منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - لبنان يواجه إيران أخيرا...
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-2019, 09:19 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: لبنان يواجه إيران أخيرا...

لبنان يواجه إيران أخيرا...
(4)

حتمية الثورة او كارثة الفشل


انها لعنة التوريث
دمر مصر وليبيا واليمن كفكرة
ودمر سوريا تماما عندما وقع بالفعل
وهو الان يدمر لبنان لمجرد انه تجاوز الفكرة الى الامكانية الحقيقية
التوريث في لبنان يا حزب الله ويا ايران سيعني حرب أهلية وخروج باسيل من المشهد هو فرصتكم الاخيرة الا اذا اردتم بالفعل الحرب الاهلية !

مهما شعرت الأنظمة الاستبدادية الدينية او الحزبية بأنها قادرة على قمع الناس وإرهاب الشباب وعلى القتل والتدمير الا أن هناك حدودا لانتهاك كرامات الافراد وكرامات الجماعات ليس أكثر تعبيرا عنها من فكرة التوريث في أنظمة جمهورية تدعي ما تدعيه من علمانية وحداثة ووطنية وحقوق انسان !

هذا العناد عند الوزير جبران باسيل مصدره إيران من جهة ولعنة السلطة التي تصاب بها الأقليات من جهة ثانية ويبدو أنه حوّل التيار الوطني الحر والواعد الى فرع لبناني من حزب البعث العراقي_السوري والذي سيقود لبنان الى الفوضى والحرب والغزو والدمار في سعيه الانتحاري الى منصب فارغ وشكلاني !

للمرة الرابعة على التوالي سيتوافق اللبنانيون والعرب والاقليم وفرنسا على قائد الجيش اللبناني رئيسا للجمهورية ولكن في أي عام وبعد أي مأساة (انهيار اقتصادي او حرب أهلية او موجة إرهاب دامية او حرب غير تقليدية مع إسرائيل) وبعد انهيار ايران بكل تأكيد وربما بعد عقد من الزمن !

هل حقا انتصرت إيران في العراق
وهل حقا انتصرت إيران في سوريا
وهل حقا انتصرت إيران في اليمن
وهل حقا انتصرت إيران في لبنان !
أو أنها صُلبت على مذبح الفوضى الخلاقة في أربع انحاء المنطقة العربية وهي تنزف حتى الموت وأنها ستدفن في الأرض ولن تقوم في اليوم الثالث وأنها موتا توراتيا ستموت !

لم يكلف حزب الله نفسه في سوريا عناء الشراكة مع أي مكون ديني او مذهبي او قومي راهن فقط على بشار الأسد وعلى الاحتقان هكذا وببساطة
والحزب في لبنان اقوى منه في سوريا بعشرات المرات ومع ذلك يراهن على الموارنة وعلى رئاسة الجمهورية بشكل مبالغ فيه ويقدم تنازلات حقيقية !

لقد تجاوزت تنازلات حزب الله المفرطة المارونية السياسية الى السنّية السياسية فقط ليؤمن غطاء صلب وشرعية توافقية لرئيس الجمهورية المنزوع الصلاحيات !
ضغط حزب الله على جمهوره وعلى الشيعة عموما كرمى لعيون جبران باسيل الذي وجه لهم اهانات أحيانا لضمان شعبويته وقبلوا بها بكل رحابة صدر !

الرئيس سعد الحريري تفصيل والوزير جبران باسيل هو الجوهر في كل ما قام به حزب الله سياسيا واعلاميا وانتخابيا بعد خروج ميشيل سليمان من القصر الجمهوري ولم يكن العماد ميشيل عون في نظرهم الا مرحلة انتقالية لازمة وكافية لوصول الصهر العتيد الى رأس هرم السلطة المعنوي والضعيف جدا والرمزي !

لا يعير حزب الله كثير اهتمام ببقية مكونات المجتمع اللبناني تماما كالمجتمع السوري الا ممن باب الاخراج المسرحي ويستطيع إزاحة أي منها خارج المشهد السياسي بكل بساطة وعنف حتى الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ادرك هذه الحقيقة جيدا ويناور اليوم بالحراك ليفاوض عليه !

على الحراك الوطني اللبناني إذا قبل التوصيف أعلاه لأبجدية حزب الله السياسية أن يطرح سؤالا لا يتعلق بالخلفية السياسة_الأمنية للوزير جبران باسيل على أهميتها بل بهذا الاهتمام المبالغ فيه برئاسة الجمهورية الصورية وما هي (القيمة الحقيقية المحلية المضافة) التي يحتاجها حزب الله بهذه الشدة !

هذا السؤال عن إصرار حزب الله على وصول "رئيس ماروني حليف" هو مفتاح تحول الحراك الى ثورة والجواب بالفعل يجب ان يكون (لبناني جمعي متفق عليه) لأن أحدا غيرهم لا يريد ولا يستطيع ان يجيب عليه لأسباب أمنية في المقام الأول والأخير
ولكن لماذا هذا الجواب على هذه الدرجة من الأهمية بالفعل !

هذا السؤال الثاني الموازي يمكن الإجابة بسهولة ووضوح عليه:
عندما يرفع الحراك الوطني اللبناني شعار اسقاط الطبقة السياسية وتغيير النظام القائم بهيكليته الشخصية اليوم وليس البنيوية الميثاقية واستهداف الوزير جبران باسيل شخصيا والرئيس سعد الحريري معنويا هو يستهدف "أمن حزب الله مباشرة"

حتمية المواجهة بين الحراك الوطني وحزب الله ومن خلفه التيار الوطني الحر وتيار المستقبل المُترددين اليوم جماهيريا والضائعين قليلا
تقود الى حتمية الانتقال الى الثورة لأن حزب الله سيعتبر محقا أن هذا الحراك بمثابة الغزو الإسرائيلي العام 2006 عليه وليس أقل من ذلك (اقتلاع من الأرض)

يعتقد حزب الله ان بقاؤه في الجنوب بأهمية بقائه في بيروت والبقاع وأن بقاؤه في السلطة السياسية الخاضعة له هو الضامن الوحيد له محليا وعربيا ودوليا وبكل الاتجاهات (امنية وسياسية واجتماعية واقتصادية وهي الأهم اليوم وغدا) وأن هذا البقاء السياسي يحتاج لرئيس جمهورية حليف ورئيس حكومة متعاون

الجدل في عقيدة حزب الله السياسية كالجدل في عقيدته العسكرية او المذهبية جدل عقيم
والحزب لا يخفي وجهه الإقليم او الغيبي وهو يتبنى كل أحداث او تداعيات تظهر هذه الهوية وتشرعنها وتثبتها في أذهان الجميع
وعلى الحراك الوطني ان يرى هذه الحقائق بوضوح قبل ان يسير في الطريق وحيد الاتجاه نحو الثورة

حزب الله يسير بـ (جبران باسيل او بسعد الحريري) في الطريق الإقليمي _ الدولي شديد الخطورة والذي سار فيه يوما (رفيق الحريري او رشيد كرامي او رينيه معوض او بشير الجميّل)...
الحراك موضوع معنوي نسبي ولكن الثورة موضوعة مادية مطلقة ولا عودة الى الوراء ويجب ان يُدفع ثمن التغيير غاليا جدا
22/10/2019

زياد هواش/صافيتا

..







التوقيع

__ لا ترضخ لوطأة الجمهور، مسلما كنت، نصرانيا أو موسويا، أو يقبلوك كما أنت أو يفقدوك. __

 
رد مع اقتباس