعشق
اللعب معها أقفل فمها برصاصة لما أنكرته.
وقال لها: سيبدلني الله خيرا منك..
صار يقنص كل من يمر بطريقه بمهارة فائقة ،
هو حزين لكل ذلك لأن البندقية لا تعمل.
*******
قراءة للنص من الناقد القدير/ محمد كركاس.
ذكرني سلوك البطل بما انتهى إليه مآل حصياته القاذفة لدجاج الجيران، ببيت شعري للشاعر الكبير أبي الطيب المتنبي في هجاء كافور الإخشيدي :
من أين يأتي مثلك الكرم ** أين المحاجم يا كافور والجلم؟
لقد غادر البطل المأساوي بيته مائلا، تناصا مع المثل العربي " من البيت خرج مائلا".
فمن اعتدى على الدجاج طفلا مشروع قاصف للبشر وهو في عمر الإجرام القانوني..
هو إشكال تربوي بامتياز ما يطرحه النص؛ إذ من شأن أي خلل في التنشئة الاجتماعية التربوية للأطفال أن تؤدي إلى أوخم النتائج عند الكبر.. وها قد انتهت ملاحقة الدجاج المبكرة والاعتداء عليه باصطياد البشر في غفلة من الكبار وببنادقهم الحقيقية والرمزية..
أتصور أن تسرب فكر الإقصاء، لهوا أو جدا، إلى البنية الفكرية للأطفال يشكل خطرا على لغتهم وسلوكاتهم.. ولا مراء أن شظايا الهزل المنحرف تصيب بلا انتقاء ولا استثناء..
سرد جميل وهادف.
تقديري واحترامي للأساتذة المبدعة منجية مرابط
******
قراءة أيضاً من الجميلة لين أحمد.
رسمت الكاتبة لوحة تعكس الوجه الشائع لانفتاح الحضارات والثقافات وهو وجه يعكس الجهل المتعمق بدواخلنا.. تذرّع الفكر الداعشي بالحور العين فسلب عقول الجهلة من الناس.. لولا عنوانكِ أختي العزيزة لرجحتُ التأثير العميق للمسلسلات التركية والأفلام الهندية عداكِ عن أفلام الكرتون المدسوسة بفكر صهيوني يصقل عقول الأطفال.. فهنا البطل يصاب بعشرين رصاصة ويبقى حيّاً... وهناك يُدفن المرء ولا يموت.. وملابس سوبرمان تمكن الطفل من الطيران... وغيرها الكثير من الأمثلة على المبالغة بقدرات البشر
استمتعتُ بسردكِ الرائع غاليتي