الاخ الكريم أحمد الحلواني :
أتفق معكم ان الانصباب على الاشخاص عوضا عن الافكار هي التي كانت مقتل اي جماعة او اي امة , ولكن لنتفق ان هذا الاجماع على الاشخاص كان اجماعا من منطلق المشاعر الجياشة التي احتلت مرتبة تفوق مرتبة التبلور الفكري , وبذلك كانت الحـَكم في قبول الفكرة من شخصها ككونه شخص وليس ككونها فكرة .
ولكن أخي الكريم , لا أتفق معكم ان الفرد ليس له تأثيره في المجتمع , فعندما يُولد فرد لامع يتصف بالفكر المستنير فلا بد من أن يجذب لفكره وليس لشخصه مجموعة من الافراد تتبنى هذا الفكر , وهذه المجموعة بوصفها أفرادا من المجتمع قابلة للاتساع نوعا و كمية , مما تخلق قاعدة واسعة وشعبية بين ثنايا المجتمع ( والشعبية هنا يجب أن تكون مبنية على أساس فكري حتى تمضي قدما في الاتجاه السليم مهما واجهت من عواصف الطائفية القائمة على الوطنية و المشاعر الحزبية و غيرها )
ومن خلال هذه القاعدة سيتم حتما تغيير المجتمع تغييرا شاملا انقلابيا يطال النظام بنفسه , لأن رونق الفكر لا يفرق بين الفرد العامي و الفرد الذي له علاقة بالسلطة او النظام إلا من باع عقله بيعة رخيصة و أقفل عامل الإخلاص من قلبه .
لذا من الممكن أن يؤثر الفرد في المجتمع اذا كان هذا الفرد يتمتع بما سبق , مع تمسكه بشروط أساسية تحقق له التاثير المستقبلي .