منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - تونس بين صلعة المرزوقي وتسريحة بن علي .. الرضيع عندما هتف: أل(سعب) يريد إعدام الرئيس
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-12-2011, 01:28 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
احمد العتيبي
أقلامي
 
إحصائية العضو







احمد العتيبي غير متصل


افتراضي تونس بين صلعة المرزوقي وتسريحة بن علي .. الرضيع عندما هتف: أل(سعب) يريد إعدام الرئيس

تونس بين صلعة المرزوقي وتسريحة بن علي.. الرضيع عندما هتف: أل(سعب) يريد إعدام الرئيس

بسام البدارين *
2011-12-18

فعلها فينا ذلك الرجل النحيل الأصلع المنصف المرزوقي حين ظهر مجددا على الفضائية التونسية ودفعنا لترديد أغنية محمد منير الشهيرة (لسه الأغاني ممكنة..).

ولسبب لا أفهمه أو لم أفهمه بعد أحببت مراقبة خطبة الرئاسة التي ألقاها المرزوقي كمتلق شرقي يرفض الإعتراف بوجود رئيس جمهورية يمكن فعلا أن يكون لجميع مواطنيه وأهله كما ظهر المرزوقي.

بالنسبة لتراثنا القومي في الشرق لابد لأي رئيس أن يطل علينا بكرش متهدل يذكرنا دوما بالبطن الأجرب للسلطة في بلادنا خصوصا وهي تطالبنا كشعوب بشد الأحزمة على البطون وتحمل الفقر والبطالة حتى تتسمن قطط الفساد المزروعة بين ثنايا أنظمتنا الحاكمة.

وعلى سيرة البطون الجرباء والفساد يمكن لأي شقيق عربي ملاحظة حالة الإسترسال في البؤس التي تعيشها فضائية بلادي اليتيمة فالبلاد والعباد في حالة صدمة وذهول بعد إكتشاف كم هائل من الفساد في مؤسسة بلدية العاصمة وبعض الرؤوس الكبيرة أصبحت في السجن وبعضها الآخر في طريقة لإحتضان القضبان بينما تغرق الفضائية الأردنية بالعسل وكأن العرس تماما وكالعادة عند الجيران ولولا الصحف الرصينة التي سمح لها بنشر بعض أخبار التحقيقات مع الفاسدين حتى تكتمل صورة الشفافية المفاجئة لإعتمدت كمواطن على الشائعات التي تبثها مواقع الهشك فشك فكل شبح إلكتروني زميل يدير بقالة إلكترونية إندفع بهوس لتصفية الحساب مع ممول سابق أو لاحق عبر الإيحاء بأن نيران حرب الفساد ستطال ثوبه.

الكل على نحو أو آخر يشارك بالحفلة ووحدها فضائية عمان التي تكلف الخزينة والشعب مبلغا وقدره سنويا لا تهتم بقصة الفساد التي كادت لولا قدر ألله ولطف أن تطيح بكل شيء في البلد...

ما علينا نعود للمرزوقي ألذي تمكن من تغيير نظريتي المختزنة عن الرؤساء كما نراهم بالشرق فهم قصار القامة دوما وعلى الأغلب (أستثني حبيبي بشار الأسد).. متكرشين.. لا يجيدون التحدث باللغة العربية ويتحدثون مع شعوبهم على طريقة المرحوم يونس شلبي بحيث يلتهمون نصف الكلمة أو ربع الأحرف وثلث الجملة وعلينا نحن تولي الترجمة.
..

أحدهم وأقصد الزعماء العرب المشارقة قال يوما: ليس المطلوب من الزعيم أن يكون سيبويه في الفصاحة واللغة.


ببساطة شديدة تحدث المرزوقي وبلغة سليمة فلم يلثغ أو يتذاكى أو يستخدم المحسنات البديعية ويستدر التصفيق.. قال كلماته ومضى دون أن ينسى مشاركة الشعب التونسي في ترديد الأغنية الماجدة التي نطرب لها في الشرق (إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر).. ترى هل سيستجيب القدر للشعب السوري الشقيق؟.. متى؟.

وهنا يقول لنا رئيس المرحلة الإنتقالية في تونس ضمنيا بأن المرء الطبيعي البسيط الخارج من قواعد الناس يمكنه أن يكون رئيسا فصيحا ومحترما.. يقف بصلابة ويتحدث بطلاقة ولا يمكن رصد مياه الكذب وهي تسيل من تحت ذقنه عندما يعتلي المنبر فمن خطب الزعماء العرب فقط يمكنني جمع مخزون مياه لا يقل زخما عن نهر الليطاني أيام العز بسبب الكذب المنقوع بين الجفون والعيون لكن مع الزعيم الجديد لتونس لم ألحظ ذلك إطلاقا خصوصا وانه يخلف بقرعته الخالية من الشعر زعيما يعاني من كثافة الشعر غادر الحكم وهو يحتفظ بنفس التسريحة العجيبة التي لا تنافس تسريحة القذافي - رحمه ألله- قبل الرحيل الأخير.

والمرزوقي بهذا المعنى إختصر علينا مسافة التشخيص لأزمة النظام العربي عندما تحدث عن المعيار الوحيد الذي حكم إدارة سلفه المخلوع حيث (الولاء قبل الكفاءة).. نعم في شرقنا المبتلى الولاء قبل الكفاءة .. لذلك تتطاول الجحوش في بلادي مثلا بدلا من الأحصنة بدليل أن أحدهم وفي زمن الربيع العربي لا زال مستشارا لا يستشار بشيء في خمس مؤسسات دفعة واحدة ضاربا المثل الأبرز على إمكانية التعايش مع الولاء الخماسي للراتب وللمسؤول.

تجرأت يوما وسألت رئيس الوزراء الأردني الأسبق المعروف بسلاطة لسانه عبد الرؤوف الروابدة عن فروقات السفر بين الجحش والحصان فأجاب الرجل: المسألة بسيطة من يسرج على الجحش تكون رجليه قصيرة أصلا وليس فارسا بالتالي لا يناسبه الحصان .


مصافحة المرزوقي مع بشار

وهنا شاهدت أيضا العربية وهي تكتفي ببث مقتطفات من خطبة فارس ثورة الياسمين الفلاح المثقف منصف المرزوقي وسألت نفسي: عندما يكتب زميل من أساتذتي الكبار مقالا أفضل في فضائيات أشعر بالقليل من الغيرة وأبحث عن أحابيل مهنية للمنافسة.. ألا يشعر الزعماء ألعرب المخلدون بالغيرة وهم يلعنون اليوم الذي شاهدوا فيه المرزوقي يصبح رئيسا شرعيا؟.

هؤلاء على الاغلب قد لا تتاح لمعظمهم فرصة مصافحة المرزوقي في القمة العربية المقبلة ولن يحظوا بشرف مشاركته السجادة الحمراء فالرجل لا ينوي مصافحتهم بوضوح وقد يسقطون قبل حصول ذلك بدليل ان خطبته إنتهت بالدعاء لإنعتاق الشعبين السوري واليمني ولولا العيب لأكمل الرجل وذكر جميع الشعوب العربية.. هذه إشارة من رجل يتوقع هو شخصيا أن لا يحظى بمصافحة الرئيس بشار الأسد أو علي عبدلله صالح يوما أو حتى مقابلتهما.

سؤالي للحكم السوري: إذا سقط آخرون قريبا وإعتلى المنصات فرسان بملامح تشبه المرزوقي فمن هؤلاء الذين وعدنا بشار عندما تحدث لفضائية موسكو بان يستقبلهم في دمشق معتذرين له باسم الامة العربية؟... ما تقوله لنا لقطة المرزوقي وهو ينشد للحرية مع شعبه امام الكاميرات ضمنيا واضح وبسيط فالرجل يتحدث عن أمة عربية بزعماء يشبهونه في الواقع ولهم نفس الملامح الشرعية ... كم عدد الذين سيخرجون من اللعبة إذا؟.

هل ثمة إحتمالات بان يكون بين هؤلاء الرئيس المحروق أو الذي تحول لجثة تتنفس أو ذلك المريض جدا والأعزب العجوز الذي تزوج الرئاسة أو حتى ذلك الذي يراقصه السيف بدلا من ان يرقص بالسيف؟.

السعب عندما يريد

وقد كان للجزيرة مباشر رأي خاص بالمناسبة عبر الطفل الرضيع الذي يحمل المايكروفون ويهتف امام حشد من المعارضين الإسلاميين بلغة بالكاد مفهومة قائلا (ألسعب يريد.. إعدام الأسد)..

طبعا هذا مشهد مؤلم إضافي تزرعه الجزيرة مباشر فينا وبصراحة لم أعرف بعد ما إذا كان الطفل ذو العامين يدرك تماما بأنه يطالب بإعدام الرئيس بشار الأسد وليس الأسد الحيوان ملك الغابة؟


وليسمح لي الأخوة المسؤولون عن إنتاج هذا المشهد البريء بإبداء رأيي فما شاهدته هنا توظيف بشع للطفولة وظلم للبراءة لا يفوقه وضاعة إلا مشهد المرأة التي ظهرت على شاشة فضائية رامي مخلوف بعدما قتل الشبيحة ولدها الصغير وهي تقول ورعب الدنيا يتجمع بين جفونها (لقد قتلته العصابات المسلحة).

تلك المرأة أُجبرت على هذه الاطلالة بعد دقائق فقط من تصويرها عبر أشرطة ثوار الحرية وهي تستقبل من حاولوا إسعاف ولدها بعد قنصه برصاص شبيحة الرئيس بشار الأسد ولاحقا فهمت المسألة عبر زميل سوري قابلته بعمان وشرح المشهد ليتبين بان الأم المكلومة خططت للحفاظ على حياة ولدها الثاني الذي يهدد نظام الممانعة بقصف عمره.

ولاحقا لاحظت كيف تستغبينا مؤسسة الرئاسة السورية حيث يجيب الرئيس على سؤال حول أسباب تقطيع أصابع صديقه الشخصي رسام الكاريكاتير علي فرزات قائلا مع إبتسامه من اللون التركواز: هناك من إنتقدوني ولا زالوا يحتفظون بأصابعهم.
إذن المسألة إنتقائية وعلى قاعدة فرض الكفاية فبعض الذين ينتقدون الزعماء العرب وليس كلهم يمكن فرم أصابعهم وقلع حناجرهم والقضية تتعلق بالحظوظ ليس أكثر.

زميل سوري سألني: لماذا يفترض البعض بأن سورية التي سيغادرها بشار ونظام الأسد لن تكون ممانعة وستكون ضد المقاومة؟.. قبل ذلك سألت أنا في عمان خصما شرسا للإسلاميين: ومن قال أن الأخوان المسلمين إذا حكموا السلطة التنفيذية يشكلون خطرا إلا على الفساد؟... ألا يحق لنا كشعوب إختبارهم وتجريبهم قليلا؟.

لكن لنترك الأخوان المسلمين ونعبر عن فخرنا وسرورنا بالسفير السوري العنيد في عمان الذي بدأ ينافس نظيره الإسرائيلي في عدد المسيرات الشعبية التي تطالب برحيله ومغادرته وآخرها كانت تلك التي إنطلقت منتصف الأسبوع وإهتمت بها فضائية بي بي سي العربي. لكن كادر الكاميرا أظهر هنا التطور اللافت في أداء السفير وسفارته وهو تطور تفرجت عليه السلطات الأردنية التي تخصص مئات الحراس لإحتواء الإحتجاج الدائم على نظام الرئيس بشار .. صاحبنا السفير تمكن بطريقة غامضة من إستيراد متظاهرين بالجملة حملوا صورة بشار ووقفوا على بعد أمتار في إستقبال مسيرة حاشدة للشعبين تطالب بطرده.

هنا بدا واضحا أن السفير وهو جنرال أمني سابق يضع حصوة في عين من لا يصلي على النبي بسبب أدائه اللافت؛ فبعد ساعات فقط من إعتقال جماعته داخل السفارة لشاب سوري تجرأ وارتدى علم الإستقلال إستورد الرجل معتصمين وزرعهم في الشارع العام فجأة لكي يقول ضمنيا: أنا أيضا لدي (سعب) شعب بطالب ببقائي سفيرا في عمان.


* مدير مكتب 'القدس العربي' في عمّان






 
رد مع اقتباس