منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - الخاتون مس غرترود بيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2011, 02:18 AM   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
محمد عبد الهادي الشمري
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد عبد الهادي الشمري غير متصل


افتراضي رد: الخاتون مس غرترود بيل

(( الحلقة الثالثة عشر ))






http://dc14.arabsh.com/i/03619/vtmrzgpggd8z.bmp

بدأت غرترود بيل العمل إبان فترة الحرب
في أحدى المستشفيات المختصة بجرحى الحرب

ثم وجدت وظيفة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينو تولون الفرنسية
وكانت مهمة هذا اللجنة تتبع أخبار الأسرى والمفقودين في الحرب
فعملت على إيجاد فهارس جديدة لأضابير هذه الدائرة
وقدمت مقترحات كثيرة لكي تسهل من طبيعة العمل
وكان احد مقترحاتها رفع إلى رئيس الوزراء البريطاني
( هربرت اسكوت ) لينال موافقته


http://dc16.arabsh.com/i/03619/dbcastgsh838.jpg
رئيس الوزراء البريطاني


والذي يقضي بتبادل المعلومات عن الأسرى والمفقودين مع ألمانيا
مع استمرار العمليات العسكرية بين الطرفين
وعدم الانتظار إلى نهاية الحرب
على أن تتم هذه العملية عن طريق الصليب الأحمر
وفي الإمكان إجراء عملية التبادل عن طريق طرف محايد
ليس له دخل بالقضايا العسكرية
واقترحت أن تكون المصارف التجارية
للدول المحايدة واسطة للتبادل .
وبفضل مقترحاتها حازت على الرضا والإشادة
حتى غدت مستشارة للعديد من المكاتب التابعة للصليب الأحمر .
وفي حملة ( غاليبولي ) وهي من المعارك الكبرى
التي جرت في الحرب العالمية الأولى
أصيبت غرترود بخيبة أما مريرة
عندما فقدت الضابط والرحالة البريطاني النقيب ( دوتي ولي )
الذي قتل في هذه المعركة
وكانت غرترود ترتبط معه بعلاقة غرامية منذ عام 1912م
واستمرت حتى وفاته .
وكان هذا النقيب متزوجا
وما كان في إمكانه التخلي عن زوجته
لكي يقترن من غرترود
وقد سبب هذا الوضع والسرية المطلقة
التي كان لا بد منها كثيرا من المعانات والإجهاد النفسي العنيف
والذي ظهر بوضوح عند سماعها بمقتله في تلك المعركة .
ومع ذلك تغلبت غرترود على أزمتها النفسية
من خلال إشغال نفسها بالعمل مع الصليب الأحمر
ومتابعة أخبار الحرب في مختلف الجبهات
وخاصة ما يجري في العراق
لأهميته الإستراتيجية والاقتصادية بالنسبة إلى بريطانيا
وذلك لكي تؤكد صحة المعلومات التي أوردتها في تقريرها الذي تكلمنا عنه .
سرعان ما حانت الفرصة لها للعمل في موقع الأحداث
عندما تم استدعائها للعمل
في مكتب استخبارات القاهرة للاستفادة من خبرتها في المنطقة
ومعرفتها الدقيقة بقبائل شمالي الجزيرة العربية والعراق والشام
ومع اقتراب موعد إعلان الشريف حسين الثورة العربية
التي انطلقت في 10 حزيران عام 1916م
كانت الدوائر السياسية البريطانية بحاجة ماسة
إلى معرفة الاتجاهات السياسية لقبائل الجزيرة العربية
وخصوصا أن هذه المنطقة ستصبح أحد الميادين المهمة للثورة
ولهذا السبب تم استدعاء غرترود للعمل في مكتب استخبارات القاهرة
الذي تأسس بعد اندلاع الحرب مباشرة
عندما اتصل الدكتور ( ديفيد هوكارث )
مدير المكتب بالمسؤولين البريطانيين
طالبا منهم إرسال غرترود إلى القاهرة للعمل مع خبراء الشؤون العربية العاملين هناك .
رحبت غرترود بذلك وبدأت بالاستعداد للسفر
فجمعت كتبها والخرائط التي أعدتها إثر رحلاتها في منطقة الشرق الأوسط
لما فيها من معلومات مفيدة ستكون لها ذات قيمة عالية في عملها الجديد .
وصلت غرترود إلى القاهرة
في أواخر شهر تشرين الثاني عام 1915م
حيث التقت الدكتور هوكارث ولورنس
وشرحا لها الواجبات التي ينبغي القيام بها
والتي تتركز في المساعدة في ملء الأضابير السرية بالمعلومات
عن القبائل العربية وشيوخها بما في ذلك أعدادهم وأنسابهم وذرياتهم !!!!! ؟
وتقديم التقارير السياسية عن الاختلافات في الرأي
بين مراكز القوى في المشرق العربي
وكيفية استغلال بريطانيا كره العرب للأتراك في فترة الحرب
لتحقيق الانتصار بأقل الإمكانيات والكلف المادية .
نجحت غرترود في تأليف فهرس صغير
يضم معلومات عن الشخصيات البارزة في القبائل العربية
وفيه وصف دقيق لجغرافية الجزيرة العربية
مع تحديد مواقع الآبار والواحات في الصحراء
وتثبيت أهم معالم هذه الصحراء
كما يتضمن هذا الفهرس معلومات عن التجمعات العشائرية
وأمكنة توزيعها على الخريطة
وساعدها الكثير من أصدقائها العرب
من خلال تصحيح أسماء بعض المواقع والقبائل
وإضافة معلومات جديدة عن القبائل .
وطبع هذا الفهرس ووزع على الدوائر السياسية والعسكرية
والأشخاص الذين يمارسون النشاط ألاستخباري
واستخدم على نطاق واسع في فترة عشرينيات القرن الماضي
لما فيه من معلومات دقيقة ومفصلة
عن شبة جزيرة العرب
خصوصا أن هذا الفهرس أنجزته امرأة مؤهلة بمثل هذا العمل
ولا ينافسها فيه أحد من أعضاء مكتب استخبارات القاهرة
الذين أشادوا بهذا العمل وصاحبته الخبيرة




إلى حلقة أخرى








 
رد مع اقتباس