منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - بانوراما الانتخابات النيابية .. خسارة الإž
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-11-2007, 01:39 AM   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
نايف ذوابه
أقلامي
 
إحصائية العضو







نايف ذوابه غير متصل


إرسال رسالة عبر MSN إلى نايف ذوابه

افتراضي قراءة في النتائج الانتخابية في الأردن والإسلاميون الخاسر الأكبر (جبهة العمل الإسلامي)

خسارة الإسلاميين ...
الخسارة الفادحة التي تعرض لها حزب جبهة العمل الإسلامي في انتخابات مجلس النواب الخامس عشر أول من أمس تعكس تغيرات جذرية في علاقة الحركة الإسلامية مع الدولة ومع الناخبين، إضافة إلى أنها احدى إرهاصات الصراعات الداخلية الجذرية التي تعيشها الحركة الإسلامية.
خسارة الإسلاميين كانت أكبر من كل التوقعات. تمثيلها في مجلس النواب تراجع من 17 نائباً في البرلمان الرابع عشر إلى 6 نواب في المجلس القادم. وتفتح هذه الخسارة الأبواب مشرعة على عديد تحليلات لأسباب الخسارة تتقدمها الانقسامات الفكرية والسياسية داخل الحركة حول مواقف تبدأ من العلاقة بالأردن نظاماً وكياناً ودستوراً ولا تنتهي بدرجة الارتباط أو التماهي مع حركة حماس.
الإسلاميون اعتبروا هزيمتهم نتيجة حتمية لعمليات تزوير استهدفت اقصاءهم. ولا شك بأن موقف الحكومة تجاه الإسلاميين أضعفهم. لكن اختزال أسباب الهزيمة في تجاوزات وعمليات تزوير مفترضة تسطيح للصورة وإصرار على تجاهل حقائق رئيسة.
مسألة التزوير ستبت فيها منظمات محايدة تابعت الانتخابات. وحتى اللحظة لم يشر أحد غير الإسلاميين إلى عمليات تزوير واسعة يمكن أن تكون غيرت مجرى الانتخابات، رغم حدوث عديد أخطاء وتجاوزات في إدارة العملية الانتخابية.
بيد أن المؤكد أن نتيجة الانتخابات تفرض على الحركة الإسلامية وقفة مواجهة تعيد قراءة المواقف والقرارات والسياسات. الحركة تقول إنها في معركة مع الحكومة. وهذا صحيح. لكن الصحيح أيضاً أن معركتها الداخلية أنهكتها وتحمل احتمالات إنهاكها أكثر. وأسهمت هذه المعركة إلى درجة كبيرة في الأداء الهزيل في الانتخابات النيابية.
فليس سراً أن الحركة تعيش صراعاً حول الأولويات السياسية والأهداف النهائية لمشروعها. الإسلاميون منقسمون بين تيارين. تيار يوسم بالوسطي المعتدل يريد الابتعاد عن حماس وانتهاج أولويات محلية. وتيار يوصف بالمتشدد يريد أن يظل على الارتباط بحماس ويقدم بعض رموزه العلاقة مع حماس على العلاقة مع الأردن.
إرهاصات هذا الصراع أدت إلى أخطاء تكتيكية، يقول مقربون من الحركة إن بعضها مدروس، في قائمة الترشيحات للانتخابات النيابية وفي آلية إدارة الحملة الانتخابية.
فرغم اعتماد الحركة التاريخي على آلتها التنظيمية وولاء محزبيها، كانت توائم بين الانتماء الحزبي والحضور العشائري أو المناطقي في اختيار المرشحين. هذا لم يحصل في انتخابات أول من أمس. وإلا فكيف يمكن ترشيح نائب الأمين العام للحزب، ارحيل غرايبة، في الدائرة الثالثة التي لا يسكنها ولا يعرف أهلها ولا يعرفونه. خسارة الغرايبة كانت متوقعة في دائرة تتداخل في قرارها الانتخابي الأبعاد السياسية والاجتماعية والمناطقية والعشائرية.
وليس سراً أيضا أن قيادات ذات حضور شعبي في الحركة أحجمت عن دعم مرشحيها. ولم تتوان قيادات عن الإجهار بأنها ضد ترشيح "إخوانها" ولم تبذل أي جهد لدعم المرشحين الإسلاميين.
معطوف على ذلك ضعف الحملات الانتخابية وخواؤها من أي جهد لحشد التأييد. فطالما اعتمدت الحركة الإسلامية على أصوات لا تنتمي إلى الحركة حزبياً لكنها تتعاطف معها انطلاقاً من مشاعر دينية. لم يوصل الإسلاميون أسماء مرشحيهم إلى الناخبين ولم يسعوا للحصول على تأييدهم.
والغائب الأكبر في حملة الإسلاميين كان أيضا الطرح البرامجي. ظلت الشعارات على حالها. ولم تشهد الحملات الانتخابية المهرجانات المعتادة للترويج للمرشحين.
اضافة إلى ذلك، لا يمكن إسقاط حال القنوط عند قواعد الحركة من التحليلات التي تسعى لتفسير تراجع الإسلاميين. فلم ينفك "صقور" الإسلاميين يطلقون التصريحات والشعارات التي جعلت من الحكومة شيطاناً فأقنعوا محازبيهم أن لا جدوى من المشاركة في الانتخابات. ونتيجة لذلك بدا المرشحون المنتمون لتيار الاعتدال في الحركة أتباعاً للحكومة ومنشقين عن خط الإسلاميين العقائدي. واتسع الشرخ بين الإسلاميين عندما انتقل من أركان القيادة السياسية إلى القاعدة الشعبية فأطلق نزعات خطرة تهدد وحدة الحركة وتمهد لتقسيمها على أسس يبدو أنها أقوى من الانتماء الحزبي.
كل هذه الأسباب، إضافة إلى منافسة أصحاب المال الإسلاميين على أصوات الناخبين غير الملتزمين مع مرشحين محددين، أسهمت في هزيمة الإسلاميين. ولا شك أن الهزيمة ما كانت لتصل هذه الفداحة لو أن الحكومة لم تقف موقف الضد تجاه الإسلاميين. فالحكومة إن لم تزور مارست حياداً سلبياً ضد الإسلاميين بغض الطرف عن ممارسات مثل نقل الأصوات وشرائها. ونجحت الحكومة أيضاً في توظيف تصريحات ومواقف متطرفة لبعض قيادات الإسلاميين في إقناع الناس أن ثمة خطراً في الخطاب السياسي لقيادات إسلامية جديدة.
ولم تكن حماس غائبة عن الانتخابات. الإسلاميون لا يعترفون أن انقلاب حماس في غزة أضعف شعبيتهم. ولا يعترفون أن الناس إذ يقفون مع كل من يتصدى لإسرائيل يواجهون كل ما يمكن أن يمثل خطرا على أمنهم. لكن الثابت أن شرائح واسعة من الأردنيين امتعضت من تصرفات حماس في غزة. وتُرجم هذا الامتعاض ابتعاداً عن الإسلاميين في الانتخابات.
تحتاج قيادات الحركة الإسلامية أن تدرس نتائج الانتخابات بدقة. فالقول إن موقف الحكومة وحده كان وراء هزيمتها في الانتخابات، رغم أن ممارسات الحكومة لعبت بلا شك دورا في ذلك، هروب من الحقيقة. والهروب في هذه الحال تنصل من المسؤولية.

أيمن الصفدي






التوقيع

اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأني كله
لا إله إلا أنت
 
رد مع اقتباس