التعريف بالقدس وبيت المقدس وأصل قدسيتهما
ذكر أهل اللغة وغيرهم أن معنى القُدْس والقُدُس – بسكون الدال المهملة وضمّها– هو الطهر والبركة، والتقديس هو التطهير والتبريك وتنزيه الله تعالى عما لا يليق بذاته العليّة عزّ وجلّ.
وبيت المَقْدس – بفتح الميم وسكون القاف – وكسر الدال المهملة، والبيت المُقَدَّس بضم الميم وفتح القاف والدال المشددة – هو البيت المطهر الذي يتطهر فيه من الذنوب.
وأصل مكانة القدس والمسجد الأقصى من قدسية وبركة وطهارة ما ذكره الله تعالى في بدية سورة الإسراء:
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُِ﴾ ] الإسراء : 1[
وفي تفسير البركة المذكورة في هذه الآية الكريمة ذكر المفسرون أن البركة حول المسجد الأقصى تقتضي باللازم أن يكون هو مباركاً ومكانه مباركاً، كما ذكروا أن معنى البركة فيه وحوله مباركته بالأنهار والأشجار والزروع والثمار ومقابر الأنبياء لأنه مقر الأنبياء وقبلتهم ومهبط الملائكة والوحي وفيه يحشر الناس يوم القيامة.