منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الوطنية من مفاهيم الجاهلية
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2010, 02:59 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. احمد حسونة
أقلامي
 
إحصائية العضو







د. احمد حسونة غير متصل


افتراضي الوطنية من مفاهيم الجاهلية

الوطنية من مفاهيم الجاهلية

منقول بتصرف


تتردد على الالسنة وفي المقالات ومن افواه القادة السياسيين والكتاب والاحزاب عبارات الوطنية والثوابت الوطنية ووطني والوحدة الوطنية

ولما كانت هذه الأمة التي ذكرها تعالى في كتابه الكريم بقوله: { إن هذه أمتكم أمة واحدة } هي الأمة الإسلامية، فقد بحثنا في القرآن الكريم بين دفتيه وفي معاجمه وفي أمهات كتب التفاسير وفي الصحاح وفي أمهات كتب الحديث الشريف فلم نجد لهذه العبارات أي مدلول أو أي معنى أو أي مغزى أو حتى منبع، بل لم نجد هذه العبارات إطلاقاً.

لذا كان لابد لنا من العودة للمنبع اللغوي لهذه العبارة وتحكيم الشرع الإسلامي الحنيف بها.


الوطنية من " الوطن"
وفي لسان العرب " وطن: الوطن المنزل تقيم به وهو موطن الانسان ومحله والجمع اوطان ..

و في معجم العين للخليل بن أحمد:الوَطَنُ: مَوْطِنُ الإنسان ومَحَلُّهُ وأوطانُ الأغنام: مَرابضُها التي تأوي إليها، ويُقال: أَوْطَنَ فلانٌ أرضَ كذا، أي: اتّخذها مَحَلاًّ ومَسْكَناً يُقِيمُ بها،

والمَوْطِنُ: كلّ مكان قام به الإنسانُ لأمرٍ.

وورد في معجم الصحاح للجوهري:
الوَطَنُ: محلُّ الإنسان. وأَوْطانُ الغنم: مرابِضها. وأَوْطَنْتُ الأرضَ، ووَطَّنْتُها تَوْطيناً، واسْتَوْطَنْتُها، أي اتَّخذتها وَطَناً. وكذلك الاتِّطانُ، وهو افتِعالٌ منه. وتَوْطينُ النفس على الشيء، كالتمهيد.

ويقال: من أين ميطانُكَ، أي غايتك. والميطانُ: الموضع الذي يُوَطَّنُ لتُرسَل منه الخيل في السباق، وهو أوَّل الغاية.

والمَوْطِنُ: المشهدُ من مشاهد الحرب. قال تعالى: " لقد نَصَرَكُم الله في مَواطِنَ كثيرةٍ " .

قال طرفة:
على مَوْطِنٍ يخشى الفتى عندَه الرَدَى ... متى تَعْتَرِكْ فيه الفوارِسُ تُرْعَدِ

قال الليث: الوَطنُ مَوْطِن الإنسان ومحلُّه. قال: وأوطان الغنم مرابضها التي تأوي إليها. ويقال: أَوْطَن فلان أرض كذا وكذا، أي اتَّخذها محلاًّ ومسكناً يقيم فيها،


قال رؤبة:
حتى رأى أهلُ العراقِ أَنَّني ... أوطنْتُ أرضاً لم تكن من وَطَني

وأما الوطن فكل مكان قام به الإنسان لأمرٍ فهو موطن له، كقولك: إذا اتيت فوقفتَ في تلك المواطنِ فادع الله لي ولإخواني،

وورد في القاموس المحيط

المعنى اللغوي لكلمة وطن: "منزل الإقامة و مربط البقر و الغنم، الجمع أوطان، و وطن به يطن و أوطن: أقام".

و الإقامة قد تكون في قرية أو مدينة و بذلك تصلح المدينة أو القرية لأن تكون وطنا.

إذن فإن أوسع مدلول لكلمة وطن هو القرية أو المدينة التي يعيش فيها الإنسان , أما سائر المدن و القرى فهي كلها بالنسبة له سواء، لا فرق بين مدينة أو قرية ضمن ولايته أو إمارته أو دولته و بين أخرى تقع خارجها، فكلها سواء من حيث إنه لا يستوطنها. فالمقيم في بيروت مثلا قد يتعلق قلبه ببيروت لأنه عاش فيها و استوطنها و اعتاد عليها، إلا أنه لا فرق بالنسبة له بين طرابلس الشام و دمشق أو بين صيدا و الإسكندرية أو بين بعلبك و بغداد، من حيث إنها كلها مدن لا يستوطنها.

وفي صفته صلى الله عليه وسلم: كان لا يوطن الاماكن اي لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به اما المواطن فكل مقام قام به الانسان لامر فهو موطن له .

وفي الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن نقرة الغراب وان يوطن الرجل في المكان بالمسجد كما يوطن البعير قيل معناه ان يالف الرجل مكانا معلوما من المسجد مخصوصا به يصلي فيه كالبعير لا ياوي من عطن الا الى مبرك دمث قد اوطنه واتخذه مناخا ومنه الحديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن ايطان المساجد اي اتخاذها وطنا.."

أما الوطن فكل مكان قام به الإنسان لأمرٍ فهو موطن له،
أَوْطَن فلان أرض كذا وكذا، أي اتَّخذها محلاًّ ومسكناً يقيم فيها

فالوطن ليس هو إلا محل إقامة الإنسان، سواء كانت إقامة دائمية أو مؤقتة، فالذي يسافر فترة لبلد آخر، فإنه يتخذه وطناً، أي مسكناً ومقاماً، ولو مؤقتاً. ويقول الحريري في مقاماته:

وَجُبِ البلادَ فأيها أرضــــــــــاك فاتخذهُ وَطَنْ

وتوطين النفس على شيء هو تعويدها عليه، والتواطن والمواطنة بين شخصين يعني الاتفاق والتراضي وترويض النفس على ما اتفقا عليه.


ولم يكن عند المسلمين قبل هدم دولة الخلافة أي معنى لكلمة الوطن غير هذا المعنى، الذي هو مكان السكن، ومكان الإقامة، ومكان الحلول في السفر.

ولم يرد في القرآن الكريم أي استعمال لهذا اللفظ

أما في السنة، فقد ورد في معجم الطبراني الأوسط، في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر، في حديث طويل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد فيه: (ويا موسى ، وطن نفسك على الصبر تلقى الحكم)، وطّن نفسك، أو عوّد نفسك وروضها.

وفي شعب الإيمان للبيهقي نص لغوي وليس حديثاً، ينقله الأصمعي عن أعرابي من الأعراب: (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا علي بن محمد الحبيبي ، بمرو ، أخبرني محمد بن عبد الله اليعمري ، أخبرني المبرد ، عن الأصمعي ، يقول : سمعت أعرابيا يقول : « اليأس حر ، والطمع عبد ، والغنى وطن ، والفقر غربة ، وقد وجدنا من لذة العفو ما لم نجد من لذة العقوبة »)

وفي مسند أبي يعلى، حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال، ورد فيه: (يقول رجل منهم وقد وطن نفسه على أنهم يقتلونه فيجدهم موتى ، فيناديهم : ألا فأبشروا فقد أهلك الله عدوكم)، وطّن نفسه، أي هيأها وروضها.

وورد في كتاب نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية:
( وَمَنْ كَانَ لَهُ وَطَنٌ فَانْتَقَلَ عَنْهُ وَاسْتَوْطَنَ غَيْرَهُ ، ثُمَّ سَافَرَ فَدَخَلَ وَطَنَهُ الْأَوَّلَ قَصَرَ ) ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ وَطَنًا لَهُ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ عَدَّ نَفْسَهُ بِمَكَّةَ مِنْ الْمُسَافِرِينَ ، وَهَذَا ؛ لِأَنَّ الْأَصْلَ أَنَّ الْوَطَنَ الْأَصْلِيَّ يَبْطُلُ بِمِثْلِهِ دُونَ السَّفَرِ ، وَوَطَنُ الْإِقَامَةِ يَبْطُلُ بِمِثْلِهِ وَبِالسَّفَرِ وَبِالْأَصْلِيِّ.

انظر تغيير الوطن في النص السابق، وأنه قد جعل مقياساً للقصر، وانظر كيف ضرب مثالاً برسول الله صلى الله عليه وسلم أنه في مكة عد نفسه مسافراً، ولم يعتبر نفسه في وطنه، لأنه وطنه قد صار المدينة، أي أنه قد اتخذها مسكناً ومقاماً دائمياً.

فهذا رسول الله عليه سلام الله قد اعتبر مكة محل سفر وقصر فيها الصلاة، أي لم يعتبرها وطنا حيث الوطن في اصطلاح اللغة محل الإقامة، فاعتبر نفسه عليه السلام في مكة مسافرا لا مقيما، وقصر الصلاة، فمن أين جئنا بمفهوم الوطنية والانتماء إلى الوطن طالما لم يعتبر مكة له وطنا بعد أن أقام في غيرها؟










 
رد مع اقتباس