منتديات مجلة أقلام - عرض مشاركة واحدة - عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-2010, 09:55 PM   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
زياد هواش
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو







زياد هواش غير متصل


افتراضي رد: عقلاء عرب أمريكا وإسرائيل ..

السلطة الفلسطينية وحقيقة الدور ..

قد يكون شعار السلطة الفلسطينية بأن (السلام هو الطريق الوحيد) للوصول بالشعب الفلسطيني إلى حقوقه الوطنية والمشروعة في الدولة والقدس والعودة .
قد يكون هذا الشعار , شعارا سياسيا عملانيا بامتياز , في بيئة شرق أوسطية تتداخل فيها المصالح وتتقاطع فيها المشاريع الكونية , عبر مسارات متداخلة , ومستويات متتالية , وفي كل الساحات , الكبيرة منها والصغيرة .
وخصوصا أن الطرف المقابل في هذا "الصراع السياسي" , وفق مفهوم السلطة الفلسطينية له , يكرسه شعار (السلام هو الطريق الوحيد) .
وخصوصا أن الطرف المقابل هو إسرائيل , الكيان الاستعماري , والقاعدة الأم للنفوذ الأمريكي والهيمنة الامبريالية المباشرة على جغرافية نفطية بامتياز , وإستراتيجية بما لا يقارن .

وتبقى محطات هذا "الخيار الوحيد" للسلطة الفلسطينية , وعبر محطات التفاوض الفلسطيني على الحقوق نفسها , وليس على آليات الوصول بالشعب الفلسطيني إلى هذه الحقوق نفسها .
تبقى محطات مسار (السلام طريقا وحيدا) , عبر سنوات لامست العشرين عاما من التفاوض المباشر , لا تشير إلى أي نجاح يمكن البناء عليه , ولو بشكل محدود أو جزئي , أو حتى مجرد النجاح في الحصول على {اعتراف علني شفوي إسرائيلي} بهذه الحقوق أو بعضها .

قد تكون السلطة في رام الله , "تفترض" تحولا استراتيجيا في الرؤية الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط , تسمح لها بلعب دور اكبر في المنطقة العربية وجوارها الإسلامي تحديدا , يجعلها "لاعبا رئيسيا" تعتمد عليه أمريكا بما يوازي اعتمادها على إسرائيل , ما قد يفتح الباب أمام السلطة الفلسطينية في الوصول إلى "كيان سياسي" , وبنية اقتصادية , يجاور ويوازي الكيان اليهودي في الأهمية والمكتسبات والسمات والدور .

هذا الفرض السلطوي الفلسطيني , يستند في حقيقته التاريخية على نجاح الأنظمة العربية المرتبطة عضويا بأمريكا وإسرائيل بطبيعة الحال , وتحديدا الأنظمة الملكية العربية .
الحقيقة التاريخية في نجاح الأنظمة الملكية العربية بالبقاء والاستمرار كأُسر تحكم كيانات سياسية , عبر أعراف عشائرية , وقوانين بدائية , وأنظمة أمنية قبلية , قادرة بسهولة على تجاوز كل التقدم الكوني الإنساني الهائل , عبر تعطيل كل قدرات شعوبها ليس في التغيير , بل حتى في مجرد الإصلاح .

بالتأكيد أمريكا تستطيع , عبر إدارة إسرائيل المباشرة , لهذه الكيانات الملكية الأسرية العربية المتخلفة , أن تؤمن لها البقاء والاستمرار وبسهولة كبيرة تعود أسبابها الرئيسية إلى (بنية العقل العربي) غير القادر على استيعاب مفاهيم المعاصرة والتطور الارتقاء والتنمية , من بين جملة مفاهيم إنسانية حتمية , قرر العرب جميعهم , أنهم لا يحتاجونها .

ولذلك يكون الرهان السلطوي الفلسطيني , على أمريكا راعيا للسلام , وعلى إسرائيل شريكا في السلام , رهانا يستند على واقع ملموس , لجوار عربي , حقيقي ومستمر .

ولكن هذا يعني أيضا , أن السلطة الفلسطينية , ترى في الشعب الفلسطيني , مجموعات إنسانية غير واعية , هويتها الحقيقية عشائرية , وطموحها المستقبلي تحالفات قبلية , ورؤيتها الوحيدة للدولة على أنها مجرد أعراف وتقاليد وقيم , بسيطة وساذجة وكافية لحياة بدائية , ولكنها كريمة بطريقة ما في مكان ما .

هذا يقودنا , إنسانيا أولا , وقبل كل شيء , إلى تعريف السلطة الفلسطينية على أنها "سلطة أسرية" , لا تقوم حتى على أساس الأسرة الواحدة , بل تستنسخ نظاما لا تمتلك ركيزته الرئيسية والوحيدة والبالية والمتداعية .
تماما كالأم الحاضنة , النظام الرسمي العربي , أو الشريك الاستراتيجي في خيار السلام الوحيد , إسرائيل .

والحقيقة التاريخية , الحقيقة العلمية والحتمية أيضا , تقول بأن الكيانات المتجاورة تستنسخ بعضها بعضا , عندما تعجز عن إلغاء بعضها البعض .

الغرائبي في الواقع السلطوي الفلسطيني , والجوار الإسرائيلي والرسمي العربي المتحد في الجوهر , هو تعريفهم لحركات المقاومة الإسلامية , في أنها (حركات رجعية سلفية) , لا تنتمي إلى الحاضر والمستقبل بل إلى التاريخ .

الصحيح في الواقع السلطوي الفلسطيني , والجوار الأمريكي إذا جاز لنا التعبير , وليس اقل من ذلك , هو أنهم أكثر سلفية من حركات المقاومة الإسلامية ورؤيتها للنظام السياسي وعلاقة المواطن بالسلطة .

السلطة الفلسطينية ترى في الشعب الفلسطيني مجرد أفراد , هم ليسوا أكثر من رعايا بمعنى الأتباع .
وترى في الدولة "قبلية" , وفي النظام السياسي "أسرة" , تقوم على قاعدة ليس الدم حتى , بل التبعية والارتهان .
ولذلك , هذه السلطة الفلسطينية , وحاضنتها الرسمية العربية , أو الإسرائيلية , أو الأمريكية , لا فرق , وليس هناك أي نوع أو شكل من أشكال الفرق , حتى التخيلي .
تريد أن تعود بـ "الشعب الفلسطيني" , ليلتحق ببقية "العشائر العربية" , إلى العصر الجاهلي , بل ربما إلى عصر الجاهلية الأولى .

هذه العودة إلى البدائية الإنسانية , هي التي تجعل السلطة الفلسطينية في "مواجهة حتمية" , مع حركات المقاومة الفلسطينية , وتحديدا الإسلامية منها .
وهي لذلك ليست "أداة احتلال" وفقط , تعمل وفق الآليات الإسرائيلية , ورؤية الجنرال الأمريكي دايتون للمنطقة كلها .
بل هي "أداة استعمار" , لن يقتصر دورها على التنازل عن الحقوق الوطنية الكبرى للشعب الفلسطيني .
بل يتعداه إلى التنازل عن المستقبل الفلسطيني كله , الوجود والهوية والتاريخ والجغرافيا .

يبقى السؤال الحاد والقاطع :
هل هناك فرق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ..!!

ويبقى الجواب الأكثر إلحاحا :
السلطة الفلسطينية هي الأخطر على الشعب الفلسطيني .

26/6/2010











 
رد مع اقتباس