منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الوطنية من مفاهيم الجاهلية
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-03-2010, 02:25 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
د. احمد حسونة
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. احمد حسونة غير متصل


افتراضي رد: الوطنية من مفاهيم الجاهلية

اقتباس:
وبحكم وجود الارض والحدود يوجد معها ويلازمها مفهوم الوطنية الذي يعبر عن صدق انتماء الانسان الى وطن ما واستعداده لبذل ماعنده من ملكات وامكانيات للرفعة بهذا الوطن والذب عنه امام اعداءه ولو لم يكن مقيما فيه فلا نجد تسمية اخرى لهذا الشعور غير الوطنية الدينيه او باختصار كمسلمون الوطنية الاسلاميه او المواطنه الاسلاميه




أخي الكريم بسام فارع حياك الله


الوطنية هي أساس يربط الناس بعضهم ببعض الذين يقنطون وطناً معيناً بغض النظر عن دينهم أو أعراقهم أو مذاهبهم أو أفكارهم أو معتقداتهم، فالأمر الجامع لهؤلاء الناس هو الوطن،

فالوطنية تجمع المسلم والنصراني واليهودي والشيوعي والبوذي وكل من يعيش في وطن واحد،

وبما أن هؤلاء مختلفو العقائد والمفاهيم لذلك كانت الثقافة التي تجمع هؤلاء هي الثقافة الوطنية، وبما أن الوطن الذي هو محل الإقامة لا يتضمن أفكاراً ولا ثقافة ولا مفاهيم ولا دستور ولا أنظمة حياة، كالنظام الإقتصادي والإجتماعي والحكم والسياسة، لذلك كانت الثقافة المسماة بالثقافة الوطنية في العالم الإسلامي خصوصاً هي ثقافة الغرب الكافر المستعمر، فأدخلت الثقافة الغربية إلى العالم الإسلامي تحت شعار الوطنية، والكافر هو الذي قسم العالم الإسلامي من وحدة واحدة إلى أكثر من خمسين كياناً وهو الذي رسم حدود بلدان العالم الإسلامي ونصب عليها حكام تابعين له، وهو الذي وضع علم الدول في بلاد المسلمين وهو الذي وضع مناهج التعليم ودستور البلاد، وبهذا كانت الوطنية ستاراً يخفي هيمنة وسيطرة الغرب الكافر على بلاد المسلمين فالحاكم المسمى بالحاكم الوطني هو في الحقيقة حاكم تابع للغرب، والإقتصاد المطبق هو الإقتصاد الرأسمالي، وأنظمة الحكم السائدة هي أنظمة الغرب كالديمقراطية التي هي شعار يطرح، أما الناحية الفعلية فهي الاستبداد والسيطرة من قبل الغرب الكافر عن طريق أدواته من الحكام وأعوانهم، أما التشريع الذي يقال إنه للشعب مع أن هذه الفكرة هي فكرة كفر في نظر الإسلام لأن التشريع في الإسلام لله حسب شرعه الوارد في الكتاب والسنة، إلا أن الواقع في العالم الإسلامي هو أن التشريع السائد هو تشريع الغرب الكافر.

فالوطنية شر قاتل وسم زعاف، وفكرة إستعمارية خبيثة من أجل أن تتمكن الدول الإستعمارية من فرض سيطرتها على المسلمين وديمومة هذه السيطرة، أما نظرة الإسلام إلى الوطنية، فالإسلام يحرم الإرتباط بين الناس على أساس الوطن ويوجب الإرتباط بين الناس على أساس مبدأ الإسلام العالمي الذي يدعو كافة البشر لإعتناقه والخضوع لشرعه عن طريق دولة الخلافة العالمية التي ليس لها حدود بل العالم كله هو مجالها، فالإسلام بعقيدته وأنظمته هو أساس الإرتباط بين الناس وأساس الأحزاب وأساس الدولة والثقافة والحضارة والشخصية والدستور والقوانين.

والإسلام لا يعترف بالوطنية بل ينبذها لأنه يشكل مبدأ عالمياً يصهر كافة الأوطان والشعوب والدول في بوتقة واحدة، فهو مبدأ ينتج عنه حزب عالمي وأمةعالمية ودولة عالمية بالإسم والفعل، فهو يصهر كل الكيانات في كيان واحد، ويصهرالأفراد والشعوب في أمة واحدة هي الأمة الإسلامية، وهذا ما تحقق عملياً مع دولة الإسلام التي أقامها الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة،

فالدولة لم تكن محصورة في إطار المدينة أي في إطار الوطن وإنما توسعت حتى شملت معظم العالم، فلم يكن لدولة الإسلام خط طول أو خط عرض أو حدود يحدها شمالاً كذا وجنوباً كذا بل هي دولة عالمية ودولة وحدة وليست دولة إتحاد. يقول الله تعالى:" وما أرسلناك إلا كافة للناس"، ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام:" بعثت إلى الأحمر والأسود من الناس".
وهذا ما تحقق عملياً مع الأمة الإسلامية الموحدة فهي قد صهرت أهل الحجاز ونجد ومصر وبلاد الشام والبربر وغيرهم من الشعوب التي إعتنقت الإسلام وأصبحت جزءاً من الأمة الإسلامية.

ومبدأ الإسلام هو الذي يشكل نظرة المسلمين وهو أساس ثقافتهم ومفاهيمهم وليس المبدأ الرأسمالي وثقافته. وحكم الله هو الذي يطبق وليس حكم الطاغوت كالديمقراطية والتشريعات الغربية، وراية المسلمين هي راية رسول الله راية العقاب، وعلم المسلمين هو علم رسول الله، وليس رايات وأعلام الدول الكافرة الإستعمارية، والإسلام هو أساس الدستور والقانون في الإسلام وليس الدساتير والقوانين الغربية الكافرةوالذي جمع بين الرسول عليه السلام وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وبلال الحبشي إنما هو الإسلام والذي باعد بين الرسول عليه السلام وبين عمه أبي لهب إنما هو الإسلام، فالإسلام هو الرابط بين الإنسان والإنسان بغض النظر عن الوطنية والقومية، فالإسلام لا يعترف بهما وينبذهما
.


إن كل من له بصيرة في واقع الوطنية يدرك تمام الإدراك مدى مناقضتها للإسلام كل المناقضة، ولكن هناك بعض المضللين تابعين للغرب أو أدواته من الحكام يروجون للوطنية بحجة أن الرسول عليه السلام كان يحب مكة أي يحب مكان إقامته وأنه كان يحب أن يمكث فيه لولا أنهم أي كفار قريش أخرجوه منها، والحقيقة أن حب الوطن بمعنى حب مكان الإقامة أمر طبيعي في الإنسان، فالإنسان بطبعه يحب المكان الذي يولد ويترعرع فيه، وهذ علاقة بين الفرد والوطن،

وهذه العلاقة غير مفهوم الوطنية السائد في العالم، فالوطنية لا تعني حب الفرد لوطنه وإنما تعني إرتباط الناس بعضم ببعض على أساس الوطن، فهي رابطة بين الإنسان والإنسان وليست رابطة بين الفرد والوطن، ومن هنا يتبين بوضوح لا غموض فيه تناقض الوطنية مع الإسلام.

وقد وحد الإسلام الأوس والخزرج الذين كان اليهود يشعلون الحروب بينهم ووحد الإسلام بين المهاجرين والأنصار(الأوس والخزرج).

وأما بالنسبة للمهاجرين والأنصار فقد وحدّت بينهم العقيدة الإسلامية وجعلتهم إخوانًا، ولم توحد الأرض بينهم البتة، وقد خاطبهم الله تعالى بذلك في سورة آل عمران: وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْن َقُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَاح ُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.


ولمّا كان الأوس والخزرج على وشك الاقتتال من جراء إشعال اليهود نار العصبية القبلية وتذكيرهم بالثارات خرج النبي صلى الله عليه وسلم مسرعًا وهو حاسر الثوب ويقول: أفبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها منتنة.

فالتعصب للوطن وللقبيلة جاهلية منكرة.


عندما نتحدث عن الرابطة الوطنية والرابطة المبدئية، فإن ذلك يكون من زاوية الحقوق والواجبات المترتبة على الإقامة الدائمة في دار الإسلام فزيد من المسلمين، الذي لم يهاجر الى دار الإسلام، تبقى بيني وبينه الأخوة الإيمانية، ولكن الولاية السياسية أو الحقوق الدستورية إن صح التعبير، تختلف.



فالمسلم إذا لم يستطع إقامة دينه في موطنه فإنه تجب الهجرة منه عليه ..


(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الأنفال 72)




فالولاية هنا ولاية حقوقية يترتب عليها حقوق وواجبات سياسية ومالية



هذا المفهوم لا ينطبق على الدولة الوطنية، فإن المهاجر إليها لا يستحق الحقوق آليا، كما هو الحال في الإسلام، بل لا يستحق حقوق أهل البلد نهائيا، خذ أي بلد عربي لوجدت المثال ينطبق عليه.أي أن هذه الدول الوطنية، جوهريا، تضرب بعرض الحائط الآية أعلاه من سورة الأنفال


من زاوية أخرى و باختصار، ليس كل أحد في الدنيا يستطيع أن يصبح كويتيا أو عراقيا أو تونسيا، ولكن في المقابل كل أحد في الدنيا عنده إمكانية أن يصبح "دار إسلاميا" إن صح التعبير، أو عنده إمكانية حمل الرعوية والاستفادة من رعاية دولة الإسلام، بدون الحاجة لعرق معين أو عصب شعوبي معين.












 
رد مع اقتباس