"يا فجر لما تطل,ملون بلون الفل"
دائما ما كنت ترسلين إلي الفجر ليوقظني قبل الجميع,تتعمدين إسماعي هذه الأغنية حتى في صحوي,كي أعلم أنه يترتب علي الاستيقاظ من جبهة الصباح,لينبثق الضوء من عينيّ كما كنت تعبرين دائماً,غير أنك هذه المرة,ترسلين ذات الفجر
ذات الشجر الذي أحبه ليغطيني فأنام.
من العجب العجاب أن تضيئي ليلي بسواد عينيك,وشعرك السنابل كالذهب يبتكر في السماء نجوماً جديدة,لا يمكنني عدها ولا الإصغاء لنصيحة أمي الطفولية بألا أعد النجوم كي لا يطفر جسمي بالتواليل,ولا يمكنني أن أحصي كل الخراف البيضاء التي تتعمد إزعاجي بين نوم وموت.
صغيرتي
كثيرون مثلي رحلوا ومازالوا ينتظرون قدومي في شوق ,وأنا المحمل برسائل العاشقين إلى ذويهم,وأبناء الشهداء يمدون أكفهم الصغيرة ليضعوا في يدي قبلة أطبعها على جباه الراحلين القدامى,وسأعود.
سأعود محملاً بالرسائل والمظاريف الممهورة بالدم الممتزج بالتراب ..
اسقي صغار الشهداء يا ابنة الغيم,فقد اّن الأوان لتنبت الأرض مني الكثير.
دثريني بلحاف دمشقي
وغصن زيتون
وعقد من زهر الليمون خبأت لك فيه طفولتي وحلم لم يتحقق بعد يا اميرة الأحلام ,يا ياسمين الشام.