منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب"
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-2012, 08:53 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أميمة وليد
إدارة المنتديات الثقافية
 
الصورة الرمزية أميمة وليد
 

 

 
إحصائية العضو







أميمة وليد غير متصل


افتراضي رد: سنابل من حقول الذاكرة"ثنائيات في الأدب"


ما أرحب صدر أمنا الأرض .. وما أحن فؤادها! في قلبها ينثر الندى أحلامه ، ومن جفنيها تتفتح أكمام الزهر .. وعلى يديها يكبر أمل وتنتفض حياة !

دفقها الآسر سر أزلي يتماوج فوق حقول القمح ، ويهفو طوعا نحو مروج الزعتر ، النبض الرائع فيها -وإن كان حزينا آنا- يخلق في قلب الأشياء جميعا أسطورة حب سحري ..

تلهمنا الأرض دروسا في العشق ..
تعكس على مرايا أرواحنا نثار الضوء ومساقط الوهج ..
تسكب فينا ألق الفصول فننتشي طربا ونتمايل راقصين .

وما الأرض إلا فلسطين ، أو هي سيدة الأرض كما أرادها درويش ، يستحق محبوها الحياة ، وينهلون منها ما يكفي لردم فجوات الذاكرة ، يعلقون أمانيهم الجميلة على أغصان الكروم ، ويلونون صباحاتهم بحروف اسمها ، يستعيرون من فمها القصيدة فترقص المعاني وتنتشي الحروف .

أما أبناؤها الغائبون عنها مثلي فيتشكلون كالغيم ، ويشتهون كم يشتهون أن يمروا بحلمهم المثقل على أرضها فيمطروا ، يمتطون جياد الذاكرة علها تصهل يوما على عتباتها ، يعزفون على أوتار نبضهم بكائية الشوق ويرقصون ..

وتسألني : إن كنت أجيد الرقص ؟!

هاك يدي ابراهيم .. أعدني طفولتي الأولى ، ازرعني في حضن الحقل ، وامنحني رائحة القمح ، علمني كل الأسماء ، اضبط ايقاع نبضي على حب القدس ، ثم اصطحبني إلى مواسم الفرح الممزوجة بأغاني الفلاحين وزقزقة عصافير الصباح ، ولننصهر في دبكة ، نتشابك مثل القمح في سنبلة ، ونحيي رقصة جدك .

هاك يدي ، انفض عنها غبار الزمن ، عطرها بعبق الطفولة ، ولنعدو طفلين في سهولها ينسجان من الغيوم أثواب الفرح ، علني ألقي عن كتفي حقيبة اللجوء فتزهو لوحات حياتي باللون الوردي .








 
رد مع اقتباس