منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - وطن الحب والاغتراب..ثنائيات في الأدب(3)
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-2010, 04:29 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
إبراهيم محمد شلبي
أقلامي
 
الصورة الرمزية إبراهيم محمد شلبي
 

 

 
إحصائية العضو







إبراهيم محمد شلبي غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى إبراهيم محمد شلبي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى إبراهيم محمد شلبي

افتراضي رد: وطن الحب والاغتراب..ثنائيات في الأدب(3)


أعليّ أن أتجرّد منّ نفسي لأكون شفافًا كالفضاء؟

لا أملك غير جلْدي أتدثّرُ به، دلتني النوارس على الماء فوصلتُ حيفا.


أعليّ أن أخبرك عن حيفا؟

حيفا سيّدة الغوايات، تغسل شَعرَها بالبحر، وتمشطُه بالقمر الرطب برذاذ الموج وقبلات العاشقين.

حيفا بِكرُ اللغات الأمّ، ولا تمنح نفسها للفاتحين، عصيّة على شهوات الغزاة، لم تمنح نفسها لغير الكرملٍ والبحر.

حيفا جنون العاشق يختبئ كالظل بين الصخر والسرو، ويرقب البحر من الأعلى: ها هو البحر يمد ذراعيه -ويمدّ ذراعيه- ليحتضن حيفا، ها هو الكرمل ينبري كالسهم في خاصرة البحر ليحمل حيفا إلى الأعلى الأبعد، وها هي حيفا كعذراء تتظلل بأشجار حديقتها، وتعتمر الغمام تاجا.

حيفا فرس جامح، لا تحبلُ من نزوات البحر، تركضُ ريحا في صهوات الموج، وتلقي الفارس فوق الرمل.

حيفا تتمنّع كالعذراء، تترك ما فيها لمن فيها. والمغتربون في حيفا كالنحل، يجمعون الرحيقَ عسلَ اليوم لجوع الذاكرة في الغد.


ماذا أخبرك عن حيفا بعد؟

كيف سكبتُ جرن النحل للنمل في كرملها؟
- لا أعلم، لكنّ جنوني قادني مع نوارسها إلى موتٍ أعظم من جسدي، وانتحرتُ حوتا على شاطئها لأبعث فلسطينيّا يوم يقوم التمثال من الرقاد.

هي حيفا: سبيل النوارس إلى زمن الأنبياء، فكيف أتعرّى والفلسطينيّ نصف نبيَ؟!






 
رد مع اقتباس